الخلق من تراب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 08:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-10-2017, 03:18 PM

عبد الوهاب السناري
<aعبد الوهاب السناري
تاريخ التسجيل: 11-16-2014
مجموع المشاركات: 229

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الخلق من تراب

    02:18 PM January, 10 2017

    سودانيز اون لاين
    عبد الوهاب السناري-نيروبي
    مكتبتى
    رابط مختصر

    ماهية التراب الذي خُلِق منه الناس

    هنالك شبه إجماع بين المفسرين أن في التراب الذي خُلِق منه الإنسان، كما ورد في القرآن الكريم، إشارة إلى آدم، عليه السلام. لكن الرازي كان من أوائل المفسرين، إن لم يكن أول من طرح، إحتمال أن يكون في التراب الذي خُلِق منه الإنسان، إشارة إلى ماء الرجل ودم الطمث (إستناداً على ما كان سائداً أن الإنسان يخلق نتيجة إختلاط ماء الرجل ودم الطمث)، وليس إلى أبينا آدم. ولعل الرازي إستند في تأويله هذا على ما ورد في القرآن الكريم من أن عيسى، عليه السلام، وأن صاحب الجنة، بل أن الإنسان، خُلِق من تراب، مثلما خُلِق آدم من تراب. فهل التراب الذي خُلِق منه آدم ليس التراب المعروف والمشتق من التربة؟ وهل هو نفس التراب الذي خُلِق منه بقية الناس؟ وهل التراب ضربٌ من ضروب المجاز، القصد منه الإشارة إلى نطفة الرجل وبويضة المرأة كما أشار الرازي، أم لأبوي كل إنسان، لا لأن آدم خُلِق منه، بل لأن عناصر أجسام جميع الآباء أُشْتقت منه بالتغذية؟

    قبل الخوض في هذه التفاصيل كان لزاماً علينا أن نقف قليلاً لتعريف التراب. فهو مشتقٌ من التربة، والمُكَوِن الرئيس للطبقة السطحية الهشة التي تغطي صخور القشرة الأرضية، والتي نتجت عن تفتت الصخور وإنحلال بقايا المواد العضوية، نباتية كانت أو حيوانية أو غيرها. والتربة هي طبقة الأرض الصالحة، من الوجهة الحيوية والطبيعية والكيميائية، لأن تكون مهداً لحياة النبات، وذلك لتوفر عناصر نموه فيها. ويمكننا القول أن أجساد جميع الحيوانات، بما في ذلك الإنسان، تنبت من التربة عن طريق التغذية، لأن غذاءها مشتقٌ مباشرةً، أو غير مباشرةٍ من النباتات التي تنبت من التراب. كما، ويحق لنا القول أيضاً أن جميع النباتات والحيوانات هي في حقيقة الأمر تراب، لأن جميع عناصر أجسامها مشتقة منه، ولأن هذه العناصر تعود إلى التراب بعد موتها، حيث تتحلل إلى مواد أقل تعقيداً بفعل كائنات متخصصة تسمى المُحَلِلات. يحدث ذلك التحلل بمساعدة العوامل الطبيعية، مثل الحرارة والماء. وعندما تعود هذه المواد المتحللة إلى التربة، يقوم النبات بإمتصاصها، ومن ثم يتغذى عليها ويصنع منها مواداً، تتغذى عليها سلسلةٌ من الحيوانات بصورة مباشرة أو غير مباشرة، لتكتمل بذلك الدورة الغذائية.

    إجتمع رأي رواد التفسير أن آدم، عليه السلام، خُلق مباشرةً من التراب، وأن في التراب الذي خُلِق منه الناس، إشارة إلى آدم، لأنه أبو البشر والإنسان الوحيد الذي خُلِق من تراب. لكن الآية الوحيدة التي أكدت صراحةً على خلق آدم من تراب، ورد فيها أن عيسى، عليه السلام، خُلِق أيضاً من تراب:
    إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُون (59): سورة آل عمران (3).

    ولكن، إذا ورد في القرآن الكريم أن كلاً من آدم وعيسى قد خُلِق من تراب، وإن شُبِه التراب الذي خُلِق منه عيسى بالتراب الذي خُلِق منه آدم، وإن لم يميز القرآن الكريم بين التراب الذي خُلق منه عيسى والتراب الذي خُلِق منه آدم، ألا يدل ذلك أنهما خُلقا من نفس التراب؟ وعلى الرغم من تأكيد النص السابق على خلق كلٍ من آدم وعيسى من تراب، إلا أن المفسرين قالوا أن هذا النص يقارن بين معجزتي خلق آدم من التربة، أي من دون أب أو أم، وبين خلق عيسى من دون أب. قد يكون هذا الرأي مقبولاً، لولا أن المولى، جل شأنه، أوضح لنا بصريح العبارة، أن صاحب الجنة الذي إغتر بجنته خُلِق أيضاً من تراب، مثلما خُلِق كل من آدم وعيسى من تراب:
    قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37): سورة الكهف (18).

    ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل أن القرآن الكريم أكد في أربعة نصوص أخرى، أن جميع الناس خُلِقوا من تراب:
    يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5): سورة الحج (22).
    وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ (20): سورة الروم (30).
    وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11): سورة فاطر (35).
    هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67): سورة غافر (40).

    ولا يمكن، لمن أخذ بالمعنى الظاهر لهذه النصوص، إلا أن يخلص إلى أن جميع الناس، بمن فيهم آدم وعيسى، خُلِقوا من تراب. فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا، ليس عن خَلْق جميع الناس من تراب، بل عن ماهية التراب الذي خُلِق منه آدم، مقارنةً بالتراب الذي خُلِق منه بقية الناس. ولما لم يميز القرآن الكريم صراحةً بين هذين الترابين، فقد قال المفسرون، إستناداً على قصة هيكل آدم الطيني، أن التراب الذي خُلق منه آدم مشتق من التربة، بينما في التراب الذي خُلِق منه بقية الناس، إشارة إلى آدم، عليه السلام. وذلك على الرغم من عدم وجود أي نصٍ يدعم هذا الرأي صراحةً.

    وقد طرح الرازي رأياً ثانياً، مفاده أن المني ودم الطمث، والذين يؤدي إلتحامهما إلى خَلْق الإنسان كما كان سائداً في ذلك الحين، هما في حقيقة الأمر تراب. إستند هذا الرأي على الفكرة السائدة في ذلك الوقت، من أن الحمل يحدث نتيجة إختلاط مني الرجل بدم الطمث، وليس نتيجة إلتحام الحيوان المنوي بالبويضة، والذي تنتج عنه البويضة المخصبة أو الزايجوت، كما هو معلومٌ حالياً. كما أن الرازي عَرَّف النطفة، والتي تلي طور التراب، تعريفاً خاطئاً، حين ذكر أنها ماء الفحل. وعليه يمكننا وصف تسلسل خَلْق الإنسان من تراب، إستناداً على تفسير الرازي، كما يلي: إلتقاء نطفة الرجل وبويضة المرأة (تراب)، ويتبع ذلك طور النطفة، والذي عَرَّفه الرازي خطأً بنطفة الرجل. تتحول النطفة بعد ذلك إلى علقة، والتي وصفها الرازي خطأً بأنها قطعة الدم المتجمدة. وقد لا يجد القارئ أي مشقةٍ ليستنتج أن هذا الوصف لا ينطبق على أطوار خلق الجنين في الرحم كما بينها العلم الحديث اليوم.

    أظهر علم الأجنة مؤخراً صدق النصوص القرآنية التي تصف تطور الجنين في الرحم، بدأً بالنطفة، وهي الزايجوب الذي ينتج عن إلتحام الحيوان المنوي وبويضة الأم؛ ثم العلقة، والتي تمثل طور تعلق البويضة المُخصبة بجدار الرحم؛ وإنتهاءً بالمخاض وولادة الطفل. يمكننا إذاً القول أن الوصف الذي أطلقه الرازي على التراب، كان في حقيقة الأمر وصف للنطفة كما نفهما اليوم؛ وأن تعريفه للنطفة على أنها ماء الفحل، خالٍ من الصحة. وأصبح أيضاً بإمكاننا تصحيح وصفه للتراب، والذي قال أنه يشير إلى المني ودم الطمث (البويضة)، على أنه في الحقيقة، وصفٌ للحيوان المنوي والبويضة، أو للمصدر الذي أنتجهما، ولا نعني بذلك سوى الأبوين. ويُعتبر وصف الأبوين بالتراب من ضروب المجاز المرسل المبني على المسببية، حيث تمت تسمية الأبوين بإسم ما تسبب عنهما (التراب).

    أصبح بإمكاننا الآن تصحيح فكرة الرازي عن الخَلْق من تراب بأنه يبدأ بالتناسل الجنسي، والذي يؤدي إلى إلتحام الحيوان المنوي بالبويضة الناتجين عن الأبوين (التراب)، وأن جميع أطواره تحدث في الأرحام، بدأً بالنطفة، وإنتهاءً بمولد الجنين. ولا تنقطع علاقة الإنسان بالتراب بعد خروج الجنين من بطن إمه، لأن غذاءه يتسلسل إلى تراب طيلة أطوار حياته، والتي يمر فيها من طور الطفولة إلى طور الشباب ثم الكهولة ثم الموت. ولعل المولى، جل شأنه، أراد من تضمين أطوار نمو الإنسان بعد ولادته في جميع آيات خلق الإنسان من تراب، لَفْت إنتباهنا إلى الصلة الوثيقة بين الخلق من تراب وبين تغذية الإنسان من تراب، والتي سنري لاحقاً أن القرآن الكريم أطلق عليها إسم النبات. فما السر وراء وصف القرآن الكريم للأبوين بالتراب؟

    بإمكانك تحميل هذا البحث ومقالات أخرى من المواقع التالية:
    https://sites.google.com/site/abdelwahabsinnary/
    https://www.facebook.com/groups/mankindinquran/https://www.facebook.com/groups/mankindinquran/
    https://www.facebook.com/sinnaryabdelwahabhttps://www.facebook.com/sinnaryabdelwahab
                  

العنوان الكاتب Date
الخلق من تراب عبد الوهاب السناري01-10-17, 03:18 PM
  Re: الخلق من تراب عبد الوهاب السناري01-10-17, 03:22 PM
    Re: الخلق من تراب عبد الوهاب السناري01-10-17, 03:24 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de