|
Re: دراسة مقارنة بين الولايات المتحدة والسود� (Re: Mannan)
|
من كل ماسبق ذكره نخلص الي الاتي: ١/ كل الانظمة السابقة التي حكمت السودان عسكرية كانت ام مدنية يمينية كانت ام يسارية عدا نظام الاسلاميين تتفق حول مبداء العقد الاجتماعي وتوفير شبكة الامان الاجتماعي والذي بمقتضاه تتكفل الدولة بتوفير التعليم والصحة والخدمات المجانية مقابل التزام الموطن بدفع الضرائب٠حاد عن هذا المبدا الراسخ اخوان الشيطان في الحكم لسبب بسيط فهولاء القتلة لم ياتوا لعمل اي شئ للمواطن وكان همهم النهب والسلب فهم عصابة ومافيا لبست لبوس الدين ليس الا احتيالا لخداع البسطاء من اهلنا . 2/ يشبه حكم المتاسلمين الي حد كبير الحكم التركي في القسوة في جمع الضرائب والاتاوات ويمكن ان يتفوق الحكم التركي البغيض عن هؤلاء المجرمين بانه اقام اولي لبنات الادارة الحديثة بينما ارجع حكم مافيا الاسلام البلاد الي القرون الوسطي في كل مناحي الحياة. 3/ حتي الولايات المتحدة وهي معقل الراسمالية القحة ادركت انظمتها المتعاقبة اهمية رعاية مواطنيها والالتزام بمبداء العقد الاجتماعي وظلت الحقوق الاقتصادية المكتسبة عبر نضال طويل ظلت هذه الحقوق راسخة عبر كل الانظمة سواء ان كانت يمينية او يسارية. وقد يتسائل البعض عن عدم منطقية المقارنة اصلا بين دولة غنية في مستوي الولايات المتحدة ودولة في ازمة مزمنة ومثل السودان ولكن لفهم هذه المقارنة يجب ملاحظة الاتي: اولا: قرار توفير شبكة الامان الاجتماعي لا علاقة له بمدي غني او فقر الدولة انما هوموقف سياسي اخلاقي في المقام الاول فلقد طبق الرئيس ايزانهاور النيوديل والاقتصاد الامريكي في عمق ازمة الكساد التاريخي وطبق مبدا توفير شبكة الامان الاجتماعي في كل الحقب الامريكية سواء ان كانت الادارة جمهورية او ديقراطية او يعاني الاقتصاد من عجز في الميزانية ام فائض فهو مبدا اخلاقي قبل كل شئ. ثانيا: كثيرا من دول العالم الثالث من حولنا في افريقيا وبعضها اكثر فقرا لم ولن تحيد عن مبدا توفير شبكة الامان الاجتماعي من مجانية تعليم وصحة توفير مايحتاجه المواطن لسبب بسيط وهو ان توفيرشبكة الامان الاجتماعي من اهم مسئؤليات الدولة المحترمة مصر واثيوبيا مثلا. ثالثا: كل الحقب التي مرت علي حكم السودان اكدت علي مبداء توفير شبكة الامان الاجتماعي سواء كانت الميزانية تعاني من عجز او تتمتع بفائض فالمسالة هي مسالة مبدا ولتاكيد ذلك يلاحظ ان فترة الانتعاش الاقتصادي والحقبة النفطية والتي يفترض ان تنعكس علي الموطن في ضمان وضع افضل ولكن علي العكس مازال المواطن يدفع علي كل خدماته الاساسية بينما نهبت شرائح الطفيلية المتاسلمة كل فوائض البترول التي استقرت في بنوك تركيا وماليزيا.
محمد محمود الطيب استاذ الاقتصاد كلية هوارد الجامعية الولايات المتحدة [email protected]
| |
|
|
|
|
|
|
|