|
Re: علم البروز× علم الاستقلال...واحتفالات الا� (Re: adil amin)
|
استهداف مصر وليبيا * كانت مصر وليبيا من اوائل الدول العربية التي استهدفها النظام الجبهوي رغم مساندة هاتين الدولتين له عند انشائه. فحين مدت ليبيا حكومة الخرطوم بدعم مادي هام تمثل في توريدات الوقود في وقت كانت في اشد الحاجة اليه، قامت مصر بتسويق البشير لدى العالم العربي بوصفه مصلحا وطنيا بلا انتماءات ايديولوجية. ولربما اعتقد الترابي ان ليبيا هي اضعف حلقات السلسلة، ولهذا قصد السيطرة عليها من الداخل عبر الجماعات الاسلامية الليبية. ولربما ظن ايضا، انه لو تحققت له تلك السيطرة فسيسهل عليه التحكم في شمال افريقيا، ثم الانطلاق بمشروعه الثوري الاسلاموي نحو اوروبا. تطلعات الترابي، بلا شك، اخذت تتجاوز الخيال، كما لم يتردد ذهنه، فيما يبدو، بين الشك واليقين في قدرته على تحقيقها. ففي خطاب جماهيري له بمدينة كسلا (شرق السودان) قال: ان كان الاسلام قد انطلق الى اوروبا في ماضيه من قلعة الامويين في دمشق، فانه سينطلق اليوم اليها من السودان. تقابل الترابي، حسبما ورد في تقرير فريق العمل الاميركي، مع عدد من المنشقين الليبيين للتخطيط للاستيلاء على الحكم في الجماهيرية الليبية. في ذلك الاجتماع، كما يقول نفس المصدر، اثنان من كوادر الجبهة. وفيما نلمح، كانت تلك الجماعة تعتقد ان السير الى طرابلس لن يكون اكثر من نزهة بلا عناء، كما كان الترابي على يقين بأن القذافي في موقف ضعف شديد تجاه «الحركة الاسلامية» في بلاده. ففي حديث مع صحافي اميركي قال: ظل القذافي، في الآونة الاخيرة، يدعو الحكومة السودانية، بطريقة واضحة لا لبس فيها، لإبعاد الدين عن السياسة وعدم الخلط بينهما. حقيقة الامر، ان القذافي في غاية القلق من الظاهرة الاسلامية التي تحيط به من كل مكان. المهمة لم تكن بالسهولة التي توقعها الترابي، بل انتهت بسرعة لم تتوقعها حتى العناصر التي كانت حسب ظنه تحيط بالقذافي من كل مكان. اعتقل النظام الليبي كل هذه العناصر وتم اعدامها، بل اعدام كل من لحقت به شبهة التعاون معهم، كما توقفت ليبيا عن مد السودان بالنفط. في الوقت ذاته، امتدت ايدي الجبهة ايضا الى المغرب القصي: موريتانيا المسالمة. ففي 3 اكتوبر (تشرين الاول) 1994، اعلنت صحيفة «موريتانيا الجديدة» القبض على خمسة اشخاص ينتمون الى جماعة الجهاد الاسلامي بينما كانوا يخططون لحملة ارهابية في موريتانيا لزعزعة استقرار نظام الحكم. وجاءت هذه المجموعة، طبقا للمعلومات الامنية التي توفرت للصحيفة، من السودان. اخطر المغامرات الخارجية للجبهة تمثلت في مساندتها للغزو العراقي (او بالحري غزو صدام) للكويت، رغم ازدراء الترابي المعلن للرئيس العراقي. ففي محاضرته بجامعة فلوريدا، وصف الترابي صدام بـ«عدو الاسلاميين الذي لن ينخدع الاسلاميون ابدا بدعوته المتكررة للجهاد». وحين كان الترابي يجاهر باستيائه من صدام في تامبا بولاية فلوريدا، كانت حكومته في الخرطوم تقدم جزءا من ارضها كمخزن لأسلحة الدمار (صواريخ سكود) العراقية حماية لها من هجوم القوات المتحالفة ضد العراق. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2002، ادلى وزير الداخلية السعودي، الامير نايف بن عبد العزيز، بحديث لجريدة «السياسة» الكويتية ونقلته عنها صحيفتان سعوديتان. قال الامير نايف ان وفدا ضم الغنوشي (تونس)، والترابي (السودان)، والزنداني (اليمن)، واربكان (تركيا) زاره عند احتلال العراق للكويت واجتمع مع القيادة السعودية للتوسط في النزاع. وعندما جابه المسؤولون السعوديون الوفد بسؤال محدد: هل تقبلون احتلال بلد لبلد؟ اجابوا بأنهم ما اتوا الا ليسمعوا، ولكن ما ان وصل الوفد بغداد حتى اعلن تأييده للعراق. هل كان التناقض بين حديث الترابي في تامبا، واعماله في الداخل توزيعا للأدوار، ام هو جزء من استراتيجية الحديث بلسانين: واحد لمخاطبة الخارج، والثاني لمخاطبة الداخل؟ وكان الامير نايف صريحا في حديثه حول الترابي في التصريح الذي اشرنا اليه آنفا، قال: «لقد عاش الترابي في المملكة ودرّس في جامعة الملك عبد العزيز، وكنت اعتبره صديقا، وكان يمر عليّ دائما، خصوصا عندما عمل في الامارات. كان لا يأتي المملكة الا ويزورني. وما ان وصل الى السلطة حتى انقلب على المملكة. ذلك هو نفس التفكير الذي رمى بالترابي العالم الى مساندة الجماعات الاسلامية المتطرفة في الجزائر، رغم كل جرائمها وجرائرها التي لا تشرف مسلما ولا الاسلام. كان واثقا من انتصارها في النهاية، مثل ثقته في انتصار نبوخذنصر العراق، ولهذا صمت عن كل فتاواهم التي احلوا بها قتل النساء والاطفال من اهلهم تأسيا كما زعموا، بابراهيم: «قد كان لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده» (الممتحنة: 60/4).
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
علم البروز× علم الاستقلال...واحتفالات الاستقلال1 يناير 2017 | adil amin | 12-29-16, 12:24 PM |
Re: علم البروز× علم الاستقلال...واحتفالات الا� | adil amin | 12-29-16, 12:26 PM |
Re: علم البروز× علم الاستقلال...واحتفالات الا� | adil amin | 12-29-16, 12:53 PM |
Re: علم البروز× علم الاستقلال...واحتفالات الا� | adil amin | 12-29-16, 01:06 PM |
Re: علم البروز× علم الاستقلال...واحتفالات الا� | adil amin | 12-29-16, 01:32 PM |
Re: علم البروز× علم الاستقلال...واحتفالات الا� | adil amin | 12-29-16, 01:34 PM |
Re: علم البروز× علم الاستقلال...واحتفالات الا� | adil amin | 12-29-16, 01:40 PM |
Re: علم البروز× علم الاستقلال...واحتفالات الا� | adil amin | 12-30-16, 03:58 AM |
Re: علم البروز× علم الاستقلال...واحتفالات الا� | adil amin | 12-30-16, 10:23 AM |
Re: علم البروز× علم الاستقلال...واحتفالات الا� | adil amin | 12-31-16, 04:34 AM |
Re: علم البروز× علم الاستقلال...واحتفالات الا� | adil amin | 12-31-16, 06:43 AM |
Re: علم البروز× علم الاستقلال...واحتفالات الا� | adil amin | 12-31-16, 02:51 PM |
Re: علم البروز× علم الاستقلال...واحتفالات الا� | adil amin | 01-02-17, 04:42 AM |
Re: علم البروز× علم الاستقلال...واحتفالات الا� | adil amin | 01-02-17, 04:44 AM |
|
|
|