|
Re: الأسباب الخفيِّة لدعاة الحوار مع نظام الك (Re: صلاح أبو زيد)
|
يورد أيضاً السيد ابوبكر القاضي في تبريرة لمحاورة و التفاوض مع النظام الأتي: ((٢) العصيان كذلك كشف عن ضعف المعارضة بكل اشكالها !!
اذا كانت انتفاضة سبتمبر ٢٠١٣ قد كشفت عن بؤس المعارضة الحزبية و النقابية في الخرطوم ، و دورها البائس في قيادة الشارع السوداني لاحداث التغيير عبر الانتفاضة ، فان عصيان ٢٧/نوفمبر ٢٠١٦ قد عمق هذا المفهوم ، فالعصيان كان ( يتيما ) ، بلا اب ، لم يدع حزب سياسي واحد انه حرك هذا العصيان ، و اذهب اكثر من ذلك واقول ان العصيان ربمالا يجد استجابة لو ان الدعوة اليه جاءت من الاحزاب السياسية بوضعها البائس الراهن ، و قد نجح اهل الانقاذ في تفتيت الاحزاب و اضعافها حتي اصبحت عديمة الفاعلية ، و لم يسلم حزب المؤتمر الوطني نفسه من هذا الدمار وداء الانقسام !)
إطلاق صفة ضعف المعارضة بكل أشكالها ، فيه الكثير من التجني .فالإنقاذ طبعا بلا منازع قد نجحت في تفتيت المعارضة، ونجاحها في هذا العمل يرجع لأسباب عدة، ليس من بينها ، قوة و شعبية السلطة الفاسدة في الخرطوم . إنما يرجع في المقام الأول ، إلى ضعف التجربة السياسية للقيادة التقليدية الحزبية للمعارضة بشكلها القديم، وضعف أدواتها. لكن الكلام عن المعارضة يجبألّأ يكون من خلال الصورة الساكنة عنها، كما في تصور الكثيرين، و في مخيلة الكاتب. فالمعارضة عرضة للتغيير و التشكل. ، لأن المعارضة هي نفسها حركة متغيرة و متجددة. منذ 1989 قد جرت مياه و مياه من تحت الجسور. فالمقاومة الآن هي المعارضة الأسفيرية، التي لا تعرف القيود ، ولا تحتاج لتبادل مصالح مع دول أخرى لتهب لها، المكان، أو الإستضافة و التمويل . معارضة الجيل الجديد ، وطبيعتها ، هي حصانتها الوحيدة ، من الإنقسام او تغيير المواقف، تبعا لمسار السلطة والثروة. الأن تتوفر المعارضة التي بمقدورها قيادة الشارع نحو إنتفاضة بشكل جديد . وعلى عكس ما يذهب إليه الكاتب ، فإن العصيان لم يكشف عن ضعف المعارضة بكل أشكالها ، إنما كشف عن قوة المعارضة الجديدة الصاعدة، وعن حقيقة إمتلاكها لأدوات أمضى من سلاح الحوار والتفاوض الذي لا يفضي إلا لحلول مؤقتة. نواصــــــــــــــــــــل
|
|
|
|
|
|
|
|
|