01:58 PM December, 05 2016 سودانيز اون لاين فضل الله احمد ابو ياسر-النرويج مكتبتى وسائط العصر أو الفضاء الإسفيري المفتوح و الأسرة و الله إنها مصيبة و أيما مصيبة ، حقيقة إن الأسرة السودانية الدافئة الممتدة قد بدأت تتلاشى شيئاً فشيئاً و تضافرت عدة عوامل في موت الأسرة الممتدة أولها ضيق المنازل فتفرقت الأسرة الكبيرة و تقطعت بهم الأسباب و تباعدت المسافات فاصبحت لقاءاتهم لا تتم إلاَّ في الضرورات ، ثم قضت ضائقة المعيشة و الضنك على التواصل و التراحم ، فانشغل رب الأسرة بالركض لكسب معيشة هذه الأسرة ، فيأتي بعد وقت طويل من الكد منهكاً فلا وقتاً للجلوس مع أفراد أسرته و متابعة أحوالهم و تبعاً لذلك باتت المشاعر باردة و الإحساس بأفراد الأسرة قد ارتهن أحياناً للظروف و العطاء '' يعني '' دخلت المشاعر من باب المصالح ٠٠ ثم كان اخطر عامل تسبب في برود تلك العلاقات و المشاعر هو وسائط العصر الحديث من '' واتسابٍ إلى viber إلى فيسبوك '' حيث اصبح كل فرد في الأسرة مشغولاً بهاتفه منشغلاً عن غيره و رغم جلوس كل أفراد الأسرة في مكان واحد ، فحلَّ الصمت محل الحوار والنقاش و بذلك قد لا يجد الأب فرصة لمعرفة مشاكل ابنائه سواءاً كانت في دراستهم أو علاقتهم الإجتماعية و إدراك ما يحيط بهم من المخاطر ( تعاطي مخدرات و ما يتبعها من إنحدار القيم ) و كذلك البنت التي لا تجد إهتماماً كافياً و رعاية من والديها و على الأخص '' الأم '' تجد هذه الفتاة نفسها موقف حرج و هي في حاجة لمن يساندها و يأخذ بها لبر الأمان ، فتردت بناتنا إلى أسوء مراحل الإنحلال و ما '' دار اللقطاء '' ببعيدة ٠ و في المجمل أدى هذا الإنعزال '' اللحظي '' لعواقب وخيمة ، حيث لا يهتم أي واحد لوجود الآخرين ٠٠ إضف إلى ذلك هناك مواقع أخرى اشد خطراً من سابقاتها ألا و هي '' المواقع الإباحية '' و التي لا توجد عليها رقابة صارمة لا من الأسرة و لا من الجهات الرسمية - رغم أن الجهات المسئولة - تقوم بحجب تلك المواقع و لكن هذا لم يحد من خطورتها فتعرضت كثيراً من الأسر للتفكك و الإنحلال نتيجة لذلك ، إلاّ من رحم الله ٠
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة