قولبة التاريخ ؛ مصر والسودان - كتب عماد حرزاوي هل نصدق ما ورد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 11:03 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-19-2016, 07:58 AM

عبد الله شم
<aعبد الله شم
تاريخ التسجيل: 05-03-2013
مجموع المشاركات: 2212

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قولبة التاريخ ؛ مصر والسودان - كتب عماد حر� (Re: زهير عثمان حمد)

    الاخ ابو الزهور تحياتي وسلامي
    عماد حرزاوي من الاقلام الحاذقة في تناول تاريخ وادي النيل
    وهو من دعاة الاصل السوداني لحضارة وادي النيل بشقيها
    اهدي لك هذا المقال الرائع له
    ملاحظات تاريخية:-
    _______________
    أقاليم وادي النيل والأصل السوداني للحضارة:-
    ______________________________
    عماد حرزاوي
    تمهيد:-
    ______
    • دعونا نقدم بعض الملاحظات التاريخية التي تدعم الأصل السوداني لحضارة وادي النيل وهو إن كان أصلاً ثابتاً إلا أن الإستزادة من تدعيمه بالقرائن لا بأس به.
    • هذه المرة نذهب الي إحدي دراسات علم المصريات الهامة ألا وهي ما يعرف بدراسة أقاليم وادي النيل التي حوّرها علم المصريات لما يسمي بدراسة أقاليم مصر الفرعونية ليحصر الحضارة في مصر الحالية ويستبعد السودان وهي دراسات لها أهمية كبيرة في علم المصريات.
    ___________________________
    1) تقسيم حضارة وادي النيل الي أقاليم وإن كان قد جري بصفة أساسية في الرقعة التي تنتظم مصر بحدودها الحالية إلا أن هذا لا يشير بحال من الأحوال الي إنفراد مصر الحالية بحضارة وادي النيل كما يرنو الي ذلك أنصار الأصل (المُتمصِّر) لحضارة وادي النيل فلأسباب ديمغرافية معينة تحول مركز ثقل حضارة وادي النيل الي مصر الحالية بعد بداياته في السودان المروي (سنار-الخرطوم-دنقلا-أسوان) ويمكن لفهم هذه الجزئية أن نقول بإختصار أن الرقعة المصرية التي تطورت فيها حضارة وادي النيل القديمة كدولة مكتملة كانت تعتبر المركز الحضري لوادي النيل خصوصاً المنطقة التي تشمل صعيد مصر الحالي وتتمركز حول الأقصر وهي طيبة العاصمة التاريخية لحضارة وادي النيل بينما تمثل بقية المناطق جنوباً وشمالاً وغرباً وشرقاً الإمتدادات التي تشبه الأرياف بالمقابل للمدن بالمفهوم الحضري الحالي أو كما نقول حالياً الأحياء الجديدة مقابل الاحياء القديمة.
    2) تقسيم التمركز الحضري هذا الي أقاليم وضح أسبابه علماء التاريخ المتخصصين بآراء كثيرة يمكن أن نستخلص منها أن الهدف من تقسيم التمركز الحضري الي أقاليم كان يهدف بصفة أساسية لإستغلال الأراضي الزراعية الخصبة ومياه النيل الوفيرة بما يحقق الإستقرار المعيشي للعشائر التاريخية لوادي النيل التي تدافعت طيلة العصور الحجرية القديمة والمتوسطة والحديثة في سبل عيش مختلفة قوامها الجمع والإلتقاط والصيد حتي توصلت الي معرفة الزراعة وتربية الماشية وقد حمل هذا التقسيم في طياته معظم إن لم يكن كل المفاهيم المادية والمعنوية التي سادت بين هذه العشائر منذ آلاف السنين فكانت للأقاليم شعارات دينية وسياسية وجغرافية فقد إزدحمت هذه الشعارات برموز الصقر والوعل والأفعي ... الخ وكان لكل إقليم علم ونتر وعاصمة ... الخ وربما كان ذلك يدل علي تعدد التنوع بين عشائر وادي النيل التي أسست حضارة وادي النيل ولكن لا يخرجها إطلاقاً من الأصل الأفريقي السوداني الأسمر/الأسود. علي الأقل منذ ما قبل عهد الأسرات الي نهاية عهد الأسرات في مصر الحالية.
    3) تاريخياً عُرف الإقليم بإسمين حسب علماء الهيروغليف فهناك لفظ (سب=sep) ويعني إقليم وهناك لفظ (حسب=hesp) ويعني مقاطعة واللفظ الأول أصله يعني الفصل والتقسيم وإنشاء إقليم يشير الي عملية الفصل والتقسيم واللفظ الثاني أصله يعني القطع والعد وإنشاء إقليم يشير الي عملية القطع والعد وإن كنا نرجح أن اللفظ الثاني أكثر ترداداً من ناحية لغوية لأنه مستمر الي الآن في عاميتنا في السودان ومصر بعدة تخريجات لغوية فنجد تسمية (عِزْبَة) وهي المنطقة الزراعية المحصورة تكثر في صعيد مصر كما لدينا في السودان ففي العاصمة الخرطوم هناك العزبة وهي معروفة في مدينة بحري كما نجد أن الحساب والعد وجباية الضرائب أُشتقت من هذا اللفظ بل أن جمع اللفظ هيروغليفياً (حسب+و=حسبو) يعني الناس المسجلون في جدول الضريبة ونسبته هيروغليفياً (حسب+ي=حسبي) يعني جامع الضرائب بل أن سكان الإقليم يسمون (حسبوت) وهو جمع الإسم والصفة بوضعهما في صيغة المفرد المؤنث بحرف التاء (حسبو+ت=حسبوت>سكان الأقاليم) كما في كمت (كم+ت=كمت> السمر/السود) ولا يفوت عل يفطنة القارئ إن أسماء مثل (حسبو ، حسيب ، حسوبة ، حسب الله) من الأسماء المعروفة في السودان ومصر.
    4) من ناحية أخري كانت الأقاليم في الرقعة المذكورة آنفاً مقسمة لقسمين كبيرين بناءاً علي التقسيم الشهير في وادي النيل وهو التقسيم عن طريق الأرض فكانت منطقة الدلتا تسمي (تا-مح=ta-meh) وترجمها الخشيم الي أرض المحوة والمحوة هي المطر الغزير رغم أن المعلومات الجيولوجية لا تدل علي أن الدلتا كانت منطقة هطول امطار غزيرة وقد كتبنا منشوراً عن (التمحو) سكان غرب النيل عموماً في الأزمنة القديمة وربما لو ربطنا الشبه اللغوي للإسمين مع موضوع هجرات سكان شمال الوادي (مصر) المتصلة خصوصاً قبائل غرب النيل فيها لعلمنا أنه كان هناك نزوح مستمر من جنوب غرب مصر الحالية الي الجنوب الغربي للسودان بسبب تغير نمط العيش بسبب تغير الديمغرافيا والغزوات المتكررة من شعوب البحر علي مصر ومع إحتفاظ هذه المجموعات بالإسم (تمحو) الي وقت بدايات الأسرة الكوشية (حيث نجد الإسم حسب ترجمة رايزنر كلقب لإبنة الزعيم ألارا {تابيري} جدة الكوشيين فقد سميت حسب رايزنر بسيدة الطمياح وهو تصحيف لتمحو) فربما نكوِّن فكرة أن (تا-مح) لا تعني المطر الغزير حرفياً وإنما تعني إسم لهؤلاء السكان خصوصاً أن التاء في (تمحو) أصلية وليست مقطع (تا) الذي يشير الي الأرض وحيث أن هناك تفسير آخر للإسم هو الشمال يصبح هؤلاء هم الشماليين الغربيين في مصر وهذا يتسق مع هجرتهم الي غرب السودان والتسمية الحالية لهم (غرابة) ويكأن توصيفهم يتفق مع نمط عيشهم المترحل وعلي العموم نكتفي بالإسناد للإسم دون الخوض في جدل لغوي توصيفي له ليس المنشور محل له وننتقل الي الإسم الثاني لأرض ما بعد الدلتا.
    5) ما بعد الدلتا حتي أسوان وفقاً للمؤرخين في مجال تقسيمات أقاليم وادي النيل في رقعة مصر الحالية تمت تسميته (تا-شم=ta-shem) ويعني أرض الجنوب ولكن هذا الإسم أيضاً من وجهة نظرنا فيه نظر فأرض الجنوب معروف أن إسمها (تا-خنت=ta-khent) ومعني بها أرض البداية وهو السودان وموجودة آثارياً في نقش الملك سنوسرت الأول (1991-1928 ق.م) المعروف بلوح بوهين أو لوح فلورنسا. كذلك المقطع (شم=shem) فيه باع عريض من التفسيرات اللغوية نجملها في أنه يعني المقر الدائم وموسم الصيف وطريق الرحلات وكلها تشير الي منطقة جنوب مصر وشمال السودان مركز الحضارة بطريقة أو أخري من حيث أنها مقر الحضارة وطريق الزحف الي الدلتا ومناخها حار نسبيا ... الخ ولكن ما يهمنا هنا أن تسمية علماء المصريات لهذين التقسيمين بمصر العليا ومصر السفلي تحوير للحقائق فالألفاظ الهيروغليفية التي أوردها علم المصريات ذاته في هذا الشأن ليس فيها إسم مصر لا بطريقته القديمة التي تحدثنا عنها في منشور سابق (مذر-ميسترايا) ولا بشكلها الحديث فهي تشبه وضع إسم مصر كمقابل لإسم كمت الذي يعني حرفياً (السُمُر) بينما مصر تعني حرفياً وفقاً للغويتها (الحد ، التخم ، القلعة ، الحصن) كما أن إتباعهم نفس التقليد في تسمية النوبة السفلي والنوبة العليا لا يستند علي سند تاريخي آثاري موثوق بل هو إصطلاح جرت عليه الألسنة فمنطقتي النوبة السفلي والعليا كانت تطلق عليهم مسميات مثل تاسيتي ، كوش ، واوات ، نبتا.
    6) السودان بشكله الحالي أيضاً لم يبتعد عن التقسيمات الإقليمية هذه ففي زمن إتساع إمبراطورية وادي النيل التي بلغت أقصي مدي لها في الأسرة 25 الكوشية وشملت كل الرقعة الأصلية لوادي النيل من سنار الي الدلتا كان السودان مقسماً الي أقاليم بتقسيمين كبيرين القسم الأول (نبتا) في الولاية الشمالية حالياً والقسم الثاني (مروي) في الوسط الشمالي الشرقي (جزيرة مروي بين نهر النيل والنيل الأزرق ونهر عطبرة) وكان هناك تسمية (خاستايو=khastaiu) في الشرق ويعني أرض الصحراء (نفس الإسم موجود في الصحراء الشرقية لمصر) كما كانت الجزيرة (الجزيرة بين النيلين الأزرق والأبيض) وحتي جنوب الخرطوم في منطقة سوبا الحالية إقليم يسمي (ألوت=Alut) منذ القرن 3 قبل الميلاد في فترة مروي الكوشية الحضرية وإستمر حتي إنقلاب الإسم الي (ألوديا) ثم تم تعريبه الي (علوة) وكان غرب السودان مشيخات مضطربة الأوضاع تكثر فيها الحروب والقلاقل مثلما جاء في نقش الملكين الكوشيين حارسيوتف وناستاسن حين حاربا أهل أرازة وأهل مخالين والرهرهس الذين ذكروا كمتواجدين في الصحراوين الشرقية والغربية للنيل.... الخ فقط ننوه أن علماء المصريات أهملوا دراسة الفترة الكوشية في وقت إستعار دراساتهم عن حضارة وادي النيل وكان السبب مفهومهم المبدئي الذي إنبني علي أن حضارة وادي النيل حضارة مصر الفرعونية فقط وأن حضارة السودان مجرد إمتداد وتبع لها وهذا ما تم تفنيده مؤخراً بدراسات رواد الأصل الأفريقي للحضارة الذي أثبت أن السودان هو أصل حضارة وادي النيل.
    7) أقاليم مصر الفرعونية كما يسميها علماء المصريات مثل مورية وكيز ونيوبري وجوتيه كانت مرتبة في تقسيمها حسب الأسبقية من الجنوب الي الشمال أي من جنوب أسوان الي الدلتا بتقسيمين مصر العليا وهي الأصل من جنوب أسوان الي منف ومصر السفلي من منف الي البحر الأبيض المتوسط وبينما كانت أقاليم الجنوب أو مصر العليا ثابتة العدد (22 إقليم) وثابتة الحدود كانت أقاليم الدلتا متغيرة وهذه الملاحظة تدفع للتساؤل : إذا كانت حضارة وادي النيل بدأت من الشمال أي الدلتا ثم تمددت الي الجنوب أي السودان فكيف يتم تقسيم الأقاليم بالمقلوب والمنطق السليم يقول أن أول الأقاليم يكون الإقليم الذي نشأت فيه الحضارة وعلي ذلك فبداية تقسيم الأقاليم من الجنوب الي الشمال يدل منطقياً علي أن الحضارة بدأت من الجنوب ثم تمددت الي الشمال وهذا متفق مع ما أثبته رواد الأصل الجنوبي السوداني للحضارة كما أن ثبات عدد وحدود أقاليم مصر العليا يعطي دلالة منطقية علي الإستقرار دوماً في المنطقة والإستقرار يدل علي بلوغ مرتبة متقدمة من التنظيم التي لا تتأتي الا عن طريق خبرات متراكمة في هذا الشأن وفق مفاهيم ذلك الزمان مما يدل علي الأسبقية والأقدمية لأقاليم الجنوب أي مصر العليا علي أقاليم الشمال أي مصر السفلي وننبه هنا الي أن الجنوب الذي إبتدأت منه تقسيم الأقاليم هو منطقة النوبة الحالية في جنوب مصر وشمال السودان والتي يحاول علم المصريات تهميش دورها الأساسي في حضارة وادي النيل وهي أساساً كانت منذ بدايات الحضارة جزءاً من السودان بالوصف الجغرافي المبسط بحدود أسوان شمالاً أُنتزعت في عهد محمد علي باشا بفرمان سنة 1841م العثماني الذي الذي تم بموجبه تثبيت محمد علي باشا في ولاية مصر وراثة وتمكينه بضم أقاليم النوبة التي كانت حدودها الخرطوم وأقاليم دارفور وكردفان والبحر الأحمر وسنار وهي كلها تمثل السودان الحالي وهذا الفرمان ينطبق عليه المثل العربي الشهير القائل : وعد من لا يملك لمن لا يستحق.
    8) هذه الملاحظة تشكل مفاجأة لأنصار الأصل المصري للحضارة وهي أن أول إقليم في تقسيم الأقاليم هو إقليم (تاستي=ta-sti) الذي يقع جنوب أسوان والذي سماه عالم المصريات ألكسندر موريه أرض الإله (ستت) بينما سماه عالم المصريات هنري جوتيه أرض القوس أو أرض السهام (Land of the bow) وعاصمته هي (أبو=ibw) وهي جزيرة ألفنتين بأسوان جنوب مصر حالياً ومعناها جزيرة العاج أو جزيرة الفيل (في مدينة مدني وسط السودان نجد جزيرة الفيل أيضاً) والمفاجأة التي قلناها أن (تاستي=ta-sti) هي أقدم مملكة سودانية عاصمتها (القُسْطُل) التي نقب عنها عالمي الآثار كيث سيلي وبروس ويليامز في حملة إنقاذ آثار النوبة من غمر مياه السد العالي ووجدا فيها مباخر مرسوم فيها أقدم الرموز الملكية الفرعونية منذ ما قبل عهد الأسرات ووضع علي ضوئها الآثاري بروس وليامز الذي خلف الآثاري كيث سيلي في التنقيب نظريته القائلة أن هذه المملكة هي أساس نشأة عهد الأسرات وأن رموز الملكية الفرعونية (السرخ، المركب، التاج، الصولجان ، الواس ، الجد ... الخ) مستمدة من هذه المملكة وقد أعتبرت هذه المملكة النواة الأولي لكوش التي سبقت النسخة الأولي لكوش (حضارة كرمة) بل أن ملوك كوش في الأسرة 25 كتبوا في ألواح تتويجهم مرة أنهم ينتمون لتاستي ونلاحظ أيضاً أن نفس الإسم موجود في المدينة الثالثة للإقليم الثالث (إقليم نخن) وهو (تا-ست-أن-حولو) كما نلاحظ أيضاً أن مدينة (جسي) التي كانت عاصمة للإقليم رقم 5 (إقليم نتروي) بنواحي مدينة قِنا المصرية حالياً تسمي باللغة القبطية (كوس) وهو أحد تحورات الإسم (كوش) وهذه الملاحظات تدفع للتساؤل : إذا كانت حضارة وادي النيل حضارة مصرية بحتة محصورة في مصر إبتداءاً من أسوان الي الدلتا فكيف يتم تقسيم أول إقليم فيها وهو الأقليم الأصلي والأساسي بمعايير ذلك الزمان الذي كانت فيه المفاهيم الإدارية والسياسية بسيطة ومباشرة من منطقة تعتبر منطقة سودانية بحتة طيلة تاريخ حضارة وادي النيل الي القرن قبل الماضي؟! أفلا يدل هذا علي أن بدايات هذه الحضارة الفرعونية المزعومة بدايات سودانية بحتة إبتدأت من شمال السودان في تقسيماتها الإدارية بل نقول أنها حضارة تاسيتية - كوشية طالما أن إقليمها الأول إقليم سوداني تاسيتي - كوشي بحكم الجغرافيا والتاريخ.
    9) عاصمة الأقليم رقم 17 الذي إسمه (إنبو=Inpw) وحدوده المنيا إسمها (كاسا=kasa) {في الرموز الهيروغليفية للإسم حسب المصدر لا توجد العلامة التي تمثل حرف الألف في نهاية الإسم فالإسم يكون علي ما نعتقد كاس} وهو كما نلاحظ شبيه بالإسم الأصل لكوش (كاس=kas) ومع ملاحظة أن تقسيمات هذه الأقاليم ترجع الي المرحلة التالية للتجمع القبلي لعشائر وادي النيل في عصور ما قبل التاريخ والذي نتج عنه عصر ما قبل الأسرات أي منذ زمن الإتحاد الأول (إتحاد حورس) وإستقر في عصر (الدولة القديمة) فهذا يعني أن إسم (كاس) بغض النظر إن كان المقصود به (كوش) حرفياً أم لا كان معروفاً منذ فجر تاريخ حضارة وادي النيل (مع العلم أن الإسم للإقليم يكتب بعلامة كا {الذراعين المفتوحتين} وعلامة سين التعدية {قطعة القماش} وهي كما خرجناه في إسم كوش تعني الروحانيين أي نفس معني تخريجنا لإسم كوش) وأن توريخ المؤرخين له في حوالي 2050 ق.م هو التوريخ المشهور آثارياً ونضيف ملاحظة أخري هي أن اللغوي أحمد كمال باشا ذكر في معرض تحقيقه لقواعد النحو والصرف للغة الهيروغليفية أن الإقليم الحادي عشر في مصر العليا أي الصعيد والذي يسمي (كاحبس) يعرف بالإسم (كايس) وهذا قريب من إسم (كاس) الإسم الآثاري الأصل لكوش وإذا أخذنا في الإعتبار ما ذكرناه سابقاً في منشور عن كوش أن في اللغة الأكدية عرفت الدلتا بإسم (مصرو-كمي=musru-kame) وتعني تخوم مصر وعرف ما بعد الدلتا بإسم (مصرو-كوسي=musru-kusi) ومعناها تخوم كوش وذكرنا أن ذلك يعني أن حدود كوش هي جنوب الدلتا مباشرة فإن ترداد إسمي (كاس) في عاصمة إقليم (إنبو=Inpw) الأقليم رقم 17 و(كايس) إسم الأقليم رقم 11 في مصر العليا أي الصعيد يعني مزيد دلالة علي الأصل السوداني الكوشي لحضارة وادي النيل أو كما قال العلّامة أنتا ديوب بداية حضارة وادي النيل من السودان المروي.
    10) الإقليم رقم 9 في مصر السفلي (الدلتا) في الضفة الغربية لفرع دمياط جنوب غربي سمنود (منطقة الكاهن الأعظم في عهد البطالمة مانيثو السمنودي صاحب التقسيم التاريخي المشهور لحضارة وادي النيل المعروف بعهد الأسرات) يسمي (عنجت=anjt) وفي نطق آخر (عنجة) والنطق الثاني كما نعلم لغوياً فيه تحويل تاء التأنيث الرانكميه/الهيروغليفية. الي تاء تأنيث عربية مربوطة (ـة) وعنجت أو عنجة في تاريخ وادي النيل القديم جداً قبل عهد الأسرات هو الملك الذي خلّفه النتر (أوزير=asr) علي عرش ملكه ويعتبر ذاته (نتر) ومعني إسمه هو (الحامي) وعاصمة الإقليم ذاتها إسمها (عنجة) ومن هذا نقول أن من أشهر الأسماء التاريخية لدينا والتي تثير فضولاً تاريخياً جارفاً لقلة المعلومات عنها ما يعرف بالـ(عنج) الذين ذهب بهم التاريخ مذاهباً كثيرة وخلصنا في دراسة مستقلة لنا منشورة في هذه المجموعة أنهم طبقة ملكية حكمت مملكة علوة وريثة فترة مروي الكوشية بتراث قديم مستمد من أقدم تراثات حضارة وادي النيل وتعرضوا لعملية تنحية عنيفة من الملك بواسطة تحالفات عسكرية قبلية من العبداللاب والفونج وأن غموض الرؤي التاريخية حولهم ربما يرجع لقدم تاريخهم وهو ما يؤكده إن صحت المقارنة ما سقناه هنا عن هذا الإقليم ونضيف الي ذلك أيضاً أن الإقليم رقم 13 من مصر السفلي ذاتها (الدلتا) إسمه (حقا-عنج=hk-anj) وعاصمته تحمل نفس الإسم وكما هو معلوم فإن المقطع (حك=hk) لقب ملكي تحول في العربية الي (حاكم) ومن ثم نجد أن الإسم الثاني (عنج) مطابق لإسم (العنج) لدينا فهل هناك من شك في هذه العلاقة الوثيقة بين تراث السودان القريب وتراث حضارة وادي النيل القديم؟!.
    ______________________________________
    المصادر:-
    _________
    حكام الأقاليم في مصر الفرعونية. د. حسن السعدي. صفحة 50-75.
    الفرائد البهية في قواعد اللغة الهيروغليفية. أحمد كال باشا. صفحة 11.
    تاريخ الحضارات السودانية القديمة. سامية بشير دفع الله. صفحة 105.
    المعجم الموجز للغات الآشورية. غير مترجم. وليام أرنولت. صفحة 575.

                  

العنوان الكاتب Date
قولبة التاريخ ؛ مصر والسودان - كتب عماد حرزاوي هل نصدق ما ورد زهير عثمان حمد11-17-16, 08:34 PM
  Re: قولبة التاريخ ؛ مصر والسودان - كتب عماد حر� عبد الله شم11-19-16, 07:58 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de