حمد ابراهيم محمد لطش من مقال الصحفية أميرة الجعلي

Quote: "وفية لشعبها" يأتي العيد والجيش على درجة عالية من الكفاءة.. بسط سيطرته بمجاهدات رجاله في كافة مناطق العمليات فاستتب الأمن.. قديم وجديد القوات المسلحة وعبر العهود التاريخية المختلفة بين دفتي متحف 12 اغسطس 2016 حجم الخط: Decrease font Enlarge font "وفية لشعبها" يأتي العيد والجيش على درجة عالية من الكفاءة.. بسط سيطرته بمجاهدات رجاله في كافة مناطق العمليات فاستتب الأمن.. قديم وجديد القوات المسلحة وعبر العهود التاريخية المختلفة بين دفتي متحف الخرطوم- أميرة الجعلي منذ العام 1954، وتاريخ الرابع عشر من أغسطس من كل سنة يتموضع في مكانة احتفائية تليق به.. كيف لا وهو يوم الجيش السوداني؟ تحتفل به البلاد بصورة سنوية بطريقة مختلفة، وتستدعي فيه رموز مسيرة التاريخ العسكري للقوات المسلحة. ولربما مثلت احتفالية العام الجاري مرحلة جديدة في تاريخ القوات المسلحة السودانية، إذ يتزامن عيدها مع ما أعلنه الجيش عن امتلاكها زمام المبادرة في جميع الجبهات العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار في مناطق النزاعات، بجانب انخراط المؤسسة العسكرية في تفعيل مسيرة السلام من خلال مشاركتها في المفاوضات الجارية الآن بأديس أبابا في بناء السلام في إطار الترتيبات الأمنية. وشهد أيضاً هذا العام مشاركتها في مهام خارجية لتدعيم الاستقرار الإقليمي والقضاء على مهددات الأمن العربي والقومي الإسلامي من خلال مشاركتها في عاصفة الحزم لإعاده الشرعية في اليمن، لكن يبقي المحور الأهم بحسب الكثيرين أن القوات المسلحة لا زالت تمثل جوهر المؤسسة السودانية الأصيلة من خلال مشاركة كافة أبناء الشعب السوداني في تشكيلاتها ومؤسساتها وقياداتها المختلفة التي ظلت تمثل أحد ركائز الاستقرار في البلد وحماية الأمن القومي.. احتفال الجيش من المقرر أن يختتم بعد غدٍ (الأحد) بمشاركة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة. أما صباح أمس (الخميس) فقد شهدت مدينة بحري فاعليات تدشين حفل العيد، الذي يأخذ الرقم (62)، بافتتاح الفريق أول ركن يحي محمد خير نائب رئيس الأركان المشتركة ونواب القوات البحرية والجوية والبرية وعدد من قيادات الوحدات العسكرية للمعرض الحربي في بحري وسط حضور مكثف لكل العاملين في القوات المسلحة بمختلف تخصصاتهم ورتبهم. "حياة أمة" مسيرة الجيش هي تاريخ أمة عرفها الشعب وتناقلتها الأجيال منذ 1925 أو قبل ذلك عندما نشبت العديد من الثورات ضد المستعمر ودفاعاً عن استقلال الوطن, وترجع نشأة الجيش عند البعض إلى ما قبل مملكة كوش (732) قبل الميلاد، وهي مملكة تنسب إلى كوش بن حام واتخذت الاسم إبان تتويج كاشتا أول ملوك الأسرة الخامسة والعشرين النوبية. أما قوات الشعب المسلحة فقد أنشئت قبل العام 1925م وعرفت آنذاك بالجيش وكان مكوناً من عدد من الوحدات السودانية تحت إمرة قيادات من الجيش البريطاني المحتل وقوات مصرية تحت إمرة ضباط مصريين وسودانيين ثم عاد لاحقاً تحت إمرة قيادات بريطانية حتى أطل عليه عصر السودنة في فجر الاستقلال، حيث تم تكوين الجيش السوداني (قوة دفاع السودان) والذي تطور حتى شمل إلى جانب المشاة القوات البحرية والجوية والدفاع الجوى وغيرها. افتتاح المعرض في تمام الساعة الحادية عشرة صباح الأمس افتتح الفريق أول ركن يحيى محمد خير نائب رئيس الأركان المشتركة المعرض الحربي وقام بجولة حول المعرض الذي احتوى على عروض لفرق الفنون الشعبية بمختلف أنواعها بجانب حفل غنائي و أغاني حماس بالأصوات النسائية (دلوكة). وقال نائب رئيس الاركان، في تصريحات صحفية، نحن في إدارة المتاحف العسكرية نفتتح معرض المتحف العسكري بمناسبة احتفال عيد الجيش رقم 62، وأضاف تشارك كل الوحدات العسكرية في المعرض لعرض تاريخ الوحدات وإنجازاتها ومهامها وواجباتها، مشيراً إلى أن المعرض يسرد تاريخ القوات المسلحة باعتباره واحداً من أهداف عيد القوات المسلحة، وزاد نسعى لأن نوطد لتاريخ من سبقونا في بناء القوات المسلحة، مختتماً حديثه: "ندعو الله ان يجعل السودان آمنًا ومستقراً". قديم وجديد الجيش من جانبه أوضح الفريق الركن هاشم عبدالمطلب- رئيس اللجنة العليا للاحتفال عقب انتهاء نائب رئيس الاركان من جولته أوضح أن الاحتفال بالعيد 62 للجيش بدأ من قبل شهر رمضان بمناشط رياضية مختلفة واستمرت في شهر رمضان، مشيراً إلى أن ختام المهرجان الرياضي عصر أمس بفرع الرياضة العسكرية بالخرطوم، وأضاف أن المعرض والمتحف شاركت فيه عدد من الوحدات وقال القصد منه أن يوضح للناس القديم والجديد للقوات المسلحة وكافة المراحل التي مرت بها منذ السلطة الزرقاء وعبر العهود التاريخية المختلفة والسودنة وحتى تطورها إلى القوات البريه والجوية والبحرية، مشيراً إلى أن هناك آليات حديثه من دبابات وطائرات ذات صناعة حديثة، موضحاً أن المعرض سيكون مفتوحاً حتى بعد يوم الأحد للمدارس والمواطنين والمعاهد، كما أنه سيكون مفتوحاً حتى أيام العطل (الجمعة والسبت) ليتيح لأكبر عدد من الجمهور التعرف على قواته المسلحة. تحية إلى المرابطين ويواصل محدثنا إفادته بالتأكيد على أن العيد يأتي والقوات المسلحة في درجة عالية من الكفاءة واستطاعت بمجاهدات رجالها بسط سيطرتها واستتباب الأمن في كافة مناطق العمليات في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وقال إن أتي السلام يمكن أن نقول إنه أتى بقوة ومجهودات الرجال الشهداء ووجه تحيته إلى المرابطين في كافة الجبهات، وأوضح أن يوم (الأحد) المقبل ستشهد قاعة الصداقة ختام الاحتفالات بمشاركة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وستشمل فقرات الاحتفال تكريماً للرعيل الأول من داخل وخارج القوات المسلحة، لافتاً إلى أن الأيام السابقة شمل البرنامج اختيار نخبة من الرعيل الأول وتم تكريمهم من قبل وزير الدفاع ورئيس الأركان المشتركة، وأعضاء هيئة الأركان المشتركة بزيارتهم في منازلهم في الدمازين والروصيرص وفي كسلا. "السلام آتٍ" وقال رئيس لجنة الاحتفالات إن القوات المسلحة تمارس فرحتها وعيدها لأنه في هذا التوقيت كرم القائد الأعلى للقوات المسلحة ابن القوات المسلحه الذي عمل فيها (50) سنه من قبل منتدى العزة والكرامة الافريقية، اختيار شعار القوات المسلحة هو تعبير ان القوات المسلحه أوفت بمعاهداتها بأنها بسطت سيطرتها في كافة مناطق العمليات وستظل وفية للشعب، وقال إن الاحتفال هذا العام تزامن مع نهايات الحوار الوطني وأضاف الآن الحوار حقق نجاحات وإن كانت هناك بعض المناوشات من بعض الجهات "لن نلتفت بها والسلام أتٍ آتٍ وان لم يكن بالحوار سيكون بالوسيلة الأخرى". تظاهرة غير مسبوقة أما اللواء دكتور ركن عمر النور أحمد، مدير إدارة المتاحف والمعارض والتاريخ العسكري، فيقول بأنهم في المتحف استقبلوا رئاسة الاركان المشتركة ممثله في نائب رئيس الاركان المشتركة ونواب الأركان المشتركة الثلاثة الجوية والبرية والبحرية وقادة الوحدات العسكرية ليشهدوا فعاليات المعرض التي حدثت في تظاهرة غير مسبوقة في القوات المسلحة في المتحف الحربي، وقال: "درجت القوات المسلحة على إعداد معارض بالنسبة للاحتفالات سنوياً، لكن احتفال هذا العام جاء بطعم خاص وبشكل خاص شاهدته كل قطاعات المؤسسة العسكرية السودانية وشارك فيه عدد كبير من الوحدات العسكرية على وجه الخصوص القيادات الثلاث". وأوضح عمر أن القوات البحرية شاركت بجناح خاص جاءت به من بورتسودان ووصفه بالمعرض (الرائع) بتجسيد كافة العمل البحري وقال أيضًا شاركت القوات الجوية بمعرض حكى عن نشأة وتاريخ القوات الجوية منذ دخول الطائرات الأولى في 1954 (الجمهورية) إلى (الميج) الروسية، مشيراً إلى أن احتفائية الأمس اشتركت فيها كافة الفنون الشعبية والقطاعات الفنية المختلفة والثقافيه وقال نحن في العيد 62 نرسل تحياتنا لكل أفراد القوات المسلحة المنتشرين في مسارح العمليات وقابضين على الزناد وملتحفين السماء ونزفّ التحيه للشعب السوداني الذي يقف خلف القوات المسلحة السودانية. "حافظت علي التراب" وفي الأثناء التقت (اليوم التالي) اللواء ركن م الشيخ مصطفي علي- مستشار المتحف الحربي ومسؤول التوثيق وتاريخ القوات المسلحة- الذي أوضح لنا بأن الاحتفالية تاتي بمناسبة تنصيب أول قائد عام وطني الفريق أحمد باشا محمد في 14 أغسطس 1954، وأضاف أن هذه الذكري تأتي من أجل التوثسق للرجال الأفذاذ الذين قدموا للوطن الكثير من التضحيات وتولوا عبء سودنه القوات السودانيه في التاريخ المذكور، ولذا فإن 14 أغسطس تاريخ بارز في مسيرة القوات المسلحة، وقال إنها هي التي قام علي اكتافها استقلال هذا الوطن الحبيب وهي من حافظت علي التراب والوحده الوطنية عندما اهتزت اركان الوحده الوطنية في تمرد توريت المشؤوم في 1955 ولازالت القوات المسلحه صامدة تدافع عن هذا التراب، مؤكداً أن القوات المسلحة قومية التكوين شديدة المراس شديدة القتال شديدة الضبط والربط بها رجال أشاوس من قبائل السودان المختلفة هي محترفة للعمل العسكري وحامية الديار. وشائج لا تنفصم وواصل محدثي بالقول إن الجيش السوداني من صلب أبناء هذا الشعب الأبي الذين قدموا لهذا الجيش من المدرسة الحربية في المرحلة الأولى هم أولئك الرجال الذين ضحوا في كرري ورمال أم دبيكرات، وأضاف أن المرحلة الأولى من الجيش السوداني بدأت في 1905 وانتهت في 1924 عقب ثوره عبد الفضيل ألماظ البطل ثم أعقب ذلك افتتاح المدرسة الحربية للحاكم العام من 1936 إلى 1944 وخرّجت تسع دفع وكان قسم الولاء فيها للحاكم العام، موضحاً أن الكلية الحربيه افتتحت في العام 1948 ولا تزال تباشر واجبها حتى الدفعة 62 لتحتفل بهذا العيد والشعب السوداني أيضًا يحتفل به لأنه عيد القوات المسلحة التي هي من صلب الشعب ومن مكوناته وتربطها به وشائج لا تنفصم وقال إن هذه المناسبة نستذكر فيها تاريخنا المجيد على مدى السنين والأيام.