05:27 PM October, 30 2016 سودانيز اون لاين محمد عبد الله الحسين- مكتبتى رابط مختصر fكائية متأخرة جدا جداً لرفيق الصبا و الدراسة : إلى مصعب عبد الدائم( لم التقيه منذ أكثر من ثلاثين عاماً . سألت عنه صديق خلال وجودي بالسودان قبل شهور ففاجأني بأنه توفي قبل عامين)
ثلاثين عاما أو تزيد لم تفلح أن تقلع ملامحك من خاطري و لا من ذاكرتي ثلاثين عاما مرت منذ أن افترقنا و لم نراك و لكني كنت أحدث نفسي التي أدمنت النسيان، عنك يا حلو السجايا يا طلق المحيا يا بسام الفواطر لماذ تلح صورتك عليّ الآن بطلتك البهية لماذ تغشاني ذكراك الآن و أنت رغم السنين لم تنمحي ملامحك من وجداني فارقتك و أنت في شرخ الصبا و أنا كذا فارقتك و لا زال اشتياقي إليك يعشعش في وجداني فارقتك و لا زال شوقي إليك يلازم خاطري فارقتك يا رفيق الروح و كان الظن أن نلتقي إذ كنت على ثقة بأنني سألتقيك يوما إذ كنت أعرف بأن ملامحك الطفلة ستفاجئني يوماً إذ قد التقيك صدفة في إحدى الحدائق أو الفنادق أو داخل المقهى و قبل أن أفيق من دهشة اللقاء أجدك قد تسرّبت من ناظري أو تفاجئني يوماً في عربة مسرعة و أنت تشير لي بكلتا يديك أو قد بضحكتك الآسرة أجدك في أحضاني هاشاً كما كنت تفعل دائماً
أو قد اتفاجأ بك و قد دفعت الحساب في الكاشير في إحدى المقاهي لقد كنت مغرورا و مخدوعا أنا بحسن الظن بالظروف و القدر إذ ظننتك فوق الغياب و فوق الفراق ظننتك لن تذهب قبل أن تقول لي وداعا أعرفك منذ أن كنا صغارا تحفظ للود مكانا في العلاقة أذكر عندما كنا دون الخامسة عشرة و درس العصر حاضر بيننتا أذكر إذ ادندن أنا ب( يا مسافر و ناسي هواك ) فأجدك تتم الأغنية حتى النهاية. افترقنا قبل أكثر من ثلاثين عاما و حملت صورتك في خاطري حتى لا أنسى ملامحك حملت ملامحك معي و أنا انتقل في الزمان من عاصمة لأخرى و من بلد لبلد و من مطار لآخر و لا زالت ملامحك محفورة في الضمير لا زالت ضحتك الواسعة تجلجل في المدينة لا زال ألقك يغمر الفضاء من حولي أين ما سرت لشد ما انا آسف إذا لم أسأل عنك طيلة هذه السنين لشد ما أنا آسف ّإذ أمنت الظروف و الزمان و القدر يا صديق الصبا الغرير يا وهج الصباح الأغر عليك سلام الله ...عليك سلام الله و لكن لماذ أذكرك الآن بعد كل هذه السنوات؟
ملحوظة: تعبير (الروح الآسيانة) استعرته من الروائي أمير تاج السر في كتابه( مرايا ساحلية)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة