|
Re: كيف ومن يحكم السودان................. الحل الأوحد (Re: سيف الدين بابكر)
|
يوما ما قد أعلنت الحركة الشعبية على لسان رئيسها ورئيس جمهورية جنوب السودان سلفا كبر أن مشكلتهم مع شمال السودان هي أن جميع الأحزاب تنطلق من أرضية مسلمة؛ فجميع أحزاب الشمال ترفع راية الشريعة الإسلامية حتى الحزب الشيوعي يمكن أن يرفع هذه الراية( مضطراً) عندما يصل إلى السلطة إن قدر له ذلك.
إن هذه الحركة عندما أعلنت عن هذا إنما تنظر إلى شمال السودان (كتلة واحدة) بمختلف أحزابه وجماعاته وكياناته المتصارعة المتشرذمة المنكبة على طلب السلطة والثروة والاقتتال من أجلهما ... إن الحركة قد تمكنت اليوم من جنوب السودان حاكمة لا محكومة.. وتسعى إلى التمكن من حكم شمال السودان بذات المسار ولذات الهدف.. وضع جميع أحزاب الشمال وجماعاته وكياناته تحت حذاء الحركة الشعبية الغليظ لتصبح هي السودان والسودان هي.
وبنظرة إلى الواقع اليوم نجد أن جميع أحزاب الشمال اليوم تعاني الفرقة والانقسام والتشرذم والتصارع على فتات ما تبقى من دولة (الإنغاذ) والتي هي نفسها تعاني من ذات الفرقة والاقسام والتشرذم .. حتى صارت أهل الشمال كما في الوصف (تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يفقهون) ... فهم حقاً لا يفقهون ... لا دينهم ولا تاريخ أسلافهم.. وإلا لما صاروا (سلماً) للحركة الشعبية لتحرير السودان، لتصعد به على أكتافهم لتصير اليوم الحزب الثاني من حيث القوة إن لم تكن هي الحزب الأول الأشد تسليحاً على الإطلاق في السودان.
وبنظرة إلى المستقبل القريب، سنجد أن الحركة الشعبية ستصبح هي الحزب المسيطر على الساحة بعد سقوط (الانغاذ) التي ستسقط لا محالة وستزول حتى أنه مصير الاتحاد الاشتراكي سابقاً سيكون أفضل بكثير من مصيرها.. المشؤوم. ستصبح هذه الحركة هي البديل الذي يفرض نفسه فرضاً على الساحة السياسة والاقتصادية والعسكرية (حيث لا جيش اليوم) ... وستبتلع الحركة هذه جميع شمال السودان لتضعه في جيبها عنوة واقتداراً ولن يحرك أحد من أحزابكم أو جماعاتهم (يومذاك) ساكناً أو يجرؤ ليعترض فينطرد. فالحق هو القوة والقوة هي الحق يومذاك.. ما بعد زوال دولة النفاق المستتر المشؤومة.
لن يزول هذا النظام حتى يؤدي مهمة (التمكين) للحركة الشعبية لتحرير السودان .... عبر التفاوض ثم التنازل ... بشكل مماثل لما جرى في جنوب افريقيا حيث قام (البيض بوصفهم الأقلية القليلة الحاكمة آنذاك) بتسليم السلطة والثروة إلى (السود الأغلبية الغالبة المضطهدة آنذاك) ... طريق واحد لا عودة منه أبداً (يا أهل السودان المتكهفين) ...هو ذات الطريق المؤدي إلى تسليم (العارية) إلى (أهلها)...وهو ما يسير عليه نهج الحوار الوطني اليوم وما ستؤول إليه الخواتيم في جولات التفاوض في عاصمة الأحباش ....تمكيناً للحركة الشعبية (بصفتها ممثلة للسود الأغلبية الساحقة في السودان) من الحكم والسلطة والثروة في شمال السودان نفسه اليوم .. ليعود السودان موحداً كما كان .. وهذه رؤية لن تخيب أبداً... بل هي واقع اليوم يسير على قدمين اثنين.
|
|
|
|
|
|
|
|
|