(سلام أخ خالد كودي يبدو لي أننا نتكلم عن مفهومين مختلفين، ربما لم أوفق في إطلاق الاسم (experimental approach) والذي عنيت به الانتاج الإبداعي الموسيقي بالفطرة بدون دراسة أساسية نظامية وليس "التجريب" كتيار أو مدرسة ضمن النشاط الإبداعي الموسيقي الأكاديمي و"التجريب" كتيار لا يتأتى لشخص لم يتلقى دراسة نظامية لأنه في الأساس عمل جماعي يتطلب حد أدنى من المعرفة لغرض التواصل على الأقل.
لم أطلع على كل الفيديوهات ولكني سأرد بالتفصيل فيما يتعلق بهذه النقاط، لاحقاً. +++ أنا لست من محبي أغاني وردي في الأساس ولكن هذا لا يمنعني من إيفاءه حقه ومستحقه.)
نحن اذن متفقين.
اظنك عنيت (self taught artists) ، والتعبير معروف ومتداول في الاوساط الاكاديميه باحترام شديد، فهو يعتبر خبره معادله للدرجات الاكاديميه خاصة في كليات الفنون، والموسيقي والكتابه الابداعيه. فتجد اي اعلانا لتدريس الفنون المختلفه علي المستوي الجامعي عادة مايتضمن الدرجة الاكاديميه المرغوبه ، ثم غالبا ياتي تعبير (or #####alent experience) وهؤلاء عادة علموا انفسهم، فماذكرته صحيح.
كل كليات الفنون والموسيقي والكتابه الابداعيه ، احد تقييم مستوياتها هو برامج الفنانين الزائرين ، (visiting artist) وهذه البرامج هامه مثلها مثل المكتبه والمباني والادوات او الالات... وتصرف عليها المؤسسات التعليمية الكثير، وكثيرا مايكون هؤلاء الفنانين غير دارسين اكاديميا، والهدف من برنامج الفنان الزائر هو ان يتاح للدارسين التداخل والتعلم من فنانين من اتوا بخبرات مختلفه و يمارسون الفن في الحياه الحقيقيه . وكليات الموسيقي عادة تستضيف فنانين من كل انحاء العالم وبشكل دوري مما يجعل تجربة الصلاب والمجتمع غنيه. . راجع الويب سايتس في المداخلات السابقه. الفنان ايضا يستفيد من التداخل مع الطلاب وهيئة التريس في هذه الكليات فيؤثر ويتاثر ، ومرات كثيره يتم التعاون في انتاج اعمال مشتركه.
الراحل حمزه علاء الدين تمت استضافته من الكثير من المؤسسات التعليميه كاستاذ/فنان زائر، ولعل تجربته في اليابان من انجح التجارب.
دعني ارجع الي الفقره ادناه من مداخلتك السابقه:
(ذن، تصبح حقيقة السؤال أعلاه (هل من الضروري دراسة نظرية الموسيقى؟) والحقيقة أن هنالك الكثير من الجدل حول أهمية الدراسة النظرية، فرافضيها يعللون بأنها تضر بملكة الإبداع للفنان وهي بذلك مضيعة للزمن عبر استغراقه في حفظ القواعد والقوانين.
عن نفسي، اختصر وأقول أن نظرية الموسيقى بهيئتها الحالية تعبر عن الفن من منظور غربي يهتم أساساً بمسألة التناغم (الهارموني) وتعدد الخطوط اللحنية في نهج هو أساساً إرث تاريخي له ما يسنده وضارب في الحضارة الغربية اجتماعياً وعقدياً بينما موسيقانا تهتم باللحن المجرد النابع من تقاليدنا لذلك فبساطة النسج الموسيقي (texture) لموسيقانا تتيح لغير الدارس الإبداع غير المحدود فهو غير مطالب بتأليف سنفونية عبر الأسلوب التجريبي لكنه بالتأكيد قادر على "اكتشاف" ما يؤثر على عواطف الناس بكل أريحية وهذا بالتأكيد يترجم إلى حسن اختياره للآلات الموسيقية والألحان والأجزاء المناسبه لها وهو "التوزيع" بصورة أو أخرى بخلاف الدارس الذي ينحاز من البداية إلى قواعد لم توضع في الأساس لمراعاة بيئته المحلية، فحتى مفهوم الهارموني ليس الانسان في بيئتنا على استعداد للتفاعل معه كما يفعل الأوروبي لذلك فدائماً تجيء المزاوجة بين الألحان المحلية في القوالب الغربية على غير ما يشتهي الدارس وعلى النقيض مما ينتظره المستمع.))
واتفق معك ان احيانا (دراسة الفنون) قد تحد من الابداع، فمرات كثيره يقارن الدارس امكاناته بملكات الفنانين العظام في المجال المحدد، وقد يكتفي الدارس بالتحول الي متقن لروائع الفنون العالميه او مدرسا لها، ولكن ايضا قد تصنع الدراسه من المبدعين نماذج متميزه وفنانين كبار. لعل النموذج الجيد لهذا (الكمبوزر والكوندكتر) الصيني تان دان (Tan Dun). وهو احد خريجي جامعة كولومبيا بي نيويورك (ونحنا ناس بوسطن ونيويورك الشحمه والنار) !!
(:
فالموسيقي الريفية او الشعبيه الصينية تشابه في مقاماتها الي حد كبير (موسيقانا) )، تان داان، ابدع في توظيف داراسته الاكاديميه والاستفاده القصوي منها في تقديم الميلودي الصينية برؤيته كمبدع وكمبوزر له خصوصيه، وزاوج بينه وبين الالات (الغربيه) - ومه هذا لم يجعل احدي اهم الالات الصينية تفقد هويتها ، بالعكس اعطاها موقع (الاهم) !!! اي لم تسلبه الدراسه الاكاديميه التجريب والرجوع الي مفردات ثقافته الشعبيه ولا ان يلهم بمفردات الطبيعه او تفعيل الحواس... وبالمناسبه هنالك تشابه كبير بين مصادره ومصادر الراحل حمزه علاء الدين !!
هو من الموسيقيين المفضلين لدي، وهنا فيديو لاحد اعماله:
وفي الجانب الاخر تجد الاستاذ...... نصرات فرح علي خان. Nusrat Fateh Ali Khan وهو بدوره محترم في مدارس الموسيقي !
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة