(1) وصف الواقع: اولاً: مناطق النزاع المسلح و هي جنوب كردفان (جبال النوبا)، جنوب النيل الأزرق و دار فور.تنشط في تلك المناطق فصائل الجبهة الثورية في اعمال عسكرية باسلة ليست ذات طبيعة هجومية في معظم الأحيان لأن الفاعل في المبادرة العسكرية هو المليشيات التابعة لنظام الخرطوم في إطار واقع بات معروفاً و هو انهيار الجيش السوداني النظامي نتيجة لسياسات النظام التي استهدفت منذ بداية الحقبة الإنقلابية الإسلامية خلق جيش موالٍ للنظام الإسلامي و لتنجز ذلك فصلت السلطة الإنقلابية عن الخدمة معظم او جميع كوادر الجيش السوداني المدربة و المهنية من الضباط و قتلت من قتلت من الشهداء الأبرار و كانت النتيجة أن تم تفريغ الجيش السوداني من العناصر المستقلة المهنية و العناصر الوطنية و تبقت مجموعة موالية للنظام هي من انجزت التدمير النهائي للجيش السوداني لدرجة أن مدنيين علي شاكلة الطيب سيخة و غيره من الإسلاميين حملوا الرتب العسكرية و زينت كتوفهم النجوم من غير تخريج من الكلية الحربية. غيرت هذه الإجراءات طبيعة الجيش و طبيعة السلطة من جانب آخر حيث برزت تكوينات الدفاع الشعبي التي كان قوامها طلّاب الجامعات و العاطلين و المهووسين من العناصر الإسلامية و لقد اثبتت هذه التجربة لمنظري النظام ( الدفاع الشعبي) فشلها بالنسبة لهم فخلقوا في النهاية قوات خاصة مكونة من المجرمين و الفاشلين ،العاطلين عن المواهب ، عديمي الأخلاق و التدريب فيما يعرف بقوات الدعم السريع ( الجنجويد) و هي مليشيات أساس الإنتماء إليها هو الانتماء للزعيم القبلي في بادية دارفور و كردفان ( موسي هلال و حميدتي و غيرهم من المجرمين) . فصائل الجبهة الثورية تدافع عن المدنيين في مناطقها و تحاول جاهدة توفير الحدود الدنيا من العيش في ظروف منع النظام للمساعدات الإنسانية عن المواطنين السودانيين في تلك المناطق و في ظروف التقلبات السياسية الإقليمية و العالمية التي تؤثر سلباً علي مصادر القوة و الدعم لفصائل الجبهة الثورية.بذلك نستطيع أن نقول أن المبادرة العسكرية للمعارضة هي بالأساس مبادرة دفاعية و ليس ذات مردود سياسي او عسكري مهم في غير إجلائها لأزمة الحكم في السودان و إرهاق النظام بمنطق "سهر الجداد و لا نومو" و من نتائجها الإيجابية الأخري رفع درجات الوعي السياسي في المناطق التي همشتها سياسات المركز علي مرّ التاريخ منذ الإستقلال. الحقائق التي يعمل إعلام النظام ليل نهار علي تغبيشها حول العمل العسكري لفصائل الجبهة الثورية في دارفور، جبال النوبا و جنوب النيل الأزرق هي: أ- تمارس السلطة عدوانا مستمراً علي المدنيين في مناطق النزاع ب- تقع الحرب في تلك المناطق و ليس في الخرطوم ت- ضحايا ذلك العدوان الإجرامي هم مجموعات سودانية غير عربية بينهم مسلمون، مسيحيون و أهل معتقدات أخري كريمة ضاعت حقوقهم تحت نير الشريعة الاسلامية و التعريب القسري. ث- تستخدم السلطة ورقة الطعام و المساعدات الإنسانية لمحاصرة المواطنين في مناطق سيطرة فصائل الجبهة الثورية. ج- يستغل النظام تلك الظروف سياسياً لممارسة مزيد من الحجر و التنكيل بالمعارضين من غير عناصر الجبهة الثورية بالحواضر و المدن السودانية الأخري ( الوسط و الشمال) ح- يستفيد النظام من حالة عدم التضامن الواضحة من جماهير المدن السودانية في الشمال و الوسط و الشرق مع ضحايا العدوان النظامي في جنوب النيل الازرق، جبال النوبا، دار فور في توسيع الشقة بين القوي المعارضة للنظام و في ضمان مساندين له بسبب خراب الضمير الإنساني عندهم و عدم الإكتراث لعدد الجرار من ضحايا عدوان النظام في مناطق النزاع المسلح. و سيكون لهذه الحالة نتائجها الكارثية في المستقبل و علينا من الآن التفكير في درئها علي وجه السرعة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة