|
Re: .. بضع ذكريات فنية وأخرى متفرقة طريفة.... (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)
|
عقب تعييني بوظيفة مساعد المفتش الزراعي بفرع البنك الزراعي بعطبرة كان الإخوة من أبناء العمومة يزوروني هناك من آن لآخر، فقدم إلينا مرة الطيب عيسى وأبوبكر الفحيل وعمر الفحيل و أمضوا معنا أياما جميلة .. إحتفى فيها زملائي بالبنك بقدوم أشقاء زميلهم أمين.. تلك الزيارات رغم أنها سريعة وخاطفة.. غير أن الزملاء بالمكتب كانوا ينتهزونها فرصة للتعبير عن تقديرهم لي بكرمهم الفياض.. فيولمون ويطعمون.. يوم وصلنا الطيب أقيمت مأدبة وقام خبيرنا للحلة بتسبيكها و كانت وجبة غير مسبوقة .. غير أن الطيب ما أن امتدت يده للطعام حتى توقف سائلا، يا أخوانا اللحمة دي لحمة شنو فأجاب عبدالغفار أنها لحمة تيس.. فامتنع الطيب عن الأكل . .. و حزن عبدالغفار أن الضيف المحتفى به لن يشاركنا تلك الأكلة التي بذل فيه الإخوة جهدا كبيرا ، وأضطررنا أن نستأذن و نذهب للمطعم الذي كنا نرتاده أنا وزميلي في السكن أخونا عوض..وعوض هو سوداني غير أنه ولد في مصر وتربى فيها و جاء بعد التخرج ليعمل في السودان.. إعتاد عوض كلما جلسنا إلى إحدى طاولات المطعم أن ينادي الجرسون ويسأله عما لديهم .. ويعدد الجرسون و يحصى قائمة طويلة من الأطعمة.. لكن عوض بعد أن يستمع في أناة للقائمة يسأله أن كانت لديهم بامية. (عندكو بميا ). فيرد الجرسون بالإيجاب ويبادر عوض بأن يطلب منه طلبا من البامية .. هكذا كل يوم لا يمل عوض من ترديد سؤاله ذاك .. ولا ينتبه الجرسون إلى آخر المطاف هو طلب البامية.. ويوم وصلنا أبوبكر الفحيل تهيأ الزملاء لإعداد وجبة إفطار غير عادية.. وأحضر (نقد) الفسيخ ولوازم إعداده من البصل والصلصة والفول السوداني والشطة والليمون و بدأت مهمة تجهيز الإفطار.. وللمرة الثانية يصاب عبدالغفار بخيبة الأمل أن أبوبكر لن يشاركهم تلك الوجبة.. لماذا يا أبوبكر.. ولله متأسفين أمبارح قابلنا أخ عزيز كان معنا في الأبيض أيام الدراسة وهو الآن ضابط بسلاح المدفعية وقد دعانا لأن نفطر معه و نحن الآن في طريقنا إليه لتلبية الدعوة.. وهنا بعد الكثير من الإلحاح قبل الزملاء إعتذارنا وأخذنا عبدالغفار بالسيارة إلى بوابة سلاح المدفعية بعطبرة وعاد أدراجه.. أما صديقنا الضابط فكانت معرفتي به ضعيفة.. غير أنه كان أكثر معرفة بابي بكر.. التحق جنديا بالقوات المسلحة.. وشاءت إرادة المولى أن يترقى ضابطا إثر أحد الإنقلابات على النميري وعودته إلى سدة الحكم.. في داخل مباني السلاح سألنا عن الملازم فلان .. فدلونا على مكتبه.. وصلنا وقرعنا الباب .. وأذن لنا بالدخول.. جلسنا بعد التحية إلى كرسيين إلى جانب طاولة الضابط الكبيرة العالية.. وبعد دقائق توقعنا أن يدعونا مضيفنا إلى غرفه الطعام.. غير أنه سألنا مستنكرا.. إنتو يا أخوانا جايين تفطروا معانا.. أجبنا .. نعم.. طيب تجونا الساعة تسعة.. قلنا وماذا إن حضرنا الساعة تسعة؟؟ قال .. لا .. أنتو ما عارفين أنحنا قاعدين نفطر الساعة ستة صباحا !! صمتنا .. وأصابتنا الحيرة... ولله ما عارفين.. لا أنحنا هنا بنفطر من الساعة ستة.. تأكد لنا أننا أمام حالة فريدة من المواقف غير المعهودة طيب ليه ما نبهتنا من أمس يا أخي.. يمكن كان جيناك من الساعة خمسة.. لا .. أنحنا فطرنا من قبيل.. وقمنا من مجلسنا مغادرين.. و ودعنا مضيفُنا غير مبال و لا متأسف للذي حصل.. وقلت لأبي بكر .. دعنا نذهب عسى أن ندرك الفطور في المكتب.. وصلنا مكتبنا.. ووجدنا الجمع قد قضى علي صحن الفسيخ الشهي ولحسوه تماما.. فانطلقنا إلى المطعم الذي اعتدنا ارتياده مع أخينا عوض..
|
|
|
|
|
|
|
|
|