اكتر حاجة بكرهها في الدنيا دي هي المراسيل.. لكن..! المحبة بتكون برضك.. صوت مذيعة اذاعة ود مدني ، الشفــّة ، وكان عندها برنامج اسمو شنو كده ما عارف ، لكن التحية في المقدمة بتجري كالآتي (خلان الوفا وسمار الصفا) ، والشفـّة لاطشة التحية من اصدقائي (اخوان الصفا) عليهم السلام..
اها حكاية (خلان الوفا ، سمار الصفا) ، مرتضى باسبار مصر انو المقصود هي طائفة (الندامى) ودي طايفة بين بين.. لا تقدر تقول عليها سرية زي الماسونية والحركة الإسلامية وخلايا البعث العربي الإشتراكي ، ولا تقدر تقول عليها زي الطرق الصوفية (قادرية ، احمدية ، نبقنشدية ،تيجانية ، سمانية ، اسماعلية ..الخ) او ناس الأنصار ، حزب الأمة ، الأتحادي الديموقراطي ، الختمية.. باختصار.. لا تعرف تقول (باطنية) ولا تعرف تقول (ظاهرية)..حاجة مجوبكة كده زي حال امسودان عليها السلام..ودي ما المشكلة..!
المشكلة انو طائفة (الندامى) ، ولا ندري نقول عليهم السلام ، ولا نقول عليهم قبحهم الله في اعاليه ، ناس عندهم حس عالي بحكاية تقسيم العمل القالها المجنون الفرنسي اميل دوركايم ، القاعدين ناس الظاهر يسموهو ابو علم السيوسيولجيا..! المهم الندامي ديل عندهم ..قوانين ولوائح داخلية سرية صارمة.. منها حكاية المراسيل لإحضار (ماء الحياة، بالعربي الفصيح العرقي ، وعشبة البهاء ، بالعربي الفصيح البنقو)..اها المراسيل دي ما بتكون خبط عشواء سمبلا كده.. لكنها منظمة.. كل مرسال على زول معين أو زولين..والموضوع بالمناوبة الدقيقة.. مافيش حاجة اسمها تهميش وتركيز سلطات وكده..!
من ضمن نوبة مناوبة المراسيل اياها..ذات مرة.. وقعت علي وصديقي مرتضى باسبار..يعني نحن المكلفين باحضار الدعم اللوجيستي وهو ما يسمى في عرف الندامي بالزوادة.. تجيبها عبر مسارات داخلية او مسارات خارجية مش مهم..المهم تجيبها والسلام.. يعني باختصار تاكل نارك وتضحي بروحك عشان تسعد الندامي.. وده جزء من القسم السري.. كن خنت القسم ده الله قال بي قولك..!
مشكلة مرتضى باسبار ، انو، اضافة للزوادة بتاعة (ماء الحياة) عندو زوادة خاصة وهي عشبة (البهاء)..اها الغلاط وقع ، من وين نبدأ : هل نبدأ بماء الحياة أم نبدأ بعشبة البهاء؟..اخيرا اتفقنا نبدأ بمأء الحياة..!
قطعنا المدينة من اقاصي جنوبها، ووصلنا حوافيها الغربية ، عند الحلة الجديدة.. والزوادة في الحلة الجديدة (نضيفة) ما تقول لي سودان جديد ولا كوستي رديف عرقي نضيف.. بضاعة مجيهة خلاص..!!..اها لاقينا امونة طــُلبة (عليها السلام).. ولمن حددنا كمية الزوادة..قامت انخلعت.. لكن بحس التفاوض العالي ، قالت خلاس اشوف جاراتي في الحلة.. اها في لحظة مفاوضات امونة طــُلبة في الحلة مع جاراتها ، برزت عادة مرتضى باسبار السيئة للغاية..وهي الطفاسة المعروفة في عرف الندامي بحكاية الضواقة.. وهي في ظاهرها حاجة كويسة.. لأنو ما ممكن تشيل ليك بضاعة من غير تجريبها ..لكن في باطنها ممكن توديك في ستين داهية..!!
المهم اتخارجنا من الحلة الجديدة ، وانا كنت سايق البكيب التاتشر بتاع المؤسسة (عليك الله يا عزيزي القاري بطل اللواقة وحكها للدم..ياخي افترض انو بيكب بتاع ضرائب ، امن داخلي ، استخبارات ، ضابط تنفيذي ، منظمات اجنبية.. ياخي بيكب والسلام)..!!.. سايق لأنو الضواقة فعلت فعلها في صديقي مرتضى باسبار..! اها في نص المدينة ، مرتضى باسبار كانو اتذكر حاجة.. ضحك بصوت عالي.. ثم خفض الضحكة لبسمة مسكينة خلاص وقال لي: العشبة يا صاح..العشب يا صديقي..! اها عدلنا مسيرنا ، ولفيت العربية البكيب وانا متجه شرقا تجاه بيت، نعمات ربكونا..ياخي دي عندها عشبة بهاء..نفسين تشوف الجنة في القزاز..!!
بعد داك.. انا اتذكرت حاجة..مواعيد ضحا بعد ما قلبت وبقت مسيحية..وكانت عازماني امر عليها في الكنيسة واحضر معاها الترانيم الروتينية..!
اها سقت البيكب ، وعبرت مستشفى الأم بخيت ، ومشيت بي عدلي على الكنيسة الصغيرة (الكلام ده يا ابكر الطويل في مدينة الدلنج)..بعد تعب لقيت لي زواية مضلمة وبركنت فيها البكيب.. وقبلت على مرتضى باسبار وقلت ليهو: ح ننزل عشان نجامل ضحا .. اوعك تعمل حركة جاي ولا جاي.. الغريبة ابتسم مرتضى باسبار وقال لي: ضحا..فوق الحاجات يا عمك..وهي اليقين البنحلم بيهو..! الغيرة دخلتني ، وقلت ليهو: هوي يا وليد الجلابة هوي..ارعا بي قيدك..!
نزلنا من البكيب.. قمت عملت صلوات خاصة ، حفظتها عن جدي نصر الدويد ، والد امي عليهما السلام ، ونزلنا..! في مدخل الكنيسة الصغيرة ، قابلتنا المضيفة ، وهي المسئولة من استقبال الضيوف.. زولة كده اسكت خالص خليها.. اسكيرت واقف فوق الركبة..جسم متناسق.. ملامح جمال نبيل..نغوغي واثيانغو ما يقدر يعبر عنو..حتى لو سماها وانجا ، واقتبس كلامو ايوب مصطفى (عليه السلام) وقام خلاها توزع منشور ولا شنو كده ما عارف..!!
اها المضيفة ، في خشم باب الكنيسة الصغيرة في مدنية الدلنج البهية ، قالت باسمة (بسمة حقيقية ، والله صحي) :حبابكم يا شباب، اتفضلوا..!
وقال كده مرتضى باسبار مرق من علبو..ياخي لمن انا احترت في ديني ذاتو..!
قبال يخط رجلو اليمين في عتبة الكنيسة الصغنونة ، قال بصوت واضح ، وهو يخاطب المضيفة: لكم دينكم ولي ديني..!! ابتمست المضيفة ، ذات الجمال النبيل ، وقالت لصديقي مرتضى باسبار: معلوم يا صديقي.. معلوم.. وحبابك كيفما كنت..!!
جلسنا أنا ومرتضى باسبار في مقاعد في الوسط..وكانت ضحا قائدة الكورس الذي يؤدي الترانيم..واختارت ترنيمة معينة ، نسيت تفاصيل كلماتها ، ولكني احتفظت باللحن الذي لا يغباني.. !!
اللحن كان غنية ثنائي العاصمة : يا نسايم الليل..روحي كلميهو..!!
لمن القداس انتهي..جاتني ضحا تسلم علي.. وقلت ليها ، محرجا ومعتذرا: اعفي لي يا ضحا سلوك صاحبي مرتضى باسبار..!
ابتسمت ضحا ابتسامة عريضة وقالت لي: ما بتخجل يا كبر تجيب صاحبك مرتضى باسبار طاشم..!
وبألية تامة ، اضفت: وساطل كمان..!!
قالت ضحا بابتسامة ملؤها اليقين: الجوامع والكنائس ، هي بيوت الرب.. ونحن ما عندنا مشكلة ، مين يعرف..يمكن زيارة مرتضى باسبار لبيت الرب وهو طاشم وساطل تعمل فيهو اثرهأ.. سأصلي من اجلك يا حبيبي يا كبر .. وسأصلي من اجل صاحبك مرتضى باسبار..!! المهم.. بعد العفيص بتاع ضحا ، والأرشاد الديني المنظم.. قدرنا نلقى لينا فرقة نمرق من تلك الكنيسة الصغيرة..انا وصديقي مرتضى باسبار..!!
في السكة ، نحو البيكب الحنين ، الذي يحفظ زوادة الندامي ، عليهم السلام ، بصدق واخلاص يفوق حفظ جهاز محمد عطا لأمن دولة اخونا عمر البشير ، وقف مرتضى باسبار.. وبملامح طارت منها الضواقة وعشبة نعمات ربكونا اياها ، وقال لي: انت متأكد يا كبر ، الناس ديل شغالين ترانيم دين..؟!! في الحقيقة انا اتخضيت .. وخفت امرق لي واحد من عيال المسلمين من الملة.. وقلت ليهو مذعورا: نعم يا مرتضى باسبار.. دي ترانيم دينية..
ويبدو انو مرتضى باسبار، عضت معاهو للأخر.. ولا ادري هل هو وجه ضحا ، بنية المسيرية القامت قلبت وبقت مسيحية ، ام وجه المضيفة ذات الجمال النبيل الذي يشبه جمال ملكة سبأ لمن قابلت سيدنا سليمان ، ام هو فعل الضواقة لعرقي امونة او عشبة نعمات..؟!! وقال لي بصحو تام: ده ياتو دين يا كبر القاعد يشتغل على انغام ثنائي العاصمة وهم يؤدون كلمات امحمد ود الرضي..؟!! قلت ليهو ، بصورة توفيقية ومجازفة لا تغيب عن عين الحصيف المتأمل: يا مرتضى باسبار ، نفس الألحان المركبة دي بتلقاها في ترانيم الطريقة القادرية..ياخي.. المشكلة شنو؟
ثم صمت مرتضى باسبار..صمت صمتا طويلا..!
انا خفت مرتضى باسبار يلحق بداعش.. وفي جواي لعنت ضحا بت اللذينا.. يعني في داعي للأحراج ده..!!
فانا اكره المراسيل ياااااااااااااااخ.. والله صحي..!
كبر
* تنويه مهم للغاية: هذا الحكي ليس جزء من روايتي المزعومة..!
التنويه الثاني: ضحا شخصية حقيقية يا اخوانا ، وهي شابة عندها ماجستير ، ومن بنات المسيرية ، وابوها كان شنو كده ما عارف (نظام مسئول كبير وكده، واسلامي كمان..والله صحي).. وقامت هفت ليها قلبت وبقت مسيحية..ثم اهلها عملوا معاها فقية التقية بتاع التبرؤ.. وعينها طلعت من ذاك الفعل القبيح العجيب..وهي الآن في نورث امريكا في مكان ما..مشكلتها مش في انها بقت مسيحية..ولكن مشكلتها في ظنها انو كبر زول كويس..فهل هو زول كويس؟.. الإجابة عند ضحا..ليها كل المحبة والسلام..اينما كانت ، كيفما كانت..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة