١- ***- ما هي اوجه الشبه والخلاف بين الالاعيب الخطيرة الممعنة في الخباثة والمكر والدسائس التي قام بها الصادق المهدي في الساحة السياسية منذ عام ١٩٦٦ - اي قبل خمسين عامآ- وما زال يقوم بها حتي اليوم؟!!.. وبين تلك الادوار السينمائية التي قام بها الممثل"جيمس بوند- 007"، الشخصية الخيالية لجاسوس بريطاني عمل في "جهاز المخابرات البريطانية؟!!
٢- ***- قد يكون السؤال المطروح (أعلاه) غريب ومثير للدهشة، لكن من يتمعن بدقة في شخصية الصادق المهدي، وفي تصرفاته وتصريحاته ونشاطاته السياسية خلال نصف طوال نصف قرن (١٩٦٦- ٢٠١٦)، يجد ان فيها الكثير من اوجه الشبه والتشابه مع ادوار الممثل "جيمس بوند" ، وكلاهما مارسا المكر والدهاء، مع فارق بسيط، ان جيمس "بوند" خدم بلاده من خلال قيامه بادور الجاسوسية، والمغامرات الخطرة المحفوفة بالمخاطر، والصادق المهدي استعمل المكر والخداع من اجل تخريب كل ما هو جميل في السودان!!
٣- ***- من اولي المهام المحبطة قام بها الصادق المهدي كانت في عام ١٩٦٦، عندما انقلب علي عمه الامام الهادي المهدي وشق بذلك حزب الامة انشقاق مازال يعاني منه الكل في الحزب وافراد آل المهدي، دافع الصادق المهدي وقتها عن انقلابه بحرارة شديدة وقال: (الخلاف في أبسط صوره كان صراع بين القديم والجديد. والمؤكد أن هذه المسألة اختلطت بأطماع ورغبات ونيات بعض الناس. لكن الفكرة الأساسية هي الخلاف بين القديم والجديد).
***- كان الصادق المهدي عمره ٣١ عامآ عندما انقلب علي عمه الامام الهادي المهدي!!
٤- ***- نجح الصادق عام ١٩٦٦ في تخريب وتفتيت حزب الامة حتي وصل الحال اليوم الي وجود خمسة احزاب تعادي بعضها البعض وهي:(*حزب الأمة القومي-*حزب الأمة الوطني*- حزب الأمة السوداني القيادة الجماعية*-حزب الأمة للإصلاح والتنمية*- حزب الأمة للإصلاح والتجديد)!!!
٥- ***- مازال الصادق المهدي ومنذ خمسين عام بلا توقف، يصرح باصلاح الحزب، اخر تصريح له كان في يوم السبت ٢٨ مايو ٢٠١٦!!
٦- ***- تمامآ كما فعل "جيمس بوند"- كما راينا في كثير من افلامه-، حيث كان يسافر في مهام سرية خطيرة اوكلت له القيام بعمليات خارج بريطانيا لتخريب مؤسسات ومنشآت، سافر ايضآ الصادق المهدي سراً في فجر يوم الاثنين الموافق ٩ ديسمبر ١٩٩٦ قاصداً إرتريا- وسُمّيت عملية الهجرة هذه (تهتدون).
٧- ***- بهذا الهروب السري التحق الصادق المهدي بالمعارضة السودانية في الخارج ، وبدأ الصادق ينشط في أكبر حملة دبلوماسية وسياسية شهدتها تلك المعارضة منذ تكوينها.
***- لكن كان لأهل التجمع رأي آخر، فقد شككوا في هذه الخطوة السرية التي قام بها الصادق مع ابنه عبدالرحمن، واعتبروها عملية تمت بتنسيق كامل مع نظام الإنقاذ، وأوضح رأي جاء من الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل وفق مصادر إعلامية سابقة حيث شن الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) هجوماً عنيفاً على رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي واتهمه بالتنسيق مع النظام لإضعاف المعارضة ، وكشف الاتحادي - لأول مرة- عن خروج المهدي في عملية (تهتدون) منتصف التسعينيات بالتنسيق مع النظام، وقال القيادي البارز بالحزب الدكتور علي السيد: إن المهدي خرج بالتنسيق التام مع النظام قبل شهر من تنفيذ محاولة انقلابية خططت لها المعارضة، وإن المهدي كان على علم بساعة الصفر،
***- وصف السيد علي عملية (تهتدون) بالكارثة لتجمع الداخل وقتذاك ومازال محل سؤال كبير، وقال: (إنه بعد خروج الصادق مباشرة ضُربت قواعدنا السرية في الولايات والعاصمة وجرت حملة اعتقالات واسعة نتج عنها تشتت شمل التجمع في الداخل، وذهب الصادق وأضعف التجمع بالخارج)... وأضاف بأن رواية نجل المهدي- عبد الرحمن- بشأن ترتيبه خروج والده بالساذجة، وقال السيد علي: (سكتنا كثيراً على الصادق الذي ظل يسخر منا، ويبدو أنه فهم فهماً خاطئاً ، واعتقد أن الاتحادي غير قادر على الرد عليه).
٨- ***- بدأ الصادق المهدي بعد خراب "التجمع" في التنسيق مع حزب البشير، ففي أول مايو ١٩٩٩م استجاب السيد الصادق المهدي لوساطة السيد كامل الطيب إدريس للتفاوض مع النظام، فتم اللقاء المشهور بسويسرا ، وهو اللقاء الذي عُرف بـ(لقاء جنيف)، وكان بينه وبين الدكتور حسن الترابي الأمين العام للمؤتمر الوطني آنذاك. وأثار هذا اللقاء غباراً كثيفاً في الساحة السياسية السودانية والإقليمية، وإن كان المراقبون- بالإضافة للتنظيميين في الحزبين - لا يعلمون تفاصيل ما دار في هذا اللقاء!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة