عبد الله ناصر يعيد الألق إلى فن القصة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 00:06 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-25-2016, 09:44 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عبد الله ناصر يعيد الألق إلى فن القصة

    09:44 PM July, 25 2016

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر

    لا يعد القاص السعودي عبد الله ناصر في مجموعته «فنّ التخلّي» (دار التنوير) بأي نتائج مسبقة. من الواضح أنّ هذه النصوص هي نتاج ورشة عمل ذاتية؛ دأب من خلالها القاص على الجمع بين السرد والشعر. كما لعب التخيّل دوراً بارزاً في هذه النصوص مما جعل التجوّل خلالها أشبه بالبانوراما التي تجمع بين أماكن، وشخصيات، وتواريخ مختلفة. رغم أن المجموعة هي الأولى له، إلا أن الحرفية تبدو جليّة على مفردات النصّ المكتوب وتراكيبه كأنه مهندس حاول أن يضع كل حجر في مكانه المناسب من دون الحاجة إلى مطّ الحدث أو زخرفته بمحسنات بديعية. قراءة هذه المجموعة تشبه السفر عبر الزمن، احتساء القهوة التركية، الاستماع إلى موسيقى الدانوب الأزرق، والتفاوض مع همنغواي.
    يتعامل ناصر مع نصوص هذه المجموعة بما يشبه المخرج السينمائي. يقوم بتسريع اللقطات في مواضع بعينها ثم يهدأ من فورانها في مواضع أخرى. إنها محاولة تأريخ الموت لكن على الوجه المعكوس، كأن يقول في قصة «تاريخ آخر»: «ارتدت الرصاصة التي تزن عشرين غراماً وتبلغ سرعتها خمسين ميلاً في الدقيقة بشكل مباغت إلى صدر القاتل.

    واستدارت الدبابات النازية من طراز ليوبارد زاحفة عن عمد لتطبق حصارها على مدينتها الأم برلين. وعادت القنابل الذرية أدراجها في رحلة شاقة من هيروشيما وناجازاكي لتقصف واشنطن ونيويورك. والتفّ المنجنيق يرشق بسهامه المشتعلة دون هوادة جحافل الجيش المغولي ثم سقطت الصخرة الكبيرة، التي يحملها قابيل، لتشج رأسه بدلاً من أخيه الغارق في النوم». ومن موضع إلى آخر، يطرح القاص فلسفته الخاصة حول الإنسان الأول والخطيئة على الأرض. تحيلنا هذه النصوص إلى مفهوم القصة القصيرة جداً، خصوصاً التي تنتزع أنسجتها من القالب الشعري. هناك مجموعة من النصوص التي تتحوّل إلى لقطات خاطفة تشبه الومضة الشعرية كما في قصة «أحزان ثقيلة» حيث نقرأ: «تلك الحدبة على ظهره هي كل تبقّى من الجبل». في أحد مشاهد الفيلم الإسباني «البحر بداخلي»، يتخيّل البطل نفسه أمام نافذة مشرعة.


    لقطات خاطفة تشبه الومضة الشعرية

    وبمجرد أن يغلق عينيه، يتخيّل حاله محلقاً في الهواء في سطح البحر. إن قوة التخيّل هي صاحبة تلك القدرة العجيبة على تجاوز كل ما هو نمطي مألوف، وهذا ما حاول القاص استثماره في هذه النصوص. الفتاة تقف أمام النافذة فتبتل أصابعها بماء البحر الذي يبعد كيلومترات عنها، أو مراهق يتخيّل حاله محطماً جمجمة أودري هيبورن في سريره، وكذلك قيام أحدهم بملء المقعد الشاغر بجوار إحدى آنسات إدوارد هوبر.
    يزاول «ناصر» الترجمة بشكل فردي على مدوّنته الخاصة، وهذا يفسر بشكل أو بآخر هذا المخزون الثقافي والبصري بين صفحات المجموعة. إن هذه المجموعة تعيد الألق إلى فن القصة القصيرة بين الأجناس الأدبية الأخرى. كما يجب التنويه إلى التنوّع البصري واللوني داخل المجموعة من خلال تسليط الضوء على مفردات الفن التشكيلي وأدواته. في قصة «عربة تسوق»، يقول ناصر: «يبيعونه الحقائب فارغة من السفر، والشبابيك مفتوحة بلا ابنة الجيران، والكمان مجوّفاً من عروض الباليه، والشموع مضيئة بلا أعياد ميلاد، والكعك خالياً من البهجة، والبنادق محشوّةً بلا أمجاد، واللون الأحمر منقوصاً مارلين مونرو».
    ينبغي الإشارة إلى أن تيمة الأب حاضرة في هذه المجموعة من خلال تنويعات مختلفة كما في قصتي «مفاتيح الأب»؛ حيث كان الأب ينسى مفتاحه كل مرة في أرجاء المنزل، وكذا في قصة «في يوم الأب العالمي»؛ حيث كان الأب يترك هاتفه الخليوي مغلقاً طوال الوقت. إنها محاولة استعادة روح الأب الغائب عبر تقاطيع النصّ المكتوب فالأب هنا رمز للأمان والتكاتف المفقودان. تذكر هذه النصوص بالمجموعة القصصية «قصص بحجم راحة اليد» لكواباتا من حيث القدرة على التكثيف والتقاط مفردات البيئة المحيطة. لكن يبقى السر في هذه المجموعة هو الإنسان بكل ما يكتنفه من أمور عادية قد تبدو تافهة للآخرين لكن إعادة النظر فيها يجعل منها محطات فارقة. هذه المجموعة تصلح كوجبة فطور سهلة الهضم لكنّ عصارتها الفكرية تعتمل في الفم لفترة طويلة حتى يستمتع بكل عنصر فيها على حدة.



                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de