سوريون يجمّلون وجه الخرطوم رداً للجميل بحملة نظافة انطلقت في السادسة صباحاً (صورة)

Quote: نظموا حملة نظافة واسعة بشارع المشتل ردوا التحية بالعمل.. السوريون يحتلون شوارع الخرطوم تاريخ الخبر 30-04-2016 | شباب سوريون يرسمون علم السودان بالأعمدة والجدران 60 متطوعاً سورياً شاركوا في العمل بحماس وقوة حسن سباهي.. أردنا من خلال المبادرة شكر الشعب السوداني سوري: حريصون على إظهار عظيم إمتناننا للشعب السوداني الخرطوم: ميريام عمران خليفة تفاجأ أصحاب المحلات التجارية والمنازل المطلة بشارع المشتل الذي يربط بين شارعي عبيد ختم والستين بالخرطوم، في السادسة من صباح أمس، بشباب يعملون في نظافة الشارع الإستراتيجي وبجانبهم آليات ضخمة تستعمل لهذا الغرض، وبدأ لمن تابع حركة الشباب الدءوبة في ذلك الوقت المبكر من صباح العاصمة السودانية أنهم متطوعون لارتدائهم زيا موحدا، ولم يكتفوا بعمليات النظافة بل اتجه بعضهم إلى رسم علم السودان بألوانه البراقة على أعمدة الكهرباء وعدد من الجدران بالإضافة إلى طلاء الجزيرة التي تفصل بين مساري الطريق، وبعد أن تكشفت الشمس تعرف المواطنون بالمعمورة وعابرو الطريق الذين ايضا لفت المشهد أنظارهم على حقيقة الشباب الذين يعملون في الطريق الذين ينتمون لرابطة حديثة النشأة تجمع بين سوريين وسودانيين، رأت أن تعبر عن شكرها للشعب السوداني وقيادته على طريقتها الخاصة على حُسن التعامل الذي يحظون به بأرض النيلين. مبادرة غير مسبوقة ولأن المبادرة هي الأولى من نوعها التي تقيمها جالية أجنبية بالسودان "رغم أن السوريين يعاملون معاملة السودانيين"، لأنها حظيت باهتمام كبير وإشادة من قبل المواطنين الذين التقيناهم وهم ينظرون بإعجاب إلى ما يبذله الشباب السوريون، وفي هذا الصدد أشار صاحب محل تجاري يطل على سوق المشتل أن مبادرة السوريين تستحق الإشادة والتقدير وذلك لأنها الأولى من نوعها حيث لم يسبق لضيوف البلاد الذين وصفهم بالأعزاء أن اتجهوا لترك بصمة واضحة على أرض الواقع خاصة على صعيد المبادرات كتلك التي شهدها شارع المشتل أمس، وقال لـ(الصيحة) إن مبادرة السوريين تؤكد عمق الروابط بين الشعبين والبلدين وتوضح شعورهم تجاه إخوتهم بالسودان الذين يبادلونهم ذات الاحترام، وذلك لوجود العديد من الروابط المشتركة، ويلفت إلى أن الشارع وإثر عمليات التأهيل التي خضع لها تغير مظهره كثيرا، وتمنى أن تحذو الجاليات الأجنبية الموجودة في السودان حذو السوريين، وذلك للتأكيد على أن ما يجمع بين الشعوب عميق وراسخ. تحدى أشعة الشمس العمل في نظافة وتجميل شارع المشتل وكما أشرنا ابتدأ عند السادسة صباحا، وحينما تجولت "الصيحة" بالطريق المهم وقفت على عمل أعداد كبيرة من الآليات التابعة لهيئة نظافة محلية الخرطوم، التي نشطت في نقل النفايات وإزالة "التراب" الذي كان موجودا بكميات كبيرة على "جنبات الطريق"، ورغم ارتفاع حرارة الجو صباح أمس إلا أن عددا مقدرا من الشباب السوري توزعوا على أنحاء متفرقة من شارع المشتل الذي يتجاوز طوله العشرة كيلومترات وانهمكوا في عمليات الطلاء، مجموعة ترسم بأناملها علم السودان بألوانه الزاهية ذات الدلالات العميقة على الأعمدة والجدران، وآخرون انكبوا على الاسفلت وهم يجددون طلاء "الجزيرة" التي تتوسط الطريق، فيما تولى جزء آخر منهم وبجانب عمال الصحة عمليات النظافة، أما قادة المبادرة فقد كانوا يتجولون بين المواقع المختلفة لحث الشباب على بذل الجهد وشاركوا ايضا في العمل. الرابطة والأدوار المبادرة الفريدة وقفت من خلفها الرابطة السودانية السورية التي خرجت إلى الوجود قبل أيام قلائل، لتنضم إلى جسم آخر يخدم قضايا السوريين بالسودان وهو مكتب الإغاثة، ويؤكد رئيسها رجل الأعمال المستثمر السوري، حسن سباهي، أن الرابطة نشأت لتقوية أواصر العلاقة بين الشعبين الشقيقين ولا تتبع لأي جهة، وكشف في حديث لـ(الصيحة) أنهم ظلوا حريصين على إظهار عظيم شكرهم وامتنانهم للشعب السوداني ولقيادته السياسية ممثلة في رئيس الجمهورية، عمر حسن أحمد البشير، وقال إن المبادرة تندرج في هذا الإطار، مبينا أن الشعب السوداني ومثلما أحسن معاملتهم كان عليهم رد الدين ولو بجزء يسير، مؤكدا على أن مشاريعهم لن تتوقف خلال المرحلة القادمة التي توقع أن تشهد العديد من المبادرات المماثلة، وشكر محلية الخرطوم التي قال إنها ساعدتهم بالآليات. وأضاف: الرابطة حديثة التكوين ولم يتجاوز عمرها العشرة أيام، حيث تم عقد اجتماع بمشاركة 51 مستثمرا وتاجرا سوريا وسودانيا ورجال أعمال من قطاعات مختلفة، وتم تكوين مجلس الإدارة ولاقت تجاوبا كبيرا من كل الجهات، والرابطة لا تعتمد على دعم من أي جهة بل تمول كل أنشطتها من دعومات رجال الأعمال السوريين بالسودان، وأشار إلى أن الرابطة تهتم ايضا بملفات متعددة منها الاستثمار والتعليم والصحة وحل مشاكل السوريين في السودان، وتسهيل الإجراءات لمن يريدون العودة إلى سوريا. واردف: من خلال الاجتماع الذي أقيم مؤخرا تم تأمين أربع فرص عمل لسوريين كانوا موجودين في الاجتماع، وفي سؤالنا عن تسجيل الرابطة بشكل رسمي لدى الحكومة السودانية، قال سباهي هناك خطة لتسجيل الرابطة في الجهة المسؤولة عن المنظمات حتى تأخذ المراسلات مع الحكومة صيغتها الرسمية. دعم معنوي ومن الذين شاركوا في مبادرة الأمس من الجانب السوداني الشاب محمد عبدالله حسن أحمد البشير، الذي أكد في حديث لـ(الصيحة) أهمية المبادرة وتأثيرها الإيجابي على المجتمع السوداني. وأضاف: في تقديري أنها مبادرة راقية وجميلة تعبر عن مدى الحب الذي يكنه الإخوة السوريون لأشقائهم السودانيين الذين بذات القدر يقدرون الشعب السوري وذلك لعمق العلاقات التي تربط الطرفين تاريخيا، وقال إن حضوره جاء بدافع تشجيع مثل هذه المبادرات التي وصفها بذات الأهمية البالغة في تفعيل دور الدبلوماسية الشعبية، وكشف عن حدوث اندماج واضح بين السودانيين والسوريين، مرجعا الأمر إلى العلاقات القديمة والمتجذرة التي بدأت بالتجارة بين البلدين، لافتا إلى أن المبادرة هي الأولى التي تنظمها جالية أجنبية في السودان، وأشار إلى أن حضوره يأتي من واقع العلاقات الطيبة التي تربطه بعدد من السوريين، وأشاد بمحلية الخرطوم التي قال إنها وفرت العديد من الآليات لإنجاح مبادرة نظافة وتأهيل شارع المشتل. تواجد كبير وسجلت محلية الخرطوم حضورا واضحا وتمثل ذلك في توفير عدد من الآليات التي أشار مسؤولها بهيئة نظافة المحلية محمد عبيد إلى أنها عبارة عن قلابات وباك لودر وقريدر وبوك كات وتانكر مياه، مبينا عن تنظيم عدد من الحملات خلال الفترة القادمة، من ناحيته يشير رئيس هيئة نظافة محلية الخرطوم، زهير عباس الخضر في حديث لـ(الصيحة) إلى أن مشاركة الهيئة جاءت من واقع حرصها على نظافة كل أنحاء المحلية، وقال إن المعتمد وجه بتوفير المطلوبات لمبادرة الرابطة السورية، معتبرا أن ما حدث أمس يعبر عن مدى العلاقة الطيبة التي تربط بين الشعبين، مؤكدا على مساهمتهم في كل المبادرات الشعبية التي تهدف إلى ترسيخ مفهوم المشاركة الجماعية في حملات النظافة. أخوة ومحبة رغم ارتفاع درجات الحرارة أمس إلا أن الشباب السوريين الذين شاركوا في المبادرة كانوا أكثر حماسا لتقديم ما يعتبرونه وفاءً للشعب السوداني، وفي هذا الإطار يشير الشاب إبراهيم ياسين أحد المتطوعين المشاركين في المبادرة إلى أنهم قرروا شكر الشعب السوداني قبل الحكومة، وأضاف: نشكرهم لأنهم استقبلونا واحتضنونا ولم يشعروننا بأننا متغربون أو أجانب بل على العكس تماما كأننا في بلدنا، ولتحقيق الاندماج مع الشعب السوداني وترسيخ علاقات الأخوة والمحبة بين الشعبين انطلقت هذه المبادرة التي شارك فيها حوالي 60 متطوعا من الأعضاء المؤسسين ومتطوعين جدد لم يسجلوا بعد بالرابطة لكنهم احبوا أن يأتوا ويشاركوا في العمل، وأضاف إبراهيم: أي عمل تطوعي في بدايته يبدأ بحماس وقوة وبعدها يخمد ولكن اتمنى أن نستمر بهذا الحماس دائما. شكر وعرفان أيضا خلال تجوالنا بشارع المشتل التقينا عددا من الشباب السوريين الذين تضمخت أياديهم بالألوان التي كانوا يستعلمونها في رسم علم السودان وتجميل أرصفة الطريق، ابدوا جميعهم فرحتهم وحماسهم بهذه المبادرة وأشاروا إلى أنها تعد طريقة مثلى لتقوية علاقات الأخوة والمحبة بين الشعبين السوداني والسوري، والتقت "الصيحة" مجموعة من الشباب أبرزهم عبد الله عنان ، كاسر عبيبو، محمد عبد الفتاح، محمد الياسين ووقفنا على الحماس الكبير الذي كان عنوانا بارزا لعملهم، واتفقوا على أن الشعب السوداني قدم لهم كل الحب والاحترام، وأن الكثير من الشعوب والدول تنكرت لهم ورفضت الوقوف معهم في محنتهم لذا فإنهم ومن هذا المنطلق قرروا رد ولو جزء يسير من الدين للشعب السوداني، مؤكدين أن مبادراتهم لن تتوقف وذلك للتأكيد ايضا على عمق العلاقة التي تجمعهم بين البلدين. أدوار مقدرة وتعبر الرابطة الوليدة امتداد لجسم آخر ظل يعمل من اجل خدمة السوريين بالسودان، والذين تشير تقديرات إلى أن يبلغ مائة وثلاثين ألف ينتشرون في عدد من الولايات أبرزها العاصمة الخرطوم، وتجدر الإشارة إلى أن مكتب الإغاثة الذي يؤدي الكثير من الأدوار الداعمة للأسر السورية يتلقى دعومات من التجار السوريين بالسودان بالإضافة إلى رجال أعمال سودانيين وخيرين وجمعيات طوعية سودانية، ويرتكز مكتب الإغاثة في دعمه للأسر السورية إلى عدد من الأسباب منها مواجهة تكاليف الحياة المختلفة التي لا يمكن لكثير من الأسر الإيفاء بها نسبة لدخلها المحدود، علاوة على تقديم العون للأسر التي تعاني ظروفا صعبة وتحتاج لمن يقف بجانبها، وينشط في مكتب الإغاثة عدد كبير من السوريين بالخرطوم منهم شباب يلعبون أدوارا في غاية الأهمية بل يعتبرون من المشاركين في تأسيس مكتب الإغاثة وخروجه اإلى الوجود، علما بأن مكتب الإغاثة يقدم شهريا سلة متكاملة من المواد الغذائية للأسر المسجلة في كشوفاته، بالإضافة إلى دفع راتب شهري لمعظم الأسر التي لا تملك عائل، ولا يتوقف دور المكتب على ما يقدمه من مواد غذائية ودعومات مالية شهرية بل يشمل ايضا التكفل بنفقة إيجار سكن الأرامل والأيتام لعدد يتجاوز السبعين أسرة. إستراتيجية ورؤى ويرتكز عمل مكتب الإغاثة على عدد من الرؤى والخطط، وفلسفة تقديم الدعم للأسر تقوم على عدم تسجيل ودعم الأسر التي يوجد فيها شباب أو أشخاص يعملون، وذلك حتى لا يتحول من يملك القدرة على العمل إلى إنسان متلقٍ لا ينتج، والمكتب وفي سبيل توفير فرص العمل للعاطلين يتصل بعدد من الجهات السودانية والسورية تتمثل في رجال أعمال وتجار وأصحاب شركات ومصانع وورش للمساعدة في استيعاب الشباب. السوريون بطبعهم يرفض الفرد منهم أن يكون عالة على الآخرين، ويفضلون دائما أن يكونوا منتجين وأصحاب إسهام إيجابي في المجتمع، غير أنه ورغم الجهود التي يبذلها المكتب لايزال يوجد عدد من الشباب دون عمل وأنهم في المكتب يبذلون جهودا كبيرة لإيجاد فرص عمل لهم. الصحة والأولوية من أهم الخدمات التي يحتاجها الإنسان توفر المشافي التي يتوجه إليها لتلقي العلاج والذي بطبيعة الحال يحتاج إلى أموال، وفي هذا الجانب فإن السوريين بالسودان ورغم ظروف بعضهم إلا أنه لا يمثل لهم هاجسا كبيرا وذلك على إثر التجاوب الكبير الذي يجدونه من الحكومة السودانية التي قررت معاملتهم أسوة بأشقائهم السودانيين، وهذا أمر له وقع خاص في نفوسهم، وينوب مكتب الإغاثة عن السوريين في تنسيق هذا الجانب ونجح في تحقيق الكثير من المكاسب أبرزها بطبيعة الحال أن المكتب يغطي العلاج لأكثر من 90% من السوريين الموجودين بالسودان وذلك عن طريق التأمين الصحي، وتعاقد المكتب مع شوامخ لتأمين الحالات الطارئة والولادة. تكامل جهود ويأمل سوريون في الخرطوم أن تتكامل الجهود من اجل كل ما يصب في مصلحة الشعبين، ويشير بعضهم إلى أهمية مواصلة مكتب الإغاثة لعمله في الإطار الإنساني بوصفه مظلة تجمع كل السوريين الموجودين بالخرطوم، وأن تساهم الرابطة الوليدة في دعم مشاريعه وأن تتولى أداء أدوار الدبلوماسية الشعبية بين البلدين الشقيقين.