واقتضت حكمته جلّ في علاه أن يجعل أساس العداوة والولاية هو دينه (الإسلام).
رغم أن البشر على ظهر هذه الأرض ربما يعادي بعضهم بعضاً من أجل الأرض أو المال أو الثروة أو حتى لعاعة الدنيا... سقط المتاع.
كما جعل أهل الولاية له ولدينه الإسلام هم المنتصرون في نهاية المطاف مهما وجدوا من عذابات وآلام واضطهاد وسحل وقتل وتشريد وعداوة العالم أجمع لهم.
إذن أنتم في أرض السود الآن أرض السودان وبما أنكم مسلمين أبناء مسلمين .. مستعربين أبناء مستعربين
تواجه اليوم موجات عاتية من النزوج من شتى بلدان الجوار الأفريقي .. طلباً للعيش والمقام أو طلباً للهجرة إلى بلاد أخرى عبوراً.
تواجهون اليوم موجات بشرية هوجاء تريد الاستيطان بينكم - فأرض النيل من أصلها أرض تواردت عليها الغزوات والحملات والفتوحات من قديم الأزمان وستظل - ولكنه الاستيطان الذي يغير الدين واللغة.
فما بديل الغزو المسلح إلا النزوح الموجه!
فقد قرر آل صهيون - انطلاقاً من جنوب السودان - أن يرموا شمال السودان بموجات عاتية من البشر النازحين بسبب تجار السلاح الصهيوني المتدفق من دول الجوار - كما يتدفق البشر الآن على شمال السودان - لتسيل مزيداً من الدماء وتسيل مزيداً من الأموال على جيوب بني صهيون... كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله.
يا هؤلاء
إن عجم السودان هم الأقوام الذين كانوا وما زالوا يعيشون على أرض السودان ما قبل دخول الأعراب المسلمين أرض السودان - أرض النوب - أرض الذهب - أرض النيل فاتحين ناشرين للإسلام والعربية.
عجم السودان - كما يطلق على السودان قديما بل أفريقيا (بر العجم) - إذا كان العرب على البر الآخر من بحر القلزم - البحر الأحمر - إنهم عجم السودان بغض النظر عن أنهم مسلمين أو غير مسلمين - فالإسلام لم يعد ذلك الرابط بين بني السودان اليوم ... فقد مشت على الرسم أحداث وأزمان.. فسكن بني يعرب بلداً وسكن الأعاجم في السودان بلدة أخرى... إذ أصبحت رابطة العرق أقوى وأشد من رابطة الدين.
يا هؤلاء
عما قريب ستصبح ديار السودان كلها دياراً للعجم الناطقين بغير لغة الضاد من أعاجم البلدان المجاورة لشرق السودان وغربه وجنوبه .. بل إن جنوب السودان كفيل وحده بإغراق السودان بهؤلاء الأعاجم .. وسودنة السودان فعلاً بعد أن كان اسماً فحسب!
يا هؤلاء أنظروا حولكم وأعرفوا مكانكم أين أنتم الآن من الأمس؛ حيث كان مغنيكم يتغني:
أيها الناس نحن من نفر عمروا الارض حيث ما قطنوا يذكر المجد كلما ذكروا وهو يعتز حين يقترن حكموا العدل في الورى زمنا اترى هل يعود ذا الزمن ردد الدهر حسن سيرتهم ما بها حطة ولا درن
((نزحوا لا ليظلموا احدا لا ولا لااضطهاد من امنوا ))
وكثيرون في صدورهم تتنزى الاحقاد والاحن
دوحة العرب اصلها كرم والى العرب تنسب الفطن ايقظ الدهر بينهم فتنا ولكم افنت الورى الفتن
فيا هؤلاء: إنه نزوح بنزوح ... هذه بتلك.
فأين بني العرب اليوم في السودان؟
ألم يطغى عليهم عجم السودان حتى حصروهم في جحر ضبٍ خرب؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة