هي خواطر غريبة ، وطوبى للغرباء يا حرسم ، ومن بعض اهديها الى ول ابا حرسم ، ول ابا علي عبد الوهاب عثمان ، والى كل الجميلات والجميلين من اهالي امسودان...ممن يحرقهم اكتشاف المعني اكثر من الإنصياع الى بروباقندا التزييف..!! الشجن ، خليهو غادي يا حرسم ، لكن حكاية (معاني).. فنحن نقراها بتصريف اخر غريب ، مثل غربتنا في تدافعنا في مشهد امسودان الثقافي اياه..!
فكلما تحضر مفردة (معاني) ، نحن نركض ركضنا الخاص ونتماثل مع العظيم عالم عباس محمد محمد نور ، حينما صرخ فينا (منك المعاني ، ومنا النشيد)..!!
عنوان ديوان الشعر ده ، ياحرسم ، دخلنا في حيص بيص ..وختانا في حتة ان مصدر المعاني حاجة تانية ، حاجة منفصلة عننا ، والتفاعل فيها وحولها بيكون في خانة ، نكتب النشيد ـ نكتب معنى المعاني تلك..!!
في جامعة الخرتوم ، واذكر كان ذلك في النجائل الداخلية لكلية مدرسة العلوم الإدارية ، يا حرسم ، وايام الطلب اياها ، صفعتني صديقتي على وجهي وهي التي حظيت بلقية عالم عباس، اياه ، وصفعتها كانت بمثابة اني حكيت لها عن عالم عباس ، ولكن تقاصرت كلماتي وتصوراتي عن حقيقة عالم تلك..!! فكلما نلمح مفردة (معاني) ، ينتابنا تغريد حزين ، ونذهب الى تصريفنا الخاص تجاه المعاني ، تصريفنا من شاكلة عبارة عالم عباس عالم (منك المعاني ، ومنا النشيد)..!
ونعود الى الأرضين ، وليت صديقنا وابننا الشاب امير يتابعنا هنا..!! بالحيل يا حرسم ، التسع وتسعين جبل ، اعرفها بالأسم ، واعرف مزاج اهلها ، اغنياتهم في مواسم الحصاد ، اغنياتهم في مواسم الفجيعة والحزن ، اغنياتهم في مواسم التعبد والتأمل الفلسفي العجيب ، ولست وحدي يا صديقي ، فهناك ادم جمال ، هناك الشاعر الفذ عمر منصور فضل ،هناك الشاعر عوض ابكر ، هناك بريمة ادم محمد بلل ، وهناك ارواح كثر تحرس ديدن صيرورة الجمال اياها..!
وفيما يخص نموذج صديقنا الفنان الشاب امير ، فاننا نرى الأتي:
خلي بالك يا حرسم من المقدمة في العمل الموسيقي المصحوب بالأوركسترا ، صحيح الريتم بيشكل لإنسان من شرق امسودان حاجة معينة ، ولكن نفس الريتم وتصاريف الأداء ، هي نموذج شائع في بيئة الأبالة في كردفان ، وهو ما نسميه في امسودان باغاني الجراري ، وصوت الكرير الذي يصدر من صدور الشباب بصورة حيرت كل اكأديميا المزيكا على كوكب الأرض..!
الكرير يا حرسم ، الذي تصدر مقدمة الشاب امير وهو يؤدي اغنية (عيني النوبة) هو الرابط الذي دعانا ، سابقا ، بان نصف تجربة اداء الشاب امير لهذه الغنية بانها وافقت التنقل بين بيئات مختلفة..!! التحدي يا صديقي ، التوافق العجيب الذي غاب عن انتجلينسيا التعليم في امسودان ، التوافق بين ريتم الجراري ، الذي تتموسق حوله اعناق الحضور في فيديو الشاب امير ، وريتم اهلنا في شرق امسودان ، الريتم المسبوق بمقدمة فوكال/صوتي تظهر في شكل نمة تسبق الدوبيت كما تقول عربان القواسمة في وسط امسودان..!!
الريتم يا حرسم ، ونفس تقاسيم اعناق الجمهور المتواجد في لحظة تسجيل غينة الشاب امير ، نفس التقاسيم بتلقاها في النيجر ، جنوب الجزائر ، جنوب تونس ، مالي ، موريتانيا ، لغاية الصحرا ء الغربية ..!
اعجبني كثيرا ، محاولة توظيف الجيتار في غنية (عيني النوبة) ، وهذا هو النموذج الذي نتوقع ان يسود في امسودان ، نحن يا صاحب مزعمنا سحب البساط من مزاج هنا (امدرمان) وحتى اللحظة ماشين كويس,,ماشين كويس يا صديقي..!! ولبو مكضبني شوف نموذج شادن حسين ، ونموذج الشاب امير ، ونماذج عديدة من اهلنا ناس نوبا الشمال..ناهيك عن مشاريع مزيكا اخرى مثل مشروع (نايل بروجيك)..!! نحن ماشين كويس يا حرسم ، عبد القادر سالم ، بشهادة الأمم المتحدة سفير نوايا حسنة ، فنان الشرق سيدي دوشكا ، بشهادة الأمم المتحدة سفيرنوايا حسنة مثله ومثل امو سنغراي من مالي وغيرها من مبدعي ومبدعات افريقيا..! شعوب امسودان مندهشة يا حرسم في شان انو غنية القمر بيضوي غنوها شباب من اسرائيل ، فياترى كيف يكون حجم الإندهاش لو عرفوا ان اغنيات امسودان تسوح في ايرلندا ، سويسرا ، امريكا..؟؟
كبر
02-06-2016, 08:27 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
مقدمة النموذج بتاع الشاب امير وهو يغني غنية تراثية اسمها (عيني النوبة)..المدخل المديني يبدأ بايقاع ، ثم كيبورد ، ثم بيز جيتار..هدير البيز جيتار ، هو استبطان لظاهرة الكرير في غناء الطمبارة في كردفان..هذا الهدير غير موجود في ثقافات اهلنا في شرق السودان ، ودي المفارقة الجابها الشاب امير ، فهومزج تداخل بين بيئات سودانية مختلفة ليؤكد أن امسودان دي حاجة واحدة..اما عننا نحن ناس القرايات الأيدولوجية المسبقة فهذا يعني عندنا فكرة حسن ادارة التنوع في امسودان..!
الناس البيفتح معاهم الفيديو ، نرجو منهم معاينة المقدمة الموسيقية مصحوبة بحركة اهتزاز اعناق الحضور في الصالة ، صحيح هي تشبه الرقص عند اهلنا في شرق امسودان ، ولكن نفس الإهتزاز الراقص هو موجود في كردفان بغرب امسودان ، وموجود بصورة تحتاج التأمل الدقيق عند اهل شمال امسودان (تراث النوبا حينما يؤدون اغنيات ورقصات علي ايقاع الطار)..!!
كبر
02-06-2016, 09:07 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
المقدمة ، خصوصا في الفيديو الأول ، فيها حاجتين يا محمد: صوت البيز جيتار ، وصوت صفقة الحضور المتفاعل مع الغنية ، طبعا هي لحظة ممكن تفوت على أي زول بتفرج في الفيديو ده وح يتفاعل معاها من غير يقول ضميرو الباطن او يقدم تفسير لأنو ليه اتفاعل مع المقدمة...!!
في ثقافة اهلنا الحمر في غرب امسودان ، عندهم حاجة اسمها الجراري ، والجراري بيكون مصحوب بظاهرة صوتية اسمها (الكرير) ، وهو صوت يصدره المغنين/الراقصين الرجال ، ويصدر من الصدر ، هي ظاهرة حيرت علماء الموسيقا حتى اللحظة ودي نقة تانية..!
ظاهرة الكرير حينما تصل الى العاصمة وتحاول تعيد انتاجها ، بتقوم بتسخدم اكثر من ألة (طبل ، كيبورد ، جيتار بيز ، فوكال/صوت..الخ)..عشان تحاول تقديم الظاهرة كما هي أو بتصور يكون قريب ليها..
وهنا نضيف فيرشن تلقائي وطبيعي من مجتمعات اهلنا الحمر (وهم ابالة) ةيةضح فكرة (الكرير)..
الحاجة الدايرك تلاحظها يا محمد ، حركة اعناق الراقصات في الجراري ومقاربتها بحركة اعناق الحضور في الأستديو وهم يشاركون الشاب امير في الأغنية بتاعة عيني النوبة، اضافة لذلك ، الريتم المضبوط بالصفقة ، وممكن تلاحظ بسهولة أنو الجمهور في الصالة قام يصفق ، والصفقة دي خارج التخطيط الرسمي لأداء الغنية ، خارج البروفات والأعداد، وانما هي تفاعل تلقائي خرج يعبر عن ذاتو بعيد عن الرسميات..!!..حاجة مدهشة مش؟..
يللا الصفقة التلقائية الخرجت في الأستديو ، هي اصلا استبطان لظاهرة الجراري ، وممكن تلاحظ أن مغني الجراري في الفيديو المرفق ، المدخل بتاعهم حفظ الريتم عن طريق الصفقة..!!!!!
كبر
02-06-2016, 10:07 AM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
ول ابا كبر دعنى ادخلك كما اتيتك من باب التوغل فينا دعنى ادخلك من باب الحيز الذى بقى لنا لنرى ن خلاله ما نحس به يجمع ويعطى دفء ومعانى
ول ابا كبر دعنى اخبرك عن الشجن اولا استمعت اليها اكثر من خمس واربعون مرة على وجه الدقة وكل ما استمع ازداد قربا وحبا احسنى داخل هذه المنظومة وانا على ظهر ابل صوتى خارج منى اتربع على ارض وفلاة وحيز له سحابة اسها انها مطرى انا لا غيرى ومشية لا تشبه مشيات الاخرين كيف يتمشى الانسان داخل اغنية كنت احسبها حالة مستحيلة لكنى اوقن الان انى افعلها بنعلى وكامل هيئتى معتزا حاملا هيئتى التى تشبهنى تماما وسيف ولوجى وبروق همساتى ونجرتى ارى كل ركن فيها بذات الايقاع من شرقى لغربى لشمالى الى اقاصى الدنيا جغرافية وفضاءا ومباهجة
ول ابا كبر استطعن ان اعبر اليها وفيها وعها مسافات كنا نتحدث عنها دوما الان اعيشها
لذا اصدقك يا صديقى عندما تقول (ماشين كويس) بل اقرب من (كويس ) لو صدق ظنى وساتعرت طموحى ورغبتى بعضا من وقت ربما يهدينا كيف السبيل وسط غابة من الاسلاك الشائكة وغبار القادمين من خلف المدن الكبيرة والزنازين والسجون الكبيرة كلما هربنا منهم بما (نحن )ـــه تظل المطاردة اعنف واقوى ولكن
يبقى اننا فى الطريق مع ابل (نا) وحناجرنا واننا وسط ما (نعتقد)
وسنكمل بعد الشجن
(المعانى )
على جنبة : كنت اعلم انك ستحول المشهد كله فوق ما اتصور لذا اهديتك ايها يا صديق الامنيات والطريق الينا
02-06-2016, 11:05 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
الخيط الروحي الذي يجمع بين الإيقاعات السودانية ، هو روح مزيكا البلوز ، وكل الأغاني التراثية وفي مراقي الريف السودان ، فيها هذه الروح البهية..!
المدخل اليها ، هو محاولة توظيف الآت مثل الجيتار بكل انواعه..وقتها سنكتشف المفارقة ...!!
هذه الخواطر كانت حول المقدمة فقط ، مقدمة عن توضيح التداخل بين البيئات ، وهو ما يسمى باعرافنا حسن ادارة التنوع في امسودان ، فيها حاولنا ان نربط هزيم الجيتار بيز(في الأستديو) بظاهرة الكرير(في الفضاء الطلق)..ثم لاحقا نربطها بحكاية التسع وتسعين جبل..! اما مضمون الكلمات لم نتطرق له اكثر ، لأنه شجن ومعاني فوق طاقتنا..
فذكر (التسع وتسعين جبل) ، يكلفنا الكثير يا صديقي..ولكن..!
معنى بسيط يا محمد.. هذا النموذج ، هو اداء لأغنية معروفة لإبراهيم عوض (ما بقدر ابوح)..وقد يتفاعل معها اهالي امسودان ، لأنهم يعرفون تجربة ابراهيم عوض حق المعرفة ، ولكن معاني الأداء وظهور الراقصين في المسرح ، ثم النزول للتفاعل مع الجمهور ، مثل هذه الأمور قد لا ينتبه لها الناس ، وقصدي الإشارات والترميز والدلالات..
فالمغني هنا ،يا صاحب ، حول اغنية البندر الى رؤية تتسق مع خلفيته الثقافية ، والأداء هنا يشبه رقصة (الكمبلا) في ديار جبال نوبة..المنايحية ، الرقص الهادئ ، التشكيل في صف (راقص وراقصة) ، كلها اشارات لمن يرغب المقارنة والمقاربة..وسيجد فيها المعاني المفارقة والطريفة..!
كتر خيرك يا صاحب..ونتمنى الإستمرار في الإضاءة بقدر ما يسمح لنا به زمان البؤس اياه..!
كبر
02-06-2016, 04:52 PM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
بسؤال بسيط بدأت الفكرة تنمو هل نحن الان فى الطريق الصحيح من خلاله نستعيد وعينا وذاكرتنا هل الهروب من الوحدة المركزية التى تستعير اشياء وافكار ليست ملكنا لنلبسها هو العودة الى هناك حيث الاشياء من ابداعنا وملكنا ان ابتكار الطرق لخلق المعادلة الممكنة هو الحل ان غاية من بنى لنا (السجنالكبير) او (الزريبة) هى ان نبقى كما يريد هو انه اهلك كل عاداتنا من الاكل والشرب واللبس واعارنا حتى مشية غيرنا ان البحث فى اماكن الضؤ لن يفيدنا اننا يجب ان نبحث من المكان الذى ضاع فيه الخاتم ما اجمل ان نحس بما نملك يغنى احدنا فى الغرب فنملك كل احساسنا تجاهه ونفرح به ونشاركه اللحظات ونشاركه التداعى يغنى اوشيك فى الشرق فنجد انفسنا نهتز بما نملك يغنى شمالا من يتحرك عكس اتجاه النيل فنرفع عقيرتنا بالغناء معه ي ضيف لى جزء اضيف له جزء نتحاور نتثاقف نحكى لبعضنا نرقص معا نعيد انتاج مهرجانات زراعتنا وافراحنا واحزاننا لنعرف اين نحن
واين نريد ؟
02-07-2016, 11:20 AM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
كلما جئت اغي لغتى لاكتب بطيرقة اخرى اجدنى لا اجيد الحضور ولا التامل ياخ كتر خيرك ول ابا كبر لان الناقص فينى قاعد تكملو بطريقة كانك تعرفنى من زمن بعيد جدا ونحن لم نلتق الا على الاسافير هنا
تعرف ممكن تسمع الف اغنية وما تعجبك ولا واحدة فيهم وممكن تسمع اغنية واحدة وترسخ جواك لانها ليست مجرد اغنية تحديدا عينى النوبه
هذا الرحلة عجيبة كنت قبل ايام استكتع الى الفنان الدنقلاوى دولا العطا وهو يغنى تحديدا اغنية اسمها البتولا (ويبدو انها غير موجودة فى اليوتيوب) ثم جئت بعدها لاستمع لاغنية عينى النوبه وعادت بى الذاكرة لاغنية يغنهيا محمد البدرى بالهدندوية ذات الايقاع ذات النكهة مشية الابل وفضاء الصحراء ورحلة الانسان من مكان لمكان ومن فكرة لاخرى ليس الامر انمر ماء وغذاء فقط كما يصرونه لنا الامر اعمق واعقد من ذلك بكثير هذه الرحلة التى استغرقت بين وبين ملامح (عينى النوبه) وال(بتولا) واغنية محمد ال بدرى فى حساب الزمن المادى الحضار ليس كثيرا لكنه فى حساب الفكرة قديم جدا الثقافة؟ الحياة ؟ الرحلة ؟ التعايش؟ الالتحام؟ التأقلم ؟ التفاهم ؟ التوحد ؟
اى هذه المسميات تعطيك المعنى حقيقة وايها يبقى سؤالا بلا اجابة
ونمد
02-07-2016, 06:24 PM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
Quote: وهو ما نسميه في امسودان باغاني الجراري ، وصوت الكرير الذي يصدر من صدور الشباب بصورة حيرت كل اكأديميا المزيكا على كوكب الأرض..!
ول ابا كبر صباحاتك ولاننا لا نركز على ما نملك ولاننا نفتش عن النموذج والمثال والقدوة فى الاخر وهذا ما قلته كثير واقوله دوما ان بحثنا عن قدوة ومثال فى الاخر هو اكثر الامراض ضررا لوعينا لاننا لا نرى ما نملك بشكل جيد
هذه الجملة التى قلتها انت او قيلت فى بلد ثان لاتوها ولو حبوا لانفاذ بشاراتها والفخر بها والزيادة منها لكن هنا عندنا عندما يكون المتحكم هو لب المركز المستفيد من تشتت افكارنا فانهم يغطون علينا مثل هذه الاشراقات التى اعتقد جازما انها يمكن ان تكون بداية البناء السليم لوعى سليم يبقى ويدوم طويلا ومفيدا
وساعود للشرق والشمال
02-10-2016, 11:23 AM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
المشهد يا صديقي في امسودان مشهد غني ويثير دهشة التأمل.. رحلة الأغنية ممتدة مثل امتداد الوجود البشري وتجربته في الحياة..
المفارقة يا صديقي أن اغنية الريف دوما تقولها المرأة ، غالبية التراث الغنائي تقوله المرأة ، في اغراض مختلفة ومتنوعة ، بينما الغنية في المدينة يقولها الرجل ، فالغالبية هي اشعار يكتبها رجال وتكون منغلقة في الذاتية عكسا لتجربة الأغنية في الريف حيث تقوم على عقلية مفتوحة تركز على الجماعية اكثر من الفردانية..دور المرأة في قول الشعر والغناء والرقص في مجتمعات الريف ، قد يخلخل كثير من مفاهيم الجندر وعلاقات النوع التي تحدثنا عنها الأنتلجنسيا والأكاديميا في امسودان ، فنلاحظ أن حرية التعبير عن الذات مكفولة بصورة كبيرة وواسعة بالنسبة للمرأة..
في نفس الوقت طريقة الأداء ، فالأغنية في الريف ، تكون مرافقة للرقص ، والرقص يقوم على الجماعية كتعبير عن الذات الجماعية..والأداء في المدينة يقوم على الفردية..السؤال: لماذا كل اغاني امسودان في الريف تكون محور اساسي في عملية الرقص ، ولكن في المدينة يكون الرقص انتقائي ، وحتى ولو تم يكون حركة تعبير فردي لا تحمل أي بعد جمالي أو فلسفي ، بينما الرقص في الريف يحمل مضامين جمالية وفلسفية.. منها المحاكاة التي تحدثنا عنها..
البيئة لها اثرها الكبير في طريقة ابداع الغناء والرقص في الريف ، فنلاحظ ان البيئة الصحراوية أو شبه الصحراوية حينما تكون الإبل هي عماد حياة الناس ومعاشهم ومقياس التراتبية الإجتماعية والعز والفخر ، تلاحظ الإيقاعات تشبه حركة الإبل ، ولو اتجهت جنوبا ، في كردفان مثلا ، تلاحظ أن الرقص في بيئة البقارة يتميز بسرعة الإيقاعات والحركة..
الوصول الذي عنيته ، في طريقة توظيف الآلة الموسيقية ..ونلاحظ بعض الشباب بدأ التحول الى توظيف الات موسيقية تشبه الى حد كبير البيئة التي نشأت فيها الأغنيات..خصوصا اغنيات الريف .. فمثلا استخدام الجيتارات يتوافق كثيرا مع روح معظم التراثات في امسودان والتي تعتمد كثيرا على الوتريات..فانا احب جدا الة الأكورديون ، ولكني احس بالغربة تجاهها..صحيح ممكن توظيفها في تنفيذ بعض اغاني الريف ، ولكنه يكون تنفيذ بلا روح..
كتر خيرك على هذه الكوة..و نعود كلما لقينا لينا فرقة..
ودمت.. كبر
02-20-2016, 07:48 AM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
كتر خيرك على جلب اخونا محمد البدري و ودوله وبقية فناني النوبة..وبت ابا حنان بلو بلو (ام حسا حلو على قول قريبنا البقاري) ، والبقارة يقولون عن الصوت ..حس..!!
ونأسف عن الإنقطاع هنا..
اها لمن ترجع اشغال البدري أو فناني شباب النوبة ، لأصولها ، بتلاقي الأشغال دي اصلا بتقوم على الربابة ، والربابة بتخلق ريتمها الخاص..دي واحدة..
التانية.. ايقاع السيرة ، الربة ، العرضة..وهو الشايع في النماذج التي جلبتها انت هنا ، برضك شايع في كردفان في مناطق الجوامعة ، وشايع في جبال النوبة..وبيتحول الى ايقاع الكرنق (طبعا انا عندي مزعم ومطلب بان تكون الكرنق هي رقصة امسودان الأولي..!!)..!
اديك نموذجين..
الأولاني من فنان جبال النوبة..جساس كيلبو ميري..وقاعد يشتغل بالربابة..طبعا الناس في البداية ما ح تقدر تربط بين ايقاعات جساس وايقاعات البدري وشباب النوبة في الشمال ، لكن لو قمت زدت سرعة ايقاع الربة/العرضة /البجا..الخ..ح تلاقيهو ياهو نفس الريتم الشغال بيهو جساس وبقية فناني جبال النوبة..
النموذج الثاني..اسمو (نقارة كحليات)..وكحليات منطقة في مدخل كادقلي الشمالي وانت جاي من الدلنج مثلا,..وسكانها كما اعتقد من اهلنا الشوابنة أو اهلنا كادقلي (معليش الزمن طال وانا بكتب بذكريات 1985 لمن كنت طالب في كادقلي الثانوية..)..
المهم..
نقارة كحليات ، في النموذج المعروض.. لمن تسمعها في البداية ..الريتم فيها هو ياهو نفس الريتم بتاع السيرة في غنية (عيني النوبة) أو الريتم البيشتغلوا عليهو ناس محمد البدري و فناني النوبا في الشمال ، وبعض المجموعات في وسط امسودان..!
ميزة نقارة (كحليات) انها بتجمع كل الإيقاعات السودانية.. وهي النقارة الوحيدة التي يعزفها رجل جالس على بنبر ..اضافة الى ان التنويع بتاع الإيقاعات فيها بيقوم على صوت النساء الكورالي والنقارة بتابع الصوت ده..وفي الرقص بتلاحظ فكرة العرضة بتاعة الجعلين والبطاحين والبجا ..الخ..
ونشوفكم..
كبر
03-01-2016, 10:35 AM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
لولا الأداء الرائع والمقنع للفنان دولا، لما أثيرت كل هذه الملاحظات،هذه حقيقة. الحقيقة الأخرى أن جمال الأداء وحسن توظيف الألحان التراثية وبعثها في قالب موسيقي جديد هو الذي نبه الى التعمق في الكلمة التي كست الألحان ومدى توافقها من حيث الجزالة والعمق لذلكم الأداء اللحني الموسيقي الموشى والمطرز بأجمل الأنغام، فكانت المحصلة أنه يجب تخليص بعض الكلمات من سذاجتها وركاكتها لتصبح مضمونا يتناسب والاطار اللحني الفخم الذي ورثناه، كما يجب أن تتخلص الكلمة الدنقلاوية من التمحور حول البيئة المحلية من طبيعة وتجارب محدودة الى التحليق في فضاء المعاني الانسانية العامة، ليكون خطاب الأغنية الدنقلاوية خطابا عاما، فدنقلا عامرة بالصور الجمالية والحكم والارث الايماني الضخم والنظرات الفلسفية العميقة للحياة ، يمكن توظيفها بشكل واع واستلهامها في الكلمة التي ستحمل رسالتنا الى العالم اذا ما امتلكنا ادوات توصيل هذا الفن الى الآخر،واقصد بالاخر الناطقين بغير الاندادي من اخوتنا في الوطن ثم الشعوب الأخرى من حولنا، واعتقد بأننا ما زلنا حتى هذه اللحظة نخاطب بعضنا أي المتحدثين بالاندادي فقط ولعل الاعتقاد بأننا لم نوصل بعد رسالتنا كاملة الى بني جلدتنا ذوي اللسان الدنقلاوي وينبغي التوجه اليهم أولا، اعتقاد فيه الكثير من الخلل، فلا تتبع المثاقفة نظام التتابع المتسلسل، بمعنى أن كل حلقة تقود الى الأخرى، بل تتبع النظام الشمولي حيث توجه الرسالة الى الكل ليتحقق الهدف الكبير في آن واحد ، الى العشيرة الأقربين والى الآخرين. ولأن الانسان الدنقلاوي خاصة والنوبي عامة هو المقصود في الخطاب الحالي لأغنية الأنداندي، فقد تركز مضمونها على الصور المختلفة لحياة أجيال سابقة - الأجيال التي كانت تستخدم المراكب الشراعية والدواب في تنقلاتها، والأدوات الفخارية وأنواع الأطعمة وتقاليد الزواج والمناسبات المختلفة الأخرى- في لوحة يتشكل اطارها العام من النيل والنخيل، وهذا الخطاب وان استهوى الناس ردحا من الزمن، فان ذلك مرده الى الدهشة التي تنتاب الانسان عادة عند كل جديد، لكن مثل هذا الخطاب سيتحول مع الزمن الى التأرشف، فليست صور الطبيعة في شعر الجاهليين هي التي خلدت قصائد الشعراء، بل المعاني الانسانية الراقية هي التي منحتها الديمومة والبقاء في ذاكرة الناس، وكانت الطبيعة هي الاطار الجمالي الذي حمل تلك المضامين الانسانية، ولذلك أيضا ستبقى تعاليم الاسلام حية وحيوية الى أن يرث الله الأرض ومن عليها لأن مضمون رسالة الاسلام يستهدف البشرية كلها في كل زمان ومكان.
تلكم الأجيال التي تشكل لحمة الخطاب الفني الدنقلاوي كانت متصالحة مع ذاتها، وكان معظم أفرادها منصرفين الى أمور أخرى في هذه الحياة (العلم والعمل) ، وكانت هنالك فئة قليلة وجدت لديها فسحة من الفراغ وفسحة من الانفلات من صرامة التقاليد المتبعة، "مجتمع البقانة كما يقول على عبد الوهاب" ومنها ظهرت بعض الكلمات الهابطة الركيكة (مثل أغنية آمنة وعيرها) وفيها كلمات أشبه بهرطقات السكارى وتهويمات من به خلل عقلي. ومع الأغنيات الدنقلاوية كانت هنالك أغنيات بالعربية في غاية الركاكة والسخف مثل "السوط السوط يا جنا، الصوت أحر من الموت" أو " برجاك برجاك يا جنا، برجاك في محل يوم داك يا جني" أو "انتي قمرة ولا رتينة، انت ساعة ولا كتينة: أو " انا والحبيب جالسين ، صدفه، في ضو القمر جالسين" وهلم جرا. ولعل هذا الواقع الفني هو الذي رسم في مخيلة الناس صورة قبيحة للفنان "صورة ال#################### المتهتك". وجزى الله نور الدين سيد على ومن سار على دربه من الشعراء جلال عمر وطبق، فقد استطاعوا تجريد الكلمة المغناة من صعلكتها، والباسها لباس الوقار والحشمة، لتصبح من ثم مزهوة ومدار فخر واعتزاز، وليصبح مؤديها من ثم ذا قيمة اجتماعية عالية، لا يغني هذرا بل يحمل رسالة انسانية عالية، ويحفظ تراث أمة متحضرة عريقة.
من الاشارات المهمة التي تحملها أغنيات الاندادي الأسماء في دنقلا، وكانت الأسماء في الماضي، وخاصة أسماء النساء ذات معاني رومانسية غاية في الرومانسية،فاسم مسكة مثلا، واسم بتول (العذراء) وهناك أسماء أخرى شائعة في المنطقة مثل (مياسة) و(منارة) و(آية) و(نفرين) وتعني الأميرة (نفر أين) نفر أمير و(أين) امرأة، و(فطين) و(زليخا) وغيرها من السماء الرومانسية وذات الدلالات التاريخية العريقة.
شكرا أخي على فقد أعدت لي الرغبة في تسجيل الخواطر مرة أخرى.
ونواصل
سيف الدين عيسى مختار
03-16-2016, 07:02 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
الملاحظة يا صديقي ، فكرتك عن (السجن/الزريبة)..وتتجلي هذه الملاحظة في تجربة الأداء في فضاء مفتوح (اقرب الى الطبيعة والتلقائية والبراحات الحرية) ونفس التجربة في فضاء مغلق (مثل الأستديو ، صالات المناسبات..الخ)..فاداء العطا مثلا في اغنية البتولة (بالرغم من انه في مسرح) يختلف عن ادائه لعمل اخر في الأستديو..حيث تشعر كأنما هو مخنوق تماما..!
تعدد مواهب العطا (وهي مسألة شائعة في كل ثقافات الحزام من البحر الأحمر لغاية المحيط الأطلسي ، حيث تجد الفنان يؤدي الفوكال/الصوتي ويعزف اكثر من الة موسيقية) وتوظيفه لألة الطمبور في اداء اغنية البتولا ، اعطى الأغنية بعدها الحقيقي ، لأن هناك مستمع قد يربط بين صوت الطمبور والجيتار الصحراوي..وهي من بيئات متشابهة ومتقاربة في المزاج..!
كنت اتمنى أن اسمع اكثر عن الرقصة التي يؤديها الشباب ، وهي منتشرة في كل تلك البقاع ، وهي تؤكد خصلة الجماعية التي نتحدث عنها كثيرا ، ومعاني الترميز في الرقص..!
اعيب على اصدقاءنا فناني تلك المناطق ، اعتمادهم الكبير على الكيبورد..صحيح هو الة ممكن تخلق طرب وحركة في مجتمع محدود للغاية (بندري/سجن/زريبة) يرغب في الطرب دون تأمل بقية المعاني ، ولكني كنت اتمنى ان ارى توظيفهم لألات المنطقة (طبمور ، طار ..الخ)..وبالطبع كل الأعمال التي تؤدى في فضاءات مفتوحة (مثل اغنية انور صلاح المرفقة مع بعض الفيديوهات اعلاه ) تعطى الرسالة ابعاد اكثر ودلالات اعمق..!
كبر
03-16-2016, 07:06 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
في زمن الحداثة يا صديقي ، كان المعيار حاجة صمدية صنعت في مكان ما واصبحت تقاس عليها الأشياء..تحديدا التمحور حول الذات الأوربية هو الذي جاء بفكرة (الفن للفن) ، بان هناك معيار ثابت انتجته ظروف اجتماعية وتاريخية وثقافية وجمالية محددة واصبحت تقاس عليه جميع الأشياء الأخرى..اعني الثقافات الأخرى والفنون الأخرى تقاس بمضاهاتها بالذائقة الأوربية دون اعتبار الظروف المحلية التي انتجت فن اخر وثقافة اخرى..!
في زمننا (زمن ما بعد الحداثة) حصل انقلاب في هذه الرؤية المتعالية ، واصبحت الناس تلتفت الى الثقافات المحلية وتحاول دراستها وفق سياقها الذي انتجها..لا احد يتأفف من لغاتها أو ترميزاتها لتوصيل رسالتها..
نفس الأمر(امر الرؤية الضيقة/الفن للفن/المعيار المتعالي).. ينطبق بطريقة او باخرى على تجربتنا في الثقافات السودانية ، فالمعيار هنا يقوم على المفردة المنطوقة باللغة العربية ، وكأنما هي المفردة الوحيدة التي تستطيع ان تنقل الوجدان الإنساني وتعبر عن تعرجاته الشائكة. فانسان النوبة (وانسان دنقلا جزء من المنظومة الثقافية والحضارية ) هو الذي صنع حضارته في الأزمنة القديمة ، هو الذي كان يفكر بلغته الخاصة ، ويكتب بها تصوراته للكون والأشياء من حوله ، وهو الذي استخدم نفس اللغة لتدوين تاريخه الموغل في القدم وتصوير تفاصيل حياته عبر الرسومات في المقابر والإهرامات والهياكل القديمة ، وهو الذي صنع الإهرامات بلغته الخاصة..وهو الذي شكل اول حضارة تعرف كيف تتعامل مع الحديد (أي والله الحديد الداخل في تفاصيل حياتنا اليوم ، فكرة صهر الحديد جاية من حضارة مروي المتقدمة تكنولوجيا..!!!)..هذا الإنسان ، اليوم حينما ينظر اليه الآخر الحضاري (افترض الأوربي/الأمريكي/ الهندي الأحمر في شمال وجنوب امريكا) ، ينظر اليه نظرة احترام واجلال وتقدير لعبقريات لازالت تحير العلم المعاصر في فك شفراتها واستنباط معانيها..!
بنفس القدر ، حينما ننظر حولنا ، فالفنون التي تقدم بلغاتها ، مثل تجارب غرب افريقيا (مالي ، النيجر ، موريتانيا ، الصحراء الغربية ، السنغال ، غيانا ، ساحل العاج ، جزر الرأس الأخضر..الخ)..العالم لا يهتم بالمفردة بقدر ما يهتم بالدلالات الجمالية والرموز التي يعبر فيها الفرد عن رؤيته للعالم..ويتعامل مع الفنون كرسالة ومؤكد هي رسالة تحمل مضامين انسانية لا تقف المفردة (اللغة) عقبة في طريق التفاعل معها والإنفعال والتأمل والتجاوب..!
فالمفردة يا صديقي ، يمكن معالجتها بان تترجم الى اللغات الأخرى ، ولكن الأهم أن يؤدي المغني فنه بلغته التي يعرف كيف يعبر بها عن رؤيته للكون والأشياء من حوله.
المضمون يا صديقي ، صحيح قد تطالب بالتطور فيه ، ولكني اسألك: أي تطور؟ أو تطور في ياتو اتجاه؟..هل تريد ان يكون مضمون خطاب غناء اهلنا الدناقلة يحتفي بادوات التحديث (عربية ، موبايل ، عمارة ، بنطلون ، توب ، ساعة ، الخ)؟..
في نموذج للفنان انور صلاح ، وهو عبارة عن فيديو كليب مصور في فضاءات مفتوحة ، يلتقط تفاصيل الحياة اليومية العادية ، ملامح الناس ، رقصها ، غناءها ، والأهم علاقتها بالنيل..في هذا الفيديو (سوف نرفقه هنا) ، ادهشتني تجربة الراقصين وهم يرقصون في مياه النيل ، وطريقة لبسهم وسيادة اللون الأبيض الناصع في اللبس..هذه الجزئية ، حينما يتأملها مشاهد ثقافي/حضاري/ اخر ينجذب اليها كثيرا ، ويتفاعل مع كثافة الدلالة فيها..فالمشاهد ينظر الى عادة موغلة في القدم ، عادة التعميد مثلا المنتشرة في ثقافة طائفة شبه منقرضة (الصابئة المندائية ، التي تؤمن بصحائف ابونا ادم كأساس للأديان جميعا) وفلسفتها لعلاقة الإنسان بالماء..والماء هو الحياة ، ناهيك عن فكرة الطهارة (وهي لا تعني عندي مجرد النظافة العادية ، وانما لها ابعاد فلسفية وجمالية كبيرة)..وعندنا في السودان ، في طقوس الزواج السيرة بتكون ماشة البحر ، والعروس والعريس لازم يخشوا الموية..!
حينما نظر بعد اصدقائي (طبعا قاعد افرجهم على حاجات امسودان وهم بيندهشوا كثيرا)..على تجربة الفنان انور صلاح..بالرغم من انهم لا يفهمون اللغة وموضوع الأغنية (واجتهدت فيهو بالروح ساكت ، واظن اني تمكنت من فهم المغزى) ولكنهم كان يركزون مع الرموز ، وبعضهم توقف في المدخل (يقوم على الة العود ، طبعا جماعتي هنا اقنعتهم ليك بانو العود والطمبور هي مخترعات نوبية قديمة..!!) وطوالي بيرجعوا وبيربطوه بتجربة الموسيقار العالمي حمزة علاء الدين (حمزة الدين كما يحلو لهم مناداته)..وبيتذكروا كيف انو تجربة هذا الموسيقار ساهمت بقدر كبير الى جعل العالم يلتفت الى اثار النوبة التي تم تدميرها لبناء السد العالي..!!
خطاب الغناء يا سيف ، من ضمنه خطاب اهلنا الدناقلة ، عمره لم يكن ناتج فراغ أو زمن اضافي ، بالعكس هذا الخطاب ملتصق بتجربة الإنسان الوجودية ، وفي كل الثقافات السودانية (ماعدا ثقافة هنا امدرمان) هذا الخطاب ينتجه الإنسان لأنه جزء من حياته ، ولم يكن مطلقا شغل الفارغين والعطالة..و في نفس الوكت هو خطاب بيشكل مؤشرات جمالية واجتماعية وثقافية وتاريخية ..بيشكل رؤية تجاه الكون والأشياء..واللوم يقع فقط على المعيار المتعالي (معيار هنا امدرمان) الذي فرض علينا لدهور من الزمن..وانسان البندر في امسودان يا صديقي انسان/مسخ جاف جماليا وثقافيا وحضاريا ..زول لا بيعرف التأمل ولا بيعرف الطبيعة ، ولا مكابدة الحياة ، ولا الخوف ، ولا الحنين الأبدي.. كل همو يشوف ليهو ساق زولة سايب يقعد يملأ الدنيا فقر وجعير..واللــه صحي..!!
عشان كده يا صديقي ، المشاهد الأخر ، بيحس باصالتنا لم نكلموا عن النيل ، المراكب ، السواقي ، طريقة اللبس ، طريقة الأكل ، طريقة الزواج ، طريقة الزراعة ، طريقة الري (تكنولوجيا الساقية الواحدة..!!)..
صحيح السودان كان معبر للغزاة ، كل واحد يجي يفرض مزاجو ومعيارو للجمال والأصالة ، ولكنا اليوم في زمن مختلف ، زمن يجب أن نشجع فيه الناس ان تقول ذاتها بكل تلقائية ، تستخدم لغاتها الخاصة (من عجب البندر الأروش يسميها رطانات ويفرض علينا انها رطانة..!!)..تستخدم طريقة لبسها الخاص.. تتحدث عن تجربتها الحياتية بكل تفاصيلها ، احزانها ، خوفها ، افراحها وحنينها واشواقها..!
لو كنت مكان شباب الفنانين من مناطق الشمال (دنقالة ، محس ، سكوت ، حلفاويين)..أي غنية اجيب معاها صورة ساقية ، شادوف ، نيل ، هرم ، زراعة ، بقر ، مراكب شراعية..الخ..!
هنا نرفق نموذج للفنان انور صلاح..
ودمت طيبا..
كبر
03-17-2016, 06:12 PM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
علمونا ان الدراما يا صديقى هى الصراع اى صراع لكنى اعلم الان وقبل ان الدراما هى حيوية الفعل نحو غاياته لا يتناقض فى حركته ليصارع الخحير الشر ولا لينتصر الخير على الشر انما ليرتفع كل منهما ليظل على المشهد منفردا فى محاولة للايحا بالوجود صدقنى ان كثير من التعريفات خوازيق وانها لا تعرف معنى ان ترى هز الراس والجسم والرقبة مع اغنية عينيى النوبة ولا تفهم ان يتغنى الحادى وهو على راس الجمل ولا حين تصدر الحلوةق تلك الاصوات المتتابعة التى تصدر من جهة واحدة ومن قيمة واحدة ومن عنصر واحد لكنه من اشخاص عدة يتفقون فى اصدارها وقد يختلفون فى اشياء اخرى لكنهم حين يطربون وحين يعبرون عن طربهم فانهم يتفقون لا لانهم يمارسون تسلية ما ولا لانهم يناهضون ملل لكنهم فقط يمارسون حياتهم وما اجمل ان يمارسون حياتهم غير مخنقوين بالاسمنت ولا بمكياج العصمية ولا هيبة مصطنعة لتغليف عجز البنى ادم لتحويل صورته الى نجم من خلال آلة الاعلام الضخمة ويبقى النجم هو ذاك المغنى وذاك الشاعر وتلك الطبيعة وتلك الخضرة وذاط الطفل القادم من وسط كا ذاك الابداع
شكرا كبر ول ابا ما اجمل ما تهبنى دوما
04-05-2016, 04:19 PM
محمد عبد الله حرسم
محمد عبد الله حرسم
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 4492
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة