|
Re: مكوة (Re: محمد بشير عبادى)
|
نظرت بعيني في حركة إستعراضية خاطفة لمصدر تلكم الضحكة فإذا بي أواجه شخصاً متكوراً بجسده على طرف الرصيف فهو من ذاك النوع من البشر الذين يولدون بأطراف مشلولة أو قل ضامرة مع نمو طبيعي لبقية الجسم من رأس وجزع.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مكوة (Re: محمد بشير عبادى)
|
ظللت أحدق فيه بعينين (مفترتين) إندهاشاً ليس بسبب خلقته ، فقد شاهدت نماذج كثر مماثلة لبطل قصتنا ولكن ما أدهشني تلكم الروح الوثابة والمعنويات العالية التي تعانق السماء ، يحسده عليها كل ذو بسطة في جسم أو مال أو علم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مكوة (Re: محمد بشير عبادى)
|
عربي موردة نفر.. عربي موردة نفر.. هكذا ظل ينادي صاحبنا (مكوة) في لحن دائري رتيب لا يقطعه إلا مداعبة من أحدهم: شنو التحشيش ده يعني يا مكوة الليلة؟؟ فيرد عليه كيف يازول ، أخوك ما في السوق وكده ثم يواصل ذات النداء.. عربي موردة نفر ..عربي موردة نفر والحق يقال ف(مكوة) يرتدي قميص و(يرتديه) بنطال جينز القاسم المشترك بينهما نظافتهما وآثار (سيف) المكواة عليهما.. عربي موردة نفر.. عربي موردة نفر.. يقاطع ذاك النداء أحد الكماسرة داساً في جيب (مكوة) حفنة من الجنيهات المعدنية هي أجر المناداه بعد إمتلاء الحافلة (الهايس) ..يبدو أن صاحبنا (كموسنجي) حريف يجيد مهنته .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مكوة (Re: محمد بشير عبادى)
|
لله درك يا (مكوة) في ثوان معدودات أعطيت دروساً لكل من رآك ، درساً في الوطنية لأنك تجلس متمرغاً في تراب بلدك لم تطلب حقاً للجوء في بلاد توفر العربات المهيئة وتغدق المال على ذوي الإحتياجات الخاصة وتشملهم بالرعاية الإجتماعية المترفة ، لم تطلب اللجوء وكل أركان(الكيس) متوفرة لديك.. أعطيت كل من رآك درساً في السياسة فأنت لم تنافق ولم تزاحم على أبواب السلاطين ولم تندب حظك على عدم اتاحة الفرصة لك للنهش من كيكة السلطة والثروة النتنة.. أعطيت الناس دروساً في العفة والكرامة وعزة النفس..فلم تتكفف أحداً ليعطيك أو يمنعك ولم تزاحم في ردهات المؤسسات الإجتماعية اللئيمة لتمنحك دريهمات أو تصدك في عنجهية..أعطيت كل من شاهدك درساً في الأريحية والتصالح مع النفس فلم تصطنع شعاراً للتهميش أو العنصرية والإستعلاء العرقي أو العقد الثقافية .. بجسمك الضئيل زاحمت وكافحت لأجل لقمة عيشك الحلال من (عرق لسانك) الذي جففته شمس السودان الحارقة التي إسترخصت عليها مظلة أو غطاء للرأس في تحدي ينم عن عزيمة راكزة وإرادة وهيطة ..كيف لا فهل تخوف (المكوة) بالنار؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مكوة (Re: محمد بشير عبادى)
|
الله يجزيك خير. مسكت خط التفاؤل ، واصل. تحت القراءة والإطلاع والتثقيف. نتوقع منك عكس جوانب كثيرة مشرقة من حياة الناس.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مكوة (Re: قصي محمد عبدالله)
|
Quote: ظللت أحدق فيه بعينين (مفترتين) إندهاشاً ليس بسبب خلقته ، فقد شاهدت نماذج كثر مماثلة لبطل قصتنا ولكن ما أدهشني تلكم الروح الوثابة والمعنويات العالية التي تعانق السماء ، يحسده عليها كل ذو بسطة في جسم أو مال أو علم. |
حبيبنا العبادي .. جزاك الله خيراً .. عظة وعبرة .. بالله الواحد فينا ماكل وشارب وبالنسبة لمكوة ( 10 نجوم ) برضو أحياناً تنتابه هلاويس .. نموذج للارادة التي نحتاج إليها ..
مودتي واصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مكوة (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
فعلاً الواحد منا في كامل عافيته وموفور زاده الحمد لله ومع ذلك نتذمر من أدنى منغصة..كتر خيرك علي عبدالوهاب عثمان على مرورك الأنيق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مكوة (Re: محمد بشير عبادى)
|
اليوم أيضاً وفي طريقي قابلت مكوة ، نظرت إليه من على البعد وهو يردد حداءه القديم المتجدد .. عربي موردة نفر .. عربي موردة نفر .. لا وجود للأسافير في قاموسه ولم يسمع بها ولا بمرتاديها الذين يتصارعون مع طواحين الهواء معركة مكوة غير .. معركته مع حياة السودان وعيشها الشظيف وحره التي تنشف حب الفتريتة ، فإن كتبنا قصته هنا وسارت بسيرتها الركبان أو لم نكتب ، فلن تغير من جلسته متكوراً على طرف الرصيف ولا من قفشاته وضحكاته الريانة ولا روحه النقية العذبة عذوبة ماء النيل.. طوبى للغرياء من أمثال مكوة فهم كثر في بلادي.
| |
|
|
|
|
|
|
|