كتب محمد عبد الرحمن لا يمكن وصف مقال رئيس تحرير «الأهرام» محمد عبد الهادي علّام الأخير عن الباحث الإيطالي جوليو ريجيني إلا بأنّه نقطة تحوّل لافتة في موقف الصحافة المصرية عموماً من قضية مقتله التي لم يتراجع الصخب حولها على مدار شهرين كاملين، رغم كل محاولات وزارة الداخلية المصرية للتبرؤ من دمه، التي زادت الأزمة تعقيداً. صحيح أنّ علّام قد يكون حالة فردية في الصحف الحكومية، لكن نشر هذا الكلام في أكبر وأعرق جريدة مصرية سيقطع الطريق على استمرار باقي الصحف في نشر أخبار معظمها كاذب بهدف إغلاق الملف، مثل الخبر الذي نشرته «اليوم السابع» منسوباً إلى جريدة إيطالية بعد أيام من اكتشاف جثة ريجيني في مطلع شباط (فبراير) الماضي، ويفيد بالاشتباه بوقوف الإخوان المسلمين وراء الحادث. بالعودة إلى مقال رئيس تحرير «الأهرام»، نجده يؤكد من دون تسمية وزارة الداخلية أنّ هناك تقريراً مشتركاً سيصدر في المرحلة المقبلة للكشف عن المتهمين الحقيقيين في الواقعة أو على الأقل استقالة المقصّرين من المسؤولين مباشرة عن تلك الواقعة، «إنقاذاً لسمعة مصر ومكانتها وصدقيتها دولياً». يقول علّام بوضوح إنّ الدولة المصرية بين خيارين لا ثالث لهما: إما تقديم الجاني، سواء أكان من وزارة الداخلية أم من خارجها، أو استقالة اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية المصري بسبب فشله في تحديد القاتل. ويشير إلى أنّ الجانب الإيطالي لن يرضى بغير ذلك، وأنّ كل الروايات التي سُوِّقَت لتبرئة الداخلية، وآخرها اتهام تشكيل عصابي بقتل ريجيني قبل التراجع عن ذلك، لم تُقنع الرأي العام الإيطالي ولا والدة ريجيني التي تقود حرباً شرسة ضد مصر. ووصل الأمر إلى حدِّ توجيه والدة خالد سعيد ضحية الشرطة المصرية في حزيران (يونيو) 2010 رسالة دعم لوالدة ريجيني، الأمر الذي دفع الصحافي المحسوب على أجهزة الدولة مصطفى بكري إلى المطالبة بمحاكمة والدة سعيد بتهمة «التحريض ضد مصر»، غير أنّ صوته وأصواتاً أخرى حاولت حماية الدولة المصرية على طريقتها، باتت تذهب أدراج الرياح، مع تصاعد أصوات كصوت علّام الذي أكد مقاله وقوع الدولة المصرية في مأزق حقيقي بسبب إصرار إيطاليا على حق مواطنها في محاسبة قاتله. وكان مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولوا صورة لخبر نُشر في 24 كانون الثاني (يناير) الماضي يؤكد القبض على أجنبي بتهمة التحريض على التظاهر في ثورة يناير، وهو نفس التوقيت الذي اختفى فيه ريجيني قبل العثور على جثته بعد أسبوع من هذا التاريخ. هذا الخبر الذي نُشر وقتها لإخافة الرأي العام المحلي من التظاهر في ذكرى يناير الخامسة، تحوّل إلى دليل ضد وزارة الداخلية المصرية على أنّ هناك أجنبياً اعتُقل في هذا التاريخ، فمن هو إذاً إن لم يكن جوليو ريجيني؟
04-05-2016, 12:38 PM
ياسر منصور عثمان
ياسر منصور عثمان
تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 4496
أرجأت مصر إلى أجل غير مسمى زيارة كان سيقوم بها فريق من المحققين المصريين إلى روما لمناقشة التحقيقات التي تجرى بشأن مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، وفقا لمصادر قضائية وأمنية. وكان مقررا وصول الوفد المصري إلى روما في الخامس من نيسان/ أبريل الجاري، لكن الزيارة أُرجئت حتى السابع من الشهر، قبل أن تؤجل مرة أخرى. ولم تذكر المصادر القضائية والأمنية سبب تأجيل الزيارة. وقالت جماعات لحقوق الإنسان إن آثار التعذيب التي وجدت في جثة ريجيني، "28 عاما"، تشير إلى أن قوات الأمن المصرية قتلته وهو ما تنفيه الحكومة المصرية. وقال مسؤول رفيع في وزارة الداخلية المصرية لـ"رويترز" إن التحقيقات خلصت إلى أن ريجيني كان يخضع لمراقبة أجهزة الأمن، لكن هذا لا يعني أنها قتلته. وقالت الداخلية في الـ 25 من آذار/ مارس الماضي إن الشرطة عثرت على حقيبة ريجيني وبها جواز سفره بعد اشتباك مع تشكيل عصابي "تخصص في انتحال صفة ضباط شرطة واختطاف الأجانب وسرقتهم بالإكراه". ورفض مسؤولون إيطاليون هذه الرواية، وقالت أسرة ريجيني إن من الواضح أنه لم يُقتل لتحقيق مكسب إجرامي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة