كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: ( من قال أن موت الجماعة عرس ؟ ) : البغلة في ا� (Re: ابو جهينة)
|
في إحدى القرى .. تنازع العمدة و مواطن في أحقية قطعة أرض زراعية خصبة .. و تطور النزاع حتى كاد يطال علاقات الناس مع بعضها البعض.. فالبعض يقف مع المواطن سرا و لكن في العلن إما محايد أو صامت و أكثرهم في صف العمدة .... و إجتمع الأهالي لحل النزاع .. و رغم أن الأهالي كانوا على يقين تام بأن العمدة لا يملك ( شبرا ) في تلك الأرض و لا حق له حتى بالمرور على ترابها ، إلا أنهم ( وبَّخوا ) المواطن على تجرؤه على منازعة العمدة و أتهموه بالإعتداء على حقوقه و طالبوه بالقيام وسط كل الناس و الإعتراف بأحقية العمدة في كامل الأرض و التنازل عنها و الإعتذار عما سببه للعمدة من إزعاج .. ( عينهم في فيل الظلم و يطعنوا في ضلو الضبلان.. ) .. فوقف الرجل وسط وجوم الناس .. شامخا و لكن بإنكسار المغلوب على أمره .. وجم الناس ليروا ( عورة كرامتهم ) تُنْزع عنها ورقة التوت .. كل جريرته أن ( عورة الناس ) حق مشاع للعمدة و أمثاله و عليه هو و أمثاله أن يقوموا بتعريتها ( و حينئذ لا لوم عليه .. فالكل راضٍ ) .. العورة عورتنا و نحن أحرار فيها .. قام الرجل .. و الوجوم يخيم على الكل.. العمدة ينتظر إعلان النصر في زهو و خيلاء منتفخ الأوداج .. وقف الرجل و إقترب من العمدة و قال بصوت واثق : توكلت على الله الحى القيوم .. ثم صفع العمدة بيده المخشوشنة التي إستهلكها إستصلاح تلك الأرض.. صفعة جعلتْ العمدة يقع على قفاه أرضا.. ثم قال للعمدة : الأرض مبروكة عليك.. ثم إنطلق لا يلوي على شيء .. الذهول ألجم ألسنة الناس للحظات .. قبل أن يعلنوا أن الرجل لا شك فقد عقله .. حاول بعض ( حارقي البخور ) أن ينالوا من الرجل .. و لكن العمدة منعهم .. فهو يعرف بأن الأرض التي نالها زورا و ظلما .. تستحق أكثر من صفعة ..
|
|
|
|
|
|
|
|
|