فضائح بما يسمى "عولمة المشروع الحضاري الإسلامي الداعشي الوهابي السلفي"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 12:09 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-09-2016, 05:56 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فضائح بما يسمى "عولمة المشروع الحضاري الإسلامي الداعشي الوهابي السلفي"


    في أسئلةِ ما بعد أحداثِ باريس... الإسلامُ و التباساتُ الفَهْم

    25 يناير 2016



    * الباحث المغربي الدكتور محمد التهامي الحراق

    "وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا

    عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۗ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ "

    سورة البقرة، الآية 170



    "إن دينا يعلن الحرب على العقل دون تفكر في العواقب،

    سوف لن يتمكن مع طول المدة من الصمود أمامه"[1]

    إيمانويل كانط

    1- تكرار الفعل و مآزق رد الفعل

    لم تختلف، عقبَ أحداث 13 نونبر 2015 بباريس "عاصمةِ الأنوار"، خطاباتُ السياسيين وتحليلاتُ المحللين وردودُ الفعل العامة في التنديد والتطويق والاستنفار عن الخطاباتِ والتحليلاتِ، وردودِ الفعل السالفة التي أعقبت أحداث 11 سبتمبر 2001 في واشنطن ونيويورك. نكاد نقول: لا درس ولا اعتبار ممَّا حدث. هو الجنون عينُه والردود الانفعالية عينها؛ إذ قلة قليلةٌ هم الذين حاولوا تحريرَ تفكيرهم من انفعالاتِ اللحظة وضغط الأحداث جراء شراسة الفعل و ارتباكية رد الفعل؛ قلة هم الذين انتبهوا إلى أن ردود الفعل غير الرشيدة على أحداث 11 سبتمبر قد فاقمت من نشاط "الإرهاب" ومواقعه وتنظيماته وضرباته، وغذت إيديولوجيتَه بما عَدَّد من جماعاته و ألوانه؛ بل وجعله ينتقل من "عمل العصابات" و "الجماعات السرية" و مباغتات "الذئاب المنفردة"... إلى الجمع بين هذا الأسلوب وبينَ الانتظام في مكان/ أرض، وتحت راية/ عَلَم، و وراء اسم/عنوان طوباوي لا يُنتبَهُ كثيراً إلى قُدرَتِه على تغذية وتجييش وجداناتٍ إسلامية مكلومَة تاريخيا، إنه اسم/عنوان "الدولة الإسلامية" ( داعش).

    لقد فَجَّرتْ تفجيراتُ باريس، والتي جاءت بعد سلسلة أحداث إرهابية في أوروبا وإفريقيا فضلا عن الشرق الأوسط، وعيا شقيا بهول الاختلالات التي عرفها تدبير الموقف بعد أحداث 11 سبتمبر، مثلما فجرت أسئلةً متجددة حول التباسات الإستراتيجي بالسياسي الظرفي، وحول تناقضات المشاريع والمطامع الاقتصادية في منطقة عربية ملتهبة، يؤجج نارَ الاقترابِ فيها، ومنها إغراءُ النفطِ و تنابذ الطوائف و استئسادُ الاستبداد وفشلُ التحديث؛ فضلا عن إصرارِ "دولة إسرائيل"، بما هي جسم غريب في المنطقة، على البحث عن شرعية وجود وهمية، يتضافر الترغيبُ والترهيبُ والاستقواء بالغرب والتعلق بالأساطير، من أجل القبض على سرابها. ويبدو لنا اليوم، أن المسمَّى بـ"الربيع العربي"، وبعيدا عن كل استسلام لنظرية المؤامرة، لم يكن في قسم معتبَرٍ منه سوى لحظةٍ من لحظات الانفجارِ الناجمِ، عن الاختلال في تدبير مرحلة ما بعد 11 سبتمبر وآثارِها.

    لذا، ونحن نتابِع تفاصيل المجرياتِ التي أعقبت أحداث 13 نونبر بباريس، شعرتُ بغَبْنٍ كبير؛ لكون جَمٍّ من ردود الفعل تَحُثُّ الخطى، عن وعيٍ أو غير وعيٍ، في الاتجاه الذي فاقم "الإرهابَ" عقب 11 سبتمبر. نعم، تختلف الظروفُ و الأسماءُ والحيثياتُ السياسية والاقتصادية والجيواستراتيجية العامة، لكن لا نجدُ في أغلب مواقفِ السياسيين الكبار أو في خطاباتِ المفكرين الغربيين "المُسَوَّقين إعلاميا"، من امتلك الجرأة للذهاب إلى الجذور، على غرار ما فعلَ قِلَّةٌ من المثقفين الأحرار؛ والذين غالباً ما يتناساهم الإعلامُ، ويختار لهم وضعَ الهامش، مما يجعلُنا، و للأسف الدامِي، نخطو من جديد و كَرَّةً أخرى على الطريقِ الخطأ؛ طريقِ ترسيخِ ذاتِ الأسباب التي أفرزت لنا تنظيمَ "القاعدة" ومشتقاتهِ، وأطلقت في وجهنا "الرايات السود" الداعشية في مختلف المناطق وبكل اللغات؛ ذلك أن "داعش"، وفي شروط تكنولوجيا الاتصالِ المتطور، ما تفتأ تُكرِّسُ ذاتَها كإيديولوجيةٍ للمُتمرِّدين على "التهميش" و"الظلم" و"الإقصاء" و"الإحباط"، مُستثمِرَةً تناقضاتِ الرأسماليةِ المتوحشة و تضاربِ المصالح الجيواستراتيجية في المنطقة، و مُوظِّفَةَ قوةَ مُتخيَّل ديني هائلٍ مكبوتٍ، لم يُحرِّرْ عقلَهُ الموروثَ من أوهامِه، ولا روحَه الدينية المتعالية من تناقضاتِ الصراعِ التاريخي.

    2- إسلام معتدل أم إسلام معاصر؟

    ولكون العنف "يتدثَّر" في هذه التفجيراتِ بدِثَار ديني إسلامي، انصرفَ القولُ الكثير إلى مساءلةِ الخلفية الإيديولوجية لهذه الأحداث الدمويةِ و شبيهاتِها، في تغاضٍ غيرِ بريء عن مختلف العوامِل المذكورة، والتي كان لها دور رئيس في انتعاش "الإرهاب" وتفريخ تنظيماته عقب أحداث 11 سبتمبر. على أن الحديث عن هذه العوامل أبعد ما يكون عن تعليل الأحداث أو تبريريها، بقدر ما هو محاولةُ تحرٍّ للنظر الموضوعي؛ إذ لا يمكن لأي "تحليل" مسؤولٍ و موضوعيّ أن يتجاوز تلك العوامل أو يتنكَّر لها.

    يكتسي هذا الاستطرادُ قيمةً منهجية نفيسة، لكونه يربط انتعاش الإيديولوجيا الدينية المتشددة بسياقات تَشَكُّل تُربتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والنفسية والإعلامية والتعليمية؛ ذلك أن أي نقد معرفي لهذه الإيديولوجيا، وهو أمر واجب ولا مناص منه، لا يمكن أن يكون مُجْديا ما لم يتم إصلاحُ تلك التربة، حتى نوفر للنقد المعرفي مصداقيةَ الانغراس في الممارسة العملية التاريخية، ويصبح نقداً مثمراً للتغييرِ التاريخي المنشود.

    لنؤكد، على غرار جمٍّ ممن سبقونا و دون كلل أو ملل، أن العنفَ لا مِلَّة له. إنه مُكوِّن بيولوجي وعنصرٌ أنثروبولوجي لا ينفكّ عن الكائن البشري. هو من الطبيعة، ودورُ الثقافة أن تُرَشِّد تصريفَه، وتُدبِّرَه في ما يُحقِّقُ النفعَ، ويُغَلِّبُ قيم السِّلم والحياة والتساكن والعيشِ المُشتَرك. وقد ظلّت البشريةُ في التعاطي مع العنفِ في مَدٍّ وجَزْر، ما تفتأ تُطوِّره وتطوِّر قنواتِ تصريفِهِ، مثلما تطورُ ثقافةَ ضبطهِ و القيمَ الناظمةَ لـ "ممارسته" الشرعية واللاشرعيةِ؛ خصوصا في علاقتهِ بـ "الحقيقة" و "المُقدَّس". وضمن هذا الأفق تشتغل الأديان والتشريعات والفلسفات والآداب والفنون، و ذلك من أجل تصريف "الطاقة الغضبية" للإنسان في اكتشاف قدراته الروحية والعقلية والجسمية وتطويرها بما يخدم توقهُ لحياةٍ إنسانية آمنةٍ؛ حياةٍ أجملَ وأفضل وأسعد. لكن كثيرا ما كانت تنفلت تلك الطاقةُ وتُصَرفُ في "الاستبداد" و"الإبادة" و"إقصاء المختلِف" باسمِ "فرضِ التفوقِ" و "الإكراه على التبعية للأقوى" و "الانصياع للحقِّ"...؛ ويتخذ هذا الانفلاتُ صورا عِرقيةً أو سياسيةً أو طائفيةً أو دينية...، مثلما تتخذ صُورُ صدِّ هذا الانفلات تسويغاتٍ أخرَ تحت اسم "الدفاع عن النفس"، و"المقاومة"، و"ردِّ الاعتداء و الظلم"، و"التحرير" أو "الجهاد في سبيل الله" ... إلخ. دوما كانت ممارسةُ "العنفِ" تُسَوغُ بامتلاكِ "الحقيقةِ"، و هو ما يتخذُ صورةً أشرسَ إذا اعتُبِرت هذه الحقيقةُ "مقدَّسةً" نوعاً من التقديسِ.

    لا يخرج العنفُ الداعشيّ، في لحظتنا الراهنة، عن هذا الأفق؛ إذ يتبنى "خطابا دينيا تكفيريا" به يُسوِّغ وحشيةَ القتل و سفك الدماء، فيما المسلمون اليوم مُطالبُون بمراجعة هذا "الخطاب" لكونه يلتبس في الأذهان بـ "الإسلام"، حيث تُماهِي كثيرٌ من الخطابات و وسائل الإعلام، عن جهل أو سوء قصد، بين "الإسلام" كدينٍ وبين خطاب "الحركات المتشددة التكفيرية"، حتى أضحت إضافة الإرهاب للإسلامِ ("الإرهاب الإسلامي") لغةً سائرة في عددٍ من "التحليلات" و"الخطابات" السياسية و الإعلامية، وهو التباسٌ وجب رفعهُ في فهم "الإسلام".

    من هنا السؤال: كيف السبيلُ لتبديدِ هذا التخليطِ و التغليط؟ وما هي الطرائقُ الناجعةُ لفكِّ هذه "المماهاة" المسمومة؟ لا سيما وأن هذه الحركات التكفيرية "تتقن" الحديث باسم الدين ومَصادِره، مثلما تجد في التراث الفقهي الإسلامي من الذرائع والنصوص والأحداث، وفي راهن المسلمين الغارقِ في ألوان الفشلِ و الإحباطِ، و في تخلفِهم العلمي والاقتصادي والسياسي والحضاري والديني، ما يضُخُّ خطابَها بقوة جذب استثنائية، وبمغناطيسية تمرُّدِيَّة خارقةٍ واحتياطٍ انفجاريّ هائِل.

    لم تعد "مُرافعاتُ" المسلمين الدفاعية مقنعةً للكثيرين؛ إذ لم يعدْ كافياً أن نَصرخَ بأن دينَنَا بريءٌ من "العنفِ الداعشي" و"القاعديّ" من قبلهِ وأشباههما، كما لم يعدْ مُقنِعاً أن نعلِنَ بشكل شِعاريٍّ أجوفَ للعالمِ كونَ الخطابِ التكفيري المتشدِّد يَختطِف حقيقةَ ديننا، ويَنتحِلُ اسمَه عن غير وجه حَقّ، وأن ديننا، بخلافِ التشويهِ الداعشي وأترابهِ، دينُ "سلام" و"سماحة" و"تعايش".. وهلم شعاراتٍ يعجِزُ أغلبُ رافعيها عن التفكيكِ الجذريّ لما "ينسفها" في "حُجَج" و"مُستنَدات" التكفيريين؛ بل المصيبة الأهولُ أن تجدَ بعض الناطقين باسم "الإسلام المُعتدِل" يدافع عن فهمه "المتسامح" للدين بحجج هي عينُها التي يتبناها التكفيريون من أجلِ تسويغِ تشدُّدِهِم.

    لقد وضعَ ارتباكُ خطابِ البعضِ باسمِ "الإسلام المُعتدِلِ" هذا "الاعتدالَ" موضع ارتياب، فطُرِحَ من جديدٍ سؤالُ ماهية هذا "الإسلام" المنعوت بـ"الاعتدال"؛ أهو "الإسلامُ" الذي ينأى عن التشدد التكفيري دون أن يجتثه، أم هو "الإسلامُ" مخفَّفاً و ملطَّفاً من "بعدهِ الجِهاديّ" مما سمَّاهُ البعضُ بتندر "إسلام لايت" (Light)...أم ماذا؟ ذلك أن قلة من مُخاطَبينا الغربيين مَن يفهمُ "الاعتدال"، باعتبارهِ منظومةً عقدية وأخلاقيةً تقومُ على "الوسطية الدينية" في الاعتقاد والعبادات والمعاملات بلا إفراط ولا تفريط، بلْ يفهمون "الاعتدالَ" من خِطابِ "المعتدلينَ" و نتائجهِ الواقعيةِ. لذلك، وبعد أن لاحظ جمّ من المتتبعين أن تبني شعارَ "الإسلام المعتدل"، حتى في الديار الغربية، لم يمنعْ من انتعاشِ التكفيرِ والتشدُّد، ارتفعَ صوتُ المُطالِبين بـ"إسلام معاصر" يتجاوزُ "خطابَ الاعتدال" السائد، لكون هذا الأخيرِ يقِفُ على نفس الأرضية المفاهيمية التي يتبناها التكفيريون، فالاختلافُ بين الخطابين، في رأيهم، هو اختلافٌ في درجة الانغراس في تلك الأرضية وتدبيرها، لا في نوع الأرضية وطبيعة مفاهيمها.

    لقد فشلَ، حسب هؤلاء، الخطابُ السائدُ المنعوتُ بـ "الاعتدالِ" في الذهاب إلى الجذور لتفكيكِ ثنائيات فقهية تاريخية يعتمدها التكفيريون، وتحتاج إلى مراجعة نقدية جذرية؛ ثنائياتٍ يجبُ الاقتناعُ أولاً بكونها نتاجَ تعقلٍ بشري في النصِّ المُنزل، وليست ثنائيات إلهيةً مُقدَّسة، أشير هنا تمثيلاً إلى ثنائياتِ: دار الكفر / دار الإسلام، دار الحرب/ دار السلم، الولاء/ البراء،... إلخ. لنتأمل اليوم مثلا في الثنائية الأولى، هل الدول العَلمانية الغربية اليومَ "دار كفر" أم "دار إسلام"؟ السؤالُ مُربِكٌ للثنائيةِ مُقوِّضٌ لها؛ ذلك أن الهوية العَلمانية للدول الغربية وحيادية مؤسساتها على الصعيد الديني، وإتاحتها لحرية التدين أو عدم التدين، باعتبار ذلك شأنا خاصا وحرية فردية مكفولة، واعتمادها لمعيار المُواطنية الكافل لحقوق الإنسان بوصفهِ مواطنا، و المستوعِب لمختلف الأطياف العرقية و الثقافية و الدينية و اللادينية...إلخ؛ كل ذلك و غيرهُ يجعل تلك الثنائية غير ذات معنى في العصر الحديث، لكونِها أضحت أضيقَ من أن تستوعبَ التحولات التي عرفتها دوائرُ الانتماء البشري وتنظيماتِه الحديثَة؛ في حين أنه لم يكن في الإمكانِ الفكري القروسطي لواضعي تلك الثنائية أن يتصوروا إمكانَ وجود كيان سياسيّ حياديّ دينيا؛ ومن ثمَّ فإن أي تفكير من داخل تلك الثنائيةِ، على ما في تحديدها الفقهي من اختلاف و تفاوت، لا يمكنُ إلا أن يُضلِّلَ صاحبَهُ و يَسجُنَ فهمه في قراءة لا تاريخيةٍ للواقع القائم و اللحظة الراهنة. وتلك واحدة من مآسي "الخطاب التكفيري المتشدد" التي لم يستطع خطابُ الاعتدال اجتثاثَ جذورها، لكونهِ لا يقف على أرضية مفاهيمية تصالِحُ بعمق بين الخطاب الديني والحداثة من خلال بناء فهم ديني يتوهج بالروحانية المتعالية ولا يناقض المعقولية الحديثة...ذاك الفهم الذي نعته البعض بنعت "الإسلام المعاصر".

    ثم إن انفتاح العالمِ اليوم، وتراجعَ الحدود اللغوية والثقافية والتواصلية وظهور المؤسسات الأممية...وغيرها من التحولات الحديثةِ يجعَلُ من الضرورةِ القبولَ بالتعدد الديني بما هو حتمية تاريخية، بل والقبولَ بتعدد الحقيقة الدينية بما هو قدرٌ تاريخي، ومدخلٌ حتمي لكل سِلْمٍ عالمي؛ إذ لا مناصَ من الاعتراف بأن "الكافر" له حقُّ الوجودِ، أكان متدينا أم غير متديِّنٍ (أكثر من نصف ساكنة العالم لا يدينون بالديانات الإبراهيمية التوحيدية الثلاث)، و أن المتدين له أن يختار و يتحمل مسؤولية التدينِ بـ "دين" خاص به ( "لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ" سورة الكافرون، الآية6)، و ليس من شأن "المؤمن" أن يخيره بين "الإسلام" أو "الإعدامِ" أو "الجزية"...إلخ، ثمة منظومة علائقيةٌ دولية تنتظمها مواثيق و معاهدات و أعراف و قيم، منظومةٌ حديثة مبنية على اعتبارات اقتصادية وسياسية وحقوقية و قانونية لا اعتبار للدين في معياريةِ انتظامِها، بل إنها "تُقدِّس" حقَّ حرية الاعتقاد، و تحرم بل تُجَرّمُ كل نزوع للإكراه على اعتقادٍ معين. وفي هذا تقويض لثنائيةِ الولاء والبراءِ، وإربَاكٌ لثنائية دار السلم و دار الحرب، إذ لم يعد للاعتبار الدينيّ تلك الأولوية القروسطية الحاسمة في شنِّ الحروب؛ إذ ليس هو الحاسم في منظومةِ العلاقات بين الدول و الأمم اليوم، و إن كانت كثير من الدول لا تستغني عنه استغلالا له في التحشيد والتأليب و التجييش ليس إلا.

    يجدُ هذا الأفق الحديثُ إِمكانَهُ الباذخ في فهمِ النصوص الدينية الإسلامية المُؤسِّسَة، بل وفي قراءةِ مواقفَ متميزة من سيرةِ النبي صلى الله عليه وسلم، و كذا قراءة مواقف و معارف وإشراقات بعض المنارات التاريخية والفكرية و الروحية الإسلامية، فيما تظل الثنائياتُ المقَوَّضَةُ من التراث الفقهي القابلِ للنقد والمراجعة؛ ذلك أن الأفق المذكورَ يتلاءم وروح الدين بما هو حرية واقتناع وروحانية .. إلخ؛ لكن السيرَ في هذا المنحى يحتاج منا اليوم إلى عمل تحريري يخلِّص ديننا من الاستغلال السياسوي، والتنميط الفقهي اللاتاريخي، مثلما يحتاجُ إلى قراءة روحانية و إنسية؛ أي قراءةٍ تحيي فيه ذلك البعد الروحاني العميق الذي يُغذي المؤمن بالمعنى الأنطولوجي الذي لا يمكن لأي خطاب أن يقوم مقام الخطاب الديني في النهوض به، وكذا قراءةٍ تعيد إلى الواجهةِ مركزيةَ الإنسان بما هو خليفة لله في الأرض، و بما هو أثر للنفخة الإلهية الأزلية، وبما هو أقدس المقدسات في الوجود (إذ سجد له الملائكةُ و فاقت حرمته عند الله حرمة الكعبة المشرفة...)، حيث يُعتبر تكريمُ الإنسان مقصدَ المقاصِد من الدين، أعني الإنسان بإطلاق بغض النظر عن كل أشكال تصنيفه لونا أو عرقا أو دينا أو طائفةً أو ثقافة أو لغة ... إلخ.

    هذه بعض معالم فهم "الإسلامِ" الذي نحتاج لإبرازهِ اليوم بإلحاحٍ، وهي المعالم التي نعتها البعض بـ "الإسلام المعاصر"؛ على أن الإسلام، كما نراهُ، هو هو من حيث كونه دينا ربانيا متعاليا. إنه ثابت من حيث جوهره الاعتقادي والتعبدي والأخلاقي لا يطوله التغير، لكن التدينَ بما هو بناءٌ نسبي للفهم وتعقل بشري للدين و تنزيل عملي له في السياقات التاريخية المتغيرة، هو عرضة على الدوام للصيرورة، إنه متحول يطوله التغير، و مراعاة هذا التغير من أجل ملاءمة تنزيل الدين للسياقات المتجددة هو المقصدُ المنشودُ دوما باسم "التجديد" الذي يُطالِبُ به الإسلامُ المسلمين في كل مرحلة. لذا لا تجديدَ بغير وعي الفرق بين "وحدة الدين" و "تعدد التدين"؛ أو قل بين "تعالي الدين" و "بشرية الثقافة التدينية".

    3- الدين وخطر التنميط الثقافي

    لعل من أبرز عوائق "التجديد" التي تحول دون إدراك الحاجة إلى تدين يستوعب الإسلامَ في السياق التاريخي المتجدد، ويُجسِّدُ صلاحيته لكل زمان ومكان من خلال جعل المؤمنِ منخرطا في لحظته المعاصرة بحيوية و فعالية و إبداعية؛ ذاك الالتباس القائم في النزوع إلى تنميط الدين وفق شكل ثقافي واحدٍ وأحادي هو عينه نتاج معين لتاريخ وجغرافية وذاكرة ولغة ومتخيَّل و أعرافٍ ونمط حياة...؛ أي هو نتاج لما شأنه الاختلافُ والتعدد والتغيّر، و ذلك في خلط فظيع وفادح بين الدين والتدين، أو قل بين الدين والثقافة. وقد أسهمَ الخطابُ السلفي الوهابي، برؤيته المنغلقة والحرفية للدين وافتقاره للحس التاريخي والوعي النقدي، في هذا الخلط الفظيع وفي تصديره، حيث لعبت الطفرة النفطية في السبعينيات دورا مهما في التمكين لهذا الخلط، حتى صارت الثقافةُ الإسلاميةُ الغنية بتعددها وتنوعها، مُهدَّدةً بالإفقارِ والتجريفِ من خلال تسييدِ تدينٍ نمطي أحاديّ تطبعهُ البداوةُ ومخاصمةُ التعدد والاختلافِ والارتيابُ في مجالي الجمال؛ تدينٍ يُبَدِّعُ كل ثقافة تدينية مختلفة باسم فهم سطحي لـ"البدعة"، في خلط فظيع وفادح أيضاً بين "الإبداع" من حيث هو "تجديدٌ" في الفهم و في التنزيل الثقافي للدين بما يلائمُ أصولَه ومقاصدَه، وبين "البدعةِ" بما هي "ضلالةٌ" و تغيير في تلك الأصول والمقاصد.

    ومعلوم أن هذا النزوع إلى تنميط التدين هو نزوع عولمي يتناغمُ مع النزوع الهيمني للعولمة الاقتصادية والاستهلاكية، وهذا ما يُفسِّر، في وجه من الوجوه، الدعم الاستهلاكي لمثل هذا التدين التنميطي الأُحادي، رغم ما فيه من خطرِ الإفقار الحضاري لغنى الثقافات الإسلامية بتعدد ذاكراتها ولغاتِها وأعرافها وتقاليدها التي كان من عظمة الإسلام أن استوعبها عقائديا وروحانيا، ومكن لتعبيراتها أن تنتعش وتزدهر من داخله و وفق خصوصياتها الحضارية والتاريخية المختلفة.

    بخلاف هذا الأفق الواسع، فإن الإكراه التنميطي للدين وفق ثقافة تدينية أحادية لا يتحقق إلا بفصل الدين عن حواضنه الثقافية المختلفة والمتنوعة، وهو ما يشكل واحداً من الأسباب العميقة للعنف المتفجر في تلك الحواضِن، لكون ذاك الفصل يُخِلُّ بالتساكنِ الحضاري بين وحدةِ الدين وتعدّد حواضنه التاريخية والثقافية، وهو أمرٌ لم تستوعبهُ الوهابية، مما جعله ينفجرُ اليومَ بشراسة مع امتداداتها في الحركات التكفيرية؛ ذلك أن السعي إلى تنميط التدين وفق الأسلوب الأعرابي النجدي، الذي لا يستجيب للخصوصيات الجغرافية واللغوية والثقافية والعرقية والاجتماعية و السياسية لمجتمعات إسلامية مغايرة للمجتمع العربي النجدي ، فضلا عن خصوصيات المجتمعات الغربية التي تحتضن جاليات إسلامية؛ هذا السعي قد شكل عنفا رمزيا مُمزِّقا غَذَّى الدوائر الطائفية العرقية و القَبَلية و المذهبية الدينية بطائفيةٍ ثقافية، أسهمت بدورها في انفجار العنف المادي الذي صار "عقيدة" الحركات التكفيرية.

    ومثلما يظهر هذا العنف الرمزي في وجهه المذهبي، على سبيل التمثيل، في السعي نحو فرض المذهب الحنبلي فقهيا بشكل واضح وفاضح، و كذا في محاولة فرض منحاه الاعتقادي على غالب المسلمين من الأشاعرة والماتريدية من خلال احتكار الحديث باسم "السلف" و"أهل السنة"..، يظهر أيضا في السعي نحو التنميط الثقافي، حيث تم توظيف الطفرة النفطية من أجل تنميط الحضور الثقافي الديني وفق النمط الثقافي الأعرابي للوهابية الخليجية وامتدادها الأفغاني، حيث يمتد هذا التنميط ليشمل مختلف متعلقات التدين سواء في تسييد "رواية حفص" على غيرها من الروايات المقررة في القراءات القرآنية، أو في التنميط الأدائي الترنيمي لرفع الأذان بالنِّغَم الخليجية، أو التنميط عينه للصيغ النغمية في تجويد القرآن الكريم، أو في تنميط شكل اللباس الرجالي، و الحجاب ثم النقاب النسائيين... إلخ؛ مع ما يرتبط بذلك التنميط التديني من رفع سلاح التبديع ضد كل أشكال تدينية مغايرة رغم ما يرفدها و يؤسس لها من تأصيلات شرعية وسند تقعيدي، كما هو شأن التلاوة القرآنية الجماعية، و صيغ الصلوات المختلفة التي أنشأها المحبون على النبي صلى الله عليه وسلم، و الاحتفال بالمولد النبوي، والتوسل بالنبي الكريم، وزيارة المزارات الروحية، وإحداث المدارس التربوية والزوايا التزكوية، مع إزراءٍ ملحوظ بعلوم التصوف و الكلام و الفلسفة.. و رفض قاطع للمجاز ونظرة احتقارية للخيال ولكل مظاهر الفنون والجمال باسم البدعة...إلخ؛ و ذلك في رؤية لا تاريخية للمَكان، وفهم عَقَدي و ثقافيّ سطحي لـ "التوحيد"؛ تلك الرؤية التي كانت وراء عملية تخريبٍ قاسية حرمت المسلمين من آثار نبوية نفيسة في الأراضي المقدسة، مثلما حرمت المؤرخين من شواهد أثرية و أركيولوجية ذات دلالة توثيقية لا تضاهى على تفاصيل حياة نبي الإسلام وعلى المسار التاريخي لانبثاق الدعوة الإسلامية... إلخ.

    إن خطر التنميط الثقافي القسري وفرضِ الأحادية التدينية باسم الدين، واحد من أكبر ما يُهدِّد حضارة الإسلام، سواء على المستوى المذهبي العقدي أو الفقهي أو على مستوى الثقافة السيميائية التدينية التي تظهر في اللباس و المعمار و الطبخ والأعراف و أشكال الترنيم و طقوس الاحتفال...إلخ، ومن ثم يعد ذاك الخطر واحدا من أكبر العوائق أمام انتشار الدين وتجدد روحه؛ ذلك أن "الجهل المقدس"، كما سماه أوليفيه روا، وهو مظهر شرس من مظاهر العنف الرمزي القائم على فصل الدين عن الثقافة بثرائها و تعددها، يعد واحداً من عوامل تفكيك الحضارة الإسلامية وإفقارها وتدمير غناها، ومن ثم زرع أسباب قوية لانفجار العنف المادي فيها، لكون تدمير ذلك الغنى هو تدمير لقيم التنوع والجمال والسماحة والإبداع التي يحملها ذاك الغنى.

    إجمال

    هذه التباسات رئيسة ثلاثة تحول دون فهم الإسلام بشكل يقربنا روحيا وعقليا من حقيقته الدينية و التاريخية؛ التباس أول نابع من الخلط بين الإسلام بما هو دين و بين العوامل التاريخية المُوَلِّدةِ للإرهاب بما هو عنف مُدَان أكان باسم الدين أم باسم غيره؛ و التباس ثان نابع من الخلط بين رفع شعار الاعتدال و بين العجز عن الذهاب إلى التفكيك الجذري للمفاهيم المُؤسِّسَة للتشدد باسم الدين؛ و التباس ثالث نابع من الخلط بين الدين بما هو وحدة روحية و اعتقادية و تعبدية و أخلاقية و بين الثقافة التدينية بما هي احتضان تاريخي و ثقافي متعدد لتلك الوحدة. و هي التباسات، من بين أخرى، طُرِحت بقوة من جديد عقب تفجيرات 13 نونبر بباريس، و من ثم فإن كل تأخر أو تماطل عن القيام بالعمل التنويري الضروري لفهم ديننا من أجل تحريره من هذه الالتباسات، لا محالة مُفضٍ إلى تفاقم أنماط سوء الفهم لدينٍ ما زلنا عاجزين عن استلهام رحمته العالمية؛ دينٍ لم نستطع بعدُ تسييدَ فهمٍ كوني و رحموتي و إنسي لنصوصه المؤسِّسةِ و لتاريخه الفكري "التنويري" المنسي؛ ذاك الفهم الذي يقوم على تمجيد العقل و احترام مقتضياته، مثلما يقوم على ممارسة النقد في التعامل مع مختلف أشكال التدين الموروث المناقِضَة لتلك المقتضيات؛ فضلا عن النقد العقلي المستمر لمُنْتَجات هذا العقل نفسه، مع إيلاء الروح و المعنى الأنطولوجي، الذي يغذيها به الدينُ، ما يستحقانه من اعتبار في الحياة الوجدانية للمؤمن؛ و تلك واحدة من خصائص العقلانية المنفتحة التي تحترم كل أبعاد الإنسان المعرفية و القيمية و تشكل أفقه الأنطولوجي المعاصر.

    دون هذا العمل التنويري و التحريري سنبقى أسارى الالتباسات المذكورة و غيرها، و سنظل تُبَّعاً لفهم منغلق مُتقادِم مُترهلٍ للدينِ، و لو كان أهلُه من آبائنا "لا يعقلونَ شيئا" من أفق زماننا، مثلما سنكونُ مِمَّن يعلن باسم الدين "الحرب على العقل دون تفكر في العواقب"، و لو كانت هذه الحرب مزريةً بإيماننا و مناقضةً لروحِ ديننا



    الصحفية التونيسية كوثر البشراوي

    (عدل بواسطة Kostawi on 02-09-2016, 06:10 AM)
    (عدل بواسطة Kostawi on 02-09-2016, 06:40 PM)

                  

02-09-2016, 05:59 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فضائح مدعي عولمة ما يسمى بالمشروع الحضاري (Re: Kostawi)

                  

02-09-2016, 06:05 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فضائح مدعي عولمة ما يسمى بالمشروع الحضاري (Re: Kostawi)

                  

02-09-2016, 06:20 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فضائح مدعي عولمة ما يسمى بالمشروع الحضاري (Re: Kostawi)



    LLLLLLLOOOOOOOOOOLLLLLLLL
                  

02-09-2016, 06:27 AM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فضائح مدعي عولمة ما يسمى بالمشروع الحضاري (Re: Kostawi)

                  

02-09-2016, 06:53 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فضائح مدعي عولمة ما يسمى بالمشروع الحضاري (Re: Kostawi)

                  

02-09-2016, 07:09 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فضائح مدعي عولمة ما يسمى بالمشروع الحضاري (Re: Kostawi)

                  

02-09-2016, 07:14 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فضائح مدعي عولمة ما يسمى بالمشروع الحضاري (Re: Kostawi)

                  

02-09-2016, 07:17 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فضائح مدعي عولمة ما يسمى بالمشروع الحضاري (Re: Kostawi)

                  

02-09-2016, 07:45 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فضائح مدعي عولمة ما يسمى بالمشروع الحضاري (Re: Kostawi)

                  

02-09-2016, 08:16 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فضائح مدعي عولمة ما يسمى بالمشروع الحضاري (Re: Kostawi)

                  

02-09-2016, 09:32 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39979

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فضائح مدعي عولمة ما يسمى بالمشروع الحضاري (Re: Kostawi)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de