ليلة الحلم - قصة جائزة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 08:49 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-27-2015, 08:40 AM

عبدالرحمن أحمد السعادة

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 662

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ليلة الحلم - قصة جائزة

    نفد الراتب قبل غروب شمس الشهر. الصرف اللا نهائي وأقساط الدين الثابتة والبنود المتغيرة لم تترك له هللة واحدة.
    وفي هذا الزمان قل أن يجد من يستدين منه بلا فائدة، فظل مضطرًّا يأخذ من الأمانة الحريزة عنده بمعروف وعند نزول الراتب يرد ما أخذ تلقائيًّا،
    ولولا ذلك لتكفف الناس دينًا على دين.
    أصابته حساسية بالغة من استعمال الهاتف، فإذا رن في أيامه العصيبة نظر إلى المتصل فإن رأى رقمه يبدأ بمفتاح خارجي دعا وقال :
    - اللهم اجعله خيرًا.
    وإن رأى الرقم غريبًا جدًّا تطلع بهدوء ورد بهدوء.
    لحظات من السكون شبيهة أحلام قد تمر على المرء فيخرج فيها بعيدًا عن واقعه وربما قطعها ضياء ثاقب أو ضياء ذاهب
    أو صوت صاخب.
    وفي هذه اللحظة رن هاتفه أثناء تأدية عمل فاستمع إليه بامتعاض كأنه بصلاة ونسي أن يجعله على الصامت.
    أخرجه وانتبذ به مكانًا قصيًّا. أتاه صوت بلكنة آسيوية يقول :
    - معك الاتصالات السعودية فرع المدينة المنورة.
    فرد سلامًا لم يُلق إليه قائلاً :
    - أهلاً بأهل المدينة.
    ثم قال الرجل :
    - هل أنت عزالدين الأمين.
    - نعم.
    - مبروك، لقد فزت بجائزة ٢٠٠ ألف ريال على قرعة حظ من شركة الاتصالات السعودية، وعليك أن تصلي ركعتين حمدًا لله.
    وقال له أيضًا بلهجة الحزم أن عليه بانتهاء هذه المكالمة إغلاق الجوال وإخراج الشريحة والتأكد أن على ظهرها أرقام مكتوبة
    - وعددها له - فإن تطابقت مع روايته فاليرجع إليه باتصال.
    فسأل بلهفة :
    - ولم ذلك؟.
    فقال الرجل :
    - لكي نتأكد من أنك أنت الفائز.
    اغلق هاتفه بيدين مرتجفتين وسل الشريحة برفق وتيقن من صدق محدثه ثم اتصل به فطلب الرجل رقم حسابه البنكي لتوريد المبلغ فأبى خوفًا
    من النصب وتحت الإلحاح توكل على الله ونطق رقم إقامته مع اسم البنك واسم الفرع كما أراد الرجل كحل عاجل، ومتى أبدى ترددًا وتلجلجًا سأله الرجل :
    - أترفض الجائزة؟.
    فيجيبه بحياء :
    - لا.
    واستشهد الرجل ببراهين تثبت صحة كلامه قائلاً :
    - اسمك الكامل هو عزالدين الأمين محمد علي.
    - آخر اتصال لك بالسودان على هذا الرقم - وذكر الرقم -.
    - تشحن شريحتك في العموم بمبلغ ١٠ريالات إلا في مرات قليلة آخرها قبل شهر شحنتها بمبلغ ١٠٠ ريال.
    وقال له بأن أرقامًا سرية ستصله ويجب ألا يُعلم بها أحدًا واستثنى نفسه لأنه ممثل الاتصالات.
    وطلب منه أن يمدده بعشر بطاقات مسبقة الدفع من فئة المائة ريال كشرط من الاتصالات لتفعيل النظام وتنفيذ الجائزة.
    حار بدقة وعمق المعلومات وأيقن أنها لن تصدر إلا من شركة الاتصالات السعودية، وطافت بخياله ضروب الاحتيال الكثيرة
    التي دائمًا ما يُحذَّر منها، وبين يقين الأمل ووسوسة الشك أُنهكت أفكاره فاتصل بزوجته وشرح لها شرحًا مقتضبًا خاتمته أنه
    إما كسب جائزة بمبلغ سيحل مشكلة السكن في ليلة وغدها أو سيُنصب عليه، فقالت له وهي تزكي نفسها :
    - بل إن صدقت فإنما أتت استجابة لدعواتي حين كنت أدعو قائلة « اللهم انزلنا منزلاً مباركًا» فقال لها :
    - تذكري بأنني سأدفع من الأمانة.
    - لا حل سواها.
    - ولو سُرِقت مني ماذا تقولين؟.
    - أقول حسبي الله ونعم الوكيل.
    ولما وصل البيت بدأت آلام الحرارة تظهر على جسم ابنه الصغير، وشغلتهما الجائزة عنه بسرد الاحتمالات المتوقعة لها وأجزمت زوجته أن
    من مثلها لا ينطلي عليها هذا الغش ولكن بتكراره تداول الموضوع وأنه سيتابعه حتى نهايته تجاوبت معه واستفاضا بتجاذب الحديث ونسيا
    ابنهما حتى بكى فهبا به إلى المستشفى ورجعا بأدوية كثيرة لم تُقطع ولم تُمنع، ومازالا في هذا الشأن العظيم الطاريء إلى أن دنا وقت العشاء فقال لها بكرم :
    - ماذا تسألون من الأطعمة؟.
    - التغيير أفضل.
    - المشويات أفضل ما يناسب الإحساس بالسعادة.
    - رغم أنف الفول والطعمية.
    تناول محاطًا بأولاده عشاء لذيذًا كأنه قد استلم راتبه للتو، وقال إن الذي يجعله مقتربًا من التصديق تلاوة الرجل لبيانات تخصه في غاية السرية مثل معرفته
    بأرقام على ظهر الشريحة، ومعرفة اسمه بالكامل. والرسالتان اللتان أرسلهما له باسم المرسل MYSTC إحداهما لخبر فوزه والأخرى كود الحوالة برقم إقامته على البنك.
    وأما طلبه المتشدد لبطاقات « سوا» فربما كان دعابة جد منه.
    وأعترف أن فرحة الرجل الزائدة حين كلّمه أثارت استغرابه مقارنة مع قلقه الشديد حين استمع إليه حذر هؤلاء الناس الذين هم أدرى منه بدقائق الكمبيوتر والاتصالات بيد أنه مؤمن بأن الله يرزق من يشاء بغير حساب.
    أما زوجته فارتقت إلى أقصى درجات البشاشة .. يا لسحر الريالات! يا لسحر الضحَّاكات!. شتان ما بين أمس الذي مر على قربه واليوم. سبحانه مقلب الوجوه من وسم الخصام إلى رسم الابتسام، فها هي الهمة
    قد دبت بها فبدلت لا شعوريًّا شكل عرض الكراسي والمناضد واختفت الشكاوى.
    هل يبني قطعة أرضه؟ أم يشتري أخرى جديدة ويؤسسها على قواعد راسخة تحتمل مزيدًا من الطوابق ويدع القديمة
    لأولاده، وهنا تداخلت برأيها الذي مال إلى النواحي الجمالية المظهرية للبناء وأثاثه.. وتجدد حلمه القديم بالمزرعة واقترحها عليها فقالت بتأفف وتعجب :
    - مزرعة! هذه فكرة مضللة، أصحاب المزارع الآن يبيعون مزارعهم. بنية الاقتصاد الخربة والسياسات المضطربة وعوائق الإنتاج المجهولة ونظم الضرائب لن تسمح لك بالربح أبدًا، هذا إن لم تضع الدولة يدها عليها
    بحجة التوسع في الأراضي السكنية أو عداه.
    - اسمعي، نحن نحب الزراعة.
    - حب من طرف واحد!.
    - الزراعة طريقنا الأوحد نحو التحرر.
    - نظرية لا تجلب إلا الخسائر.
    - الزراعة مهنة الذين يعمرون البلدان.
    - جئني بمثال حي.
    - قرأت مع دخول نلسون مانديلا إلى قصر الرئاسة أن صحفيًّا سأل فريديريك دي كليرك عن ماذا يعمل بعد تنحيه عن الوزارة فقال له إنه ذاهب إلى مزرعته لإنتاج الغذاء لشعب جنوب إفريقيا.
    فاستدركته مقاطعة :
    - ولكن ليس لنا فريديريك دي كليرك.
    فقال بلا تريث :
    - ولا نلسون مانديلا.
    وكلما تعمقا بالحوار تفرع وتشعب إلى أن نام بصعوبة واستيقظ مبكرًامن نوم متقطع وأحس أنه لم ينم البتة، فقد أكد عليه الرجل بأن يراجع حسابه البنكي غدًا.
    صلى الفجر وفي خيط أسود واهٍ سار إلى الصراف الآلي ولم يجد شيئًا، وما انفك الأمل رضيعًا فقد لا تُسلم إلا باليد لصاحبها ودليله أنها آتية دون رقم الحساب.
    رجع مترقبًا ناظرًا إلى ساعته حتى شارف ميعاد دوام البنك فانطلق إليه وفي الطريق أخرج بطاقة إقامته وبطاقة رقم حسابه ووضعهما على جيب قميصه استعدادًا.
    فُتِح باب البنك فكان في المقدمة وسحب تذكرة. كان قطعة لحم على قِدر يغلي. راقب الأرقام الظاهرة آليًّا بعينين شاخصتين. ظهر رقمه فقام كمن لُدِغ وجلس أمام موظف
    الاستعلامات وحكى له ما جرى فحسم الموظف الأمر أن لا هللة واحدة تستطيع أن تجري عبر بنكهم بغير مجرى الحساب، وأن حسابه لم يمسسه خير ولا شر، ونفى له الواقعة من جانبهم وأهدى إليه النصح بتجنب الأوغاد.
    أعاد البطاقات إلى محفظته .. تذوق الحياة بطعم غير مستساغ .. خرج يخطو متثاقلاً فلدغه حر الصيف فقال بئيسًا :
    - قتل الله من كان السبب.
    وأردف بتسليم :
    كانت ليلة الحلم وتلاها نهار الحقيقة.
    ما أسطع الحقيقة!.



    عبدالرحمن السعادة

    (عدل بواسطة عبدالرحمن أحمد السعادة on 12-27-2015, 04:40 PM)
    (عدل بواسطة عبدالرحمن أحمد السعادة on 12-27-2015, 05:26 PM)
    (عدل بواسطة عبدالرحمن أحمد السعادة on 12-27-2015, 05:31 PM)

                  

12-27-2015, 11:45 AM

عبدالرحمن أحمد السعادة

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 662

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة الحلم - قصة جائزة (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)



    من رُزِق البركة فقد رُزِق الغنى
                  

12-27-2015, 04:12 PM

عبدالرحمن أحمد السعادة

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 662

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة الحلم - قصة جائزة (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)




    كم فك الدَّين من عسرة
                  

12-28-2015, 08:15 AM

عبدالرحمن أحمد السعادة

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 662

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة الحلم - قصة جائزة (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)




    صوت الهاتف سلاح ذو حدين
                  

12-30-2015, 01:45 PM

عبدالرحمن أحمد السعادة

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 662

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة الحلم - قصة جائزة (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)





    للحقيقة طعم غير مستساغ
                  

01-08-2016, 11:08 AM

عبدالرحمن أحمد السعادة

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 662

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة الحلم - قصة جائزة (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)




    من كان السبب؟.
                  

01-11-2016, 08:13 AM

عبدالرحمن أحمد السعادة

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 662

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة الحلم - قصة جائزة (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)




    أعاق المزارع عن زراعته وسأله بتبجح :
    - لم لا تزرع؟.
    - لم لا تنتج؟.
                  

02-03-2016, 10:49 AM

عبدالرحمن أحمد السعادة

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 662

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليلة الحلم - قصة جائزة (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)



    أحلام اليقظة منامها نهارًا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de