المكتبة السودانية : رواية "صحن الجن"......عادل الامين

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 05:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-03-2016, 12:21 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36927

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo (Re: adil amin)

    الفصل الخامس
    الفجر الكاذب

    كنا ندرس في المرحلة الابتدائية أيام زمان وفي كتاب القراءة العربية المدعم بالصور، قصة ذات تسلسل منطقي، بها عدد من صور الحيوانات في توالي منتظم تبدأ بصورة فأر وتنتهي بصورة بقرة والتعليق كالآتي: هذا هو الفار الذي أكل الدخن الذي في بيت أم الحسن وهذه هي القطة التي قتلت الفار الذي أكل الدخن في بيت أم الحسن وهذا هو الكلب الذي قتل القطة التي قتلت الفار الذي أكل الدخن في بيت أم الحسن، هذه البقرة التي رفست الكلب الذي قتل القطة التي قتلت الفار الذي أكل الدخن الذي في بيت أم الحسن…
    ***.
    على ضوء هذه القصة الطويلة نبدأ مشوار بحثنا في العقل العربي والمؤثرات الداخلية التي قادت إلى تقويض وإجهاض المشروع الحضاري العربي والتقهقر إلى الوراء، حتى نتناول هذا الموضوع الشائك والمعقد لا بد من مسح شامل وكامل لبيت أم الحسن (الوطن العربي)، مهما ادعى الإنسان من خبرة ووعي لا يمكن أن يلم بكل المؤثرات التي أدت إلى ما نحن عليه اليوم من فرقة شتات. قد نجد أحيانا أن معظم الدراسات التي طرحت عن هذا الموضوع “نقد العقل العربي” تتحرك أفقيا، أي في حدود الفار الذي أكل الدخن … ولكننا هنا نريد أن نغوص راسياً في جذور المشكلة، إلي البقرة التي رفست الكلب!!
    بعد هذه المقدمة الموجزة لنلقي الضوء أولا على طبيعة البيئة التي ينشأ فيها الإنسان العربي حتى تعرف العلة الفاعلة في تخلف العقل العربي تبدأ بمؤسسة الزواج. فمؤسسة الزواج فاشلة من أساسها تبني على أسس مادية أو طبقية أو عنصرية وليس على أسس معنوية وعاطفية قوامها المودة والرحمة…حيث يظن بعض الناس أن الزواج هو إشباع الرغبات الجنسية فقط ويحاط الزواج بطقوس وتابو وتعقيدات تجعل منه شيئا بشعا، رجل وامرأة يجدان نفسيهما مقيدين برباط ناجم من تصلب الآباء وتلعب التركيبة البابوية للعائلة العربية دور فعال في صنع هذه الأوضاع المفروضة وتمضي رحلة العمر على غرار الجحيم هو الآخرون•….ينشأ الأطفال وهم يعانون من الاضطرابات الوجدانية في ظل هذا الجو المشبع بالكراهية أو يتم الطلاق(أبغض الحلال عند الله) فيتشرد الأطفال….إن الإنسان حتى ينشأ سوياً يحتاج إلى حنان موجب من الأب وحنان سالب من الأم فيما عدا ذلك تختل شخصية الطفل، لذلك كان يجب أن تتوفر حرية الاختيار للطرفين في قضية الزواج لضمان نجاحه واستمراره.
    إذا انتقلنا إلى جانب آخر نجد التركيبة السلوكية للأسرة، ينشأ الطفل تحت قهر وتسلط الأب في المنزل ثم يمتد هذا القهر إلى المدرسة ثم إلى العمل فيقع تحت نير الرئاسة المباشرة وعندما يحاول التعاطي مع السياسة على استحياء يواجه بقمع السلطة، فتتحطم دواخل الإنسان العربي ويصاب بسايكلوجية الإنسان المقهور، يحركه في الحياة دافع الخوف والطمع ويحاول التنفيس عن هذه الأحقاد المكبوتة في شكل علاقات صداقة باهتة موبوءة بالنميمة والحسد والنفاق الاجتماعي والكذب حتى إن لم يكن له داعي، تحت ضغط هذه المباذل يضمحل الحب ويختفي من حياتنا كأسمى قيمة معنوية وروحية في الوجود، وتتصحر مشاعرنا ويتحول مشوار الحياة إلى رحلة مملة من المنبع إلى المصب دون أن يقدم الإنسان العربي بعقله المكبل بالأغلال أي شيء للحضارة الإنسانية المعاصرة، أي شيء يتجاوز الغرائز إلا من رحم ربي .. وفي الحالة الأخر غياب الأب المزمن أو الدائم لأسباب اقتصادية أو سياسية ينشأ الطفل مضطربا وجدانيا من غير انتماء للأسرة التي تعجز الأم على إدارتها بمفردها وتذلك يصاب الإنسان بالانعزالية والسلبية ويختل بالنسبة له مفهوم الوطن والانتماء، فإذا كان الإنسان فاقد الانتماء للأسرة فما بالك للوطن!! فيتحول إلي قنبلة موقوتة ولقمة سائغة لأي يد عابثة تريد أن تهدد مقدرات الأمة العربية ومكاسبها.
    في هذا المستنقع الآسن عملت الامبريالية/ الصهيونية العالمية بأصابعها الخفية على تشويه وتلويث المجتمعات العربي بصناعتها لنوعين متناقضين من العقول أولهما مصدّر تحت ديباجة صنع في الغرب وهم اللذين تلقوا دراساتهم العليا في جامعات الغرب الشهيرة السربون(فرنسا)، اكسفورد(بريطانيا)،هارفارد(أمريكا) وغيرها، والعقل الآخر مصدر تحت ديباجة صنع في أفغانستان وهم أيضا من حملة الشهادات العليا من أقسام الدراسات الإسلامية في الجامعات الغربية واللذين تتلمذوا على يد علماء الدين (اللاهوت) اليهود، هذا النوع من العقول كان من أبشع إفرازات الحرب الباردة بين المعسكر الرأسمالي(أمريكا) والمعسكر الاشتراكي (الاتحاد السوفيتي)
    على ضوء ما ذكرنا آنفا انقسم العقل العربي إلى ظل ذي ثلاثة شعب النوع الأول انبهر بالحضارة الغربية المادية الزائفة(واللذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم ) سورة محمد. فأخذ يتمظهر بها من حيث الشكل والمضمون ويمتاز صاحبها دائما وهو من حملة الشهادات العليا بالنرجسية واحتقار المجتمع الذي نشأ فيه (القرية) ثم ادعائه الزائف بأنه يفهم قضايا العباد والبلاد، يتسلم هذا النوع المناصب العليا ولا تتجاوز إنجازاته حدود الذات المترفة، بينما أهله الطيبون في القرى المظلمة يتحدثون عن أبنهم الدكتور(الوزير) بكل فخر واعتزاز تجده يمتطي الطائرات من مؤتمر إلى آخر، تلك التجمعات الشوفينية الكئيبة حيث تسمع جعجعة ولا ترى طحينا، وتكملة للديكور لا بد أن يمتلك مؤسسة ثقافية فكرية تقوم بقمع كل محاولة للنهوض بالفكر محليا وتفتح الباب للأفكار المستوردة والمعلبة من الغرب بصرف النظر إذا كانت هذه الأفكار ملفوفة بورق السولفان أو ورق التوليت. وتغرق الساحة العربية بمفردات ما أنزل الله بها من سلطان أما النص بالنسبة له هو ما قاله فلاسفة الغرب ومنظريه ويدافع عنها بضراوة ويحتقر النصوص الدينية التي لا يراها توافق هواه لذلك سمي هذا النوع جزافا بالعلمانيين.. ونحن نهدي إليهم في هذه العجالة جزء مما قالته صحف الغرب الذي يعشقونه عن العرب نقلا عن مجلة روز اليوسف المصرية حيث نشرت مجلة بيلوت الفرنسية في عددها الصادر في سبتمبر 1979 م تقول فيه وصفا للعرب (يلبسون الأغطية ويضعون أكياس على رؤوس نسائهم ويتجشئون أثناء الأكل، يغتسلون بالرمال ويضاجعون الأطفال. دينهم دين بليد يحاولون تمريره إلى كل السود في العالم، من شيمهم الجبن عندما يدخلون في عراك مع البيض ومع ذلك لا يترددون في ذبح بعضهم البعض وفي قطع أيادي السارقين، يضعون القنابل أينما حلوا وارتحلوا، وفي حوزتهم ثلث نفط الأرض، يكرهون اليهود، لأن هؤلاء وحدهم يمتلكون أنوفا أبشع من أنوفهم)…
    ***
    النوع الثاني من العقول أختار الانغلاق والتقهقر إلى الوراء وأعلن حربا شعواء على كل مظاهر الحداثة التي تكتنف الحياة المعاصرة ويتمظهر بأشكال ارجوزية أضحت مثار سخرية المواطنين وقد زاده صلفا وغرورا تشبيه حاله بالّمخلص وأعداءه بالجاهلية. هذا العقل المتكلس يكمن الخلل فيه لتقديسه للنصوص الفقهية ويعاني من انفصام الاجتماعي، له خطاب عاطفي غث لا يسمن ولا يغني من جوع، يدغدغ مشاعر الناس ولا يطرح أبدا حلولا منطقية أو علمية تتعلق بحياة الإنسان ويقود حرب ضد المجتمع وكل من يخالفه الرأي وهو أيضا يعاني من النرجسية وإنجازاته لا تتجاوز حدود الذات والغرائز، هذه العقلية الهلامية يصعب ضبطها تحت المجهر ومموه بعناية، بينما تجلس القيادات في الغرب تحت حماية مركزة من المؤسسات الامبريالية/ الصهيونية تقوم القواعد المتشنجة بهدم وتفتيت الجبهة الداخلية للدول العربية بضربها لاقتصاديات تلك الدول وزرعها للفتن بين الطوائف أو بين التيارات الإسلامية نفسها ويحيطون أنفسهم دائما بأجواء مرعبة وذلك لوسائل التعبير الغريبة التي يتعاطونها والتي تتراوح بين الراجمات في أفغانستان إلى القنابل في مصر إلى الساطور في الربيع العربي الداعشي إلى الكذب الضار في باقي الدول العربية. وأكثر ما يميزها ويربطها بالدوائر الاستعمارية المشبوهة، هو هذا الأسلوب الحربائي المتلون والتبريري الذي يقود إلى قتل النفس التي حرمها الله، وهو أسلوب فيه كثير من ملامح الفلسفة البراغماتية الأمريكية وأيضا يظهر جليا في تعاطيهم مع أدوات الحضارة المعاصرة، تجد القيادات تمجدها وتقتنيها تحت شعار(سبحان الذي سخر لنا هذا) بينما القواعد تعيش حياة اقرب إلى حياة الحيوانات في الكهوف والأقبية، ولا يسعنا إلا أن نستشهد بآيات من الذكر الحكيم لتوجز لنا هذه الحالة(وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون إلا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون )….سورة البقرة….
    أن الامبريالية الصهيونية العالمية هي التي أوجدت هاتين العقليتين المريضتين و نشرتهما بصورة وبائية بالمنطقة العربية , العلمانيين الفاسدين من جهة والأصوليين من جهة أخرى هذه هي طيور الظلام• التي خيمت بأجنحتها السوداء على امة العرب و تتجلى في أبشع صورها في الربيع العربي والذي هو إعادة تدوير الأخوان المسلمين المدورين بالسودان منذ 1964 , هاتين العقليتين هما طرفا الرحى التي طحنت الشعوب العربية وأهدرت مكاسبها بينما يعيش على قشور الحضارة الغربية و مباذلها ومن يعيش على قشور الإسلام والتمظهر به شكلا بالكحل و الخضاب و الأثواب القصيرة و اللحى الضخمة و السحنات المقلوبة بالنسبة للقواعد البدل الغربية الفاخرة للقيادات .
    ان قابلية الإنسان العربي لتوثين الأحياء و الأشياء هي التي كبلت عقله و جعلته يحيل كل إنسان او نص إلى وثن و قد قال الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام (ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين* قال لقد كنتم انتم و آباؤكم في ضلال مبين ) سورة الأنبياء….
    *****
    لنأتي إلى النوع الثالث من العقول المستنيرة : محطات الإنذار المبكر , رواد النهضة الحقيقية المنتشرين كالنجوم في سماء “امة العرب ” الحالك السواد ,تلك القوى المتجردة التي تعمل في صمت لبعدها عن مراكز القرار و تعاني من الحزن النبيل هم من الشعراء “البالستيين” من أحفاد زرقاء اليمامة الذين يشع فكرهم وشعرهم كاليورانيوم عبر العصور…
    ان مفتاح الحل يكمن في الديمقراطية الحقيقية التي مرجعيتها الشعب مصدر السلطات و حتى تتوفر هذه الجميلة المستحيلة • لابد أن يربى الناس التربية الديمقراطية الحقة ابتداء من الآسرة ثم تمتد إلى المجتمع وفقا لقاعدة ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) : إذا لابد من وجود الإنسان الديمقراطي والمثقف الشعبي الذي ينزل من الأبراج العاجية الى الشارع العربي ويتحمل مسؤولية أكثر من 250 مليون إنسان عربي مغيب تماما في غيبوبة شاملة
    ***
    حتى الديمقراطية نفسها لا تعني شيئا بالنسبة للمؤسسات الاستعمارية، لان الديمقراطية تعمل على تهيئة جو صحي ومعافى لتوعية الشعوب العربية والغرب يستغل هذه الشعوب ولا يريدها أن توعى وتنهض لذلك يسعى لتقويضها بواسطة طابوره الخامس والسادس المذكورين آنفاً… و الآن انظروا إلى الصراعات المدمرة في دول الربيع الغربي بين النقائض المزيفة، التي لا تنتج أبدا مرحلة جديدة من الدولة المدنية الديمقراطية بل الفوضى الخلاقة وإعادة تدوير "معركة الجمل" والصراعات المذهبية الفجة بين كائنات الزمن المزيف….
    *****

    بعد أن انتهى عمل جل المدرسين السودانيين في وزارة التربية اليمنية في أرياف اليمن السعيد , حيث السكينة والحكمة المتجلية تحت وطئه جرعات "شيلوك تاجر البندقية" أو الاسم المعاصر " البنك الدولي" غادر بعضهم اليمن وبقي بعضهم لأمر قد قدر يعملون بالتعليم الخاص أو العمل في الأرياف مع مشايخ القبائل لسد العجز في مدارسهم , استمرت وشائج الصداقة بين الأستاذ زين وتلميذه المشاكس حمود , انتقل زين للعمل في مدارس التعليم الخاص مع الخصخصة على قاعدة "ذهب المضطر نحاس" وسكن في منزل شعبي في تخوم صنعاء , حارة تجمع بين سكينة الريف التي افتقدها بين ضجيج المدينة المتزايد مع الزحف ألمعلوماتي ومقاهي الانترنت والهواتف السيارة والعولمة المزعومة , الشيء الوحيد الذي لم يستسغه زين , هو تجربة الربيع العربي والتقليد الأعمى لكل ما يدور في الخارج , لم يكن سوى إعادة تدوير وليس تغيير , صنع في تونس ثم اختطفته مصر كالمعتاد واستنسختها منها اليمن وباقي الجمهوريات العربية تماماً كما حدث قبل عقود مع ثورات العهر السياسي وأبواق صوت العرب , فقط روجته هذه المرة فضائية الجزيرة التي تمارس التغييب بوسائل مبهرة .
    كان دكتور حمود من نجوم ما يعرف بساحة التغيير في شارع الجامعة , ظل هو وجماعته في حلفهم ذو القوة الثلاثية للإبادة يرتعون في الساحة كالطواويس ويأتي كل جمعة عصراً إلى الضاحية البعيدة يحمل كيس القات " للمجابرة " كما يقول أهل اليمن , وتدور سجالات بينهما بكل أنواع أسلحة الدمار الشامل , خيارات زين ظلت دائما ثابتة ومعروفة , أن الأخوان المسلمين هم البديل الأسوأ للأنظمة الحاكمة , وإنهم يفوقون سوء الظن العريض وانك كلما أسئت الظن بهم وجدت نفسك كنت تحسنه وإنهم سيوردون اليمن إلى الحضيض, كما حاق بالسودان فصلوا جنوبه وجعلوه ينزف حتى الساعة , ودمروا دارفور كما لم تفعل قنبلة هيروشيما...

    كان دكتور حمود عند زيارته مجرد أن يجلس في الديوان يدير ريموت التلفزيون إلى فضائية الجزيرة ويردد في انتشاء :
    - ارحل ... ارحل ...
    - أنت تختزل أزمة الحكم في شخص واحد فقط , على الرغم من بدائلك المشوهة
    - لا يعنيني ذلك , المهم يرحل الرئيس
    وماذا بعد أرحل أن أحدى الوسائل القديمة المتبعة في تطويع الرأي العام , هي تشتيت فكره وصرف اهتمامه عن الموضوعات الأصلية إلى الموضوعات (التافهة) الفرعية , كذلك باستخدام الفكاهة والسخرية لتحويل اهتمام الجمهور إلى الأشخاص لا إلى القضايا الأساسية..


    - لا يعنيني .. لا يعنيني
    - دعك من اللغة الانفعالية والخواء المحض الذي تدور فيه , انتم ليس لديكم بديل ديمقراطي حقيقي .
    - نعم لدينا مشروع وقد أصبحنا تكتل لا يشق له غبار وليس تنظيم كما كنت تقول أنت .
    - أذمتك يا حمود لا تقرا ابعد من معطيات المنطقة وتتسكع بين صوت العرب وفضائية الجزيرة وإذا قرأت لا تفهم ؟
    - ماذا تعني ؟
    - أولا الثورة لا تستنسخ كالنعجة دولي ثم تنتقل من مكان إلى آخر
    - قلت لك نحن لدينا مشروع حقيقي؟
    - ما هذا الذي لا يكاد يبين ؟ ياعزيزي التناقض الحقيقي الذي يصنع ثورة هو بين القديم والجديد تماماً كما يحدث عندما يتزوج رجل من امرأة وينجبا طفل سيحمل الطفل خصائص والديه لفترة ثم ينمو عبر الزمن ليكون كائن جديد بمواصفات جديدة , يعني ثورة ثقافية كما حدث في الجارة سلطنة عمان بكل هدوء انتقلت من دولة ريعية متخلفة إلى دولة مؤسسات بدون مقابر جماعية ولا أيديولوجيات وافدة مشبوهة وموت رخيص فقط نظام وقانون وتطور طبيعي .
    - أنت تهرف يا أستاذي ؟
    - هذه الثورات المزيفة تقود إلى طريق واحد فقط هو الفوضى الخلاقة , وهذا الأمر معلن من الدوائر الاستخباراتية الغربية الامبريالية الصهيونية , أقرا في بحوثهم وكتب الحريصين منهم على الأخلاق ايضاً من أمثال روجية غارودي , اعرف تماماً ما سيحيق بكم مستقبلاً :
    - أنت لا يعجبك التغيير .
    - عندما يكون إعادة تدوير.
    - أنت أدركك الكبر والوحدة..وأصبحت تهزي ومن نعمره ننكسه في الخلق
    امتعض زين من غريمه وقرر أن يستخدم معه أسلحة الدمار الشامل..أجاب ضاحكا في سخرية
    - الحمد الله الذي وهبني على الكبر"لطف صالح التهامي" عضو اللجنة الدائمة في المؤتمر الشعبي العام..
    انتفض حمود وقد لسعته مئات العقارب بفضل الغيرة التي يكنها لاخوه ومنذ أمد بعيد وكراهيته للحزب الحاكم ورئيسه..
    - ماذا لديهم..ما هي ايدولجيتهم؟؟
    - ليس لديهم ايدولجية بل لديهم مدرسة تسمى "الواقعية السياسية" وهي أن تحكم على الأحداث بما ترى وليس ما تسمع..وان تستخدم دماغك الشخصي في تقييم الأمور حتى تكون واعي ومواكب ومستوعب لمتغيرات المرحلة...وليس ثقافة القطيع التي تعاني منها جماعتك..مريدين شيلوك تاجر البندقية او البنك الدولي ..ماذا لديكم؟؟ سوى البنوك الإسلامية الخاصة والجامعات الخاصة والمدارس الخاصة والمستشفيات الخاصة والنكاح الجماعي لمن استطاع إليه سبيلا..هذا مسلسل تركي مدبلج عشناه خمسون عاما في السودان منذ دخول الدكتور حسن الترابي إلى حلبة السياسة عبر ثورة مزيفة كالتي لديكم الان...
    خطف زين الريموت من صديقه وأعاد محطته المفضلة ناشيونال جو جغرافيك , لينعم بمناظر طبيعية وسكينة . ونظر إلى غريمه المهزوم الذي اخذ ينتف لحيته في غضب ويحملق في السقف..
    - أنا غلطان لأني أزورك ولطف لا يفعل ومع ذلك تحبهم ..
    رد زين في سخرية ومع نبرة تهكم
    - وهذا من نكد الدنيا على الحر أن يرى عدوا له ليس له من صداقته بد..
    انفجر دكتور حمود ضاحكا..وانطفأ غضبه..وصمت واخرج هاتفه الذكي واخذ يعبث به وتدور في نفسه الجريحة خواطر شتى "لماذا يسحلني على هذا النحو؟!! وبهذه القسوة..لماذا لا نلتقي في رأي أو أهداف أبدا؟!..لماذا يكره الجماعة إلى هذا الحد؟؟"..
    عاد زين يكتب في دفتره بعد الهدنة المفاجئة بينهما .." الحقيقة لله قد تعلمنا من الديمقراطية اليمنية الكثير..قيل ادخل الجنة..قال ليت قومي يعلمون..وعندما عملت في صحيفة الحرية بعد نهاية حقبة العمل في محافظة الجوف وعدت إلى صنعاء..كنا نقوم بتنضيب الصحيفة وتصحيح المقالات دون تدخل جهة أمنية أو ضغوط من احد وفى الصباح يحمل أبناء صاحب الصحيفة الديسك ويقوموا بطبع الصحيفة في مطابع الدولة..دون أن تحذف كلمة واحدة...لذلك تم ضم نقابة الصحفيين اليمنيين ومعهم المغرب وفلسطين للنقابة الدولية...ولا زالت باقي الدول العربية ترفل في نعيم سباتها الشتوي الطويل
    التحية لليمن الإنسان الحضارة والأصالة وربان السفينة الماهر الرئيس صالح وهو يشق بسفينته أمواج النظام العالمي الجديد بكفاءة واقتدار...وللحديث بقية"....


    كان يجول في خاطره أمر آخر أيضا"ليتك تعرف يا دكتور حمود..إني صائغ جئت أجلو المعادن النفيسة من أمثالك والأحجار الكريمة وأعيدها إلى نقاءها الطبيعي الذي يشع من عينيك الطيبتين وأيضا أنفذ وصية أبوك الراحل: يا أستاذ زين أنقذ ابني..!! " قطع استرساله سؤال مباغت من حمود وقد اقتربت ساعة الحسم وخروج الرئيس صالح من السلطة..
    - لماذا لا تشاهد فضائية الجزيرة ؟
    - لأنها لا توقظ فكرة ولا تهذب شعور , فقط ضجيج أجوف..
    - اليوم شاهد فضائية الجزيرة من اجلي.. سيرحل الرئيس وتصبح معنا , بل أنت الآن معنا!!
    - لا أنا مع الآخرين..
    - ماذا ؟..
    - هذه قصة طريفة , قيل أن سوداني كان يسير في سهول اليمن بين قبيلتين متنازعتين , أمسكت به أفراد من احدهما وسألوه " أنت معنا أم مع الآخرين "؟
    أجاب وهو يرتعد عرقاً "معكم طبعاً" قالوا له "نحن الآخرين "
    انفجر حمود ضاحكاً وترك العبث بلحيته الكثة وشدها من الكلام صديقه الموجع الذي لا يساير هواه أبدا ويفسد له بهجة ربيعه الزائف , نهض من مجلسه وهو يترنح فرحا يريد الذاهب إلى ساحة التغيير ليشهد الحدث العظيم هناك مع جماعته,اليوم سيتنحى الرئيس وفقاً للمبادرة الخليجية , وتدخل اليمن مرحلة انتقالية جديدة وحمود في قمة السعادة ’أما زين فقد كان يرى شجر يسير , جال ذلك في خاطر زين وهو يودع صديقه اللدود حتى الباب , ركب حمود سيارته الفخمة ذات الدفع الرباعي وانزل الزجاج ورفع عقيرته ساخرا من زين ومترنما ..
    - ارحل ...ارحل..ارحل
    رد زين بأعلى صوته..
    - أخشى أن ترحلوا انتم إلى حيث حطت رحلها أم قشعم..
    أدار حمود محرك السيارة وانطلق لا يلوي على شيء..ردد زين في أسى" المؤسف في اليمن أنهم لم يقرءوا رواية "جورج اوريل " " انيمال فارم " ولا يعرفون نظرية "سنو بول "وإلصاق كل المخازي في شخص واحد وترديدها كالخراف دون وعي , "ارحل .. ارحل ," وكان يترامى إلى أذنه من التلفاز توقيع واحد في فضائية الجزيرة يعجبه ويختم به سمرته مع صديقه اللدود دكتور حمود’ توقيع الرئيس صالح " أصوات نشاز غير مقبولة , فاتكم القطار ,,, فاتكم القطار" . .


    *****









    (عدل بواسطة adil amin on 02-04-2016, 08:51 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
المكتبة السودانية : رواية "صحن الجن"......عادل الامين adil amin01-30-16, 11:35 AM
  Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquot;.. adil amin01-30-16, 11:38 AM
    Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin01-30-16, 11:39 AM
      Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin01-30-16, 11:40 AM
        Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin01-30-16, 11:56 AM
          Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo Frankly01-30-16, 12:11 PM
            Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin01-30-16, 12:35 PM
              Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin01-31-16, 10:14 AM
                Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin01-31-16, 10:22 AM
                  Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin02-01-16, 11:27 AM
                    Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin02-02-16, 10:52 AM
                      Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin02-03-16, 12:21 PM
                        Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin02-04-16, 08:48 AM
                          Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin02-06-16, 11:26 AM
                            Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin02-07-16, 11:16 AM
                              Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin02-08-16, 11:12 AM
                                Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin02-09-16, 08:31 AM
                                  Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin02-10-16, 12:30 PM
                                    Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin02-11-16, 09:13 AM
                                      Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin02-11-16, 09:15 AM
                                        Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin02-13-16, 10:59 AM
                                          Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin02-17-16, 01:06 PM
                                            Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin02-18-16, 08:32 AM
                                              Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin02-18-16, 08:37 AM
                                                Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin02-18-16, 09:52 AM
                                                  Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin02-18-16, 09:58 AM
                                                    Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin02-20-16, 01:51 PM
                                                      Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin02-23-16, 01:12 PM
                                                        Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo othman mohmmadien02-23-16, 07:20 PM
                                                          Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin02-24-16, 10:06 AM
                                                            Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin02-27-16, 12:11 PM
                                                              Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin02-29-16, 11:09 AM
                                                                Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo othman mohmmadien03-02-16, 06:50 AM
                                                                  Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin03-02-16, 12:30 PM
                                                                    Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo othman mohmmadien03-02-16, 03:47 PM
                                                                      Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin03-03-16, 08:41 AM
                                                                        Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin03-03-16, 09:46 AM
                                                                          Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin03-05-16, 11:47 AM
                                                                            Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin03-05-16, 11:49 AM
                                                                              Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin03-05-16, 11:53 AM
                                                                                Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin05-20-16, 04:14 AM
                                                                                  Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin05-20-16, 04:33 AM
                                                                                    Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo بريمة محمد05-20-16, 06:22 AM
                                                                                      Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo Kabar05-20-16, 07:41 AM
                                                                                        Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin05-21-16, 12:40 PM
                                                                                        Re: المكتبة السودانية : رواية andquot;صحن الجنandquo adil amin05-21-16, 12:47 PM
  المكتبة السودانية:رواية صحن الجن sadig mirghani05-21-16, 12:58 PM
    Re: المكتبة السودانية:رواية صحن الجن adil amin05-21-16, 02:13 PM
      Re: المكتبة السودانية:رواية صحن الجن adil amin06-20-16, 10:03 AM
        Re: المكتبة السودانية:رواية صحن الجن adil amin10-30-16, 04:45 AM
          Re: المكتبة السودانية:رواية صحن الجن adil amin12-06-16, 03:35 AM
            Re: المكتبة السودانية:رواية صحن الجن adil amin12-06-16, 03:47 AM
              Re: المكتبة السودانية:رواية صحن الجن adil amin01-17-17, 04:39 AM
                Re: المكتبة السودانية:رواية صحن الجن adil amin01-28-17, 07:32 AM
                  Re: المكتبة السودانية:رواية صحن الجن mustafa bashar01-28-17, 02:26 PM
                    Re: المكتبة السودانية:رواية صحن الجن adil amin01-28-17, 02:49 PM
                      Re: المكتبة السودانية:رواية صحن الجن adil amin02-25-17, 08:49 AM
                        Re: المكتبة السودانية:رواية صحن الجن adil amin03-02-17, 03:58 AM
                          Re: المكتبة السودانية:رواية صحن الجن adil amin03-02-17, 04:12 AM
                            Re: المكتبة السودانية:رواية صحن الجن adil amin03-02-17, 04:28 AM
                              Re: المكتبة السودانية:رواية صحن الجن adil amin03-03-17, 06:11 AM
                                Re: المكتبة السودانية:رواية صحن الجن adil amin03-25-17, 04:09 AM
                                  Re: المكتبة السودانية:رواية صحن الجن adil amin03-25-17, 04:25 AM
                                    Re: المكتبة السودانية:رواية صحن الجن adil amin04-27-17, 03:52 AM
                                      Re: المكتبة السودانية:رواية صحن الجن adil amin04-27-17, 03:57 AM
                                        Re: المكتبة السودانية:رواية صحن الجن adil amin08-29-17, 10:08 AM
                                          Re: المكتبة السودانية:رواية صحن الجن adil amin08-29-17, 10:11 AM
                                            Re: المكتبة السودانية:رواية صحن الجن adil amin09-05-17, 02:29 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de