|
|
 Re: في حضرة من اهوى:نظرية المعرفة السودانية (Re: adil amin)
|
خلاصة
كما ذكرت آنفا فان نظرية المعرفة نظرية لها تفرعاتها ومواضيعها التي تمزج فيها الفلسفة مع المنطق مع العلم الوضعي ولكل منهم تفسيراته ومبرراته لكن أثناء قراءتي للموضوع أصبح هو شاغلي لفك بعض رموزه وقد استوقفتني آية في سورة البقرة (وإذ علم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ) وفي هذه دلالة أن الله سبحانه وتعالى لقن آدم من العلوم والمعلومات ما يكفي للقول بأن آدم قد حصل على المعرفة ،وقد اتفق مع عادل أمين حين قال بأن بعض من هذه المعرفة حجبت عن سيدنا ادم عند هبوطه من الجنة ،وليس هذا فقط بل إنني أعتقد أن كل البشر الذين وجدوا بعد آدم كانت لديهم معرفة ولكن حجبت عنهم ففي سورة الأعراف يقول الله سبحتنه وتعالى (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ) فالمتأمل للآية يستطيع أن يخلص إلى أن الشهادة لا تتم إلا بالمعرفة والإدراك والتنبؤ بالعواقب ومعنى ذلك أن كل كائن بشري يولد ولديه زخم هائل من المعرفة التي تخوله للشهادة على نفسه .
وقد ورد إلى ذهني تشبيه عقل الإنسان بالرقائق الالكترونية التي تحتوي على الملايين من المعلومات والتي لا يمكن ملاحظتها أو حتى تخمين ما تحتويه بالعين المجردة أو حتى التنبؤ بنوعية المعلومات أو بكميتها، فهي تحتاج إلى قارئ معلومات خاص يقوم بهذه العملية ،وهو ما يمكن تشبيهه بمنهج المعرفة والذي هو منهجا فلسفيا بالمقام الأول ومرتبط جوهريا بنسق فلسفي معين يبحث في الإنسان والكون ومهما اختلفت النزعات والاتجاهات إلا أنها تصب في العقلانية بوصفها الأداة التي توصل للمعرفة .وقد يفسر ذلك اختلافات الأشخاص بالبحث عن التفسيرات والحقائق فعابر السبيل المستظل تحت الشجرة يحمد الله على سقوط التفاحة من الشجرة ليأكلها بينما نيوتن لم يتوقف عند الحمد بل تساءل لماذا تسقط التفاحة إلى الأرض ولم ترتفع إلى السماء فهو هنا استخدم المنهج الفلسفي القائم على التساؤل واستخدم الأداة وهي العقلانية فاستطاع بذلك فك شفرة المعلومة المخزنة في عقله قبل الوجود واستطاع الخروج بمصطلح الجاذبية الأرضية .
والتساؤل الذي يطرح نفسه الآن هل الواقع يشكل المعرفة أم المعرفة هي التي تشكل الواقع ؟؟؟؟؟
التوجه العام هو أن العملية هي عملية تبادلية ولكن من وجهة نظري فإن المعرفة لها الأسبقية في التواجد عن الواقع .ولذا أرى أن المعرفة تقوم على العناصر التالية
1. الإنسان بما لديه من معلومات مخزنة ومحجوبة،وغرائز تحتاج إلى إشباع ،وقدرات تأسيسية عقلية وما يدخل ضمنها من عمليات عقلية كالإدراك والتحليل والتفنيد والحفظ والتعميم
2. الواقع بما فيه من تحديات وصعوبات وإمكانات فيزيقية كالواقع المادي من أشكال وألوان ومأكولات وحيوانات وكلها مثيرات بيئية تسقط على الحس الإنساني فتثير التساؤلات . وأخرى روحية وهي التي أثارت الجدل الدائم في فكر الإنسان وأعتبرها سر الحياة وحاجة الإنسان إلى التفسيرات حول الموت والحياة والإله وكل ما يتعلق بالغيبيات التي عجز الإنسان حتى اليوم عن تفسيرها
3. العلاقة التبادلية بين الإنسان وأخيه الإنسان خلقت معطيات جديدة في فكر الإنسان لأنه يجرب وللمرة الأولى لوجوده كيف يتعاطى مع مخلوق مشابه له في الخلقة ومتحد معه في الهدف وهي الرغبة في الوجود في الكون والصراع من أجل البقاء وإن اختلفت قدراتهم العقلية والجسدية .
4. العلاقة التبادلية بين الإنسان بما يتضمنه من معطيات وبين البيئة بما فيها من تساؤلات.أوجدت شحنة جديدة من الموجات قد تكون سلبية وايجابية في طبيعة العلاقة فإطرادية النجاح في التعامل مع البيئة يوجد ما نسميه بالتكيف البيئي والعكس صحيح ولا يصل الإنسان إلى هذه النقطة من التفاعل إلا من خلال التجربة فيستطيع من خلالها التمييز بين الحقيقة والوهم .
ولعل هذه العناصر المشتركة هي التي تشكل الأيدلوجية والتي تختلف باختلاف الإنسان والبيئة والتجربة ، ولذا لا يمكن أن ننكر دور الأيديولوجية في تفسير نظرية المعرفة ،لأن ما لدى الإنسان من ترسخات معرفية تؤثر في مدى تفنيده للواقع وتفسيره ،ولعل سور الكهف تعطي تفسيرا واضحا لهذه النقطة فهي تحتوي على كم هائل من الآيات التي قد تربط بين المجهول واستيعاب الإنسان لمضامين السلوك حيث نجدها في قصة أصحاب الكهف حين اختلف القوم في عدد الشباب الذين سيبنون عليهم البنيان(فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم )فلعدم وجود اليقين بعددهم اختلفوا في تحديد العدد وان اتفقوا أخيرا ببناء المسجد عليهم وهذا هو الإنسان نختلف في طرق العيش وإن كنا نتفق على الرغبة في العيش
وقصة سيدنا موسى مع الخضر والخلط بين معرفة موسى لحقيقة الفعل وبين الحكمة وراء الفعل و اختلاطها بين الحقيقة والاعتقاد.فعندما قصد موسى الخضر للحصول على المعرفة (الحكمة = المعرفة + اليقين) لم يهتدي إلى مكانه إلا بعد أن اتخذ الحوت سبيله في البحر عجبا (سمك مشوي يرمي بنفسه في البحر هو عكس ما جربه الإنسان واعتاد عليه وهو أن السمك الميت لا يسبح لذا اتبعت بكلمة عجبا وهو ما يعجب له عقل الإنسان ويتساءل عن كيفية حدوثه)
أما فيما يتعلق بتأثير الإيديولوجيات على تفسير الإنسان للواقع ومن ثم حكمه على الأمور فهو ما حصل بين الخضر وموسى فيما بعد (وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا)(فان اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا) ثم حصل ما حصل من إنكار موسى لأيديولوجية الخضر في التعامل مع الواقع .اوا ليس هذا تفسير لما يحصل اليوم في عالمنا فكل شعب يستنكر على الآخر ما يعتقده ،ويستنكر عليه معياره في تمييز الحقائق عن الأوهام والتي تعتبر لب المعرفة والتي من خلالها يفسر العلماء نظرية المعرفة ،ويحكم الأخر عليها.
ولو عدنا إلى القرون السابق لأيقنا أن المعرفة لا تقف عند شعب دون الآخر بل يكاد يجزم الإنسان أن هناك حضارات فد تفوق الحضارة العلمية التي نعيشها اليوم فمن قصص الأنبياء ما يثبت تفوق الحضارة البائدة على الحضارة اللاحقة إلا أنه قد يصعب إثباته علميا في الوقت الحاضر ليقبله العقل(أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وءاثارا في الأرض )(كانوا أكثر منهم وأشد قوة وءاثارا في الأرض )(ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد)
وقصة النبي سليمان مع عرش ملكة سبأ برهان على أن المعرفة وصلت أقصاها في ذلك العصر وهي تسخير الطاقة لنقل العرش في رمشة عين – دون نكران للمعجزة الإلهية – من اليمن إلى الشام (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا أتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) ولكن كيف يمكن أن يكون هذا الأمر معجزة لملكة سبأ إن لم تكن قد وصلت إلى قصر النبي سليمان عليه السلام في فترة زمنية قليلة ألا يمكن أن تكون استخدمت وسيلة مواصلات سريعة جدا تكاد تسبق طائرات الكونكورد اليوم للوصول إلى الشام في خلال فترة زمنية قليلة لا تجعل من إمكانية نقل عرشها بالأمر الهين والسهل ؟ وهنا تكمن المعجزة (فلما قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها )
أليس هذا ما يحاول العلماء اليوم الوصول إليه من خلال التجارب التي تسعى لنقل الإنسان من مجال إلى أخر باستخدام الطاقة
وقد نتساءل أليس المعرفة تراكمية ؟إذن أين تلك العلوم والمعرفة منا اليوم ؟ يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الحج (ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا ) وهذا يعيدنا إلى البداية أليس هذا العجوز كانت لديه معرفة ؟ قد يكون مفكرا عظيما أو مخترعا مبدعا أو عالما جليلا ولكنه بعد عمر لا يعلم بعد علم شيئا إذن المعرفة موجودة ولكنها قد تحجب ثم تظهر ثم تحجب هذا من جانب ،ومن جانب آخر فإن العذاب الذي أرسله الله على الأقوام المكذبة دمرت كل العلوم والحضارة لتلك الأمم.لكن تبدأ من جديد لتنشئ حضارة جديدة تتراكم خلالها المعرفة . وإن بقيت بعض الآثار التي تذكرنا بتلك الحضارات التي كانت لها معرفة تفوق ما لدينا لتبقى محفزات للإنسان للسعي نحو التقدم العلمي من خلال تساؤلات :كيف بنيت الأهرامات هل كانت لديهم رافعات؟ ، فكيف أتخذ قوم ثمود من الجبال بيوتا وكان هذا الإبداع في النحت أكان لديهم بلدوزرات ،والبتراء وبعلبك وآثار اليونان والإغريق(وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )
وإجمالا لما سبق فان نظرية المعرفة ترجع المعرفة إما إلى الوجود وإما إلى الحياة وعالم الحياة والخبرات والتجارب وإما إلى اللغة التي عبرت عنها أو إلى الاقتصاديات التي أبرزت مضامينها أو قد ترجع إلى الايدولوجيا وقد تكون مجموعها دون إمكانية فصل بعضها عن بعض.
|
|
  
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| في حضرة من اهوى:نظرية المعرفة السودانية | adil amin | 01-19-16, 12:30 PM |
| Re: في حضرة من اهوى:نظرية المعرفة السودانية | adil amin | 01-19-16, 12:31 PM |
| Re: في حضرة من اهوى:نظرية المعرفة السودانية | adil amin | 01-19-16, 12:33 PM |
| Re: في حضرة من اهوى:نظرية المعرفة السودانية | adil amin | 01-19-16, 12:38 PM |
| Re: في حضرة من اهوى:نظرية المعرفة السودانية | adil amin | 01-19-16, 12:50 PM |
| Re: في حضرة من اهوى:نظرية المعرفة السودانية | adil amin | 01-19-16, 12:57 PM |
| Re: في حضرة من اهوى:نظرية المعرفة السودانية | adil amin | 01-20-16, 12:01 PM |
| Re: في حضرة من اهوى:نظرية المعرفة السودانية | adil amin | 01-20-16, 12:05 PM |
| Re: في حضرة من اهوى:نظرية المعرفة السودانية | adil amin | 01-20-16, 12:14 PM |
| Re: في حضرة من اهوى:نظرية المعرفة السودانية | adil amin | 01-21-16, 09:34 AM |
| Re: في حضرة من اهوى:نظرية المعرفة السودانية | adil amin | 01-22-16, 03:13 PM |
| Re: في حضرة من اهوى:نظرية المعرفة السودانية | adil amin | 01-23-16, 01:08 PM |
| Re: في حضرة من اهوى:نظرية المعرفة السودانية | adil amin | 01-23-16, 01:11 PM |
| Re: في حضرة من اهوى:نظرية المعرفة السودانية | adil amin | 01-24-16, 01:10 PM |
| Re: في حضرة من اهوى:نظرية المعرفة السودانية | adil amin | 02-04-16, 10:57 AM |
| Re: في حضرة من اهوى:نظرية المعرفة السودانية | adil amin | 02-11-16, 10:20 AM |
| Re: في حضرة من اهوى:نظرية المعرفة السودانية | adil amin | 02-17-16, 12:56 PM |
| Re: في حضرة من اهوى:نظرية المعرفة السودانية | adil amin | 06-06-16, 01:08 PM |
| Re: في حضرة من اهوى:نظرية المعرفة السودانية | adil amin | 06-20-16, 10:20 AM |
| Re: في حضرة من اهوى:نظرية المعرفة السودانية | adil amin | 01-08-17, 08:08 AM |
| Re: في حضرة من اهوى:نظرية المعرفة السودانية | adil amin | 01-18-17, 09:54 AM |
| Re: في حضرة من اهوى:نظرية المعرفة السودانية | adil amin | 03-16-17, 10:43 AM |
|
| |
adil amin
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست