وكانت أوّل أُغنيات وردي ومـحـجوب لـمايو
أُغنية مايو
والـتـي مطلعـها
فـي حكاياتنا مايو
فـي شعاراتنا مايو
رسـم شاراتنا مايو
وقدّماها مباشرةً للإذاعة

وهذا هو الـتّسـجيـل الأساسـي والأصلـي لـها

وبعد أن إنتشر عـملـهـما الأوّل مايو
ووجد شعبيّة كبيـرة جدّاً
أعقباه بعـملـهـما الثّانـي
فتبعه فارسنا وحارسنا

بعد مضـيّ ثلاثة أشـهر علـى مايو
فـي مطلع سبتـمبـر 1969
قاد معـمّر القذّافـي إنقلاباً فـي ليبيا
ليـجد كذلك دعـماً مقدّراً
من مصر عبد النّاصر
ومن جعفر نـميـري
وأصبـحت العلاقة بيـن الثُّلاثـي
ناصر ونـميـري وقذّافـي
تبدو كعلاقة متينة فـي مستـهلّـها
فإتّفقوا فـي رؤاهـم
وفـي قراراتـهـم
شعر ياسر عرفات وقتـها
أنّ هذه الـحكومات العسكريّة
ستكون داعـم قويّ لـهـم فـي قضيّتـهـم
خصوصاً وأنّ الـتّصريـحات
بـخصوص القضيّة الفلسطينيّة
كانت تنطلق من الـحكومات الثلاث
وكأنّـها حكومة واحدة
فتقرّر أن يلتقـي جـميعـهـم
فـي ليبيا
ناصر ، نـميـري ، عرفات وقذّافـي
فـي تلك الأثناء
كان وردي ينوي السّفر لـمصر
لـمـحاولة توزيع أحد أُغنياته
كانت أولـى الأُغنيات الـتـي كتبـها له
الشّاعر عـمر الطّيّب الدّوش
أُغنية الوُد
لـحّنـها وردي كبقيّة أُغنياته
مع إختلاف طفيـف
بإدخاله لآلة الطّنبـور فـي الأُغنية
وسط الآلات الـحديثة
وكان يـحلـم بتوزيع مـختلف لـهذه الأُغنية
فقرّر السّفر إلـى مصر
ومـحاولة توزيعـها هناك



ونواصل

تقرّر أن تكون قـمّة الزّعـماء الأربعة
فـي طرابلس بليبيا
فـي ديسـمبـر 1969
وقُدّمت الدّعوة لوردي
ليغنّـي فـي تلك الـمناسبـة
وكتب الشّاعر عبد الـمنعـم عبد الـحـي
نشيـد لقاء الثُّوّار
ووضع وردي له لـحناً
يلائـم الأُذن العربيّة
ثُـمّ سافر وردي لطرابلس
لا يرافقه سوى عازف الكـمان مـحـمّديّة
وهـناك قدّم وردي بأُوركيستـرا عربيّة
أُوركيستـرا ليبيّة تـحديداً

لقاء الثُّوّار

لقاء يوليو الـمـجيـد مايو الرّجولة
وسبتـمبـر كتب أمـجاد بطولة
لقاء عزّ الصّـمود ضـمّد جراحنا
من بعد الصّـمود لابُدّ جولة
***
من أعـماقـي من خاطري وضـميـري
من فيض إنفعالاتـي وشعوري
من أجل الـمصيـر حيّيت لقاهـم
لقاء ناصر لقاء ياسر وقذّافـي ونـميـري
***
لقاء النّيـل لقاء ليبيا الفتيّة
لقاء عربـي الـمدى قومـي الـمُحيّا
لقاء وحدة شعور وحدة أمانـي
ترك فيـها الأمل آثار قويّة
***
لقاء وحدة أمل وحدة سواعد
لقاء بركان عرب ثائر وراعد
لقاء وحدة نضال وحدة إرادة
لقاء أُمّة عرب تاريـخـها واحد
***
لقاء حُرّيّة بالدّم كان وصولـها
وإشتراكيّة فـي الوجدان أصولـها
ونـحن عزمنا جولتنا بنـجولـها
بكرة الوحدة بنتمّـم فصولـها

قدّم وردي لقاء الثُّوّار
فصفّق له قذّافـي طويلاً
ثُـمّ ناداه إليه
وأخبـره بأنّه معـجب جدّاً بأصبـح الصُّبـح
سائلاً عن شاعرها
فأخبـره وردي
بأنّ شاعرها هو السُّودانـي الليبـي الفيتوري
الأمر الذي أدهش القذّافـي جدّاً
فجادل وردي فـي أنّه لا يظن أنّ شاعرها هو الفيتوري
ويقول وردي مازحاً:
ما لاقانـي زول غالطنـي فـي غُناي زي قذّافـي

وهذا هو الـتّسـجيل الأساسـي والأصلـي
لنشيـد لقاء الثُّوّار

واصل وردي رحلته من ليبيا إلـى مصر
يرافقه مـحـمّديّة
كان وردي يطـمـح للقاء
الـموسيقار الشّـهيـر أندريّا رايدر
كان الـموسيقار اليونانـي
أندريّاس أناقنوسنو رايدر
كان يعيش فـي مصر
وكان يقوم بالـتّوزيـع الـموسيقـي
لكبار أهـل الفن فـي مصر
عبد الوهاب
أُم كلثوم
فريـد لأطرش
عبد الـحليـم
فايزة أحـمد
ويـحكـي وردي القصّة
قائلاً :
كان البوّاب غليظ
وذو شارب كثيـف
وحينـما رآنـي صاح:
ميـن ؟
أنا إسـمـي مـحـمّد عثـمان وردي
وعايز مين ؟
عاوز أقابل الـموسيقار أندريّا
طب استنّـى شويّة
دخل البوّاب وعاد
البيه ما عندوش مواعيـد معاك يافندم
فـما نستغناش
بس أنا لازم أقابلو
أنا جايـي من السُّودان مـخصوص عشان أشوفو
ويدخل الـحارس للدّاخل
ثُـمّ يعود لوردي
إتفضل يافندم
بس ما تطوّلش علشان البيه معاه ضيوف من الكبارات
ويصف وردي البيت
كانت الصّالات واسعة
وفـخـمة الـمـحتويات
وألوان السّتائر متناسقة مع الاثاث
كان هناك عدد من الضّيوف
دخلت إلـى الصّالة
فصـمت الـجّـميع
ووقع بصري أوّل ما وقع
علـى الفنّان الكبيـر فريـد الأطرش
وبـجانبه عوده الـمزخرف الأنيق
ومـجـموعة من الفنّانات العربيّات
سألنـي أندريّا مبتسـماً
إبتسامة الـمتوقّع ميلاد مفاجأة
إنت ميـن ؟
فأجبته بثبات :
مـحـمّد وردي ، مطرب من السُّودان
فرحّب بـي وطلب منّـي الـجّلوس
وأخبرته بأنّ لديّ عـمل لـحّنته
وأرغب فـي أن يستـمع إليه
فإبتسـم إبتسامة شـجّعتنـي
وطلب أن يسـمع اللـحن
ولـم يكن معـي عود
فطلب أندريّا من فريـد الأطرش
أن يعيـرنـي عوده
فاستـجـمعت كُلّ شجاعتـي
وغنّيت بصوت عالٍ أدهش الـحضور
وحينـما إنتهيت
مسكنـي أندريّا من يدي
ودخل بـي لغرفة أُخرى
كان فـي الغرفة البيانو الـخاص به
وكانت جلسته أمام البيانو
بـمثابة قبوله توزيع الوُدّ
وأصرّيت عليه
أن يبقـي علـى آلة الطّنبور
لتؤدّي وصلتـها دون تغييـر
وإكتـمل الـتّوزيـع
وقامت بتأديته أُوركيستـرا مصريّة كاملة
هي الفرقة الماسية المصرية
بقيادة الموسيقار أحمد فؤاد نجم
يصاحبـها فقط مـحـمّديّة
كان وردي هو الفنّان السُّودانـي الوحيد
الذي قبل أندريّا أن يوزّع له أحد أغانيه
قبل وفاة أندريّا بعد عام وثلاثة أشهر فقط
فـي شهر مارس 1971
فإعتبـر وردي نفسه مـحظوظاً جدّاً
كونه نال هذا الشّرف
وفـي هذا الـتّوقيت

(عدل بواسطة لؤى on 05-01-2021, 05:52 PM)
(عدل بواسطة لؤى on 05-01-2021, 08:17 PM)

فـي مارس 1970
بدأت أحداث ودنوباوي
هزّت القذائف قلب ودنوباوي
مات الأبرياء
وسالت دماء البسطاء
وبعد يوميـن
بدأ حصار الـجّزيـرة أبا
وضربـها بالطّائرات
وقُتـل الإمام الـهادي الـمـهدي
أثناء مـحاولته الـخروج إلـى أثيوبيا
مضـى مارس شـهر الكوارث
ولـم تعد مايو هـي مايو لوردي
ولا لـمـحجوب شريف
وفـي مطلع أبريـل
توالت الأحداث
وتـمّ نفـي عبد الـخالق مـحـجوب إلـى مصر
وفصل هاشـم العطا
بابكر النّور
وفاروق حـمد الله
من تنظيـم الضُّبّاط الأحرار الـحاكـم
كفر وردي بـمايو
وكذا فعل مـحـجوب
والذي كان بصدد طباعة ديوان
أسـماه أُغنيات لـمايو
ومايو لـم تكـمل عامـها الأوّل
كانت قد ماتت عند وردي ومـحـجوب

فـي عيـد مايو الأوّل
أصدر نـميـري قرارات الـمصادرات والـتّأميـم
ليكسب بذلك الـمزيـد من العداوات
عاد عبد الـخالق من مصر
بعد أن أقنع عبد النّاصر نـميـري
وفـي سبتـمبـر مات جـمال عبد النّاصر
ليُعلن بعد وفاته عن الإتّـحاد الثُّلاثـي
بيـن مصر والسُّودان وليبيا
ببيان وقّعه السّادات ونـميري وقذّافـي
لتصدر اللـجنة الـمركزيّة للـحزب الشّيوعـي
فـي أكتوبر 1970
بيانا تنتقد فيه هذا الإتّـحاد
وتشيـر إلـى خطورة الأمن الـمصري
علـى حركة الثّورة فـي السُّودان
وهو الأمر الذي جعل نـميـري
يعزل الثُّلاثـي
هاشـم العطا ، بابكر النّور وفاروق حـمد الله
فـي منتصف نوفـمبـر 1970
وتـمّ إعتقال عبد الـخالق واستـجوابه
وإتّـهامـهـم بـمعاداة مايو والعـمل ضدّها
ليكون العام 1971
منذ بدايته
عام لـحرب مفتوحة بيـن مايو
وبيـن اليسار السُّودانـي

الأخ العزيـز باشـمهندس بكري أبو بكر
سلامات

شُكراً جزيلاً علـى إعادتك للبوست لدورة الـمنبـر الـحاليّة
وربّنا يقدّرنا علـى الـمواصلة







تـحاياي للأُسرة