عزيزي المواطن ، عزيزتي المواطنة ، عفواً ، لن تجدوا وطناً لتحققوا فيه أحلامكم بعد قليل ! لا إنتاج ، لا سياسة ، لا حكومة ، لا معارضة ، لا وعي ، لا استراتيجية ، لا مستقبل ، لا واقعية ، ولا وطنية ، ولا لائية ينسى الجميع أنّ الأعمار ليست بيدهم ، وأنّهم ربما لا يشهدون تحقيق أهدافهم التي باعوا الغالي والرخيص من أجلها ، لا يتذكر من يكنز الذهب والدولار أنّه قد لا يجد الوقت لإنفاقها. وأنه في خضم إنشغاله بها نسي أنه لن يترك لأبنائه وطناً ليتمتعوا فيه بهذا النعيم وأن المنافي لن تقدم لهم البديل! وقد لا يدرك السياسي الذي يدخل في التحالفات يميناً ويساراً ثم يفضّها وينقضها أنه قد لا يكون موجوداً في هذه الدنيا حين تؤتي مؤامراته ثمارها! والمواطن المسكين مجرد أداة يتبارى اللاعبون في استغلاله أو التحدث باسمه والعبور فوق جسده وروحه المثخنتين بالجراح بحثاً عن أمجادٍ من سراب! الكارثة الآن ليست ارتفاع اسعار أو ندرة عملات أو انعدام خدمات أو حقوق وواجبات ! ولكن المصيبة أنّ الجميع – دون أن يعوا – يهدمون كلّ مرتكز يمكن الاستناد عليه لبناء وطنٍ في يوم من الأيام القادمة ويجعلون المهمة شبه مستحيلة للأجيال التي لم تأتِ بعد، وكل هذا من أجل أطماعٍ آنية زائلة !
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة