|
Re: أما وقد وصلت تراجي الخرطوم .. (Re: الصادق اسماعيل)
|
شكرا منير .. أنور.. كمال عياس ..الصادق ..تعرف يا الصادق !! تتشابه قناعاتنا كثيرا ولكنها تختلف في طريقة طرحها او في حاجه كده زاتها ما مفهومة .. انا اميز جيدا بين المعارضة من موقف التزام حزبي والمعارضة من دون ذلك . وفي يقيني ان غالبية المعارضين يندرجون تحت قائمة الفئة الثانية .. ودي آفة من آفات العمل المعارضة .. لماذا يعجز السودانيون عن التنظيم ؟! ولماذا يعجزون عن ابداع نضالاتهم وفق قناعاتهم .. ليس بالضرورة الانتماء للحزب الشيوعي مثلا ولا لحزب المؤتمر الخ ولكن .. شوف ليك ياخ اي مظلة تنظيمية تعبر عنك في معارضة النظام ؟!نعم هناك نموذج السوداني/الفرد المعارض .. المتنصل او الخالي من اي التزامات .. ويمثل هذا النموذج الاغلبية للاسف (قد اكون منهم بالمناسبة) .. بادر باتخذ موقف عملي, ساهم بصورة ايجابية في دعم فكرة معارضة النظام من خلال اي عمل مؤسسي .. الوطن يستحق اكثر من ذلك .. ساهم بي فكرتك, قلمك, اموالك, تربية اجيالك القادمة .. ساهم بكل ما تستطيع من أجل القيم والمباديء التي تريد لها أن تسود في وطنك.. افهم اولياتك الوطنية جيدا .. قد نضالك بنفسك نعم .. ولكن من خلال اوعية قادرة على الفعل والتأثير .. أوجد أو أبدع هذه الاوعية .. لا تستطيع ؟! .. ادعم من استطاعوا لذلك سبيلا ويشاركونك اولياتك الوطنية القصوى .. مالم نفهم ترتيب الاوليات سنتخذ الكثير من المواقف العبثية بالتأكيد .. سنستحيل لقوة سالبة وعبئا مضافا فوق سجمك ورمادك الشخصي .. عند هذه المرحلة بالتحديد .. يكون سكوتك ذهبا !!المهم ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أما وقد وصلت تراجي الخرطوم .. (Re: الصادق اسماعيل)
|
Quote: طيب متابعتي للأمر أن الإنقاذ قد فشلت في استقطاب موارد مالية في شكل دعم او ديون أو قروض من المؤسسات المالية الاقليمية الدولية والصناديقوهي تحتاج المال للاستمرار بعد خروج البترول من المعادلة، الانقاذ اصطدمت بالرفضوالذي اعتمد على اجندة سيسية وقد تمّالطلب منها الحوار مع معارضيها والوصول لتسوية سياسية تتيح استقرار سياسي يساهم في اقناع المقرضين والصناديق باستناف دعمها المالي للسودان. |
ولو توفر لها المال يا الصادق من تحالف عاصفة الحزم أو من التحالف الضد الارهاب ( ههههههههههههه) حترتفع تاني نعمات (الزارعنا غير الله ) وغيرها . ---------------------------------------------- قل المال كسر شوكة النظام . وهذب لغته , وأدبو أدب المدايح . ---------------------------------------------- ما تطرق له أخونا كبر جدير بالالتفات اليه , وتدبر مافيه , في ناس كتار يدهم في النار , والبعض (يفكر) في التحفيف عنهم كنصرة للأهل والقبيلة . المؤتمرجية ديل تنظيم غير تقليدي لذا فلابد من مقاتلته ب ( طرق) غير تقليدية ,, والحوار الذي يستهدف قصقصة بعض ريشه احداها بالطبع . --------------------------------------------- التحية ليك يا دكتور ولضيوفك الكرام .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أما وقد وصلت تراجي الخرطوم .. (Re: جلالدونا)
|
Quote: ليس بالضرورة الانتماء للحزب الشيوعي مثلا ولا لحزب المؤتمر الخ ولكن .شوف ليك ياخ اي مظلة تنظيمية تعبر عنك في معارضة النظام ؟![/QUOTE |
حقيقة يا مشرف لا يوجد تنظيم يعبر عن ما اؤمن به و احتمال يكون فى قطاع كبير من اهل السودان يحملون نفس الفكرةواحدة من هذه القناعات التى تدعم قولى هى هشاشة الديمقراطية فى السودانفقد سقطت رايتها ثلاث مراتالديمقراطية الاولى اسقطها رئيس وزرائها عبدالله خليلالثانية سقطت يوم اخليت الدائرة للصادق و ازيح رئيس الوزراء المتمكّن المحجوب ليحتل مكانهالديمقراطية الثالثة سقطت و بيد الصادق نفسه اذ تفرغ للتوضيحات و المعارك الجزبيةو اكثر من حكومات الائتلاف و شبكنا هلم جرا لما الجبهة جرت السودان كلو خمسينبالعقل كده يا مشرف .. لايمكن ان يحدث تغيير ليأتى بالصادق و الميرغنى و ندخل فى نفس الدوامةالشعب مش عبيط عشان يكرر اخطائه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أما وقد وصلت تراجي الخرطوم .. (Re: فتحي الصديق)
|
المشرفتحياتيعارف أن قناعاتنا تتشابه، لذلك احرص على المشاركة بالكتابة في بوستاتك.وطرحك هنا مهم للغاية، وأقول لك أن مشكلة تنظيم المعارضة غير المنظمة، ‘إن جاز التعبير،هي من مشاكل التنظيمات نفسها، لو تتذكر الورقة بتاعة (نحو حساسية للفنانين) القادينا بيها ع ع إبراهيمدي مشكلة حقيقية عند التنظيمات، لأنها ما قدرت تستوعب الغير نظاميين ديل بطريقة تجعلهم يحسوا بحريةحركتهم داخل إطار التنظيم.الوضع الأمثل أن يسيروا في مدارهم المنفصل (زي أقمار النجوم) وبالتالي كان من الممكن ان تكون هناكحركة اجتماعية سياسية قوية.اضرب ليك مثلإنتا كحزبي وقائد بتاع تغيير من مصلحتك تنظيم ستات الشاي كمثال وتوعيتهم بدون ما يكون الهدف هو تجنيدك ليهم كحزبتفتح ليهم دوركن تودي ليهم كوادرك يساعدوهم في تنظيهم، تحرضهم على التنظيم، بدون ما تحاول تصعيد أعضاءكلقيادة اتحادهم عشان تجي تقول (اتحاد ستات الشاي دا بتاعنا9.ودي الفشلنا فيها، من الجانب الآخر من غير ما يتم التكامل دا، بتلقى الناس الغير منظمين ديلبيقوموا بمبادرتهم في أكمل وجهأديك مثال:بالعصيان المدني بتاع لقاوة، رغم استمراره لشهورن لكن لم يجد الدعم الكافي كعمل يصب فيالنهاية في مصلحة التغيير. أنا وبإقتراح من زميلة البورد آمنة مختار في الفيسبوك قمت بالدعوة لعملاضعف الإيمانصةورتك ولافتة تحمل كلمة (دعم للقاوة) كما في صورة ابروفايللكن الاستجابة كانت ضعيفة، لأن الابداع في التغيير غير مطروح في عقليةالمعارضة المنظمة.ضف ليها مبادرات محجوب شريف، وهي خير مثال للمطلوب من التنظيمات أنها تتعامل معاها وتشجعها وتدعمها من غير عقلية (المكاوشة)والغلاط إنه العمل الفلاني دا بتاعنا كحزب.وبعد داك ممكن تنظيم الجماهير دي لأنها بتقدر تفكر خارج الصندوق، لكن تفكيرها مرتبط بالمشكلة الآنية:أديك مثال: تقاطع شارع كثرت فيه الحوادث القاتلةالمواطن اقترح إقامة صيوان في التقاطع والناس قعدت تشرب في الشايوتلعب في كوتشينتهاإدارة المرور عملت إشارة مرور في زمن قياسي (يستحقون دخول غينيس)مشكلة الكهرباء وقطوعاتها (شيل بطانيتك إنتا وأسرتك وامشي مكتب الكهرباءونوم لحدي ما يرجعوا ليك الكهرباء الهم مستمتعين بيها وبي كندشتها وإنتا دافع مقدماًحقها.دا التفكير الخارج الصندوق الموجود عند المواطن لحل مشاكلهشوف تجربة نفير. ودي التجارب العاصمية اللقت نصيبها في الاعلامبرة من في الاقاليم الاف التجارب.إنت كتنظيم رأس رمح في تشبيك وتربيط الجماهير دي بدون استغلالها لتجنيد لحظي لحزبكبل تجيشيها للتغيير.تجربة حزب المؤتمر السوداني جديرة بإنها تدي ملامح لتنظيم الجماهير لو اخدت في الاعتبار الملحوظات اعلاه.الحزب الشيوعي لو رجع لإصلاح الخطا في العمل الجماهيريوطلع من (الخلعة الأمنية9 الجاتو بعد واحد وسبعين ديممكن يقود الدور دا وعنده تجاربو الثرة ختى على مستوى الأحياء (الجمعيات النسوية)لكن تكرار المحاولة بنفس الأدوات القديمة (بيانات ومظاهرات وغيره واجتماعات وندوات) دي أدوات لا تنفع الآن.قوقل مجموعة زي صدقات وشوف راسمالها بقى كم (محاربة الفقر بطريقتهم) ممكن تختلف أو تتفق معهملكن بقت عندهم المقدرة التنظيمية الفاعلةشارعالحوادث وغيرها من الحلول الممكن توظيفها في إطار أكبر هو (التغيير الشامل) ودا بيتطلب التخلى عن المكسب الحزبي ورؤية التغييربشكل اوسع.شوف زخم الحركة الشعبية وعضويتها لو قدرت نظمتها بعيد عن جعل أي عضو سياسيالفنان يرسم من اجل التغيير، ما ضروري يقرأ البيان ولا يكتب لافتة، والمهندس بيشتغل من اجل التغيير في صياغة برامج انمائية والزراعيوالعامل والمكيانيكي والكناس في تحسين ظروف العملكل في مجاله بتشبيك في هدف التغيير كوعي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أما وقد وصلت تراجي الخرطوم .. (Re: الصادق اسماعيل)
|
سلامات يالصادق ... تعرف ليه الأحزاب ما قادرةة تعمل شئ؟ لأنو الأهداف متعلقة برأس السلطة وليس خدمة المواطن .. صراع على السلطة والثروة ليس إلاّ .. مافى زول فاضى لخدمة الناس .. وزى ما أهلنا بيقولوا : إنت أمير وأنا أمير ، منو البسوق الحمير .؟.. ثم ياخى البلد دى زاتها بلد كبيرة يصعب حكمها .. تلاحظ أنها تقارب مساحة أوروبا الغربية ذاتها وبتنوع أكبر من تنوع أوروبا .. ده غير حدودها المفتوحة إلى مالانهاية فى جميع الإتجاهات .. زيد على ذلك كمية الحمقى ذوى المزاج الحاد وحب القتل والدواس كثقافة ممتدحة .. وبعد ده تجد اللأحزاب النخبوية مركِّزة على قصر غردونن فقط وأكناف قصر غردون .. هل هناك أمل ؟؟ ..خلونا ننظِّر ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أما وقد وصلت تراجي الخرطوم .. (Re: محمد حيدر المشرف)
|
هذا البوست من الممكن ان يكون ذاكرة حية للراهن السياسي واختلافات ابناء السودان في ظروف اقل ما توصف بانها كارثية تحيق بالوطن ..
هناك تياران رئيسيان بيد ان في داخل كل تيار تباينات عديدة تصل لحد الانتهاز والاسترزاق السياسي في حالة التيار المتماهي مع هذا الحوار الحكومي .. ذلك لا يمنع وجود وطنيون حقيقيون ضلوا طريق الحكمة السياسية نحو مؤتمر حوار أعرج..
نحن ازاء المخرجات الآن (كم اكره هذه الكلمة) .. هذه المخرجات من المفترض أن تفضي في خواتيمها وبعد انفاذها لبيئة وطنية صالحة للسلم والتصالح المجتمعي بالاضافة للتنافس السياسي السلمي في اجواء من الحرية والأمن .. وسنرى كسبهم في تحقيق ذلك بعيدا عن خطنا الفكري الصارم نحو ضرورة تفكيك هذا النظام للوصول لذات هذه الاهداف..
بالنسبة لتراجي .. اعتقد انها فقدت الكثير من المصداقية بتتبع مسارها منذ ان بلغت الخرطوم وحتى هذه اللحظة .. ولعلها بشهادتها المعنونة جيدا تجاه رجل النظام القوى الفريق طه قد كتبت شهادة وفاة لتأريخ سياسي سابق وبدات رحلة جديدة سبقها اليها الكثيرون .. يحضرني الآن وزير الاعلام (اسمو منو ؟) .. ايوااااا أحمد بلال !!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أما وقد وصلت تراجي الخرطوم .. (Re: محمد حيدر المشرف)
|
الناس الشبهت حوار الوثبه بمصالحة جنوب افريقيا تكون بالغت عديل كدا. شتان مابين هرجلة البشير وحكمة رسول الإنسانيه مانديلا!! فرق الثري للثريا!!!. دا ما حوار أعرج وإنما هو قعيّد بلا أطراف!
بوست جدير بالمتابعه. مع الموده يادكتور.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أما وقد وصلت تراجي الخرطوم .. (Re: Mohamed Adam)
|
شكرا للعزيزان منير ومحمد آدم ..
مقال جدير يالقراءة يا صحاب ..
محجوب محمد صالح الجمعة، 07 أكتوبر 2016
عندما تدور السياسة في حلقة مفرغة ما زالت الخرطوم تتحدث عن الحوار وهي تستعد لاجتماع جمعيته العمومية يوم الاثنين القادم لكن ( مخرجات ) الحوار التي تسربت ما زالت يحيط بها الغموض والحديث يتكرر عن تجاوز النقاط الخلافية برؤية مشتركة لكن تلك ( الرؤية المشتركة ) لا تزال عرضة لشتى التفسيرات. الذين عهد إليهم ببحث قضية الهوية مثلاً أخرجوا ورقة من صفحتين صيغت بلغة ( إنشائية ) رفيعة تتحدث كثيراً ولا تقول شيئاً- إنها ترداد لمجموعة من الشعارات التي لا تجد لها مكاناً على أرض الواقع وهي تتغنى بالاعتراف ( بالتنوع ) واحترامه دون أن تقدم مقترحاً واحداً يعبر عن هذا الالتزام ولا مشروع مادة واحدة في القانون تدين ( التهميش ) أو تضمن حقوق الأقليات أو تفرض احترام الثقافات والمعتقدات والقيم والتراث لشتى المجموعات السودانية. ما قالته وثيقة الهوية قالته بصورة أو أخرى كل الدساتير السابقة في مقدمتها وديباجتها ولم يلتزم بها أحد، بل قالها الدستور الراهن فتنكر له الحكام واتخذوا من القرارات وسنوا من القوانين ما يتعارض معه تماماً. وإذا تركنا الهوية جانباً ونظرنا في محور السلطة نجد أن كل الحديث ما زال حبيس المناصب فالموضوع الأكثر تداولاً هو أنهم توصلوا إلى وفاق حول استحداث منصب رئيس الوزراء - كأنما كل أزمة السودان تمثلت في عدم خلق هذا المنصب أو ملؤه فإذا كان الدستور بنصوصه الحالية وهو دستور جمهورية رئاسية يضع السلطة كل السلطة في يد رئيس الجمهورية وهو المنصب الوحيد المنتخب فهو ليس له شريك في السلطة المطلقة، بل وهو الذي يعدل الدستور وأي منصب لرئيس وزراء تحت هذا الوضع سيكون منصباً هلامياً؛ فرئيس الجمهورية هو الرئيس الوحيد للجهاز التنفيذي والأشخاص الذين يعينهم مسؤولون أمامه هو شخصياً ويمكن أن يناقشهم البرلمان لكنه لا يستطيع أن يفصلهم فالذي يفصل هو الذي يملك حق التعيين– فهل أوصى المتحاورون بتعديل الدستور وتبني مشروع الرئاسة المختلطة؟ إنهم لم يفعلوا ذلك بل يعتبرون أن هذا التغيير الجذري الذي يطال رئاسة الجمهورية وسلطات الرئاسة هو خارج دائرة الحوار. وما يقال عن هذا ينطبق على قضايا أخرى لن يصل الحوار لإجماع حولها ما دام الحزب الحاكم – المؤتمر الوطني – لا يرضى بها وكان هذا واضحاً في الخلاف الذي وقع حول مخرجات الحوار في لجنة محور حقوق الإنسان وهو الخلاف الذي تسربت تفاصيله والآن هناك مسودتان مختلفتان تجرى المحاولات للتوفيق بينهما. بصرف النظر عما إذا شاركت المعارضة السودانية أو لم تشارك في الحوار فإن مخرجات هذا الحوار لن تجيب عن الأسئلة الجذرية المطروحة وهي على أحسن الفروض قد تمنح بعض الوظائف لبعض المتطلعين – فهل ذلك هو المطلوب ؟. أغلب الظن أن اقتراحاً ما سيطرح بعد أن تنطلق اجتماعات الحوار بتأجيل النقاش على أمل أن يلحق بها المعارضون - لكن ذلك سيتوقف على مدى استعداد الحكومة لتقديم تنازلات للمعارضة التي وقعت على خريطة الطريق وليس في الأفق ما يشير إلى أن الحكومة مستعدة لأي تنازل !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أما وقد وصلت تراجي الخرطوم .. (Re: محمد حيدر المشرف)
|
جوهر الامر ان هناك مشروعان سياسيان في السودان ...
هناك مشروع سياسي ماضٍ ومنذ 27 عاما حسوما .. ولكنه لم يمض بالنجاحات المتواترة والمتصلة بل مضى وما زال يمضي بمتلازمة الفشل المتراكم مما اوصلنا لهذه المرحلة من الدولة الفاشلة والتي تقف على شفير الهاوية.. هذه المتلازمة التي ما فتئت تنتج وتعيد انتاج بيئة استمراريتها من خلال تراكم الفشل. بيئة ترهن كل الوطن بوجود الطواغيت الذين يملكون كل المقومات الامنية والعسكرية والاقتصادية والاعلامية بالاضافة للهيمنة الكاملة على جميع مفاصل الدولة .. هذا الامتلاك والهيمنة المطلقة هي جزء كبير من اسباب فشل الدولة السودانية .. وهم يعلمون ذلك ولكنهم يعلمون أن ذات هذه الاسباب هي ذات اسباب استمراريتهم ولذلك هم يتحركون من اجل تكريس هذا الواقع واعادة انتاجه الى يوم يبعثون أو يٌبعث الشعب السوداني من جديد بثورة تهد قلاعهم المنيفة فوق رؤوسهم وتمضي بالسودان نحو ما يليق به كوطن يمتلك الكثير من مقومات النجاح.
المشروع الثاني هو مشروع الثورة الواردة اعلاه .. وهي ثورة صحيحة وطنيا واخلاقيا وبمثابة الحل الصحيح والوحيد كذلك... ولكنها تفتقد قدرة التحقق والتشكل في الواقع السوداني لاسباب موضوعية كثيرة لا تنفصل عن البيئة الوطنية والسياسية والاقتصادية التي تنتجها وتعيد انتاجها اليات الدولة السودانية المرهونة بالكامل للطواغيت.
هل يوجد مسار ثالث ؟!
لا .. لا يوجد مسار ثالث.... والمفارقة الحقيقية أن من يحتاج لمسار ثالث ويتوقون اليه هم اصحاب المشروع الثوري لا أهل الانقاذ. فمعادلات الواقع ليست في مصلحتهم على الاطلاق ولكن .. ماهي ملامح هذا الطريق الثالث ؟!
أواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أما وقد وصلت تراجي الخرطوم .. (Re: محمد حيدر المشرف)
|
الملمح الاول والاساسي تخليق بيئة وطنية وسياسية صحيحة ومعافاة وغير مرهونة لاحد.
هذا ملمح عادل ونزيه جدا ولا يمكن اتهام احد ممن يرومه بالمغلاة او التطرف الثوري او الاسترزاق السياسي الخ تلك القائمة من الاتهامات المجانية .. مجرد سودانيون يتطلعون لبيئة وطنية سياسية اقتصادية ادارية سلطوية نزيهه ومحايدة تجاه جميع اهل السودان.
هنا يقفز السؤال والذي نزعم اننا كنا دوما بصدد الاجابة علية كلما اثيرت مسالة الحوار السلطوي هذا ..
هل سيفضي هذا الحوار السلطوي لبيئة كهذه ؟!
لا تعنينا هنا اضغاث الاحلام التي ظلت تراود الكثير من اصدقاء الهم المشترك بان ذلك ممكن من خلال مؤتمر الخبال هذا .. فهي اضغاث احلام لحالمين يفتقرون للرؤية الصحيحة .. او أنهم اصحاب اجندات خاصة بهم .. بعضها صالح وبعضها طالح ولكنهم لو افاقوا من هلاويسهم لعلموا أن مؤتمر الخبال هذا لن يفضي الا لتكريس تواريخ الفشل المتراكمة والتي افضت فيما افضت لجميع الحروب والانقسامات وأهوال وجرائم كبرى ضد الانسانية .. لو افاقوا من هلاويسهم لعلموا انهم مجرد أداة اضافية للحرب ومعطياتها .. لا حمامات سلام.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أما وقد وصلت تراجي الخرطوم .. (Re: محمد حيدر المشرف)
|
الملمح الثاني تشييد اطار دستوري قانوني تنفيذي للدولة السودانية يضمن انفاذ واستمرارية الملمح الاول .. ولا يتم هذا التشييد بصورة صحيحة الا بموجب مرحلة انتقالية تحقق شروط الحرية والمساواة لجميع السودانيين .. تلك الشروط التي لا يمكن بداهة ان تكون في ظل الهيمنة المطلقة لحكم طواغيت الانقاذ.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أما وقد وصلت تراجي الخرطوم .. (Re: محمد حيدر المشرف)
|
دكتور المشرف تحياتي لك ولزوارك الكرام أحييك على روح الصبر التي تقود بها الحوار في هذا الموضوع الخلافي الشائك.. واذا سمحت لنفسي ببعض الخيالية هنا أستطيع أن أقول أن هذا البوست يمكن أن يكون نواة لمبادرة حوار أهلي جاد بعيدا عن المؤسسات وبعيدا عن الحساسيات. والحساسيات هنا هي المعضلة الكبرى.يقول المنشغلون بعمليات التحكيم في مختلف النزاعات وفي مختلف المستويات أنه من المهم وقبل أي حوار هو إتاحة الفرصة للتخلص من حمولة المشاعر والأحاسيس التي يمكن أن تتلبس مختلف الدفوعات والقضايا المدفوعة للواجهة دون أن تكون لها أهمية حقيقة في موضوع الخلاف الأساسي. هنالك نظرية بكاملها حول ما يعرف بـ "جيو بوليتيك الأحاسيس" * على مستوى السياسات الدولية والاقليمية. فتحت البوست يا عزيزي المشرف في وقت مناسب جدا رأينا فيه تمثيلة الحوار التي نفذتها الحكومة واخرجتها تصل لنهايتها و "مخرجاتها" وعذرا لاستخدام المفردة التي لا تحبها. والحكومة هنا تجري الحوار مع الفئات والأحزاب التي ترعاها وترتبط معها بصلات الود وهذا لا يحقق سلاما دائما لا بالمعنى السياسي ولا الاجتماعي. وأهمية فتح الحوار تكمن في أنه حتى ولو استبعدنا الحكومة بكامل اجهزتها الرسمية والشعبية، سيظل الشقاق قائما بين ما يتبقى من شرائح المجتمع وأحزابه ومكوناته الاجتماعية بدرجة لا نستبعد معها نشوب حروبات أخرى جانبية، والمرء يجنح لحمل السلاح في حالة اليأس من احتمالية حصوله على حقه في وجود وحياة كريمة. وعملية الأحاسيس والمشاعر التي ذكرتها ترتبط بهذا العامل أيضا فاليأس أحد هذه الأحساسيس، والاحساس بالمهانة والاضطهاد أيضا يلعب دورا حاسما في النزاعات والصراعات وفي عمليات بناء الثقة من جديد. بعد التوقيع على اتفاق السلام التاريخي بين المتمردين في كولومبيا وبين الحكومة رفض الشعب في استفتاء مفتوح اتفاقية السلام.. لا أستطيع هنا أن أزعم أن المشاعر هي العامل الحاسم في رفض الاتفاقية ولكنها لعبت دورا مهما، على الأقل من المشاهد القليلة التي رأيتها في التلفزة يتحدث أهالي الضحايا عن الاتفاقية باعتبارها مكافأة للمتردين والسماح لهم بدخول البرلمان والعودة لحضن المجتمع بحرية دون عقاب على الفظائع التي ارتكبوها بحق ذويهم، وهذه مشاعر ظلم وربما كراهية تجاه المتمردين كطرف في عملية السلام أدت لرفض الاتفاقية بكاملها. ما حدث هنا ورغم ديمقراطيته هو أن فئة تزيد قليلا عن 50% فرضت وضعية حرب على فئة أخرى تقارب نصف سكان البلاد وسوف لن نتحدث عن ظروف التصويت واحجام المؤيدين للسلام أو الظروف التي منعتهم من المجئ للادلاء بأصواتهم التي كانت قد تغير النتيجة. ما فعله القائمون على جائزة نوبل بمنح الجائزة للرئيس الكولمبي هو بمثابة تذكير لشعب كولومبيا بأن للسلام ثمنا يجب دفعه. يقول التاريخ هنا أن الذين يصنعون السلام هم الذين حاربوا، ومن يحارب يرتكب الفظائع أحيانا. يشمل هذا جانب الحكومة وجانب الذين يثورون أو يتمردون عليها.. والوضع عندنا في السودان ليس استثناء. لذلك أعتقد أن الحوار حول الحوار ذاته وأرضيته واجراءاته لا يعتبر ترفا في هذا المقام. إن كان الشيء بالشيء يذكر فإن حكومة المؤتمر حاولت بشكل آخر أقل ديمقراطية اصطفاء مجموعات بعينها لاجراء حوار بالطريقة التي تروق لها وتخرج علينا بأن هذا هو أقصى ما يمكن تحقيقه في هذا الجانب من أجل السلام المنشود. الشيئ الايجابي الذي لمسته في بعض المساهمات التي ضمها هذا الحوار هو الحديث عن الحوار وحواليه، الحوار كاجراء والأرضية التي نحتاج الوقوف عليها من أجل انجاحه، هذا الاجراء هو بمثابة تلمس الأحاسيس، الغبائن المتراكمة والتوجسات التي يضمرها الأفراد أو التي يتولون الافصاح عنها بلسان جماعات وشرائح مختلفة داخل هذا الوطن. ما يجعل من المجتمع مجتمعا والشعب شعبا هو نوع الثقة المتبادلة بين شرائحه وجماعاته المختلفة وتقاسم قيم بعينها، ولندع حكاية الذاكرة المشتركة جانبا. هذه التفصيلة تتطرق لعموميات قد تكون محسومة لدى الكثيرين ولكن التطرق لها يردم فجوات اللبس وينشد التأسيس لأرضية مشتركة فيما يتعلق بالمفاهيم المستخدمة في هذا الحوار. الحديث عن الحوار يساعد في تحديد سقف توقعاتنا من الآخر وبالتالي سقف مطالبنا، إذ أن الحوار الجاد يتوسل معقولية لا تستبعد عملية التنازل هنا وهناك. كما تفضلت في حديثك لدينا خيارات محدودة، إما أن يستمر الوضع كما هو عليه من 27 سنة أو تقوم الثورة.. المشكلة في نظري هي وجوب الابتعاد عن الثنائية في التفكير ولو من ناحية نظرية ثورة أو استمرار الانقاذ.. لا بد من التفكير في احتمالات اخرى. تقول قاعدة الـ 10 أنه حينما تمارس عصفا ذهنيا فيجب عليك استبعاد الخمسة أو ستة أفكار الأولى لأنها في المتناول والأكثر شيوعا فمحاولة ابتداع أفكار أخرى لا ترد للذهن من أول وهلة.. هذا فيما يتعلق بالتفكير كرياضة ذهنية ولكن التفكير في اشكالات المجتمع أمر آخر، أعلم ذلك ولكن الواجب يقضي علينا بطرق أبواب أكثر من حل. الحلول تحتاج لإرادة تنفيذ، وما أراه أن النظام بجالته الراهنة لا يمتلك مثل هذه الإرادة الجماعية، وحين أقول النظام أعني التنظيم سواء التنظيم الاسلامي أو حزب المؤتمر الوطني. من ناحية أخرى حتى الدولة كمجموعة سلطات ومؤسسات لا أعتقد أنها تتحدث بلسان واحد ولا تملك بالتالي إرادة اجراء حوار جاد يقتضي تنازلات من كل الأطراف. معضلة أخرى أراها هي أن هذه الدولة بما هي مؤسسات وأجهزة قد تحولت لآلة ربح ووسيلة لكسب العيش ولا أعتقد أن الناس يفاوضون كثيرا في مصدر رزقهم ولا يستطيعون تقديم تنازلات تذكر بهذا المعنى. ------- دومينيك مواسي Dominique Moisi، مفكر فرنسي وأستاذ جامعي منسوب لجامعة هارفارد كتب كتابا مثيرا للاهتمام حول جيوبوليتيك الاحاسيس، الخوف، الاهانة والأمل.. يمكن لمن يرغب البحث عنه تحت هذا الاسم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أما وقد وصلت تراجي الخرطوم .. (Re: ابراهيم حموده)
|
جيوبوليتيك الاحاسيس !!
هذا والله مما أفاء هذا المنبر علينا .. أن نلتقي بافكار جديدة أشد وضوحا في التعبير عن التفاصيل التي نحسها رهابا رهابا.
شكرا ابراهيم حمودة .. ساقرأ شيئا عن التجربة الكولمبية حتما ولكن .. حول مسألة الخيارين المطروحين .. دعني اتفق معك تماما أن التمترس حول الروى الصمدية لا يجدي, بل وأنه لا يفضي لشيء سوى تعميق الأزمة السودانية.
الشاهد في هذه المسالة ان ارادة التغيير لا تتوافر عند الذي في ايدو القلم/السلطة .. بل ان الارادة الوحيدة النافذة هي ارادة استمرار هذا النظام الطاغوتي الفاسد بامتياز.. استمرار الهيمنة المطلقة على مفاصل السلطة والادارة والاقتصاد والى حد ما الاعلام والخ .. أن يحكم عمر البشير السودان الذي اورثته اياه البندقية ذات التاييد الالهي المطلق .. وأن يحكم بالاطلاق في ظل نظام رئاسي قابض ومهيمن ودونما قيود على السلطات المطلقة .. دولة شمولية بحزب شمولي مسنود بآلة عسكرية وامنية وإقتصادية واعلامية واعلامية قابضة.
ما يراد بالحوار هو الخروج بوضعيات أفضل لهذه السلطة الحاكمة لأن تحكم بذات الصيغة أعلاه .. دونما ضغوط سياسية او عسكرية أو إقليمية او دولية قد تنعكس سلبا على موارد وقدرات هذه السلطة في ممارسة ذات سلطاتها المطلقة ... وكل ذلك دونما مقابل تقريبا .. او لعله مقابل رمزي في احسن الاحوال .. اقصاه استحداث منصب رئيس وزراء يدوه لحاتم السر كما تواترت الانباء .. او لعبدالرحمن الصادق او ايا من ابناء الميرغني .. منصب رئيس وزراء مدجن وفي ظل نظام رئاسي قابض لن يتجاوز صلاحية رئيس وزراء حسني مبارك في عهده البائد. تدبرت المخرجات (تلك الكلمة الكريهة) ولم أجد شيئا غير ذلك .. تصور ؟!!!
هذه الوضعية يا عزيزي لا تترك مجالا للخيارات او المشاريع السياسية اللائقة والحرية بهذا الوطن .. مقولة هذه الوضعية أن خذوا ما آتاكم به المؤتمر الوطني من عطية مزين .. أعدوا له الارض كي يستريح ويحكم في مقابل أن يحكمكم كفاحا .. ماذا تبقى الا الثورة وإن كانت عزيزة المنال ؟!
في بعض الاحيان تكون الخيارات الصعبة هي الخيارات الاخلاقية الوحيدة يا عزيزي .. ليتنا نجد ما يقينا شر الخيارات الصعبة.
ياخي اعجابي الكبير بالمحتوى الفكري والادبي والسياسي الرفيع لما تخطه في هذا الاسفير. شكرا وواصل يا صديقي .. اشرف جدا بهذا العصف الفكري.
| |
|
|
|
|
|
|
|