|
Re: كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعا� (Re: حسين أحمد حسين)
|
أستاذ حسين احمد حسين سلام وتحياتي إليك ولاصدقائنا ببريستول كأنك تتفق كليا مع النقاشات الهادفة واتجاهات بوست مجاور بقيادة الاستاذ الشفيف الاخر حيدر قاسم المقيم بالبراري الكندية الباردة وينفث من بوسته المجاور هواء ساخنا ، يَصْب في في نفس ماتقصده وترمي اليه ببوستك الرائع هذا. الا ان بوستك اكثر تخصصا وتحديدا ويتناول جانب مهم من خرائب الإسلامويين بجسم الدولة أدي او سوف يودي الي تلاشي الدولة ذاتها الاقتصاد عَصّب الدول و رئيتيها لتتنفس الشعوب ، تناقشنا كثيرا في محاور بوستك علي الارض وكنت جريئا كما عهدناك في طرح آرائك ومازلت نقاط ومحاور ندوتك الشهيرة في نفس الخصوص تحت ضيافة صالون بلدنا والتي أدارها شقيقنا ناصف بشير ، تغلق مضاجعنا او كما اوصفتها بتعقيبي. بحال الاعرابي الذي ذهب الي احد المحامين لرفع دعوي قضائية لظلم وقع عليه، الي اخر. القصةتأخذ وتستشرف الدول طرق. النجاح من أمثال. وتجارب بشرية لدول اخري او تنستنبط. تجارب من بئيتها. المحلية . تتعدد الطرق وصنعاء هي صنعاء يبقي السؤال هل المغتربين والمهجرين علي قلب رجل واحد حتي نفرض ونقيم بنكا نرمي بمقاصده ما قصدته ، نظره سريعة الي التكتلات المعارضة وتنظيماتها ربما جعلتك تكفر باي بارقة أمل وبالتالي الإيمان بجدوي مشاريع لتوحيدها وتبني الروي الجريئة لنهضة بلادنا لكن نظرة الي الجانب الممتلئ من الكوب لا تضر . لدي قناعة بان بمثل تلك الاّراء ( حيدر قاسم، حسين احمد) يمكن لها ات تقتل الاحباط المتسرب وتبث. الأمل وان هنالك عقول مافتئت تحاول وتحاول لإيقاد شموع وانارة طرق التغيير ، تتلاقح الروئ كلا من جانبه الاقتصاديين المفكرين والمثقفين واصحاب المهن والاختصاصين ، لخلق تواصل حقيقي او ابداء انشغال حقيقي لقضايا الوطن ، وتلك عادة ضار تميزنا نحن السودانيين توارثناها وهي السلبية تجاه مهننا التي تمتهن وتعاملنا المادي معها، فحين ان حب المهنة اول عتبات النجاح الوظيفي وبالتالي سينجح الوطن اذا هنالك من يقدسون وظائفهم ومهمنم. الكرة الان في ملعب سودانيز وروادها لمناقشة ما طرحاه الأستاذان. حسين وحيدر بكل شجاعه شكرًا حسين احمد حسين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعا� (Re: الفاضل يسن عثمان)
|
الاخ العزيز حسين احمد حسين ..تحية طيبة ..Quote: تُرى هل يَمْلِكُ السودانيون طاقة العفو والإنسانية الشاهقة التى توفرت للزعيم مانديلا، فيغفروا للإنقاذ قتل أكثر من مليونى سودانى فى جنوب السودان، وأكثر من 300 ألف سودانى فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ووسط السودان وغيرها من بقاع السودان، وتشريد الملايين من هذه المناطق؟ تُرى هل سيغفر السودانيون للإنقاذ فصل الجنوب وسرقة عائدات البترول والمعادن النفيسة وغيرها؟ تُرى هل سيغفرالشعب السودانى للإنقاذ تشويه الدين الإسلامى والأخلاق السودانية؟ ... الأمرُ لكَ أيُّها الشعبُ الكريم. |
لست اقتصاديا ولا افقه الكثير حول هذه العلوم ولكن ..تجربة الفساد /الانقاذي /الاسلاموي في السودان .. تجربة متفردة جدا في تقديري. فمنظومة الفساد وللاسف الشديد لم تتشابه قط مع تجارب الفساد في الدولة العربية .. وعلى الرغم من حالة التماهي اللحوح مع خيالات الانتماء العربي والاسلامي بنسخته الشرقاوسطية .. الا أن الإنقاذ كانت حريصة كل الحرص أن تبتعد تجربة فسادها عن ذلك الفساد الموجود في مصر وتونس ولبييا الخ .. أظنهم كانوا اشد ما يكونون التصاقا بانتمائهم الافريقي عند جزئية الفساد هذه .. فساد جبان جدا, لا يثق في احتمالات البقاء طويلا في مقاعد السلطة رغم مفاجأة بقائهم .. ولذلك لم تظهر في السودان مصانع كمصانع أحمد عز .. ولا مدن سياحية على غرار ما يحدث على سواحل المتوسط والاحمر .. ولا شركات زراعية ضخمة كالتي نراها في شمال الوادي .. ولا حتى تجارة موجهة ايجابيا نحو الداخل الافريقي يتم فيها استغلال الموقع الجغرافي المميز والخ .. ديل ناس فاسدين ويمارسوا الفساد بنهج السمسرة .. ينهب من الاموال ما ينهب, ليتاجر بها في سوق العملة ؟! يهربها للاامارات أو لماليزيا .. واوسعهم أفقا يفتتح مكتبا في لندن لممارسة السمسرة المضمونة مع الحكومة السودانية "سمسرة مع الذات على حساب الوطن" .. أو يعمل في مجال الاستيراد من خلال مكتب في جبل علي .. يجيب ليهو كم من الحاويات الصينية والسلع المضروبة والاسبيرات غير الاصلية وهكذا .. ثم يستفيد ما وسعه من الاعفاءات الجمركية ويبيعها في سوق الله اكبر .. لتبدأ دورة جديدة من الفساد بالتجارة في العملة .. تبدأ خارج النظام المصرفي حتى .. وتنتهي كذلك .. وهكذا .. هو اشد انواع الفساد أذى على الاطلاق ناتي لخلاصتك .. خيار او تجربة جنوب أفريفيا ليست خيارا سهلا او كسولا ما حدث في جنوب أفريقيا كان نتيجة لمناخ تصالحي من الجميع ..وللاسف الشديد مثل هذا المناخ لا يتوافر في السودان .. هو مناخ تقود اليه نضالات كثيرة تصل بجميع الاطراف "جبرا وطواعية" لرغبات أكيدة في التصالح وتقديم التنازلات القاسية في سبيل أن يمضوا جميعا نحو ما يخدم المصالح العليا للبلاد والعباد .. الامر الذي لا اراه في الحالة السودانية .. إن هي الا مجرد دعاوى تصالحية وتبشيرية من أناس عاجزين تماما "كالامام الصادق على سبيل المثال" وبعض المثقفين الحادبين على الوطن جدا هنا وهناك, ولكن دونما التزامات حقيقية ..دعاوى موجهة ممن لا يملكون لمن لا يأبهون .. وحتما لا تقود لتوفير هذه الاجواء الجنوبأفريقية/الماندلية .. مثل خلاصاتك الصحيحة هذه ... تحتاج للكثير من النضالات بالتأكيد .. نضالات سلمية جادة تنتظم الوجدان الوطني من اقصاه الى اقصاه .. تحتاج لمانديلا ما يخرج من رحم الشعب .. وتحتاج لاحزاب وقيادات حقيقية تملك تاثيرها بامتداداتها الشعبية في الشوارع والازقة والبيوت .. ويتخلق من كل ذلك زخم وطني يمضي بالناس جميعا .. بما فيهم هؤلاء الفاسدبن . لمثل تلك الاجواء التصالحية واستثمراها نحو الخلاص الوطني.. مودتي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعا� (Re: محمد حيدر المشرف)
|
Quote: الاخ العزيز حسين احمد حسين ..تحية طيبة ..Quote: تُرى هل يَمْلِكُ السودانيون طاقة العفو والإنسانية الشاهقة التى توفرت للزعيم مانديلا، فيغفروا للإنقاذ قتل أكثر من مليونى سودانى فى جنوب السودان، وأكثر من 300 ألف سودانى فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ووسط السودان وغيرها من بقاع السودان، وتشريد الملايين من هذه المناطق؟ تُرى هل سيغفر السودانيون للإنقاذ فصل الجنوب وسرقة عائدات البترول والمعادن النفيسة وغيرها؟ تُرى هل سيغفرالشعب السودانى للإنقاذ تشويه الدين الإسلامى والأخلاق السودانية؟ ... الأمرُ لكَ أيُّها الشعبُ الكريم.لست اقتصاديا ولا افقه الكثير حول هذه العلوم ولكن ..تجربة الفساد /الانقاذي /الاسلاموي في السودان .. تجربة متفردة جدا في تقديري. فمنظومة الفساد وللاسف الشديد لم تتشابه قط مع تجارب الفساد في الدولة العربية .. وعلى الرغم من حالة التماهي اللحوح مع خيالات الانتماء العربي والاسلامي بنسخته الشرقاوسطية .. الا أن الإنقاذ كانت حريصة كل الحرص أن تبتعد تجربة فسادها عن ذلك الفساد الموجود في مصر وتونس ولبييا الخ .. أظنهم كانوا اشد ما يكونون التصاقا بانتمائهم الافريقي عند جزئية الفساد هذه .. فساد جبان جدا, لا يثق في احتمالات البقاء طويلا في مقاعد السلطة رغم مفاجأة بقائهم .. ولذلك لم تظهر في السودان مصانع كمصانع أحمد عز .. ولا مدن سياحية على غرار ما يحدث على سواحل المتوسط والاحمر .. ولا شركات زراعية ضخمة كالتي نراها في شمال الوادي .. ولا حتى تجارة موجهة ايجابيا نحو الداخل الافريقي يتم فيها استغلال الموقع الجغرافي المميز والخ .. ديل ناس فاسدين ويمارسوا الفساد بنهج السمسرة .. ينهب من الاموال ما ينهب, ليتاجر بها في سوق العملة ؟! يهربها للاامارات أو لماليزيا .. واوسعهم أفقا يفتتح مكتبا في لندن لممارسة السمسرة المضمونة مع الحكومة السودانية "سمسرة مع الذات على حساب الوطن" .. أو يعمل في مجال الاستيراد من خلال مكتب في جبل علي .. يجيب ليهو كم من الحاويات الصينية والسلع المضروبة والاسبيرات غير الاصلية وهكذا .. ثم يستفيد ما وسعه من الاعفاءات الجمركية ويبيعها في سوق الله اكبر .. لتبدأ دورة جديدة من الفساد بالتجارة في العملة .. تبدأ خارج النظام المصرفي حتى .. وتنتهي كذلك .. وهكذا .. هو اشد انواع الفساد أذى على الاطلاق ناتي لخلاصتك .. خيار او تجربة جنوب أفريفيا ليست خيارا سهلا او كسولا ما حدث في جنوب أفريقيا كان نتيجة لمناخ تصالحي من الجميع ..وللاسف الشديد مثل هذا المناخ لا يتوافر في السودان .. هو مناخ تقود اليه نضالات كثيرة تصل بجميع الاطراف "جبرا وطواعية" لرغبات أكيدة في التصالح وتقديم التنازلات القاسية في سبيل أن يمضوا جميعا نحو ما يخدم المصالح العليا للبلاد والعباد .. الامر الذي لا اراه في الحالة السودانية .. إن هي الا مجرد دعاوى تصالحية وتبشيرية من أناس عاجزين تماما "كالامام الصادق على سبيل المثال" وبعض المثقفين الحادبين على الوطن جدا هنا وهناك, ولكن دونما التزامات حقيقية ..دعاوى موجهة ممن لا يملكون لمن لا يأبهون .. وحتما لا تقود لتوفير هذه الاجواء الجنوبأفريقية/الماندلية .. مثل خلاصاتك الصحيحة هذه ... تحتاج للكثير من النضالات بالتأكيد .. نضالات سلمية جادة تنتظم الوجدان الوطني من اقصاه الى اقصاه .. تحتاج لمانديلا ما يخرج من رحم الشعب .. وتحتاج لاحزاب وقيادات حقيقية تملك تاثيرها بامتداداتها الشعبية في الشوارع والازقة والبيوت .. ويتخلق من كل ذلك زخم وطني يمضي بالناس جميعا .. بما فيهم هؤلاء الفاسدبن . لمثل تلك الاجواء التصالحية واستثمراها نحو الخلاص الوطني.. مودتي .. |
العزيز والأخ الكريم محمد حيدر المشرف،تحياتى.أتفق معك فى أنَّ فرادة الفساد الأخوانوى تنطوى على صفوية/مختاروية جعلتهم ينظرون لسواهم من العرب والسودانيين نظرة دونية (الترابى قال ذات إنتشاء: "أنا تعلمتُ أكثر مما تعلم الصحابة وانفسحتُ عنهم" وقال فى حق الأنصار والختمية "أنهم فئة أهل الكتاب الثالثة"، كما أنَّه لا يحسبُ حساباً لما يسميهم "بالعلمانيين")، إنطوت على تجريد الآخر من كافة الحقوق وأنَّه لا يستحقها وبالتالى لا يُبالون بموته. وهذا الأمر فى السودان مصحوب بعقيدة إنتقام مفرطة لأنَّ السودانيين لا يُحبونهم.وأتفق معك أيضاً فى أنَّ سلوكهم الإقتصادى والإجتماعى والسياسى والأمنى والدينى يتسم بإنعدام الطمأنينة، وبالتالى أصبحت الطفيلية هى الباراديم الذى يُشكِّل حياتهم، وهى بطبيعة الحال لا تستثمر فى القطاعات المنتجة كالصناعة والزراعة، وتفضل قطاع الخدمات وغسيل الأموال والمخدرات وحتى الدعارة. لذلك أنا نعتهم فى أحد مقالاتى هنا بسودانيزأونلاين بشريحة "رأس المال المالى" (راجع: حيثيات التشكل الإقتصادى - الإجتماعى فى السودان وآفاق التغيير السياسى) التى تعتمد على الـ Hot Money، والتى هى أكثر فِراراً من الأماكن التى تسرقها.وفيما يتعلق بتجربة مانديلا وبيئة التسامح هناك، فأنا أعتقد، وبتقدير متواضع بطبيعة الحال، أنَّ البيئة السودانية والسودانوية أكثر تسامحاً من الواقع الجنوب - أفريقى. ولو لا هذا التسامح السودانوى فليس لؤلاء القوم أىَّ مقومات بقاء من الأصل؛ وهذا جزءٌ من مأساة السودان.كما أنَّ سياسيِّينا الحاليين وأحزابهم ليس من بينهم/بينها من ضحَّى تضحيةً بحجم تضحيات مانديلا وتضحيات حزبه، ثمَّ بقِىَ على قيد الحياة ليُقايض تضحياته بجلب الديموقراطية والسلم الإجتماعى لشعبه؛ فيتبعه شعبُهُ. فنحن أمام شرائح رأسمالية متحالفة مع النظام فى إطار ما يُعرف بحلف القوى الإقتصادى (Power Block)، أو أمام شرائح البورجوازية الصغيرة التى أدمنت التحالفات المرحلية مع الشرائح الرأسمالية لإنجاز قضايا العمال والقوى الحديثة وكافة الفقراء لإكثر من 60 عاماً.فالشاهد، لا العمال أُنْجِزَتْ قضاياهُم بالتحالفات المرحلية مع الشرائح الرأسمالية، ولا تُرِكوا لِيُكونوا أحزابهم فيكونوا حضوراً فى المشهد السياسى السودانى فيأكلوا من خُشاش الأرض.فالشرائح الرأسمالية ليس لها مصلحة فى الديموقراطية كما ظللنا نقول؛ أنَّ ما نالته هذه الشرائح بالديكتاتورية لم تنله بالديموقراطية. كما أنَّ مثقفى البورجوازية الصغيرة لن يُغيِّروا هذا الواقع بتحالفاتهم المرحلية العقيمة العضودة مع الشرائح الرأسمالية. نحن كبورجوازية صغيرة نحتاج لحزب عمال وقوى حديثة لنتحالف معه لنفكَّ إرتباطنا بالشرائح الرأسمالية مرةً واحدة وإلى الأبد، ووقتها سيظهر ألف مانديلا ليحدث التغيير المنشود.أرجو أن تقرأ الحيثيات عزيزى المشرف، فرأيك يهمنا،مع وافر التقدير والإحترام.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعا� (Re: حسين أحمد حسين)
|
شكرا الاخ حسين احمد حسين على اضاء الجانب المظلم فى مسيرة الثورة السودانية القادمة ....اى مابعد سقوط الانقاذ ..... ما هو الهدف هل وقف الفساد ؟ ام استرداد الاموال المهربة ؟ ملخص ما اسلفت فى مقالك استرداد الاموال المهربة تحتاج الى تعاون الطرفين ...... لان الطرف الثالث يساوم ويماطل على بقاء الاموال داخل دولته سواء بى غرض التنمية او الاستلاء على تلك المبالغ الضخمة ..... اذن من الافضل ان نساوم الطرف الثانى الذى هرب الاموال لاسترادها الى داخل السودان . من ضمن الاسباب التى سوف تسقط الانقاذ عاجلا او اجلا عدم وجود السيولة النقدية وسببها تهريب الاموال وعدم استثمارها فى الداخل مما عطل الانتاج وقل الصادر وارتفعت الواردات على الصادرات مما زاد الحوجة الى الدولار لذا سوف يواصل ارتفاع الدولار الى ان تعجز الانقاذ وتسقط ..... وسوف يواصل الدولار الارتفاع حتى بعد سقوط الانقاذ اذا لم تجد الحلول الاسعافية العاجلة ... نفس هذه المشاكل سوف تواجه دولة ما بعد الانقاذ ..... عدم وجود السيولة وتراكم المديونات الخارجية...... ما تحاجه الدولة الوليدة الى دعم عاجل .... وهذا قد لا يتوفر بالسرعة المطلوبة لان استراد الاموال المهربة بواسطة القانون تحتاج الى فترة طويلة وقد نحصل جزء منها او لا نحصل شئ...... اما الدعم الخارجى من الدول قد تكون رمزية الى يتم معرفة نوايا الحكام الجدد .....اقصر الطرق لايجاد السيولة مساومة المهربين ثم الاعتماد على الرسمالين الوطنين لدفع حركة الانتاج ...... نحن الان فى وضع طارئ لا نحتاج الى الحلول التقليدية المتبعة من الحكومات السابقة بل نحتاج الى ثورة اقتصادية مختلفة وهذه هى احدى الاسباب التى نريد اسقاط النظام.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعا� (Re: أيمن نواى على)
|
احمد ..حبابك يا صديق كتر خيرك.. وسوف ادلي بتصور يدعم هذه الوجهة التي تذهب اليها ، ولكن قبل ذلك اسمح لي بالتعليق على نقطة ثانوية..وقد تكون غير مهمة..! كتب احمد حسين:
Quote: ما أحوجنا إليك عزيزى الواثق صباح الخير – عليك من اللهِ الرحمات
|
غايتو يا احمد ، دي ابت تنبلع لي كلو كلو..!! الواثق ، عليه الرحمة ، كان مجرم عادي ومتردد سجون ، وبلطجي بالباب العديل ، فهل تريد ان تقنعني باننا نحتاج لمثل هؤلاء لإسترداد اموالنا المنهوبة؟..دي قوية يا صديقي.. كلامك سمح ، طبعا قاعد اتابع مقالاتك التي تتسم بالرزانة والدقة والجدية في محاولة الكشف عن العلل وتقديم تصور للمعالجات.. ولكن العبارة دي صعبة شديد..! هي مجرد ملاحظة.. كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعا� (Re: Kabar)
|
احمد..حبابك يا صديق وحباب ضيوفك هنا.. والتحية لأستاذنا دكتور عبد العزيز حسين الصاوي..واستاذنا محمد على جادين ، وهم فتية قرانا كراساتهم ومقالاتهم المتفرقة ، التي تصب في نهر التنوير في امسودان ..! بالطبع لا استطيع ان اكتب باللغة الرزينة الصبورة كما يفعل اولئك الأساتذة ، ولكني ساكتب بلغة التواصل اليومية العادية ، وعزائي ان تصل الفكرة..! دعنا نبدا من عبارة صديقنا ول ابا ايمن نواي (نفس هذه المشاكل ستواجه دولة ما بعد الإنقاذ)..! في الأسبوع الماضي ، تهيأت لي فرصة بعض الأيام (نظام اجازة وكده) وانقفت جزء منها في مراجعة اشياء غريبة قد لا تخطر على بال احد (بالطبع كتر خير تكنولوجيا التواصل ) فلقد انفقت بعض وقتي في الإستماع للبيان الأول لعبود ، جعفر نميري ، هاشم العطا ، حسن حسين عثمان ، محمد نور سعد، سوار الدهب ، وعمر البشير..كل هذه البيانات تشترك في مفهوم واحد (الفساد) وهو مفهوم تبريري يستغلونه لتوضيح لماذا امتطوا صهوة الحكم في السودان..او لماذا فكروا في امتطاء صهوة الحكم..!! اذن يا صديقي ، الفساد خصلة وممارسة متجذرة في ذات الكائن السوداني ، وعلى مر السنين..ولكن لماذا الفساد؟..لماذا يفسد الكائن السوداني ؟ بصورة ادق لماذا يميل الكائن السوداني لإرتكاب الفساد؟ هل لأننا نعاني ازمة اخلاق؟ هل لأننا نعاني ازمة شفافية؟ هل لأننا نعاني ازمة احترام القانون؟..هل لأننا (شرفانين) ويتملكنا الخوف الدائم مما يدفعنا لإستغلال الفرص؟.. فالجانب المكمل لفكرتك هنا ، ليس فقط في سؤال: كيف نسترد المال العام المنهوب ، وانما كيف يمكننا ان نمنع او نوقف ظاهرة النهب تلك..! في زيارتين للسودان (2012 ، 2015) تعرضت لتجارب صغيرة وهي توضح كيف يتم الفساد.. ففي مطار الخرطوم تلتقي بعض الناس (وهم نظاميون : نساءا ورجالا) يلحفون عليك ان تدفع بعض المال لـــ(تسهيل اجراءاتك) ، ياخي واحد قريبنا ورجل شرطة ، كان يلحف علي ان ادفع له مليون جنيه سوداني حتى يخرج لي ارقام وطنية لإسرتي (زوجتي ، بناتي الإثنين وشخصي) ، وحينما قلت له ان الرقم الوطني في السودان مجاني ولا يحتاج مثل هذا المبلغ ، طلعت انا الكعب البخيل الجلدة.. نفس الأمر ، في المطار ، حينما قلت لمواطنة لابسة زي رسمي بان ختم الدخول لا يحتاج المبلغ الذي طلبته ، تعرقلت اجراءات خروجي من المطار (ياخي ديل شالوا الحقائب وضعوها في سير عفش غير السير الطبيعي بمظنة ان تضيع ولا اجدها ، وان يتم تأديبي على صراحتي ورفضي للفساد..!!).. في مدينة الدلنج ، زارني احد اعمامي (وهو رجل يساري ، وقدوة بالنسبة لتجربتي في الحياة) وكان ينصحني بنصيحة غريبة وعجيبة لا تشبه تاريخه الشخصي وتجربته الناصعة التي نقتدي بها ، فقال لي بكل بساطة: شوف ليك زول كبير في الحكومة وادفع ليهو عشان تعمل مشاريع استثمارية في السودان..!!..طبعا ضحكت وقلت له: صدقني لو فكرت في استثمار ، لن يكون في السودان ، فاعتبرني الرجل رأس مال جــــبان وهارب..!! هذه النماذج المبسطة توضح لنا فكرة الفساد الذي صار اخلاق سودانية عادية ، لدرجة ان المزاج العام يحترم البلطجي/الفهلوي/التفتيحة الذي يعرف كيف يسلك اموره ، فيستفيد ويفيد غيره..!! تقرير نشرته منظمة الشفافية الدولية ، واراجعه باستمرار ، عن الفساد في السودان. التقرير يرسم صورة مبسطة وواضحة عن الفساد في السودان: كيف يتم ، صوره ، سواءا كان فساد مالي ، سياسي ، اداري ، محسوبية ، غياب الشفافية ، ضعف القوانين ، اساءة استخدام السلطة...الخ..! ولتحديد صور الفساد ، تعرض التقرير لمؤسسات سودانية مثل ( الشرطة ، التعليم ، الصحة ، القضائية ، مصلحة الأراضي ، الضرائب ، الجمارك ، مصلحة التسجيلات..وغيرها).. وعمل التقرير استبيان مباشر ، حيث افادت العينات بانها تدفع الرشوة وذلك لتسهيل وتفعيل وتسريع الإجراءات..وحتى المستثمر الأجنبي قد شكا من هذه الممارسات المتلوية..! ولقد تعرضت انت لإحد الأرانيك المالية وضعفها والثغرات فيها والتي يستغلها البعض ليفسد ويحقق مصلحة عابرة ومؤقتة ، ضاربا بعرض الحائط بما يسمى بالمصلحة العامة..!! ولمصلحة رحلة (التنوير/ الإستنارة) الشاقة ، فاقول لك بكل صراحة ، وهو قول سيضعني في مشاكل كثيرة ، ان الكائن/الفرد السوداني ، بلا اخلاق ويميل لإرتكاب الفساد..!! فمن يصنع القوانين في السودان؟.. القوانين تصنعها طبقة تتكون من تحالف بعضه الحكومة وبعضه الأفراد ، وكل القوانين في السودان (على الأقل القوانين الإقتصادية والإستثمارية) هي قوانين تخدم مصلحة فئات بعينها ، ولا علاقة لها بالمصلحة العامة في السودان..!! ولكن كيف يمكننا ان نعالج هذه المشكلة؟ انت تحدثت عن التصورات العامة (من وجهة نظر اقتصادية) وانا اتحدث بصورة عامة من وجهة نظر قانونية..فليس الأمر فقط في مجرد وقف الحرب وغيرها من اجراءات اسعافية مرحلية ، فالمسألة عندي اعادة تربية (وليس صياغة) الفرد السوداني ليحترم القانون والشفافية والمؤسسات والديموقراطية وحقوق الإنسان..! مثل هذا المشروع ، هو مشروع تنويري كبير ويحتاج صبر..مشروع يبدأ من تنشأة الفرد السوداني ويتصاعد الى غاية الدولة..! في مجتمعات الغرب التي نعيش فيها لسنوات طويلة ، تجد منهم الفرد يسب الحكومة بكل مستوياتها (محلية ، اقليمية ، فيدرالية) ولكنه لا يرتكب الفساد ..لماذا؟
ببساطة ان مثل هذا الفرد قام على تربية صارمة تحترم المصلحة العامة والعمل على حمايتها من أي موقع كان (عامل ، موظف ، اداري ، وزير..الخ)..! نحتاج ان نخلق مشاريع تربوية وتعلمية واخلاقية ، تركز على فكرة الشفافية وقيم الديموقراطية وحقوق الإنسان ، وذلك من الروضة لغاية الجامعة ، حتى نخلق فرد منضبط يحترم القانون والمال العام..! اذن يا صديقي ، معركة التنوير كما اراها ، تقم على محورين: المحور الأول استرداد المال العام المنهوب (لو استطعنا اليه سبيلا) والمحور الثاني: كيف نمنع حدوث مثل هذه الممارسات السالبة التي تضر بالمصحلة العامة..!! ودمت.. كبر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعا� (Re: Kabar)
|
احمد..حبابك يا صديق وحباب ضيوفك هنا.. والتحية لأستاذنا دكتور عبد العزيز حسين الصاوي..واستاذنا محمد على جادين ، وهم فتية قرانا كراساتهم ومقالاتهم المتفرقة ، التي تصب في نهر التنوير في امسودان ..! بالطبع لا استطيع ان اكتب باللغة الرزينة الصبورة كما يفعل اولئك الأساتذة ، ولكني ساكتب بلغة التواصل اليومية العادية ، وعزائي ان تصل الفكرة..! دعنا نبدا من عبارة صديقنا ول ابا ايمن نواي (نفس هذه المشاكل ستواجه دولة ما بعد الإنقاذ)..! في الأسبوع الماضي ، تهيأت لي فرصة بعض الأيام (نظام اجازة وكده) وانقفت جزء منها في مراجعة اشياء غريبة قد لا تخطر على بال احد (بالطبع كتر خير تكنولوجيا التواصل ) فلقد انفقت بعض وقتي في الإستماع للبيان الأول لعبود ، جعفر نميري ، هاشم العطا ، حسن حسين عثمان ، محمد نور سعد، سوار الدهب ، وعمر البشير..كل هذه البيانات تشترك في مفهوم واحد (الفساد) وهو مفهوم تبريري يستغلونه لتوضيح لماذا امتطوا صهوة الحكم في السودان..او لماذا فكروا في امتطاء صهوة الحكم..!! اذن يا صديقي ، الفساد خصلة وممارسة متجذرة في ذات الكائن السوداني ، وعلى مر السنين..ولكن لماذا الفساد؟..لماذا يفسد الكائن السوداني ؟ بصورة ادق لماذا يميل الكائن السوداني لإرتكاب الفساد؟ هل لأننا نعاني ازمة اخلاق؟ هل لأننا نعاني ازمة شفافية؟ هل لأننا نعاني ازمة احترام القانون؟..هل لأننا (شرفانين) ويتملكنا الخوف الدائم مما يدفعنا لإستغلال الفرص؟.. فالجانب المكمل لفكرتك هنا ، ليس فقط في سؤال: كيف نسترد المال العام المنهوب ، وانما كيف يمكننا ان نمنع او نوقف ظاهرة النهب تلك..! في زيارتين للسودان (2012 ، 2015) تعرضت لتجارب صغيرة وهي توضح كيف يتم الفساد.. ففي مطار الخرطوم تلتقي بعض الناس (وهم نظاميون : نساءا ورجالا) يلحفون عليك ان تدفع بعض المال لـــ(تسهيل اجراءاتك) ، ياخي واحد قريبنا ورجل شرطة ، كان يلحف علي ان ادفع له مليون جنيه سوداني حتى يخرج لي ارقام وطنية لإسرتي (زوجتي ، بناتي الإثنين وشخصي) ، وحينما قلت له ان الرقم الوطني في السودان مجاني ولا يحتاج مثل هذا المبلغ ، طلعت انا الكعب البخيل الجلدة.. نفس الأمر ، في المطار ، حينما قلت لمواطنة لابسة زي رسمي بان ختم الدخول لا يحتاج المبلغ الذي طلبته ، تعرقلت اجراءات خروجي من المطار (ياخي ديل شالوا الحقائب وضعوها في سير عفش غير السير الطبيعي بمظنة ان تضيع ولا اجدها ، وان يتم تأديبي على صراحتي ورفضي للفساد..!!).. في مدينة الدلنج ، زارني احد اعمامي (وهو رجل يساري ، وقدوة بالنسبة لتجربتي في الحياة) وكان ينصحني بنصيحة غريبة وعجيبة لا تشبه تاريخه الشخصي وتجربته الناصعة التي نقتدي بها ، فقال لي بكل بساطة: شوف ليك زول كبير في الحكومة وادفع ليهو عشان تعمل مشاريع استثمارية في السودان..!!..طبعا ضحكت وقلت له: صدقني لو فكرت في استثمار ، لن يكون في السودان ، فاعتبرني الرجل رأس مال جــــبان وهارب..!! هذه النماذج المبسطة توضح لنا فكرة الفساد الذي صار اخلاق سودانية عادية ، لدرجة ان المزاج العام يحترم البلطجي/الفهلوي/التفتيحة الذي يعرف كيف يسلك اموره ، فيستفيد ويفيد غيره..!! تقرير نشرته منظمة الشفافية الدولية ، واراجعه باستمرار ، عن الفساد في السودان. التقرير يرسم صورة مبسطة وواضحة عن الفساد في السودان: كيف يتم ، صوره ، سواءا كان فساد مالي ، سياسي ، اداري ، محسوبية ، غياب الشفافية ، ضعف القوانين ، اساءة استخدام السلطة...الخ..! ولتحديد صور الفساد ، تعرض التقرير لمؤسسات سودانية مثل ( الشرطة ، التعليم ، الصحة ، القضائية ، مصلحة الأراضي ، الضرائب ، الجمارك ، مصلحة التسجيلات..وغيرها).. وعمل التقرير استبيان مباشر ، حيث افادت العينات بانها تدفع الرشوة وذلك لتسهيل وتفعيل وتسريع الإجراءات..وحتى المستثمر الأجنبي قد شكا من هذه الممارسات المتلوية..! ولقد تعرضت انت لإحد الأرانيك المالية وضعفها والثغرات فيها والتي يستغلها البعض ليفسد ويحقق مصلحة عابرة ومؤقتة ، ضاربا بعرض الحائط بما يسمى بالمصلحة العامة..!! ولمصلحة رحلة (التنوير/ الإستنارة) الشاقة ، فاقول لك بكل صراحة ، وهو قول سيضعني في مشاكل كثيرة ، ان الكائن/الفرد السوداني ، بلا اخلاق ويميل لإرتكاب الفساد..!! فمن يصنع القوانين في السودان؟.. القوانين تصنعها طبقة تتكون من تحالف بعضه الحكومة وبعضه الأفراد ، وكل القوانين في السودان (على الأقل القوانين الإقتصادية والإستثمارية) هي قوانين تخدم مصلحة فئات بعينها ، ولا علاقة لها بالمصلحة العامة في السودان..!! ولكن كيف يمكننا ان نعالج هذه المشكلة؟ انت تحدثت عن التصورات العامة (من وجهة نظر اقتصادية) وانا اتحدث بصورة عامة من وجهة نظر قانونية..فليس الأمر فقط في مجرد وقف الحرب وغيرها من اجراءات اسعافية مرحلية ، فالمسألة عندي اعادة تربية (وليس صياغة) الفرد السوداني ليحترم القانون والشفافية والمؤسسات والديموقراطية وحقوق الإنسان..! مثل هذا المشروع ، هو مشروع تنويري كبير ويحتاج صبر..مشروع يبدأ من تنشأة الفرد السوداني ويتصاعد الى غاية الدولة..! في مجتمعات الغرب التي نعيش فيها لسنوات طويلة ، تجد منهم الفرد يسب الحكومة بكل مستوياتها (محلية ، اقليمية ، فيدرالية) ولكنه لا يرتكب الفساد ..لماذا؟
ببساطة ان مثل هذا الفرد قام على تربية صارمة تحترم المصلحة العامة والعمل على حمايتها من أي موقع كان (عامل ، موظف ، اداري ، وزير..الخ)..! نحتاج ان نخلق مشاريع تربوية وتعلمية واخلاقية ، تركز على فكرة الشفافية وقيم الديموقراطية وحقوق الإنسان ، وذلك من الروضة لغاية الجامعة ، حتى نخلق فرد منضبط يحترم القانون والمال العام..! اذن يا صديقي ، معركة التنوير كما اراها ، تقم على محورين: المحور الأول استرداد المال العام المنهوب (لو استطعنا اليه سبيلا) والمحور الثاني: كيف نمنع حدوث مثل هذه الممارسات السالبة التي تضر بالمصحلة العامة..!! ودمت.. كبر
مرحب من ثان بالأستاذ الجليل كبر،
حيَّاك الله يا عزيزى وحيَّ اللهُ أستاذنا د. عبد العزيز الصاوى، ورحم الله أستاذنا محمد على جادين بالرحمة الواسعة. كما أنَّه لا تثريب من التواصل بدارجتنا السودانية فهى موَصِّل جيد للأفكار.
وعوداً على المشاكل التى ذكرها صديقنا نواى؛ فهى عندى فى الأصل موروثة من الأنظمة الشمولية السابقة. وذلك ببساطة لانعدام المؤسسات الديموقراطية والرقابية ولانعدام الشفافية، وبالأساس لتغييب الفئات المنتفعة من هذه المؤسسات عن المشهد السياسى السودانى. وبالتالى دعنى أتحفظ على عبارتك الموسومة: "الفساد خصلة وممارسة متجذرة فى ذات الكائن السودانى، وعلى مر السنين. ... وأن الكائن الفرد السودانى بلا أخلاق ويميل لارتكاب الفساد".
وفى الرد على سؤالك: "كيف نمنع أو نوقف ظاهرة النهب تلك" أقول: أنَّ الرد يرقد فى ثنايا إفادتِك بعاليه حيث تقول: "فمن يصنع القوانين فى السودان؟ ... القوانين تصنعها طبقة تتكون من تحالف بعضه الحكومة وبعضه الأفراد، وكل القوانين فى السودان (على الأقل القوانين الإقتصادية والإستثمارية) هى قوانين تخدم مصلحة فئات بعينها، ولا علاقة لها بالمصلحة العامة". وهنا قد أصبت كبد الحقيقة؛ ودعنى أدعوك لقراءة متمهلة وشاقة لبوست "حيثيات التشكل الإقتصادى - الإجتماعى فى السودان وآفاق التغيير السياسى"، واقرأ معه "معادلة التغيير" و"حزب العمال والقوى الحديثة السودانى"؛ فلربما وجدت الكثير من توارد الخواطر هناك.
غير أنَّ أختلف معك فى أنَّ المسألة لا تحتاج إعادة تربية، ولا إعادة صياغة كما يتوهم الأخوانويون؛ فالشعب السودانى فى كامل تربيته ولياقته الأخلاقية، ولكن تعوزه مؤسسات الشفافية والحرية والديموقراطية ومؤسسات الفئات المنتفعة من كل ذلك، لتضبط بها سلوك شرائح رأس المال ومؤسساتها الحزبية ذات الإنتفاع الأكبر من الديكتاتوريات.
ودعنى أقول لك من مشاهداتى فيما يتعلق بالغرب، فليست التربية والأخلاق هى من تمنع الأفراد من الفساد، بل المؤسسات الرقابية من ديموقراطية وحرية صحافة وشفافية هى التى تخلق ذلك فيهم. وتأكد إذا غابت تلك المؤسسات لرأيت من الفساد العجب. وهذه المؤسسات إذا ما وُجدت فى السودان، مع خصال الشعب السودانى السودانى الرفيعة المعروفة، يستطيع أن يرفد السودان العالم بنموذج ديموقراطى لم يشهده هذا الكوكب من قبل. ومارأيك فى منحوتة جدنا خاليوت بن بعانخى قبل 7000 سنة القائلة:
(إنَّنى لا أكذب، ولا أعتدى على ملكية غيرى، ولا أرتكب الخطيئة، وقلبى ينفطر لمعاناة الفقراء، إنَّنى لا أقتل شخصاً دون جرمٍ يستحق القتل، ولا أقبل رشوة لأداء عمل غير شرعى، ولا أدفع بخادم استجارنى إلى صاحبه، ولا أُعاشر إمرأة متزوجة، ولا أنطقُ بحكم دون سند، ولا أنصب الشراك للطيور المقدسة "أو أقتلُ حيواناُ" مقدساً، إننى لا أعتدى على ممتلكات المعبد - الدولة، أُقدمُ العطايا للمعبد، إنَّنى أُقدم الخبز للجياع، والماء للعطشى، والملبس للعُرى. أفعلُ هذا فى الحياة الدنيا وأسير فى طريق الخالق، مبتعداً عن كلِّ ما يغضب المعبود، لكى أرسم الطريق للأحفاد الذين يأتون من بعدى فى هذه الدنيا وإلى الذين يخلُفُونهم وإلى الأبد). .
مع خالص شكرى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعا� (Re: Kabar)
|
احمد ..حبابك يا صديق كتر خيرك.. وسوف ادلي بتصور يدعم هذه الوجهة التي تذهب اليها ، ولكن قبل ذلك اسمح لي بالتعليق على نقطة ثانوية..وقد تكون غير مهمة..! كتب احمد حسين: Quote: ما أحوجنا إليك عزيزى الواثق صباح الخير – عليك من اللهِ الرحمات
غايتو يا احمد ، دي ابت تنبلع لي كلو كلو..!! الواثق ، عليه الرحمة ، كان مجرم عادي ومتردد سجون ، وبلطجي بالباب العديل ، فهل تريد ان تقنعني باننا نحتاج لمثل هؤلاء لإسترداد اموالنا المنهوبة؟..دي قوية يا صديقي.. كلامك سمح ، طبعا قاعد اتابع مقالاتك التي تتسم بالرزانة والدقة والجدية في محاولة الكشف عن العلل وتقديم تصور للمعالجات.. ولكن العبارة دي صعبة شديد..! هي مجرد ملاحظة.. كبر
الأستاذ كبر تحياتى،
أولاً، أشكرك كثيراً على القراءة والمتابعة وعلى إرفاد ما يعزز الأطروحة بعاليه (وسأناقش ذلك منفرداً)، وما أفيد أن نفتح نوافذَ للتثاقف حول مشاكلنا؛ فمرحى لنا بك.
ثانياً، فيما يتعلق بذكرى المتكرر للمرحوم الواثق صباح الخير (عليه من الله الرحمات وجعل اللهُ مستقره الفردوس الأعلى)، فهو لا يتجاوز عندى (أنا كطالب اقتصاد) رمزية إعادة توزيع الدخل؛ الأمر الذى عجزت عن فعله الإنتلجنسيا السودانية عبر الأنظمة المختلفة، مما أتاح لبعض رموز البروليتاريا الرَّثَّة أنْ تفعله فى حدود معرفتها بالأمر (Within its limit of know - how). خاصةً بعد ما تكشَّف للنَّاس من عدد الأسر التى فُجِعَتْ بموته أنَّ المرحوم الواثق صباح الخير كان يأخذ من الأغنياء ويرد على الفقراء والمساكين دون أن يأخذ لنفسه فوق كفافِها. وبالتالى فهو عندى كزعيم الشعراء الصعاليك عروة بن الورد الذى حين إتُّهِمَ بالخسة والمجون وجدوا أنَّه كان يسرق من الأغنياء ليُطعم الفقراء ويسدُّ جوعتهم، وعن مجونه أقسم أنَّه كان يحومُ ولا يَرِدْ.
هذا ما كان من شأن الواثق صباح الخير طيَّبَ الله ثراه..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعا� (Re: أيمن نواى على)
|
شكرا الاخ حسين احمد حسين على اضاء الجانب المظلم فى مسيرة الثورة السودانية القادمة ....اى مابعد سقوط الانقاذ ..... ما هو الهدف هل وقف الفساد ؟ ام استرداد الاموال المهربة ؟ ملخص ما اسلفت فى مقالك استرداد الاموال المهربة تحتاج الى تعاون الطرفين ...... لان الطرف الثالث يساوم ويماطل على بقاء الاموال داخل دولته سواء بى غرض التنمية او الاستلاء على تلك المبالغ الضخمة ..... اذن من الافضل ان نساوم الطرف الثانى الذى هرب الاموال لاسترادها الى داخل السودان . من ضمن الاسباب التى سوف تسقط الانقاذ عاجلا او اجلا عدم وجود السيولة النقدية وسببها تهريب الاموال وعدم استثمارها فى الداخل مما عطل الانتاج وقل الصادر وارتفعت الواردات على الصادرات مما زاد الحوجة الى الدولار لذا سوف يواصل ارتفاع الدولار الى ان تعجز الانقاذ وتسقط ..... وسوف يواصل الدولار الارتفاع حتى بعد سقوط الانقاذ اذا لم تجد الحلول الاسعافية العاجلة ... نفس هذه المشاكل سوف تواجه دولة ما بعد الانقاذ ..... عدم وجود السيولة وتراكم المديونات الخارجية...... ما تحاجه الدولة الوليدة الى دعم عاجل .... وهذا قد لا يتوفر بالسرعة المطلوبة لان استراد الاموال المهربة بواسطة القانون تحتاج الى فترة طويلة وقد نحصل جزء منها او لا نحصل شئ...... اما الدعم الخارجى من الدول قد تكون رمزية الى يتم معرفة نوايا الحكام الجدد .....اقصر الطرق لايجاد السيولة مساومة المهربين ثم الاعتماد على الرسمالين الوطنين لدفع حركة الانتاج ...... نحن الان فى وضع طارئ لا نحتاج الى الحلول التقليدية المتبعة من الحكومات السابقة بل نحتاج الى ثورة اقتصادية مختلفة وهذه هى احدى الاسباب التى نريد اسقاط النظام.
الأستاذ أيمن نواى على تحياتى وشكرى على التداخل،
الهدف يا عزيزى نواى هو إسقاط النظام بلا مواربة ليتوقف الفساد وليتوقف كل السوء الآخر؛ إذ بدون إسقاط النظام لن يتنظف جسد البلد من هذا السرطان. ومن ثم ننتقل للمرحلة الثانية وهى مباصرة استرداد المال المسروق؛ والموجود منه بالسودان سهلٌ استرداده، ولكن الموجود بالخارج هو المشكلة.
ولتعلم يا أستاذ نواى أن الإنقاذ ثانى أكبر مستثمر بأموالنا المسروقة فى أثيوبيا القريبة هذه بعد الصين؛ وعلى ذلك قِسْ أموالنا فى ماليزيا وقطر والأمارات ولندن وأمريكا وسويسرا والصين. وكما أسلفتُ فالبلد خاوية من الرساميل الخاصة والعامة، ومن الإستثمار الأجنبى وتحويلات المغتربين؛ وذلك ببساطة لأنَّه لا توجد بيئة للإستثمار بالداخل: مع الفساد، وغسل الأموال وعدم الأستقرار، والإنكشاف الإقتصادى، وتقلبات معدل التضخم.
وإذا سقط النظام فمعالجة المشكل الإقتصادى ليست صعبة، لأنَّ المشكلة سياسية وليست إقتصادية حتى وإن تعذر استرداد المال المسروق، وذلك بتوظيف الموارد المتاحة نحو التنمية - نحو القطاعات المنتجة، وبتكوين بنك السودادنيين العاملين بالخارج لتجميع مدخراتهم فى جهة واحدة للمساهمة فى المشروعات الحيوية بالبلد. وعبر هذا البنك يمكن توظيف معظم الأموال المسروقة فى مشاريع تنموية عملاقة دون مطالبة الحكومات الغربية لمطاردة السارقين. وبالطبع نحتاج أن نفكر استراتيجياً باتجاه هذا المشروع، إذ أنَّ التفكير الآنى المشغول بإسقاط النظام قد لا يرى نجاعة الفكرة، وربما خوَّنها. أما الدعم الخارجى فما عادت حكومات العالم الثالث تعتمد عليه بعد نهاية الحرب الباردة. كما أن الإستثمار الأجنبى سيحتاج لوضوح رؤية النظام الجديد، وهى قد تأخذ زمناً ليس بالقصير.
غير أنَّ الأخطر من ذلك كله هو أنَّ شرائح رأس المال السودانية خاصة الشريحة المهيمنة تتخذ من الفترات الإنتقالية والديموقراطية فترات لتحديد معالم موضع الهيمنة الجديد، ومن ثمَّ تنقض على الديموقراطية من جديد بواسطة عسكريين مغامرين تنتخبهم إنتخاباً لهذه المهمة (حزب الأمة/الشريحة الزراعية اختارت عبود، البورجوازية الصغيرة انحازت لنميرى، شريحة رأس المال المالى/الجبهة الإسلامية القومية انتخبت البشير). فهذه الشرائح كما كررنا كثيراً تنتفع بالديكتاتورية أكثر من إنتفاعها بالديموقراطية، خاصة حينما تعنى الديموقراطية توازن العملية الإنتاجية وديموقراطيتها واستدامتها ومنع ابتزاز واستغلال العمال والشرائح الضعيفة الأخرى (مل غنى غنىٌّ إلاَّ على حساب فقير). فالديكتاتورية تكفيهم مؤنة المطالبات الإحتجاجية والإضرابات الفئوية بمصادرة حق الإضراب والإعتصام، وإخصاء النقابات ومسخها فى شكل نقابة المنشأة.
إذاً، جذر الحلول الناجعة وأُسُّها لمنع أىِّ ديكتاتورية قادمة هو تكوين حلف من العناصر المنتفعة من الديموقراطية، المكافئ للشرائح الرأسمالية (الزراعية، التجارية، وشريحة رأس المال المالى الطفيلية) ليحملها على النهج الديموقراطي والتعود عليه بكل الوسائل الديموقراطية. هذا الحلف هو الحارس الوحيد للتغيير الشاخص الآن وللديموقراطية القادمة، هو الحارس الوحيد للتنمية المتوازنة المستدامة، هو الحارس الوحيد للثورة الوطنية الديموقراطية، ويُعضدد من وجوده بطبيعة الحال ويشد من أزره بنك السودانيين العاملين بالخارج.
مع خالص الشكر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعا� (Re: حسين أحمد حسين)
|
تخيلوا حجم الفساد السنوي لصوص وحرامية النظام الحاكم ...١٨ مليار دولار ....والمصيبة الكبرى انهم لا يخجلون من اعلان هذه السرقات وكانهم يعتزون بانهم يسرقون مال الشعب وقوت الشعب... والفساد اصبح شيئا عاديا لا يغضب الناس ولا يثيرهم ...بل ان اللص والحرامي هو الذي يجد التكريم ويجد فرصة الحصول على الوظائف رفيعة المستوى وكل مؤهلاته الولاء التام للسلطة والفهلوة من اجل سرقة المال العام وبناء القصور المنيفة داخل وخارج السودان وفتح الحسابات السرية بالعملات الصعبة في البنوك المصرفية في دول اسيا وامريكا الجنوبية...وهذا هو الذي يؤدي الى انهيار الاقتصاد السوداني الذي يحتاج الى كل دولار لاستيراد المواد الاساسية ...والسودان دائما يستورد ولا يصدر.. ...ان هذه السرقات والاموال المسروقة كانت كافية لسداد ديون السودان التي تبلغ مليارات الدولارات... عجبا لهؤلاء الناس كيف تاخذهم العزة باثمهم..اثم السرقة والنهب من مال الشعب المغلوب على امره... والله يديك الصحة والعافية...
| |
|
|
|
|
|
|
|