|
Re: على جمر الانتماء (Re: عليش الريدة)
|
عندما أكملت أربعة عشر عاما , أي قبل عامين , بدأ ولعي بجدي يفتر , وفي الواقع كان ولعي بالقرية جميعها هو الذي يفتر , لقد فقدت ذلك الشغف المحرك, وظهرت لي اهتمامات جديدة في المدينة ,أدمنت قراءة الروايات والقصص البوليسية , وأدمنت أيضا الذهاب إلى السينما سرا, ولم تكن الأمور مهيأة تماما لمباشرة تلك الاهتمامات في أيام الدراسة, لذلك كنت انتظر العطلة بفارغ الصبر حتى أجد المساحة الكافية لمزاولتها, ولهذا السبب فترت لدي رغبة الذهاب إلى القرية , ولكن لأن الأسرة كلها كانت تقضي أيام العطلة في القرية, لذا كنت مضطرا لأذهب معهم, وقد أضر شعوري بالاضطرار هذا بعلاقتي بجدي في العام السابق .. وكان هو قد لا حظ هذا التغيّر الذي طرأ فيّ, لكنه لم يضغط عليّ , وكنت بدوري أتهرب من الذهاب معه إلى المزرعة , ومضت أيام العطلة ثقيلة ومملة , حتى بقى منها أسبوع , وكنت سعيد بالفرج الذي اقترب , رغم أني سأعود للمدرسة ..ولكن قبل أن ينصرم ذلك الإسبوع بيومين , طلب مني جدي أن أذهب معه إلى المزرعة , فقمت بتجهيز الحمار الذي خصص لي لهذه الرحلة , ثم انطلقنا نحو المزرعة التي تبعد حوالي ساعة بسرعة مشي الحمار , وفي السابق كنا نقطع تلك المسافة بالأحاديث الممتعة والضحكات , لكن في ذلك اليوم بدت تلك المسافة بعيدة جدا ومملة.. وحدثني جدي دون مقدمات عن بعض شباب القرية الذين يتعاطون ( البنقو ),كان حديثا غامضا .. لذلك لذت بالصمت حتى وصلنا إلى المزرعة .
|
|
|
|
|
|