على جمر الانتماء

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 00:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-08-2015, 07:57 PM

عليش الريدة
<aعليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: على جمر الانتماء (Re: عليش الريدة)

    وعندما جاءنا خبر وفاته قبل أربعة أيام, سافرنا إلى القرية وعند وصولنا كان السرادق منصوبا, فتوجهنا إليه لتقبل وتقديم العزاء ,ثم دلفت بعد ذلك إلى جدتي , وعلى غير عادات قريتنا, كانت النساء يبكين في صمت ,لأن جدتي منعت النياحة والبكاء الفاحش, ورأيت عليها جلالة مهيبة بحزنها المرتسم على وجهها , وبثوب حدادها الأبيض, وبعد أن عزيتها عدت إلى سرادق الرجال مرة أخرى ..
    وعندما كنت في طريقي مع أسرتي للعزاء , كنت أظن أني أوفيت بقسم الغضب الذي أقسمته في العام السابق, وهو ألا أدخل إلى القرية أبدا طالما جدي موجود فيها ,لكني اكتشفت بعد وصولي أني كنت محنثا, فرغم أنه مات إلا أنه ما زال حاضرا في القرية.. لقد رأيته في عفو ماء الوضوء عندما يبل شفاه التراب العطشى, وفي لمعة هلال المئذنة عند ما ينزل عليه القمر.. وسمعت صوته في شهقة المجداف وهو يلاطم النيل ليدفع بالمركب للأمام , وفي خرير الشاي عندما يصب في الأكواب ... وشممت رائحته في خلاصة عجين الكسرة الخمّار, وفي روث البقرة الطازج..
    إن القرية لا تستطيع أن تقوم من دون جدي, إلا إذا قام البالون من دون هواء.
    وبعد أن أمضينا ثلاثة أيام, قرر أبي أن يرسلنا إلى المدينة, فودعنا جدتي وذهبنا نحو العربة, لكنها استبقتني وقالت هامسة: تعال معي.
    وأدخلتني إلى غرفتها , كان قلبي يدوي بعنف, ورجلاي ترتجفان.. قالت :ترك لك جدك شيئا .
    وأخرجت ساعة جدي, التي كانت أكثر أملاكه عنده احتراما، ومدتها لي قائلة : هي أوسع من ذراعك, لذلك ضعها في جيبك حتى تصل إلى المدينة.
    وضمتني مودعة, فتشبثت بها بقوة, وحاولت أن تفلتني , لكني كنت كالغريق الذي يوشك أن يغوص بمنقذه.. وبكيت مثلما تهبط الطائرة التي تعطلت كوابحها في الجو.. وحاولت أن تفلتني بقوة أشد, كانت تتمتم بأشياء عن الرب الكريم عز وجل, وعن النبي الحليم عليه الصلاة والسلام , وعن الجنة التي حُرّم عليها الحيرة والأحزان, لكني لم أفلتها..فاستسلمت أخيرا, وروينا الصحارى الظمأى بوابل الدمع الفجيع.

    وأنا أختم مذكراتي لهذا اليوم بسؤال بديهي: هل أحفظ ساعة جدي إلى أن تصبح في مقاس ذراعي ثم ارتديها, أم أعدلها لتنا سبني الآن؟
    أعتقد أني سألجأ للخيار الثانى, وذلك لأمر بديهى أيضا,و هو أن ذراعي لن تملأ فراغ سوار ساعة جدي ولو عشت أضعاف عمره.
    تمــــــــــــــــــــــــــــــت
                  

العنوان الكاتب Date
على جمر الانتماء عليش الريدة12-07-15, 06:47 PM
  Re: على جمر الانتماء عليش الريدة12-07-15, 07:45 PM
    Re: على جمر الانتماء عليش الريدة12-08-15, 05:31 AM
      Re: على جمر الانتماء عليش الريدة12-08-15, 10:04 AM
        Re: على جمر الانتماء عليش الريدة12-08-15, 06:56 PM
          Re: على جمر الانتماء عليش الريدة12-08-15, 07:57 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de