إقليم دارفور له خصوصيته وهو ليس كمثل بقية أقاليم السودان حيث أنه يمتلك ذات التنوع الذي يميز السودان الوطن الأم. الإقليم تحت مسماه الذي أخذه من اسم آخر سلطنة حكمت الإقليم بحدوده الحالية وصهرت مكوناته الإثنية حتى صارت هنالك هوية موحدة لوجدان هذه المكونات بوجود ثقافة وفلكلور و لهجة مميزة لسكانه جميعهم. الإقليم (السلطنة) سابقاً لا يحتاج منا أن ندلق هذه الكمية الكبيرة من الحبر في شأن أن يكون واحداً أو لا يكون لأنه وبكل بداهة هو اصلا اقليما واحداً بحكم التاريخ والجغرافيا. حكومات المركز او كما يسمون أنفسهم خطأً (الدولة العميقة في السودان ) لا يريدون تنوعا ولا تميزا ولا تفردا لأي كان. والدليل على ذلك إدخال مثل هذه الأجندات في جميع المسودات التي تعنى بحلحلة قضايا المناطق الثلاث التي أظهرت طموح وحراك ثوري في سبيل تحقيق وضعية تحترم خصوصيتها وحقها في أن تكون غير (مندغمة ) في ماعون الدولة المركزية القابضة و الكافرة بحق الآخرين في أن يكونوا آخرين. دخولنا نحن أبناء دارفور في جدل وغلوطية أن يكون الإقليم واحداً أو أقاليم متعددة لهو الورطة بعينها لأننا بهذا المسلك نكون قد حققنا هدف الطرف الآخر وهو المركز في مشروعه القديم في تطويع كل الأطراف البعيدة واخضاعها قسراً لرؤيته التي لا تعترف بالآخر. من المعلوم أن الوسطاء والمسهلون والسماسرة في أي عملية سياسية كانت أم تجارية همهم الأوحد هو تحقيق مصالحهم ومصالح من يقف خلفهم. الوساطة القطرية كان أكبر همها تحقيق هدف الحليف وليس أهداف الغبش والمساكين قاطني المعسكرات والدليل عل قولنا هذا أنه وبعد مرور اربع سنوات من توقيع مسودة الدوحة لم يجني العجزة والمسنين و الأطفال والنساء في معسكرات زمزم وابوشوك وكلمة ثمرة هذه المسودة التي تعنى بهم بالدرجة الأولى. الأمر الأهم هو وجوب عدم تجاهلنا لاخوتنا الذين ما زالوا يحملون السلاح و أولئك الذين يقفون في صف الممانعة المدنية لأن الحل دون وفاق يجمع هؤلاء وأولئك يعتبر حرث في البحر. هنالك قضية حدودية صنعها هذا النظام سوف تكون عقبة كاداء في طريق أبناء دارفور الصادقين في تبني قضايا أهلهم وهي قضية منطقة كرب التوم في الحدود الشمالية لإقليم دارفور و حدود الإقليم مع مصر وليبيا حيث أن هذا النظام قام بضم جزء كبير من الجزء الشمالي للاقليم إلى الولاية الشمالية و أفقد الإقليم حدوده مع مصر. انا كواحد من أبناء هذا الإقليم لا أرى أن هنالك ضرورة لتعريف المعرف ولا يوجد سبب لأن نتحاور في أن يكون الإقليم واحداً أم أقاليم عدة. الذين يتحدثون عن إيجاد مسوغ و تشريع لتقسيم الإقليم هم بذلك يدمرون حضارة و كيان جمعهم عبر السنون و بذلك يحققون رغبة المركز الذي يسمي نفسه بالعميق في القضاء على أي يافطة تجمع بعض من أهل السودان تحت مظلة تحفظ ارثهم و خصوصيتهم. هنالك حقيقة واضحة يتعامى عنها الانتهازيون في حراك دارفور وهي أن أي إقليم بعد أن يحصل على كيانه الخاص به من حقه أن يختار لنفسه الاسم الذي يريده, مثلاً ممكن لإقليم شرق دارفور مجازا أن يسمي نفسه إقليم السافنا أو بحر العرب و بذا يكون قد نسف الاسم الجامع الذي جمعنا و خلق لنا هذا الزخم العالمي والمحلي و أرغم النظام المركزي على الإعتراف بنا كأمة وشعب له حضارة ضاربة في القدم بل أقدم من الدولة الحديثة في السودان التي وضع لبنتها (كتشنر ).خلاصة قولي أن من يتراخى في الحفاظ على كيان إقليم دارفور داخل الوطن الأم السودان هو كمن يدمر بيت أبيه وأمه بيده .....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة