|
Re: النصب التذكاري (Re: درديري كباشي)
|
النصب التذكاري 5 رغما ان المشوار كان طويلا من حدود مدينة سنار حتى الخرطوم .. الا ان احد منهم لم يشعر بالملل وطول الطريق .. لانهم في معية هذا الرجل الغريب والذي كلما تحدث تولدت الدهشات في وجوههم .. وكلما ابصر هو شئ جديد تعجب واندهش وعلق عليه .. فهو تفاجا بمكيف السيارة وبالاستريو .. وبالجوالات والساعات .. وهذه الدابة ذات المجالس المريحة والتي تسير بسرعة عشرات الحصين دون ان تتعب او تكل .... وكان من ينعس منهم ياخذ غفوة ثم يعود للحوار مع ابو عمرو ... حاولوا هم ان يسالوه عن حياتهم وبيوتهم وملابس النساء كيف كانت .. وهل كن كاشفات الوجوه .. والمباني هل كانت عدة طوابق .. وهو كان يرد رغما ان ردوده كان فيها نوع من التردد .. الا انهم عزوا ذلك الى طول النومة التي تجاوزت الخمسمائة عام وفاق فيها حتى اهل الكهف في نومتهم الاولى التي بلغت ثلاثمائة سنة وتسع ,, لكن فجاه خطر سؤال لعاطف والذي قلنا هو اجبنهم .. وهمس في اذت عصام سائق الحافلة . عاطف : عصام نحن قربنا ندخل الخرطوم .. تفتكر اخينا دا حانوديه وين ؟؟؟ عصام ـ تقصد شنو نوديه وين ؟؟ عاطف : يعني اول ما نوصل الخرطوم نفتح الباب نقول له انزل يا عم خلاص وصلنا ؟؟ عصام : كلامك مظبوط ثم هو راح يمشي وين ؟؟ اصلا نحن ما فكرنا في الموضوع دا .. معناها لازم ننزله في بيت واحد مننا ... عاطف : انا غايتو اوعى تطلب مني طلب زي دا .. لانه دا لو دخل معاي البيت البيت كله حايصرخ حتى ابوي ذاته .. انت عارف نحن عايلة خوافة ممكن ضب يجهجهنا .. انضم للحوار خالد : يا اخوانا مالكم انتو بتوسوسو مالكم في شنو .. عصام : نحن بنتناقش في موضوع ابو عمرو لو دخلنا الخرطوم حا نوديه وين ؟؟؟ خالد : ما نوديه المتحف .. عصام : متحف شنو ؟؟ انت مجنون ؟؟ زول حي لحم ودم توديه المتحف ؟؟؟ خالد : مش هو قال جايي من التاريخ .. عاطف : شوفو هنا كلام التاريخ والجغرافيا دا صاح نحن صدقناه وشال فينا لكن هناك ما في زول حايفهم الكلام دا .. الناس حيكونوا شايفين بني ادم لابس ملابس غريبة وشعره منكوش زي الشيطان وشايل اسلحة بيضاء .. عندنا واحد من اثنين يا مجنون يا ممثل . وانضم عثمان ايضا للحوار بعد ان كان في غفوة : يا شباب في شنو مالكم تتهامسوا بتتامروا على مين ؟؟ خالد : تعال فكر معانا يا عبقري انت .. نحن بعد ما ندخل الخرطوم عمنا دا راح نوديه وين ؟؟؟ بيوتنا ما في طريقه لانه اهلنا ماراح يصدقوا مكنة التاريخ دي وحيكونوا متوترين ويوترونا معاهم .. الجهات الرسمية نحن داخلين الخرطوم بالليل ومافي مكتب فاتح ... عثمان : بسيطة نسلمه اقرب مركز للشرطه .. عصام : يا راجل حرام عليك عايز الجماعه يسجنوه بلا ذنب ويمكن يعذبوه كمان عشان يعترف .. عاطف : ويعترف بشنو .. ؟؟؟؟ عصام : انا عارف ما اي شخص يمسكوه يعذبوه عشان يعترف .. عاطف : ايوه فهمنا بس يعترف بشنو؟ .. عصام : وانت مالك حاكيها هم راح يلقوا الحاجة اليخلوه يعترف بها ما البلد مليانة جرائم محتاجة لمعترفين اجانب فقط زي الاندية مش فيها محترفين اجانب؟ .. كمان مراكز الشرطة عايزة معترفين اجانب . عثمان : طيب الحل شنو في رايكم ؟؟؟ في هذه اللحظة صحى ابو عمرو من غفوته ايضا .. ويبدو انه فهم جزء من حوارهم لانه بدا مركز العينين .. ليقطع حديثهم بعد ان لاحت في الافق انوار العاصمة : يا اخوة انا اقترح عليكم ان توقفوا هذه الدابة ودعوني اترجل هنا .. هموا جميعا باندهاش كانه حل هبط عليهم من السماء : أتنزل هنا ؟؟؟؟ ابو عمرو : انا حاسس ان وجودي بينكم سيسبب لكم بعض المشاكل فدعوني اشق طريقي في الظلام عسى ان اصل مدينة الناصر صلاح الدين .. عصام اراد ان يتدخل لولا ان مسك عاطف فمه.. وقال يا عصام اوقف هنا خلي عمنا ينزل ويشق طريقه في الظلام .. ونحن مالنا يمكن يلاقي صلاح الدين هو عارف طريقه كويس .. وفعلا تتوقف الحافلة .. ولان المنظر بدا مؤثرا .. تناول ابو عمرو ادواته وبدا يهديها لهم وقال لعاطف خذ مني هذا الرمح على سبيل الذكرى يا عاطف حتى يذكرك بحادثة الارنب . وها ها ها ضحك . وانت يا عصام خذ مني هذا الدرع وانت يا خالد لك هذا السيف وانت ياعثمان لك مني هذا القوس .. حتى لاتظنون انكم تحلمون وانما انا كنت واقع معاش بينكم .. عصام : وماذا تركت لنفسك يا ابو عمرو لتدافع به عنها . ابو عمرو : تكفيني هذه المدية في صنع طعامي والدفاع عن نفسي .. وبادل الاصدقاء ابو عمرو وفاء بوفاء .. اذ كل من معه موبايل اهداه له ومن معه ساعة كذلك بل عاطف يمتلك ساعة غاليه قال هذه الساعة يجب ان يقدمها لصلاح الدين شخصيا اذا قابله .. وكذلك اعطوه باقي الطعام لانهم لا يحتاجونه .. ونزل ابو عمرو وولج في الظلام وهو يلوح لهم بالوداع وهم كذلك .. وتحركت السيارة تقطع الكيلومترات الباقية نحو العاصمة ... :نزل الرجل الغريب ابو عمرو من سيارة الاصدقاء بعد ان تبادل معهم الهدايا العصرية التي يحملونها بهداياه الاثرية التاريخية ... وذهب وترك الحسرة في نفوسهم بعد ان اعتادوا عليه اضافة لاضطرارهم تركه في هذا الظلام الدامس .. رغما عن ان عثمان كانت له لمبة كشافة تعمل بالشحن على بطارية السياره اعطاها له من ضمن الهدايا .. الا ان كل ذلك لم يخفف عليهم عبئ الاحساس بالذنب من جراء تركه في هذا الظلام الحالك رغما عن بعده عدة كيلومترات فقط من العاصمة .. لزم الجماعة الصمت كل واحد يعيد في ترتيب القصة في ذاكرته بصورة تجعلها مقبولة وطبيعية دون ان يصفهم احد بالمبالغة اوالخيال .. الا ان قطع الصمت عاطف كالعادة عاطف : انتو يا اخوان نحن حانحكي لاهلنا قصة ابو عمرو دي كيف ما في واحد راح يصدق اننا قابلنا رجل من زمن صلاح الدين الايوبي .؟؟ عصام : نحكيها عادي ونحن معنا ادلة اثرية على انه قصتنا حقيقية والحمد لله معنا ادلة . عاطف : طيب افرض انه ما صدقونا وقالوا الاغراض ممكن تشتروها من اي عربي من الخلا .. خالد : انا كنت صورته بجوالي عدة صور ممكن نوريهم الصور .. عاطف : نعم يا حبيب ؟؟؟ وجوالك وين ما هديته له مع الهدايا ؟؟ خالد : ايوا صاح الجوال شالو معاه وكمرة الفيديو غايتو دا لو رجع للزمن القديم حيكون اكبر ساحر في بلاط الناصر صلاح الدين .. عثمان : انا من رايي انه ما نحكي القصة خالص ونموت بالموضوع ونتحدث عن رحلتنا العادية ؟؟ عاطف : لييه ما انحكي القصة .. عثمان : لانه تعرفوا انه المنطقة دي مشهورة بزراعة الحشيش والمخدرات ولو نحن حكينا اي قصة وهمية ورجل نام خمسمائة سنة وصحى لقانا قدامه واتخلع من العربية الجماعة حيفتكروا انه نحن اتعاطينا مخدرات وحاتجينا في روحنا فاحسن حل انه نحن ننسى القصة دي خالص .. عصام : تعرفوا عثمان معاه حق .. وانا من قبيل احاول اقلب القصة في راسي عشان تكون معقولة واتصدم بالطريقة المفروض نحكي بيها القصة لانه فيها مبالغة ما في احد يقبلها وهي حكاية نومة الخمسمائة سنة . اخيرا اتفق الجميع على ان ينسوا القصة مكتفين بالهدايا التي احتفظوا بها والتزموا الصمت من جديد الى ان دخلت السيارة العاصمة وبدا عصام يوزعهم على بيوتهم واحدا تلو الاخر .. الى ان عد اسبوع كامل منذ عودتهم من الرحلة .. يتبع
|
|
|
|
|
|
|
|
|