|
Re: قلب الرواية (Re: جورج بنيوتي)
|
سلام فور اول بدون فرز
وسلام خاص مربع الى درش
تاريخ الريفيو هو 27 فبراير 2009.
و بناء على طلبك سأنشر "قبساً"، من "قراءة يمنى العيد الخاطئة" في مرحلة الكتابة الثانية.
(6) كما ذكرنا سابقا فان يمنى العيد لم تلق بالا إلى أن مصطفى سعيد يخفي شخصيته الحقييقية ولذلك كان يحاول تقمص دور المزارع،بل و انساقت إلى مزاعمه مثل قوله للراوي بعدم حاجتهم للشعر. وترى عدم الحاجة تلك ممثلة لثقافة مختلفة عن ثقافة الراوي،تقول "في الحوار الذي دار بين الراوي ومصطفى سعيد يظهر هذا الحد بين ثقافة كل منهما،يقول مصطفى جازما وواضحا "نحن هنا لا حاجة لنا بالشعر"-يمنى العيد،1985،ص241 .وفي سياق آخر تقول عن الشعر والهندسة والطب "لو أنك درست علم الزراعة أو الهندسة أو الطب لكان خيرا (ص 13)إن العلوم التي تحدث تغيرا في مادية المجتمع هي خير،في نظر مصطفى،لأنها هي التي تحتاجها القرية لتنتقل إلى زمن آخر،وهي بذلك السبيل الضروري لرفعة الوطن"-يمنى العيد،1985،ص . وقالت في نفس السياق أي تغليب الهندسة والزراعة والطب على الشعر"إنما العلم (ولنلاحظ أنه لم يقل الثقافة مثلا)مهما كان،ضروري لرفعة الوطن"(ص 13)العلم،لا الأدب ولا الشعر-العلم بشكل عام،هو المعادل لفكر آخر ولثقافة أخرى في زمن آخر مغاير للذي كان وللذي يستمر به الراوي"-يمنى العيد،1985،ص 243.ولم تنتبه كناقدة أن مثل هذا الاستنتاج عن تطور الشعوب يمكن أن ينطبق على ما تكتبه من نقد ليصير الأمر ببساطة "نحن هنا لا حاجة لنا بالنقد".يمنى العيد انساقت وراء محاولات مصطفى سعيد لتقمص دور المزارع،ومن ضمن ذلك كلامه حول عدم جدوى الشعر.لم تلتفت يمنى العيد إلى الإشارات الكثيرة الواردة في الرواية حول علاقة مصطفى سعيد الحميمة و الوثيقة بالشعر وأيضابالرسم.
من محاولاته لتقمص دور المزارع الذي لا يفهم في أمور الشهادات الأكاديمية،يقول مصطفى للراوي متصنعا"قالوا إنك نلت شهادة كبيرة-ما ذا تسمونها؟الدكتوراة؟-الطيب صالح،1988،ص 19.وللتدليل أكثر على ذلك التقمص يقول للراوي بصيغة الجمع "لكن نحن مزارعون نفكر فيما يعنينا"نفس الصفحة.وقد تحدث الراوي عن تمثيل مصطفى سعيد لدور المزارع حين قال"مصطفى سعيد كان يحضر الصلوات في المسجد بانتظام.لماذا كان يبالغ في تمثيل ذلك الدور المضحك؟-الطيب صالح،1988،ص 74.ومصطفى سعيد نفسه يعلم أنه يتقمص شخصية غير شخصيته الحقيقية حين قال للراوي"خفت أن تذهب و تتحدث إلى الآخرين.تقول لهم أنني لست الرجل الذي أزعم فيحدث...يحدث بعض الحرج،لي ولهم.لذا فان لي عندك رجاء واحدا.أن تعدني بشرفك،أن تقسم لي بأنك لن تبوح لمخلوق بشيئ مما سأحدثك به الليلة"-الطيب صالح،1988،ص 27.
سنورد مقتطفات طويلة من الرواية لاثبات علاقة مصطفى سعيد الوثيقة بالشعر.و هذا الايراد المطوّل قصدنا منه أن ننبه أن يمنى العيد فات عليها كل هذا الكم الهائل من الإشارات عن علاقة مصطفى سعيد الحميمة بالشعر.فقد قرأ مصطفى سعيد بعد أسبوع من لقاء الراوي به،قصيدة من قصائد الحرب العالمية الأولى تقول: هؤلاء نساء فلاندرز ينتظرن الضائعين، ينتظرن الضائعين الذين أبدا لن يغادروا الميناء، ينتظرن الضائعين الذين أبدا لن يجيئ بهم القطار، إلى أحضان هؤلاء النسوة ذوات الوجوه الميتة، ينتظرن الضائعين،الذين يرقدون موتى في الخندق في الخندق والحاجز و الطين في ظلام الليل. هذه محطة تشارنغ كروس.الساعة الآن جاوزت الواحدة. ثمة ضوء ضئيل ثمة ألم عظيم. --الطيب صالح،1988،ص ص 23-24.
وفي مقطع من الرواية قال مصطفى سعيد"أقرأ الشعر،و أتحدث في الدين والفلسفة،وأنقد الرسم،و أقول كلاما عن روحانية الشرق"-الطيب صالح،1988,ص 39.وفي الصفحة السابقة يقول عن علاقته بمسز روبنسون"تعلمت منها حب موسيقى باخ،و شعر كيتس،وسمعت عن مارك توين لأول مرة منها .لكنني لم أكن أستمتع بشيئ".وقد وجد الراوي في غرفة مصطفى سعيدالمستطيلة،المثلثة السقف،الخضراء النوافذ،دواوين لشعراء لم يسمع بهم الراوي من قبل،بالرغم من أنه قد حضّر رسالة الدكتوراة عن شاعر انجليزي مغمور.-الطيب صالح،1988،ص 144.
و قال مصطفى سعيد عن لقائه بآن همند"و كنا نقف على الحانات في الطريق،و نشرب خمر التفاح أحيانا و البيرة أحيانا،و النبيذ الأحمر و النبيذ الأبيض، وأحيانا نشرب الويسكي.ومع كل كأس أقرأ لها من شعر أبي نواس.قرأت لها: أما يسرك أن الأرض زهراء والخمر ممكنة شمطاء عذراء ما في قعودك عذر عن معتقة كالليل والدها و الأم خضراء بادر فان جناح الكرخ مونقة لم تلتقفها يد للحرب عسراء ثم واصل قائلا: و كأس كمصباح السماء شربتها على قبلة أو موعد للقاء أتت دونها الأيام حتى كأنها تساقط نور من فتوق سماء ثم أردف مواصلا: اذا عبأ أبو الهيجاء للهيجاء فرسانا وسارت راية الموت أمام الشيخ اعلانا و شبت حربها و اشتعلت تلهب نيرانا جعلنا القوس أيدينا و نبل القوس سوسانا فعادت حرنا أنسا وعدنا نحن خلانا اذا ما ضربوا الطبل ضربنا نحن عيدانا لقتيان يرون القتل في اللذة قربانا و منشأ حربنا ساق سبا خمرا فسقانا يحس الكأس كي تلحق اخرانا بأولانا ترى هناك مصروعا و ذا بنجر سكرانا فهذي الحرب لا حرب تغم الناس عدوانا بها نقتلهم ثم بها ننشر قتلانا -الطيب صالح،1988،ص ص 151-152.
وقد كان مصطفى سعيد ينظم الشعر ،وفي ذلك يقول الراوي"ووجدت قصيدة بخط يده.اذن كان يعالج الشعر أيضا،وواضح من كثرة ما شطب فيها و بدّل وغيّر في كلماتها أنه كان يحس برهبة أمام الفن.ها هي ذي: عربدت في الصدر آهات الحزين و دموع القلب فاضت من تباريح السنين ورياح عصفت بالحب و الحقد الدفين وبقايا صلوات ضمها الصمت العميق هينمات و دعاء و نواح و زعيق و غبار و دخان غم للساري الطريق ونفوس مطمئنات و أخرى هلعة و جباه صاغرات و أخرى ..........
ثم يعلق الراوي على البيت الناقص قائلا"و لا بد أن مصطفى سعيد قضى ساعات طويلة يبحث عن الكلمة التي يستقيم بها الوزن".وقد استهوت تلك المعضلة الراوي،فتوصل في آخر الأمر،إلى رأيه في محاولة مصطفى سعيد الشعرية "إنها قصيدة ركيكة على أي حال قائمة على الطباق و المقارنات.ليس فيها احساس صادق ولا انفعال حقيقي.وهذا البيت ليس أسوأ من بقية الأبيات".و استنادا على رأيه في النص الشعري قال الراوي"شطبت البيت الأخير وكتبت محله "و خدود صاغرات و جباه خاشعة"-الطيب صالح،1988،ص 160.
وإضافة لممارسته للكتابة الشعرية،كان مصطفى سعيد يمارس الرسم أيضا.و قد قال الراوي وهو يقلب أوراق مصطفى سعيد "وفتحت ملفا فوجدت أوراقا كثيرة وسكتشات ورسومات.كان اذن يعالج الرسم و الكتابة.الرسوم جيدة وتنم عن موهبة"-الطيب صالح،1988،ص ص 158-159.يتحدث الراوي عن رسوم مصطفى سعيد عن الريف الانجليزي أشخاص من قرية "ود حامد"،يقول "الرسوم جيدة تنم عن موهبة.رسوم بالألوان لمناظر في الريف الانجليزي تتكرر فيها أشجار البلوط و الغدران والأوز.وسكتشات بقلم الرصاص لمناظر و أشخاص من قريتنا.بالرغم من كل شيئ لا يسعني إلا أن أعترف بمهارته الفائقة"-الطيب صالح،1988،ص 159.وفي نفس الصفحة تحدث الراوي عن رسوم مصطفى سعيد لوجوه من "ود حامد" قائلا"بكري و محجوب وجدي وود الريس وحسنة و عمي عبد الكريم وغيرهم.وجوههم تطالعني بتعبيرات عميقة طالما أحسستها ولكنني لم أكن قادار على تحديدها.وقد رسمها مصطفى سعيد بوضوح رؤية و بعطف يقرب من الحب.ووجه ود الريس يتردد أكثر من الباقين.ثمانية رسوم لود الريس في تعابير مختلفة" ثم يسأل الراوي "لماذا اهتم بود الريس كل هذا الاهتمام".هل كانت تلك تنبؤات عن قتل قادم؟نلاحظ من كلام الراوي في تذوقه التشكيلي لرسومات مصطفى سعيد لوجوه من "ود حامد"،أنه كما قال الراوي قد رسمها "بعطف يقرب من الحب"،و هذا على النقيض من حديث يمنى العيد عن زمن مصطفى سعيد المختلف عن زمن القرية،يؤكد أنه اندمج ولو عاطفيا مع زمن القرية و أنه يكن لأهل القرية حبا كبيرا.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
قلب الرواية | mustafa mudathir | 10-11-15, 08:34 AM |
Re: قلب الرواية | مني عمسيب | 10-11-15, 08:47 AM |
Re: قلب الرواية | محمد على طه الملك | 10-11-15, 01:05 PM |
Re: قلب الرواية | درديري كباشي | 10-11-15, 03:38 PM |
Re: قلب الرواية | mustafa mudathir | 10-11-15, 04:30 PM |
Re: قلب الرواية | جلالدونا | 10-11-15, 05:53 PM |
Re: قلب الرواية | بله محمد الفاضل | 10-11-15, 06:29 PM |
Re: قلب الرواية | بله محمد الفاضل | 10-11-15, 06:30 PM |
Re: قلب الرواية | mustafa mudathir | 10-11-15, 09:11 PM |
Re: قلب الرواية | mustafa mudathir | 10-12-15, 00:52 AM |
Re: قلب الرواية | mustafa mudathir | 10-13-15, 02:06 AM |
Re: قلب الرواية | بله محمد الفاضل | 10-13-15, 09:35 AM |
Re: قلب الرواية | محمد على طه الملك | 10-14-15, 02:00 PM |
Re: قلب الرواية | درديري كباشي | 10-15-15, 06:11 AM |
Re: قلب الرواية | mustafa mudathir | 10-25-15, 02:36 AM |
Re: قلب الرواية | معاوية الزبير | 10-25-15, 03:17 AM |
Re: قلب الرواية | طه جعفر | 10-25-15, 12:53 PM |
Re: قلب الرواية | mustafa mudathir | 10-25-15, 07:23 PM |
Re: قلب الرواية | mustafa mudathir | 10-26-15, 04:01 PM |
Re: قلب الرواية | أبوبكر عباس | 10-26-15, 05:41 PM |
Re: قلب الرواية | محمد كابيلا | 10-26-15, 06:49 PM |
Re: قلب الرواية | osama elkhawad | 10-26-15, 10:43 PM |
Re: قلب الرواية | mustafa mudathir | 10-27-15, 01:25 AM |
Re: قلب الرواية | أبوبكر عباس | 10-27-15, 06:46 AM |
Re: قلب الرواية | محمد عبد الله حرسم | 10-27-15, 08:51 AM |
Re: قلب الرواية | جورج بنيوتي | 10-27-15, 09:28 AM |
Re: قلب الرواية | osama elkhawad | 10-27-15, 04:21 PM |
Re: قلب الرواية | محمد على طه الملك | 10-27-15, 06:11 PM |
Re: قلب الرواية | أبوبكر عباس | 10-27-15, 06:21 PM |
Re: قلب الرواية | محمد على طه الملك | 10-27-15, 07:07 PM |
Re: قلب الرواية | أبوبكر عباس | 10-27-15, 08:29 PM |
Re: قلب الرواية | osama elkhawad | 10-28-15, 02:51 AM |
Re: قلب الرواية | mustafa mudathir | 10-28-15, 05:01 AM |
Re: قلب الرواية | محمد على طه الملك | 10-28-15, 03:04 PM |
Re: قلب الرواية | سيف اليزل الماحي | 10-28-15, 03:28 PM |
Re: قلب الرواية | mustafa mudathir | 10-28-15, 03:51 PM |
Re: قلب الرواية | osama elkhawad | 10-28-15, 03:56 PM |
Re: قلب الرواية | طه جعفر | 10-30-15, 02:33 AM |
Re: قلب الرواية | آدم صيام | 10-30-15, 03:52 AM |
Re: قلب الرواية | محمد عبد الله الحسين | 10-30-15, 05:03 AM |
Re: قلب الرواية | جلالدونا | 10-30-15, 05:49 AM |
Re: قلب الرواية | osama elkhawad | 10-30-15, 04:11 PM |
Re: قلب الرواية | محمد على طه الملك | 10-30-15, 06:13 PM |
Re: قلب الرواية | osama elkhawad | 10-30-15, 08:55 PM |
Re: قلب الرواية | mustafa mudathir | 10-31-15, 01:20 PM |
Re: قلب الرواية | osama elkhawad | 10-31-15, 04:34 PM |
Re: قلب الرواية | محمد عبد الله الحسين | 10-31-15, 06:52 PM |
Re: قلب الرواية | محمد على طه الملك | 10-31-15, 10:35 PM |
Re: قلب الرواية | mustafa mudathir | 11-01-15, 02:12 AM |
Re: قلب الرواية | osama elkhawad | 11-01-15, 05:07 AM |
Re: قلب الرواية | محمد على طه الملك | 11-01-15, 04:03 PM |
Re: قلب الرواية | محمد عبد الله حرسم | 11-01-15, 05:09 PM |
Re: قلب الرواية | osama elkhawad | 11-02-15, 07:30 AM |
Re: قلب الرواية | محمد على طه الملك | 11-02-15, 10:39 AM |
Re: قلب الرواية | osama elkhawad | 11-07-15, 03:11 PM |
Re: قلب الرواية | mustafa mudathir | 11-08-15, 00:47 AM |
Re: قلب الرواية | معاوية الزبير | 11-08-15, 03:02 AM |
Re: قلب الرواية | محمد على طه الملك | 11-08-15, 04:00 AM |
ضد استعمال الطيب صالح | osama elkhawad | 11-08-15, 07:19 PM |
شهادة زوجة عبدالله الطيب عن "موسم الهجرة إلى الشمال" و"مصطفى سعيد" | osama elkhawad | 11-08-15, 11:23 PM |
Re: شهادة زوجة عبدالله الطيب عن andquot;موسم الهجر | محمد على طه الملك | 11-09-15, 01:58 AM |
Re: شهادة زوجة عبدالله الطيب عن andquot;موسم الهج | osama elkhawad | 11-09-15, 04:39 AM |
الحياة الشخصية للمؤلفين ونصوصهم :درس "جين مورس" و"أمبارو" | osama elkhawad | 11-10-15, 08:33 PM |
Re: الحياة الشخصية للمؤلفين ونصوصهم :درس andquot;ج | mustafa mudathir | 11-11-15, 02:55 AM |
Re: الحياة الشخصية للمؤلفين ونصوصهم :درس andquot; | osama elkhawad | 11-11-15, 07:54 PM |
Re: الحياة الشخصية للمؤلفين ونصوصهم :درس andquot; | osama elkhawad | 11-11-15, 10:22 PM |
Re: الحياة الشخصية للمؤلفين ونصوصهم :درس andquot; | محمد عبد الله حرسم | 11-12-15, 11:06 AM |
|
|
|