|
Re: حوادث مميتة : مقتل طفل في منتزه و مقتل نظا� (Re: نعمات عماد)
|
رحم الله طفل القطار ونظامي المطار وأسكنهما الفردوس. ...................................... صياغة الأخبار في صحفنا (إلا ما رحم ربي) ضعيفة، من حيث عناصر الخبر وصياغته وتنسيقه. وأراها دائماً أقرب إلى ما اصطُلح على تسميته "الشمار". وأعرف أن علة صحافتنا مزمنة.. وتحتاج إلى أوراش وعمليات جراحية... وغرف عناية مكثفة، ولكني سأستغل هذين المثالين، لإضاءات بسيطة يمكن أن تُحدث فرقاً. ...................................... الخبر الأول: عبارة عن جملة واحدة تتكون من 54 كلمة في ثمانية أسطر، لا فاصلة ولا عارضة ولا نقطة إلا تلك التي في نهاية الخبر. الأسطر الثمانية فيها نحو 17 خطأ ما بين طباعي وإملائي. كذلك الهمزة والمد غائبتان تماماً. وربما وجدنا لهم العذر حيث يراهما كثيرون زيادة في الكلمة و"فلهمة" وتقعُّراً في الكتابة ـ لو صح التعبير. الهمزة الوحيدة موجودة في العنوان! الخبر الثاني: غاب أهم عنصر في الخبر وهو: القاتل! أعرف أنه مجهول، وهذا بالضبط ما تجب الإشارة إليه. وما دام مجهولاً فقد كان الأصوب أن يُشار إلى أنه "وُجد مقتولاً" برصاصة في الرأس. "قُتل" توحي بمعرفة القاتل أو كيفية قتله ـ على الأقل. أيضاً الإشارة إلى العثور على السلاح الذي كان يحمله النظامي قي غياب أي عناصر أخرى ترجح فرضية وقوع اعتداء (عمل إجرامي)، تسوق القارئ باتجاه شبهة عمل انتحاري. وبما أن هذا "خبر" و ليس عملاً قصصياً fiction، نترك فيه مساحات بيضاء ليملأها القاري من خياله، فأنا ـ كقارئ ـ اتوقع (وأريد) أن يقولوا لي كل شيء، بما فيها أن دوافع وأسباب وكيفية حدوث ما حدث ما تزال مجهولة. أما من حيث تحرير الخبر، فهو مثل الأول، عبارة عن جملة واحدة تتكون من 46 كلمة في ثمانية أسطر (تم تقسيمها على جزئين، في الغالب لملء الفراغ... ولا غضاضة في ذلك). أيضاً لا فاصلة ولا عارضة ولا نقطة إلا تلك التي في نهاية الخبر. الأسطر الثمانية تحمل نحو 8 أخطاء، ما بين طباعي وإملائي. نفس التعامل مع الهمز والمد، يُضاف إليهما الياء المعرَّجة التي يستعاض عنها في الغالب بألف مقصورة. ثم هذه الجملة "المجوبكة": "وقد تم اكتشاف صباح أمس ونقل الجثة إلى مشرحة المستشفى ... إلخ" والأصوب هو "وقد تم اكتشاف الجثة ونقلها صباح أمس إلى مشرحة المستشفى ... إلخ" أو "وقد تم صباح أمس اكتشاف الجثة ونقلها إلى مشرحة المستشفى ... إلخ" أو "وقد تم اكتشاف الجثة ونقلها إلى مشرحة المستشفى ... صباح أمس." ........................... والحديث ذو شجون.
| |
|
|
|
|
|
|
|