من سيرة أبو القنعان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-18-2024, 09:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-07-2015, 05:40 PM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من سيرة أبو القنعان (Re: ودقاسم)

    قالت لزوجها أنها تريد أن تزور أهلها بعد أن خرجت منهم غاضبة ، إلا أنها الآن تفتح صفحة جديدة تسامحهم خلالها على ما فات وتعيد ربط علائقها معهم من جديد . وهو من جهته ومنذ يومين ينظر إليها بعطف زائد ، بدا وكأنه يعتذر عن فعلته ، لكنه لا يستطيع أن يتنازل ويعلن عن أسفه واعتذاره ، خاصة وأن زوجته الكبرى ظلت تسعى لمزيد من الشر . هذه أول مرة تتحدث عن أهلها منذ مجيئها إليهم ، لم تذكرهم أبدا بخير أو بشر ، والآن حين تذكرهم تقول أنها خرجت غاضبة وأنها الآن تسامحهم . لم يجادلها ولم يقل لها أكثر من جملة مقتضبة ، خيراً إن شاء الله . ووعدها أنه سيعدّ العدّة للسفر ، وسيرافقها إلى أهلها ليتعرّف عليهم وربما يعتذر أمامهم عن سؤء معاملته لها في الفترة الأخيرة . رجته فاطمة أن يتركها تذهب لوحدها ، لا يرافقها إلا وليدها ، وأوضحت له طول الطريق وصعوبته ووعورته ، وأضافت أنها تخشى عليه من بأس أهلها الذين سيعتبرونه قد اختطفها وغيّبها عنهم قسرا كل هذه السنين ، يكفي أنها تعود إليهم بطفل ربما يعدونه غير شرعي . وطلبت منه أن يرجئ مرافقتها إلى مرة قادمة ، لكنّ ما سمعه منها جعله يتمسّك أكثر بمرافقتها خاصة وأنه لا يستطيع أن يغيب عن ابنه لأيام ناهيك عن غياب شهرين أوثلاثة .
    لكن فاطمة هذه المرة كانت تغازل الموت ، تراه في يقظتها ومنامها ، وترى فيه ما كان يراه أهلها تماما ، ماتوا جميعا لأنهم طلبوا الموت الكريم ـ طلبوه بعزة نفس لأنّهم علموا تماما أن الموت أكرم من الذل ، وأن الحياة لا تستحق من الإنسان أن يهدر من أجلها كرامته . لم يجدوا طعاما يشترونه بكل ما يملكون من خزائن الذهب ، ولم يكونوا قد أعدّوا أنفسهم لسؤال الناس لقمة عيش . رأت فاطمة أن التضحية لابد أن تكون من أجل مطلب كبير وإنجاز يفيد البشرية ، أو لإنهاء معاناة استطالت وأعيت من وقعت عليه ، وإلا فهي تضحية تنطوي على كثير من الأنانية والبطولة الزائفة ولا تستحق أن يطلق عليها اسم تضحية . هي الآن يمكن أن تضحي من أجل وليدها ، لكنها لن تتركه تحت رحمة زوجة أبيه وتحريضها المستمر وكراهيتها المعلنة لفاطمة وابنها بعد حب دام سنوات وانقلب ريحا صرصرا بعد أن كان كالنسمة العليلة تسعد أرواحهم كل يوم . ثم أنها لن تتركه أبدا يموت وحيدا ، فهي ستسوقه للموت معها يدا بيد ، سيموت في حضنها إن كان الموت هو ما ينتظرها ، وستسوقه للحياة الكريمة التي تستحق التدافع الإنساني إن كتبها الله لها . وهذا الزوج الطيب الذي أنقذها من موت محقق ، وأعاد إليها الأمل ، وشاركها الفراش والذرية ، يستحق منها الاحترام والتقدير . يستحق ذلك رغم استجابته للتحريض في الفترة الأخيرة ، ذلك لأنه يحمل في دواخله قلبا طيبا ، يفيض بالحب ويسعى لعمل الخير ودفع الشر عمّن حوله ، لكنه رجل بسيط للغاية ، يمكن لامراة مثل زوجته أن تسوقه يمينا أويسارا ، فيتصرف كما تريد هي لا كما يريد هو . لكن يبدو أنه بتصميمه على السفر معها يريد أن يكفّر عما بدر منه وليقول لها بصورة ما أنه نادم على ما فعل .
    تم تجهيز قافلة السفر التي تتكون من أربعة من الدواب الجيدة ، اثنتان يحملان فاطمة وزوجها وابنهما، واثنتان يحملان الطعام والماء . وانطلقوا جميعا قبيل الفجر يتجهون شرقا ، وكانت الأسرة والجيران كلهم في وداع فاطمة وزوجها وطفلهما ، إلا الزوجة الكبرى تثاقلت وتناومت حتى أشرقت عليها الشمس وكانت القافلة قد خرجت إلى ما بعد حدود البلدة وتوارت خلف التلال التي كانت تشكل حاجزا طبيعيا للبلدة يحميها من السيول ويصنع واديا خصبا يسوق الخير للمزارعين كل عام ، فتنعم أرضهم بالخضرة وجمال الطبيعة والحصاد الوفير . دمعت عينا فاطمة وهي ترى هذا الوادي – ربما- لآخر مرة في حياتها . ستفارق الخضرة والجمال وستعود مرة أخرى للعيش مع الجمادات ، الذهب، مناجمه ،تنقيته ، أعمال الصياغة ، والبيع والشراء والمحاولات المستميتة لاستبدال الذهب بالغذاء . هي لا ترغب في ذلك ، لكن الذي دفع أهلها لاتخاذ قرارهم بالموت ، يدفعها الآن لاتخاذ قرار مشابه . ستهجر مكانا آواها فأحبته ، وأحبت أهله ، لكنها لم تستطع مقاومة الظلم والكراهية بالرغم من أنها بذلت الكثير من الحب والمودة وبناء جسور التعايش ، لكن الضرة ظلت تهدم كل ذلك وتحرّض كل من حولها حتى دفعتها دفعا عبر نفس الطريق الذي جاءت منه .
                  

العنوان الكاتب Date
من سيرة أبو القنعان ودقاسم09-28-15, 08:44 PM
  Re: من سيرة أبو القنعان ودقاسم09-29-15, 06:27 PM
    Re: من سيرة أبو القنعان ودقاسم09-30-15, 05:10 PM
      Re: من سيرة أبو القنعان ودقاسم10-01-15, 05:51 PM
        Re: من سيرة أبو القنعان يوسف السماني يوسف10-01-15, 06:12 PM
          Re: من سيرة أبو القنعان ودقاسم10-13-15, 07:45 PM
        Re: من سيرة أبو القنعان ودقاسم10-02-15, 03:34 PM
          Re: من سيرة أبو القنعان ودقاسم10-03-15, 02:28 PM
            Re: من سيرة أبو القنعان ودقاسم10-04-15, 05:15 PM
              Re: من سيرة أبو القنعان مامون أحمد إبراهيم10-04-15, 09:07 PM
                Re: من سيرة أبو القنعان ودقاسم10-05-15, 05:14 PM
                  Re: من سيرة أبو القنعان أحمد الشايقي10-06-15, 11:40 AM
                    Re: من سيرة أبو القنعان ودقاسم10-06-15, 05:55 PM
                      Re: من سيرة أبو القنعان ودقاسم10-07-15, 05:40 PM
                        Re: من سيرة أبو القنعان ودقاسم10-08-15, 06:00 PM
                          Re: من سيرة أبو القنعان ودقاسم10-10-15, 09:07 PM
                            Re: من سيرة أبو القنعان ودقاسم10-11-15, 06:17 PM
                              Re: من سيرة أبو القنعان ودقاسم10-12-15, 06:25 PM
                Re: من سيرة أبو القنعان ودقاسم10-14-15, 08:42 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de