|
Re: استفراغ (Re: عليش الريدة)
|
وكأنما فهم المصعد غمغمته,فقد انخرط نحو الأسفل في سرعة فظيعة ثم فجاة توقف , وتدحرج الإثنان على بعضهما بعنف , وعندما سيطرا على جسد يهما سمعا أصوات مزعجة في الخارج, كانت خليط من انفجارات وصرير , ثم بدأ الدخان الأسود يتسرب إلى داخل المصعد, وارتفعت درجة الحرارة بوتيرة قاسية جدا،وأوشك المدير على الاختناق. ومثلما يستسلم المشاهد المستشجع في النهاية للخوف, عندما يسرف مخرج أفلام الرعب في استخدام المؤثرات الخبيثة ..استسلم المدير أخيرا. كانت الصدمة شديدة جدا على علي ,ولم يدر بالضبط هل أفجعه أكثر بكاء المدير المقزز, أم البول الذى رشح من سرواله حتى غطى على الأرضية ..لكن على أى حال,يبدو أن هناك أبراج شامخة, بنيت بفولاذ الاعتقاد طوال ثلاثة أعوام, في طريقها إلى الحضيض في ثوان معدودة. وهكذا مارس الزمن مع على هوايته المفضلة : الاستكانة التامة والطويلة , ثم فجآءة الانتفاضة القاسية في لحظة قصيرة وعنيفة , تماما مثل القطة النائمة عندما يُطأ على ذيلها، وتناول بيده الخشنة العمياء, خبز الحقيقة المحنظل وحشى به فم علي , فلا قوى على أن يمرره إلى جوفه, ولا استطاع أن يلفظه إلى الخارج, وبينما كان المدير يرى أن مصيبته في نفسه فقط , كان على يرى نجوم الكون كلها تتساقط في أوحال المصعد, ثم غلبه البكاء أيضا , ولكن إن كان بكاء العيون واحدا , فإن ألم القلوب شتى . ورغم الزخم استطاع المدير بعد لحظات أن يسمع جلبة في الخارج , كانت أصوات آدمية تقترب , فوثب مثل السهم لحظة مفارقته حبل القوس وصاح ليلفت الانتباه, وأخذ يركل جدار المصعد بعنف , واقتربت الأصوات أكثر,ثم ميزا صوت الآت تعمل, وماهي إلا دقائق حتى فتح باب المصعد , وظهر رجال الإطفاء بزيهم المميز.. وكان هذا بالتأكيد أجمل منظر يراه المدير في حياته بأجمعها..فأخذ يضحك في هستريا , ثم وقع في إغماءة عميقة .
|
|
|
|
|
|