أدبيات من تلودي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 12:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-21-2015, 08:05 AM

حسن إبراهيم حسين
<aحسن إبراهيم حسين
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 88

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أدبيات من تلودي

    08:05 AM Sep, 21 2015
    سودانيز اون لاين
    حسن إبراهيم حسين-
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    الغايب :

    كان الموسم درت , وللدرت طقوس متنوعة وممتعة لسكان مدينة تلودى من النوبة . ومدينة تلودي حاضرة جبال النوبة بجنوب كردفان تمثل نموذجا حيا للتلاقح الثقافي والأثني بين النوبة والعرب والدينكا ( دينكا نبقاية).

    • "الغايب " هو إسمه, قمحي اللون يميل الي الصفرة من عرب المراحيل الذين حكمت عليهم الظروف بولوج المدينة لكسب العيش . كان وسطهم كما شجرة الطلح بين غابة من سنط . يزمجر ويهز ضراعه عاريا إلا من سروال يغطي سوئته .
    كنا وقتها نتشبث بالطفولة وهي تهرول بنا نحو الرجولة , نجمع القصب الحلو (العقيق) من النجاض قبل الطليق. ونقطف أصفر التبش نتذوق حموضته .
    شجرة الكوك دوحة كبيرة علي سفح الجبل هي المسرح, إذ تلتقي عندها قبائل النوبة من( تسومي ) رجالا ونساء , شيبا وشبابا

    , النساء علي أرجلهم حجول من الفضة تصدر أصواتا , والرجال كشاكيش من سعف شجر الدليب . كلهم عراة إلا ما يغطي السوءة ليس قلة حيلة في الرداء وإنما هي الطقوس . النساء يحملن المريسة في أوان من خزف وأخري من القرع المر(بخاس) .
    إنه موسم الكرم الفياض الذي هيأ للغايب فرصة أن ينهل من معين المريسة بلا هواده . ولكن هيهات , الرجال يحملون سياط من شجر الخروب , مملولة نصف إستواء علي لهب قصب الدرت لتزداد قوة , تتعالي الزغاريد من النساء لتختلط بزمجرة الرجال التي تنم عن القوة والرجولة . الغايب يزمجر ليؤكد إنصهاره الطوعي في فرحهم , فرحبوا به بمسحة إعجاب ورضا إنتصارا لطقوسهم.
    يترص الجميع حول دائرة , في وسطها يتكأ أحدهم علي عكاز علي رأسه قرنان ( كنجار) ويرفع كلتا يديه حتى نري سواد إبطيه , ويخرج من بين الجمع آخر يحمل سوط الخروب الممشوق ويهزه حول رأسه بسرعة, تخلق دائرة ذات قطر واحد كأجنحة الهليكوبتر , بلا قنابل ليستقر السوط حول خصر الفارس المتكأ علي الكنجار , وهو ثابت , تخاله صنما لا يهتز ,غير آبه بقطرات الدم التي تنزف من الأخدود الذي شقه السوط في بدنه . تزداد الزغاريد عند كل ضربة صوت .
    جاء دور الغايب وهو يزمجر وقرأت في عينيه شئ من خوف , تسرب الي دواخلي شفقة عليه , وخوفا من فضيحة البقاري . ولكن يبدو أنه كان في أحسن حالا مما أنا عليه إذ فعلت المريسة به ما فعلت . ولكن .. أنا له بمقاومة ضربة الصوت المدوي . التي طار لها عقله كما طارت (السكره) . فتح الغايب فمه ليطلق زمجرة الرجولة ولكنها عنوة تخرج صرخة هي أقرب للبكاء , كانت تلكم أول ضربة صوت . فتذكرت حينها أغنية وهي قديمة ولكني أحدث منها. " الصوت الصوت يا جنا الصوت أحرى من الموت يا جنا " .
    جلس الغايب علي الأرض يضربها بكلتا يديه يستجمع قواه ويلملم ما تبقي له من فحولة يلقط يلقط حراب الديك .
    برز من بين الجمع شيخا من شيوخ النوبة فمسح علي خصر الغايب وحول بطنه بشئ من رماد الصهب وهو أبيض , فإذا بي أراه أصفرا لاختلاطه بقطرات الدموع الحمراء المنهمرة من خصر الغايب . ثم ربت الشيخ علي كتف الغايب لإعفائه عن الضربة الثانية , الغايب حمد الله , علي السلامة وجسمه ينتفض . ومد بصره لقرعة المريسة في يد زوجة الرجل الذي مشق الغايب ومسكها بيد مرتجفة , فطفق يشرب ويشرب ولكن نفس الشيخ كفه عنها فأخذه خارج الحلبة.
    بقيت صورة الغايب في مخيلتي , فلم يمحها صيف ذلك العام حتي جاء الرشاش , فالتقي الغايب هذه المره يحمل العجايب . ثعبان من يختبأ بين العشب اليابس الذي تحمعه أمطار الرشاش عند قعور الشجر ونسميه (أم نوامة ) , فهو ثعبان قصير وعريض بطئ الحركة ولكنه ساما . الغايب يحمل الثعبان بين يديه مطمئنا. وهو في طريقه لسوق المدينة , إستوقفته . كيف تجرئ علي حمله وهو سام ؟ , قال لي أنني قد أكلت بعض جذور الشجر التي تقاوم سم الثعابين بل تعافني الثعابين . ولكن وكأن الله أراد أن يبرهن كذب الغايب الذي أزاح يده عن عنق الثعبان ليبرهن لي ما ذهب إليه , مما أتاح لأم نوابة فرصة لتلدغه علي يده لدغة , حررتها من يد الغايب الذي مسك يده وهو يصرخ وكنت وقتها أمتطي دراجة فردفته مسرعا نحو المستشفي لإسعافه , إذ تم حقنه بمصل هو ترياق سموم الثعابين . فمكث الغايب يومين بالمستشفي . وحينما تعافي , طلب مني أن اصحبه للمعراقي , الذى وصف له ترياق السموم لا ليعتب عليه وإنما ليخرج له أسنان الثعبان التي يتوهم أنها لا زالت بيده , فتعجبت لذلك وأخذته للمعراقي فوضع علي يد الغايب مضغة من أوراق الشجرة ثم أزالها وأخرج أسنان الثعبان من بين تلك المضغة .
    أدركت حينها أن ذلك هو الدجل , فتلك السنينات ربما كانت موجودة بين المضغة قبل وضعها علي أثر لدغة الثعبان .

    حسن إبراهيم حسين(أبو صباح)

    (عدل بواسطة حسن إبراهيم حسين on 09-21-2015, 09:05 AM)
    (عدل بواسطة حسن إبراهيم حسين on 09-21-2015, 09:06 AM)

                  

العنوان الكاتب Date
أدبيات من تلودي حسن إبراهيم حسين09-21-15, 08:05 AM
  Re: أدبيات من تلودي محمد فضل الله المكى09-22-15, 05:24 AM
    Re: أدبيات من تلودي عبيد الطيب09-22-15, 07:35 AM
      Re: أدبيات من تلودي Kabar09-22-15, 08:12 AM
        Re: أدبيات من تلودي بريمة محمد09-22-15, 11:36 AM
          Re: أدبيات من تلودي عمر عثمان09-22-15, 05:36 PM
            Re: أدبيات من تلودي بريمة محمد09-25-15, 09:10 PM
              Re: أدبيات من تلودي بريمة محمد09-26-15, 01:18 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de