|
اشراقة مصطفي تكتب عن اسرتي لها التحية والتقدير
|
11:29 PM Aug, 29 2015 سودانيز اون لاين Sabri Elshareef-USA مكتبتى فى سودانيزاونلاين
امتحانى للشهادة السودانية للمرة الخامسة... وسيرة صبرى الشريف تعرفتُ عن طريق صديقة على أسرة عم الشريف فى إشلاق بوليس مدني, فقد أخبرتني عن صبري الشريف وعن أسرته حكايا تشجي الروح وتهديء من روعها فيما الدنيا كدأبها تؤرجحني بين الهزيمة والانتصار فربطتني صلة قوية بعم الشريف الذي كان إنساناً مثقفاً واسع الأفق, وكثيراً ما جلست إلى جواره وهو يستمع إليّ باهتمام مثلما يفعل مع أي شخص يحادثه. وكنت بالمثل أستمع إلى حكاياته ورؤاه وعصارة حكمته في شتى الأمور، فهو أب لأسرة مدهشة في تعاونها ومحبتها للناس, أدهشني تعامله معهم بحنية وندية قلّ ما نجدها، أخبرته يوماً بأني كنت قد عشقت ذات زمان عسكري وسيم الطلعة بهي الخاطر لكن فرقت بيننا المظاهرات حيث أظنه قد أخذ الأمر بصورة شخصية فقد كنت ضمن من قدن الهتاف: - يا بوليس ماهيتك كم ورطل السكر بقى بي كم؟ حيث كان يومها ضمن فريق تفريق مظاهرات ومايسمونه أعمال الشغب ، وقد أخبرت عم الشريف بذلك، لكني لم استطع أن أخفي انتشاء قلبي لهذه الذاكرة، فخرجت: - كان طيبا ووسيما!! فانكفئ يضحك بصوتٍ عالٍ ويردد: - يا بت يا عفريته.. تلك الأيام في حنايا ذلك البيت الفسيح بأهله وجمال صاحبته التي ظلت تلتقيني بالأحضان المفرهدة وبمثلها تودعني, تماماً كما تفعل كل الأمهات, فيما يبدو أن أمي قد (أنشر) حنانها تجاهي في رحم كل أم التقيها فكانت عائشة امى التى احتوتنى بحنان بالغ. سبانا صغيرة الأسرة والتي كانت فعلاً سبانا تترك لي (عنقريبها) لأنام عليه, أما سحر الجميلة الرقيقة التى رحلت سريعاً عن الدنيا وهي ما زالت طالبة بالفرع فقد كانت البهاء الذي يسطع في عيون هذه الأسرة وبرحيلها رحلت دنيا مفرحة كانت تضجّ في أركان هذا البيت الحميم. مدرسة مدني الثانوية بنات حيث جلست للامتحان أقرب إلى الإشلاق فيرافقني صبري الذي أضحى بمثابة شقيقي إلى المدرسة وينتظرني مُترقباً عبر تفاصيل وجهي وانفعالاته كيف أبليت بالامتحان، يأتي فارِداًً قشيب الأمل والدنيا تضيق رويداً رويدا بالعسكر والحرامية, وفي يوم الأمتحان الأخير أتى وقد دس في شنطته كالعادة جريدة الميدان ولسوء الحظ فقد امتطينا يومها عربة للمواصلات العامة لنصل إلى مستشفى مدني ومن هناك نكمل سيراً على الأقدام حتى البيت. ولا أعلم كيف تصرف وأخفى ما يحمل أثناء التفتيش, كنت متيقنه أن إلقاء القبض علينا سيكون مصيرنا في هذا اليوم ولكنا نجونا باعجوبة خاصة ان صبرى وبعض افراد الاسرة كانوا تحت المراقبة.
|
|
|
|
|
|