|
عيد تحت العادة: محاولة لاستجداء الفرح
|
06:40 PM Jul, 18 2015 سودانيز اون لاين ابراهيم حسين-جامعة الاحفاد للبنات-قسم نظم المعلومات الادارية مكتبتى فى سودانيزاونلاين
مابين الكترونية جوازي والمماطلة التي تمت.. تابطت تاشيرة الخروج وعصا الذكري علي السواء.. حاملا تباشير (جافيدان) مولودي الجديد في بلاد ما وراء النهر(القوقاز) فقابلتني ابتسامته السخنة تاشيرة للدخول ويسانده اخيه (المستعصم) بخبث ودهاء من فم معوج لتخفيته في طاقية قطنية لشدة البرد هناك..استمتع بجو عائلي بهيج مع اسرتي المصغرة جدا..ان الحنين الي طين النيل لاياتي عبطا (فسليل الفراديس) يجري مجري الدم..ورغم قساوة الحكام علي وطني ومحاولات طمث كل ماهو جميل لا تحس بالفرق الا عندما تتناول العيد في بلاد اعجمية.. هناك لافرح الاعبر فوهة المكيفات اما تدفئة او تبريدا تشق عنق الذاكرة. ان العيد في بلدي مهرجانا تلهج الحلوق تكبيرا منذ البكور والكل في ثياب اجتهد الكل رغم قساوة الايام وضيق اليد ان يكون ناصعا ومصرا علي ان طفله “ينكسي” جديدا ليزهو كما الطاؤؤس بين الرفاق..العيد هنا في بلاد ما وراء النهر لايحمل نفس الصفات.. "فلا الاذان اذان" يزين المنارة.. لبست جلبابي المميز المبيض ووضعت في جيبي بعض العملات تاهبا لتوزيعها علي صغار القادمين الي المسجد .. واول الاصطدام اين المسجد؟ فالشوارع خواء ولا اطفال يتقافزون كما الغزلان هنا وهناك يتناطحون بغض القرون في بهجة ومسرة..سالت عن المصلي بعبارات عربية مكسرة وبالكاد اشير الي مبني ستجتهد كثيرا في معرفته علي انه المكان المقصود .. انه خاو علي عروشه وجدت امراة بملامح فارسية صارمة "اليوم صلاة السنة وغدا الشيعة"..حينها لم نجد للسنة من انصار صليت ركعتين ودعوت الله وادرت محرك السيارة غافلا..
العيد في بلدي مهرجانا متسعا لكل الالوان .. اطفال يحملون سحنات مختلفة كبستان الزهور يقومون بانشطة متعددة المذاق .. مرجية تقليدية في حي يعاني الفقر والاهمال من حكومة كل سعيها امتطاء النفاق سلعة وكل همها تزين الوعود الكاذبة حتي اتكشف امرها.. ام تدعي بكل مااوتيت من قوة الي ابن جيرانها بلقاء حبيبته الغائبة.. طفل يجمع اوراق الحلوي ويضعها في شكل نقود غير ابه بالماركات والجودة.. قبلات وتمنيات ترشقك من كل اتجاه من اصحاب واحبة واخرين بوسط القلب..شيوخ بايدي معروقة يملئون المكان بالدعوات واصدار الاوامر وغسل الايدي والاسئلة التعسفية عن خطط المستقبل خصوصا الزواج..تاتيك رائحة الكعك من الجهات الاربع الكل يضغط عليك بالحلوي والشربات والعطر واياك ان ترفض .. لان رفضك يعني قلة المعزة.. اناس يدخلون علي باب بيتك دون استئذان يلقون التحية علي كل صغير وكبير بالبيت..القواعد من النساء لهن حظ كبير من هذة الزيارات لخصوصية مكانتهن ولتلقي الدعاء الحنين علي السجادة..اخريات يحاولن تكملة تعليق الستائر قبل هجوم الزوار وبعضهن يستعجل حتي لايري بحالة البيت العادية ..هنالك حلوي لم يتم افراغها من محتواها وطفلة لم يكتمل تسريح ضفائرها .. واخر بالكاد جاء الي الصلاة عند اخر تكبيرة.. معذرة امبير السرعة قد نبهتني الي منحني الطريق المؤدي الي البيت. الي احبتي الذين يعانون وحشة العربة واخرون يصطفون للخروج من الوطن والي الذين يستقبلون التحايا وصور المواليد علي الوسائط .. والي من يلهثون وراء لقمة العيش خارج سور المدينة.. الي متي نستمع الي اغنية الطير المهاجر ولسان حالنا لفافة من الجرج الاخضر علي منديل الحبيبة..ان من يحكمون الوطن العريق اعلنوا عن فشلهم التام محبة وخططا .. وكل العزاء ان تاتيك من رائحة الوطن بعض تمور او حتي بعض عطور تستجدي بعض الفرح المسروق.
|
|
|
|
|
|