|
أوّل أيّار في موريس بْلاسَهْ-سعدي يوسف
|
07:37 AM May, 03 2015 سودانيز اون لاين بله محمد الفاضل-جدة مكتبتى فى سودانيزاونلاين
أوّل أيّار في موريس بْلاسَهْ سعدي يوسف
قالت لي جْوانُ : الليلةَ نســهرُ حتى منتصفِ الليلِ فقد نلقى ســاحرةً في عَتْمةِ منعطَفٍ ... ( لَـيلَـتُهُنَّ ! ) وفي الصبحِ الصبحِ العالي سنسيرُ إلى ساحة موريسَ ، لننضمَّ إلى العمّالِ ونهتفَ تحت الراياتِ الحمراءِ ... ......................... ......................... ......................... كان الليلُ عجيباً في برلينَ الشرقيةِ ( لا أسهرُ في الغربيةِ ) كان الليلُ شــوارعَ من موسيقى الجازِ وأنهاراً لقناني البيرةِ . أغلقت الشرطةُ بضعةَ أحياءٍ . ( كان مئاتٌ من شرطةِ منْعِ الشغَبِ انتشــروا ... ) قلتُ : جْوانْ ... إنْ كان الليلُ عنيفاً هذا العنفَ ، فكيف، إذاً ، سيكونُ الصبحُ ؟ .......................... .......................... .......................... الراياتُ الـحُمْــرُ ، الراياتُ الخفّاقةُ ، راياتُ الأيّامِ الذّهَبِ التأسيسِ ، وكارل ماركس ، وإرنَسْتْ تَلْــمان ، بْرَيْخْت ، الكابارَيت . الراياتُ المرفوعـةُ أعلى من أبراجِ الكاثدرائياتِ وأعلى من تاريخِ التاريخِ . الراياتُ الدفّاقةُ في كلِ ذراعٍ شُهُباً. تلك الراياتُ سنشهدُها ، صبحاً في الساحـةِ ، آنَ نُفِيــقُ ! * كان الوقتُ ضحىً . بُرْجُ الساعةِ لم يشهدْ بَعدُ مواعيدَ العشّاقِ. أَمْ أن الناسَ ، جميعاً ، في الساحةِ حيث مُظاهرةُ الأوّلِ من أيّارَ؟ وفي هذا العامِ التاسعِ بعدَ الألفَينِ ، القلعةُ تهتزُّ . العمّالُ بلا عملٍ. سيكونُ الناسُ جميعاً في الساحةِ ! أمواجُ بَيارقِنا وهديرُ حناجرِنا في الساحةِ ... * سيّاراتُ الشّــرْطةِ ، ساكنةٌ . لا صوتَ ، ولا شــرْطةَ . والساحةُ ( أعني موريس بْلاسهْ ) بَدَتْ فارغةً إلاّ من متسكِّعةٍ أفرادٍ. أحسستُ بأني في غيرِ مكاني . قلتُ : جْوان ... أنحْنُ وصلْــنا؟ قالت: طبعاً ! * عجباً ! حتى التركيُّ الكرديُّ التركيُّ استبدلَ بالبيرقِ ، دكّانَ كَبابٍ ! لا مطرقةُ ستالينَ ، ولا منجلُ ماو ... العمّالُ الألمانُ يعومون ، سعيدينَ ، بأنهارِ البيرةِ ، ثمّتَ شمسٌ ساخنةٌ والفتياتُ تمدّدنَ على العشبِ .
لندن 29.05.2009
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أوّل أيّار في موريس بْلاسَهْ-سعدي يوسف (Re: بله محمد الفاضل)
|
دون ارتباطٍ أراه، دون مناسبةٍ، راق لي أن أضع هنا كتابة للصديق: زياد خداش:
على الرصيف كان يجلس بملابس العمل، عامل شاب في العشرين، ثملا كان وجهه بالدموع، والصمت واللهاث، الوقت ليل متأخر، وأنا المتأخر دوما، العائد المتعثر الى بيتي، هل أستطيع أن أساعدك يا أخي؟ كان الرد صمته والدموع، هل تحتاج الى طعام ؟ صمت ولهاث ودموع، هل أغضبك أحد ما؟ صمت ولهاث ودموع ، أين بيتك؟ ،صمت ولهاث ودموع، هل تحتاج لاتصال تلفوني مع أحد ما؟ صمت ولهاث ودموع. وفجأة انتبهت مصعوقا الى العمارة العالية خلف الشاب. كأني لأول مرة أراها، كانت عالية جدا جدا جدا، لدرجة أن عيني زاغتا وأصابتني دوخة، انخفضت ببصري الى الأسفل، كان العامل قد اختفى، جلستُ على الرصيف مكانه تماما،و مثله بدأتُ بالصمت واللهاث والدموع
| |
|
|
|
|
|
|
|