وجهة نظر إيران الرسمية حول "عاصفة الحزم" لتحرير جمهورية اليمن العربية

Quote: التدخل العسكري السعودي إشارات على سقوط الدور السعودي السياسي "عاصفة الحزم".. المسمار الاخير في نعش أمراء السعودية العدوان السعودي هو المسمار الاخير الذي يدقّ في نعش أمراء السعودية، وسيكون الورقة الخاسرة لتعيش بعده في عزلة يتيمة على الصعيدين الإقليمي والدولي. منذ عقود من الزمن تتعرض القدس المحتلة – قضية العرب المزعومة – إلى انتهاكات صهيونية اسرائيلية، وما رافق ذلك من انتهاك لإنسانية شعب فلسطين: قتل الاطفال، تدمير البيوت، اغتصاب الارض، سلب الهوية الاسلامية العربية، إحتلال لمسجد الاقصى قبلة المسلمين... كل هذا ولم نلحظ أي تحرك للجيوش العربية لمواجهة هذا الاحتلال الصهيوني أو في الحد الادنى لم تقدّم الدول العربية الخليجية اي دعم مالي أو عسكري أو سياسي من اجل هذه القضية وخاصة المملكة العربية السعودية القوة الإقتصادية الاكبر في المنطقة. لكن ما يحصل في اليمن يستدعي التوقف ملياً حول أسباب هذا الإنقضاض السعودي وحلفائه الشرس على الثورة الشعبية اليمنية، وماهية قدرة الجيش السعودي في هذا العمل العسكري، دون ان ننسى التداعيات السياسية الاقليمية والدولية. موقع اليمن الإستراتيجي جعلها واجهة صراع إقليمي. في البداية نطلّ على الاهمية الإستراتيجية لدولة اليمن وما تمثّله بالنسبة للمملكة العربية السعودية. يقع اليمن في جنوب شبه الجزيرة العربية ويحده من الشمال المملكة العربية السعودية ومن الجنوب خليج عدن وبحر العرب ومن الشرق دولة عمان ومن الغرب البحر الأحمر. واليمن بحكم موقعه الجغرافي يطل بصورة مباشرة على مضيق باب المندب الذي يعد من أهم الممرات المائية في العالم، الذي يربط المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط عبر البحر الأحمر وقناة السويس، ومما يضاعف من أهمية موقع اليمن انتشار جزرها البحرية في مياهها الإقليمية على امتداد بحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر. نحو ألفي كيلومتر هي الحدود التي يشترك فيها اليمن مع السعودية من الشمال، بينما تحد اليمن من جهة الشرق سلطنة عمان، وتشترك الدولتان بحدود يبلغ طولها 288 كيلومتراً. على مسافة قدرها 2500 كيلومتراً، تمتد الجبهة البحرية لليمن، وتطل على بحر العرب وخليج عدن من الجنوب، والبحر الأحمر من الغرب. موقع اليمن البحري إضافة إلى تكونه من جبهتين مائيتين، يتميز باطلالته على مضيق باب المندب أحد المضائق المائية المهمة باعتباره عنق الزجاجة بالنسبة للبحر الأحمر، والذي يتحكم بالطرق التجارية بين الشرق والغرب. يمر عبر باب المندب يومياً ما نسبته ثلاثة ملايين وثلاثمائة ألف برميل نفط، بما نسبته 4 بالمئة من الطلب العالمي على النفط، وتمر عبره إحدى وعشرون ألف سفينة سنوياً، أي أن الشحنات التجارية التي تمر عبر الممر تعادل عشرة بالمئة من الشحنات التجارية العالمية. إذن، موقع اليمن الجغرافي المهم والاستراتيجي يجعل منه ساحة صراع محلي وإقليمي ودولي، وتجعل من الجهة المسيطرة لاعباً أساسياً في المنطقة وتعطيها القدرة على التحكم بمدخل أحد أهم المعابر المائية في العالم والذي يمر عبره جزء أساسي من صادرات وواردات العالم النفطية والتجارية. العدوان السعودي على اليمن: عاصفة الحزم المهزومة سياسيا وعسكريا كشف تقرير أعدته قناة العربية عن سبب اختيار المملكة العربية السعودية لاسم "عاصفة الحزم" لمعركتها العسكرية في اليمن. وأوضح التقرير ان الاسم مصدره مقولة للملك السابق عبد العزيز التي يقول فيها: "الحزم أبو العزم أبو الظفرات والترك أبو الفرك أبو الحسرات". وقد اعتبر التقرير ان السعودية اختارت هذا الاسم لتؤكد ان وقت "الحزم" قد حان، وانه بات للتدخلها ضرورة لمصلحة المنطقة. إنطلقت العملية العسكرية ضد انصار الله في اليمن بعد إعلان الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز عملية "عاصفة الحزم" منتصف ليلة الخميس 26 مارس/ آذار. وأعلنت السعودية التي تقود العمليات أن 10 دول من بينها دول الخليج الفارسي تشارك في العملية العسكرية، ومن الدول العربية الخليجية المشاركة في هذا العدوان هي: مصر، تونس، الاردن، الكويت، قطر، البحرين، الإمارات، المغرب والسودان. أما الدول الداعمة لهذا العدوان، فهي: الولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وفرنسا، وتركيا، وفلسطين (حكومة محمود عباس)، وليبيا (ممثلة بمجلس نواب طبرق)، وموريتانيا. بينما رفضت العدوان كل من: إيران، وسوريا، والعراق، والجزائر ، وروسيا. وقد ذكرت تقارير إعلامية أن 4 بوارج حربية مصرية عبرت قناة السويس، متجهة إلى اليمن دعما للعملية العسكرية التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد انصار الله، وأضافت مصر في بيان رئاسي لها استعدادها لدعم العملية من خلال التدخل البري من أجل ما يسمى "بالشرعية". وأفادت مصادر مصرية في قناة السويس أن 4 بوارج دخلت قناة السويس لتواصل سيرها نحو عدن جنوبي اليمن في وقت لاحق من اليوم نفسه، مؤكدا أنها ستشارك في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية لضرب مواقع انصار الله في اليمن. ومن الضروري التأكيد أن موقف مصر الرسمي بدعم عملية "عاصفة الحزم" قد أثار موجة من الانتقادات الداخلية المصرية. فقد أكد الخبير الاستراتيجي واللواء المتقاعد "عادل سليمان" في تصريح إعلامي أن "اللجوء للحل العسكري هو دليل على الفشل السياسي". القدرة العسكرية السعودية وحلفائها تشارك السعودية بـ 100 مقاتلة والإمارات بـ 30 وقطر بـ10 طائرات والكويت بـ 15 مقاتلة فيما أرسلت البحرين 15 مقاتلة، أما الأردن فتساهم بـ 6 مقاتلات و6 مقاتلات من المغرب و3 من السودان وتشارك مصر وباكستان بسفن حربية إلى جانب المقاتلات. وفي أول إعلان لها، قالت القوات السعودية إنها تمكنت من تدمير الدفاعات الجوية لانصار الله، مشيرة إلى أن الأجواء اليمنية أصبحت تحت سيطرتها. وفي وقت لاحق تمكنت مقاتلات التحالف بقيادة السعودية من تدمير قاعدة الديلمي التي يسيطر عليها انصار الله بما في ذلك تدمير مقاتلاتهم الحربية وبعض الصواريخ. كما استهدفت المقاتلات منطقة صعدة، أبرز معاقل الحوثيين بالإضافة إلى العديد من القواعد العسكرية والمواقع التابعة لهم في جميع أنحاء اليمن. وقال مسؤول عسكري سعودي كبير إن بلاده لا تستثني العمل البري ضد الحوثيين في اليمن. وتناقلت وكالات الأنباء عن وقوع ضحايا بين المدنيين والمسلحين، وأعلنت مصادر عسكرية وشهود عيان أن صنعاء تعرضت لقصف عنيف أوقع ما لا يقل عن 43 شخصا في حي سكني بالعاصمة. وقالت مصادر لوكالة فرانس برس إن "13 مدنيا بينهم أطفال ونساء قتلوا في الغارات السعودية فيما تواصل عناصر من الدفاع المدني البحث عن ضحايا آخرين تحت ركام المنازل التي طالها القصف. القدرة القتالية لانصار الله والشعب اليمني لا يمكن المقارنة بين القوة التسليحية بين السعودية وانصار الله، فالسعودية تملك ترسانة تضم احدث الطائرات المقاتلة والقاذفة اميركية الصنع من طراز "اف 15" و"اف 16"، ودفاعات جوية، علاوة على قوات ارضية يزيد تعدادها عن 150 الف جندي، فما انفقته السعودية في الاعوام الثلاثة الماضية فقط لشراء طائرات ودبابات اميركية والمانية واوروبية ويزيد عن 150 مليار دولار اي ما يوازي ميزانية اليمن في اربعين عاما، وربما اكثر. لكن التفوق العسكري ليس ضمانة لحسم المعركة، فاليمنيون مقاتلون أشداء لاسيما وأن البيئة الجغرافية اليمنية بيئة وعرة صعبة، بالإضافة أن اليمنيين يملكون عقيدة إيمانية راسخة، لا يمكن هزّها بالعدوان الجوي المزعوم من السعودية. الحوثييون يملكون قدرات جسدية قتالية كبيرة بالرغم من بدائية الاسلحة، حيث أنهم استطاعوا الحاق الهزيمة بالسعودية سابقاً، واليوم يعود شريط الحرب من جديد فقد استطاعوا أن يسقطوا طائرتين سعودتين وهذا مؤشر كاف على عقيدة الحوثيين وتصميمهم على النصر الحاسم الذي يدق آخر مسمار في نعش آل سعود. يذكر أن صنعاء ربما تكون العاصمة الوحيدة التي لم تخضع لاي احتلال اجنبي او عربي، فقد تجنبها العثمانيون والبرتغاليون والبريطانيون، بل ان الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس الدولة السعودية طلب من ابنه الملك فيصل العودة فورا عندما كان في طريقه لاحتلالها على رأس قوات سعودية استولت على اقليمي نجران وجيزان اليمنيين في جنوب المملكة وشمال اليمن في بداية تمدد الدولة السعودية. دول الحلف المقاوم: إيران، روسيا، سوريا والعراق... السيد علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجِ في البرلمان الايراني قال في تصريح لافت "هذه النار سترتد على السعودية لان الحرب لن تنحصر في مكان واحد فقط". وفي اتصال بين الرئيسين الإيراني والروسي عبرا عن رفضهما الكامل للتدخل السعودي في اليمن، وقد اعتبراه عملاً من شأنه إحداث خللا أمنياً كبيرا. الموقف الإيراني والروسي لم يكن بعيدا ومختلفا كثيرا عن موقف سوريا والعراق في رفضهما لهذا العدوان السافر على الشعب اليمني، والذي يصب في خدمة العدو الصهيوني. أفاق المرحلة المقبلة إن الخطوة التي أقدمت عليها السعودية هي خطوة خطرة وغير مسؤولة، وسيكون لها تداعيات كبيرة على الصعيد الإقليمي لاسيما وأن الداخل السعودي ليس متماسكاً إلى حد الوقوف صفا واحداً مع قرار آل سعود. إن هذا العدوان كشف أخطر حالة عربية خليجية وهو التنسيق السعودي مع العدو الإسرائيلي في قضم كل المقدرات العربية، وخلق حالة من الفوضى سترتد عليها وعلى مملكتها لاّن هذا المشروع التآمري لن يُكتب له إلا الفشل الذريع، فالسعودية باتت خارج الساحة السياسية الدولية والاقليمية في وقت أصبحت فيه الجمهورية الإسلامية الإيرانية لاعباً دولياً تتفاوض مع الدول الكبرى بكثير من الحزم وقد تكون قد اقتربت من تحقيق أكبر اتفاق دولي في القرن الواحد والعشرين وهو إثبات حقها بإمتلاك الطاقة النووية... وطنّي أن ذلك يزعج المملكة العربية السعودية التي لا تزال تبحث لنفسها عن دور في المنطقة من خلال بثّ إرهابها (داعش والنصرة والقاعدة) أو من خلال عدوانها الجديد على الشعب اليمني. أمام هذه المعطيات، نخلص القول أن العدوان السعودي هو المسمار الاخير الذي يدقّ في نعش أمراء السعودية، وسيكون الورقة الخاسرة لتعيش بعده في عزلة يتيمة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

Quote: كل هذا ولم نلحظ أي تحرك للجيوش العربية لمواجهة هذا الاحتلال الصهيوني

Quote: رد في نقاط سريعه ااسرائيل ليست عدو او محتل وانما اصحاب ارض ولديهم حق الوجود والعيش بسلام مع جيرانهم **