كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: عن المحارب لهب النار andquot;اوكونوكووandquot; (Re: Dahab Telbo)
|
2
قصة الرواية (كما تراءت لي) هي في الاساس تصوير سردي بديع لمعالم الحياة قبيل الغزو الاستعماري وقد ركز الاب "اتشيبي" على هذا الجانب كثير للدرجة التي جعلته يهتم بالتفاصيل الدقيقة جدا للمجتمع وكأنه يريد نقل القارئ الى ادغال ارض (الايبو ) من تبيان نمط المعيشة وأدبيات المجتمع بجوانبه المشرقة و السيئة منها أيضاً لذلك ركز الكاتب على بشدة على أساسيات الحياة والتي يعتبر الشرف أولها سوف لن تعيش بشرا سويا ورجل ذو كرامة بين افراد (الايبو) ان لم يكن لك حظ من الشرف وبطريقة تنمو عن ذكاء الأجداد ربط الشرف ربطا وثيقا بالنشاط والعمل الدؤوب لذلك قرأنا شرطا واضا هو لايتحقق لرجل الشرف الا بعد ان يكوّن مخزنا كبيرا من (اليام ) والذي يُعتبر حرث الرجال والمحصول الرئيس الذي به ينال المزارع احترام الزراع ، واضافة الى المخزن يجب ان يكون له مجمع أكواخ مسور وممسوح بالطين الاحمر والطباشير ، زوجات وابناء كُثر ، كل ذلك لابد ان يسير جنبا الى جنب مع ألقاب العشيرة ، ذلك يعني ان المجتمع لايرقب في الكسالى ووضيعي الانفس . الامر الاخر بين الراوي ان من أدبيات ا( لايبو) ان السرقة هي اكبر الجرائم لايكبرها الا قتل نفس من العشيرة وبذلك حفظوا اموالهم وامنو بعضهم البعض لان السرقة تسلبك الألقاب وتحرمك من استعادتها اي انها تدمرك الى الأبد. وايضا هناك ثمة امر اخر تبينه الروايه هو حرمت نفس العشيرة وربطها بربة الارض تلك الربة التي تهدد امن وسلامة الجميع بأعتبار ان غضبها مهلك للجميع لانهم جميعهم في ضيافتها وقد قُسمت جريمة قتل نفسا من العشيرة الى نوعين ( ذكر وأنثى) الذكر هو ان قتلتها عمدا وذلك يعني انك ستُنفى للابد وتتوه لتندثر ويتشتت نسلك بين العشائر منبوذين وغرباء ، اما الأنثى فهي ان تفتل النفس عمد وعقوبتها تأديبية هي النفي سبع سنين وذلك يعني شيئ واحد هو تقديس الروابط العشائرية وسيادة السلام الأبدي بين أفراد العشيرة الواحدة وهذا أمر اكثر من جيد في ظل مجتمع منغلق وحياة مفصلة بين العشائر في تهديد دائم من غارات للعشائر وحروب ثأرية ، بهذه التدبيرات الحكيمة وكثير أعراف كريمة اخرى ساد السلام منذ ملايين السنين في القاره الام ، كل ذلك واكثر يستطيع المرء احصاءه بالتدبر في ما ورد من قيم لتلك المجتمعات زبدة القول هي ان كل هذه التدابير صنعت مجتمع قوي عقائديا وعشائريا ، قادر على الصمود امام تهديدات الطبيعة التي يعيش فيها وخطر الغزاة المتكافئين ، يحترم الروابط ولديه اهداف ودوافع للعيش طويلا والامل في الخلود عند مجتمع الاجداد والاسلاف ، خلق ذلك في نفس افراده قدرة خارقة على استجداء الشجاعة وحب العمل وقد كان المحارب لهب النار "اوكونوكوو" واحدا من الذين نجحوا في حلب كل ما لديهم من قوه وتجميعها في العمل وعند الحروب الاهلية من اللاشئ ، ففي كل مجتمع بدائي يمشي الرجل على ارث ابائه واجدادة من امجاد واموال ، ولكن اوكونوكوو لم يجد من ذلك شيئ فأبوه كان رجل (اجبالا) او رجل امرأه كما يطلق على كل رجل كسول هناك في ارض الخضرة والجداول الجارية ، كثير الديون لايحب العمل وجبان لايطيق رؤية الدم ، فمن هذا المنبع الاسن نبع لهب النار في عزيمة واصرار قل ان تتوفر في امثاله ليينهض واطئا على جرح العار الذي تركه له ابية ويضغط عليه بالمشي سريعا نحو المجد ،بالعمل الدؤوب في مزرعته ، والعنف الزائد والتحمل في حلبات المصارعة ، عطفا على البسالة في معارك القتال ، لينضج قبل اونه كثمرة مانجو وجدت منفذايطل على الشمس اكثر من قريناتها ، وينهض ليقف شامخا كما الجبل متدرجا في اللقاب العشيرة الى المراتب العليا ، كانت تلك هي قصة صعود هذا الطالب للمجد وبالغه لتأتي عليه الاحزان والنكبات تترى .
تلبو
|
|
|
|
|
|
|
|
|