كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: عن المحارب لهب النار andquot;اوكونوكووandquot; (Re: Dahab Telbo)
|
(1) من الجميل جدا ان يتكئ الرجل مع الادب الافريقي الذي يغوص في متاهات امنا السوداء ليخرج لك بجمال الطبيعة والق اهلها السود المفضالين ، كان ذلك عندما بدأت اعرف طريق هذا النوع من الادب عبر القصص المترجمة للرائع الغاني (مباني غانا كابيه ) كانت الامور تسير بشيئ من التماهي مع التفاصيل والتقلبات الجميلة لتلك المجتمعات البدائية للدرجه التي تجعلك في بعض الاحيان تظن انه يقصدك بالذات اويقصد مجتمعك، كان ذلك امرا غريب يصل في تطابقه قريبا من الاحاسيس التي تناتابك وانت تقرأ رواية ( طارت ام بشار ) او اي رواية سودانية الهوى والهوية ولكن الامور سارت تتطور الى احساس بالانتماء لتلك العوالم ولولا ظلم اللغة وغربة اللسان لمكثت هناك طويلا ولكن تقاسم الطغاة جعل للكعكة عدة نكهات هذا لا يهم الان وليس مسار القضية ابتداء ، الامر الان اشبة بتلك النشوة التي تنتابك وانت ترتشف بوظة باردة في حر غائظ او كالحلو مر في حلق صائم انه امر محارب عظيم من ابناء القارة السوداء الذي يرويه لنا الاب "تشوا اتشيبي" في اسلوب قصصي بديع وتصوير دقيق لبدائع الطبيعة وسحر البكارة . اولا وقبل كل شي لابد من الاعتراف ان الرواية مكتوبة بعبق الياسمين وحلاوة المانجو ، مع نشوة نبيذ النخيل وقداسة اليام لقد سررت أيما سرور وانا أطالع تفاصيل الريف البسيطة وفلاوته ، جدول الماء ، غابة الشر ، حقول اليام ،الالهة المتعددة للطبيعة والالهة الشخصية او (التشي) كما يطلقون عليه كان الامر مدهش عند جلسات السمر داخل الأكواخ المخلوطة بالقصص الشعبي وايضاً عند مجالس الولائم ، واحتفالات الحصاد والمرء يظل حائرا من حكمة وصرامة الرجال في اوبيهم وهم يجلسون على جلد الماعز او على أسرة الخيزران كالملوك يسترجعون الأمجاد ويتفكرون في تقلبات الدهر كان ذلك امر مدهش بحق يعطي المطلع إحساسا عميقا بالانتماء الى القارة الام والى البداوة وبراءة الطبيعة سوف لن أستطيع ترجمة كل ذلك الى كلمات ولكن يكفي الواحد ان يقول كان شيئا مذهل
تلبو
|
|
|
|
|
|
|
|
|