يقول الأستاذ عبد الله الشيخ في مقاله: ((استعرض المهندس محمد النعمان في مداخلته قضايا عديدة، منها انقسام الجمهوريين في تيارين، أحدهما يدعو إلى "دولة دينية"، وآخر، يمثله بروف النعيم والذي يدعو إلى دولة مدنية. يتساءل النعمان عن واجب الساعة لكليهما: هل هو تهيئة الناس لدخول الجنة غدا، أم أن هناك فعل ينبغي القيام به لحل قضايا الراهن..؟)) في الحقيقة ليس هناك جمهوري يدعو إلى، أو ينادي بـ "دولة دينية" كما ذهب الأستاذ محمد النعمان.. هناك خلط في أذهان بعض الناس حول هذه المسألة. نعم الدولة التي بشَّرت بها الفكرة الجمهورية، كما قدَّمها الأستاذ محمود، يفتتحها المسيح المحمدي.. ولكن هذه ليست دولة دينية بالمفهوم المألوف للدين، أكثر من ذلك، يرد القول بأنها تجيء بساعة التعمير وفيها تملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما وجورا. هذا المستوى من الدين لا يستطيع أحد من الجمهوريين أن يدَّعي بأنه يستطيع أن يصل إليه بغير نزول المسيح المحمدي. إذن هذه الدولة لا تجيء بما هو أقل من معجزة. ولكن الناس مواجهون بقضايا الراهن الآن. فالجمهوري وغير الجمهوري مواجه بسيادة خطاب ديني سلفي متخلف، يتوجب على الجميع العمل على هزيمته وإزاحته من طريق الشعوب. في هذا الإطار، أقصد إطار مقاومة الفهم الديني السلفي المتخلف، والمتاجرة باسم الدين، يجيء دور الجمهوري، جنبا إلى جنب مع دور بقية المواطنين الرافضين لسلطة الاستبداد باسم الدين. إذن الجمهوري، كفرد وعلى مسئوليته، إنما يلتقي مع الآخرين على حد أدنى من التوافق على إقامة نظام حكم يضمن حقوق المواطنين كافة، بما فيهم الجمهوريون أنفسهم كأقلية. في هذا الإطار أستطيع أن أفهم وألتقي مع ما يتحدث عنه الدكتور عبد الله النعيم، وأحترمه، حتى وإن اختلفت معه في بعض تفاصيل أطروحته الموسومة "علمانية الدولة" التي يقصد بها حياد الدولة تجاه الأديان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة