أُمسِكُ بخيوطِ الليلِ، بصمتِهِ المُتفحِمِ، بخُطواتِهِ الخُفاشيةِ المُتقافِزة.. أُمسِكُ بحريرِ الغَطرسةِ التي يتدلى بها، على الكونِ.. أُمسِكُ بحوقلاتِهِ وهو يمرِّرُ أنفاسَهُ العطِنةَ، على أطفالٍ يستلقونَ تحت سترِهِ المُخادِعِ، حيث يمرّرُ لـأجسادِهم الهزيلةِ زمهريرَهُ وزواحفَهُ.. أُمسِكُ بالنبوءاتِ المُضطرِدةِ، التي يلوكَها الكذِبُ والتدليسُ، لرُعاةِ الليلِ.. أُمسِكُ بالنوافِذِ التي تستلقيّ في الهواءِ، تفتحُ على أشُدِّها، كي يستيقظَ الموتى ويمضونَ تحت جُنحِ الليلِ، ليمارسوا دون إنسانيةٍ: صلاتَهم التي يخادِعونَ بها بعضَهم ويباهونَ بعلاماتِها المحفورةِ بالموسى.. أنا أُمسِكُ الـأصواتَ حتى يختبئُ في جحرِهِ الباغي، فلا يُلقي قنابلَهُ على ملامِحِ الكونِ البريئةُ لم تزل.. أُمسِكُ الضحكةَ والقُبلاتَ والكلماتَ الحنونةَ والدُّعاباتَ المملوءةِ بالشذى وهدهدةَ الطفلِ والطِفلَ ورشفاتَ الشّاي و... أُمسِكُ بكُلِّ طِيبٍ كي لا يتخطفَهُ الليلُ.. أُمسِكُ باسمي سالِماً ليجتازَ خُدوشَ الليلِ، بهيجاً كصباباتِ الورودِ، مُشفراً بالحنينِ، غريباً كما بدأ أولِ مرةٍ في التشيؤ، بسيطاً كسرابٍ يخالِجهُ الماءُ، ويشملهُ الكوثرُ في احترازاتِهِ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة