القطْر الّذي أسال الفؤاد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 11:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-19-2014, 06:35 PM

Osman M Salih
<aOsman M Salih
تاريخ التسجيل: 02-18-2004
مجموع المشاركات: 13081

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
القطْر الّذي أسال الفؤاد


    القطْر الّذي أسال الفؤاد
    ------------------------

    أول ماتفتّحت عيني على الكتابة، في بواكير الصبا بكسلا، أسرني قطْر الندى مبللاً زهرة صباح الخير عندما كنت أخرج بالجرو الشليق عند الفجر للاسترواح فاهتديت في طلعاتي تلك إلى الشعر.

    وبعد عقود من التسفار لاريب أنّ "صباح الخير" قد ذبلت خلالها وجفّ عودها، وأنّ الجرو الشليق، رفيق طلعاتي الفجريّة، قد ابتلعه المجهول فصار أثراً بعد عين، بعد تلك العقود ضاق وعاء الشعر عن أنداء السماوات التي نِمت تحتها مجتمعة، فلم أجد مندوحة من أن أضيف وعاءً جديداً للكتابة.

    فإذا كان اجتماع القطْر في تلك الأفجر البعيدة هو الذي صار للشعر عيناً، فإنّ أطيافاً من الماضي قد حبّذت أن يكون لها مسكن منفرد لايشاطرها فيه أحد.

    وهكذا وُلِدتْ القصّة القصيرة في مسار كتابتي بوصفها وعاء أكثر رحابة لاستيعاب بعض التجارب والمعايشات الّتي تفيض عن سعة الشعر، واستطيع أن أؤرّخ لوقوع ذلك بمطلع التسعينات من القرن المنصرم، في منتجع"بور"، في أعالي جبل فيتوشا المطلّ على صوفيا. تلك كانت معايشة ثرّة جرّبت فيها برفقة صديقتي تاتيانا التي كشفت لي خبايا تلك المجاهيل الانقطاع التام في أعالي الجبل حيث مكثنا ثلاثة أيام نقتات فيها على زاد ضئيل من البسكويت وبعض
    المأكولات المعلّبة نستمدّ منها العون لمقاومة موجات البرد القارس في مطر راعف طوال اليوم، لايتوقّف قليلاً إلا ليهمي بقوة أشدّ فنقطع جولاتنا في مستوطنات التوت والفراولة والبصل البرّي وعفن الخبز والأيائل الحمراء التي تبرز فجأة وكأنّها تولد أمام ناظرينا من رحم الخضرة الباسقة، ثم تختفي برشاقة في تلافيف الأدغال. كلّ ذلك النعيم السامق المبثوث بين أحجار الجبل نتركه وراء ظهرنا تحت وابل المطر لنركض عائدين إلى مدفأة البار في الطابق الأرضي للمنتجع المشيّد بالأحجار في هيئة حرف L اللاتيني.

    وبدت صوفيا من ذؤابات الجبل المغموربالأمطار بعيدة المنال. تلك عزلة كان آخر عهدي بعزلة تضارعها إبّان سيول عام 1988 في السودان، حيث صارت قريتي في "البطانة" مستنقعاً صَعُبَ عليّ الخروج منه حين توجّب ذلك.لا أحد يدخل القرية ولا أحد يخرج منها بفعل أمطار سبحت فيها العقارب الّتي امتلأت جحورها بالماء، أمطار كانت من الغزارة بمكان بحيث لاتخطيء إن ظننتها لاتسقط من السماء وحدها، بل تفيض من بواطن الأرض أيضاً. يفيض الماء
    المشلشل من كل مسام في كل مكان، وكأنّ "البطانة" العجوز قربة رثّة الجلد ملأى بالثقوب. لكنّ ينبغي عليّ أن أقرّ بأن ذلك الانقطاع المؤقت في جبل فيتوشا قد أفادني في حياتي، وصار لي زاداً لاينقطع عندما كتبت علي ظروف العيش سكنى "مالينوفا دولينا"وهي ضاحية نائية عن العمران وشديدة البعد عن الأحياء التي كان يسكنها بنو قومي القلائل في صوفيا، بل إنّ معظمهم لم يسمع بها قبل أن أخبرهم بانتقالي إليها. وكان طوق العزلة أشدّ مايستحكم في فصل الشتاء، إذ يقفر وقتها معظم البيوت المجاورة لمنزلي هرباً من وطأة الثلج والرياح الباردة، فأشعل مصباح الحوش وسط بِرْكة هائلة من الطبشور اللاسع تنتصب فيها هياكل الأشجار الجرداء، وبيت الأرانب، ومستودع الفحم الحجري وخشب المدفأة في أقصى الحوش عند السياج، ولا أسمع طوال الليل شيئاً غير عواء يزداد ضراوة كلما تردّدت بين الحين والآخر أصوات أعيرة نارية مجهولة المصدر. ولوقوع الضاحية في سفح فيتوشا الذي كان مخبأ لبعض الفدائيين الملاحقين من قبل أجهزة الأمن أبّان فترة الكفاح ضدّ الفاشية والرأسمالية في الأربعينات من القرن الماضي، فإنّي كثيراً مانسبت تلك الأعيرة المجهولة، حين يعييني تقصّي مصدرها، لأصداء أعيرة تبودلت بين الفدائيين وملاحقيهم، أصداء متأخرة مختزَنة نصف قرن من الزمان، لم ينفعل الجبل بها إلّا بعد أن طواها النسيان حيث أن الفدائيين ، طلّاب الحرية، بعد أن هبطوا من الجبال استبدلوا ثياب أيام الكفاح باللباس الرسمي لرجال الدولة الجدد، وامتطوا المركبات السوداء المظلّلة، وصادروا الحريّات مقيمين في مكان استبداد النظام القديم شمولية قاتلة.

    كنت أنقطع عن بني قومي طوال أشهر الشتاء على وجه الخصوص. حتى الطريق إلى الضاحية كان خلاءً بلقعاً تعبث فيه الرياح، وتصطاد فيه الكلاب الضالة فرائسها المفضّلة : فئران البرية. لا أحد يعبر تلك المسبعة إلّامضطرّاً كحالي، وإذا فعل ذلك مشياً على الأقدام، طوى المسافة على عجل. وكانت دكنة إهابي في الليالي القمراء سلاحاً ناجعاً وقّاني شرور سُراة الليل في ذلك القفر. ذلكم شأني في الشتاء، أمّا في الصيف فقد كنت أحيا كفلاح بلغاري يخرج من كتابات إيفان خاجيسكي. في تلك العزلة الطويلة المدى حلمت بقصيدة "تود أنق أمن في مالينوفا دولينا" كاملة وكأنّ شخصاً يمليها عليّ وأنا أهذي وراءه. وتحت ظلال الكرزة العملاقة كتبت"زورق في نعاس" وقصائد أخرى لاتسعفني الذاكرة لإيراد عناوينها.

    بحثت عن منتجع "بور" في الانترنت، فوقعت له على صورة أدمت فؤادي. رأيت فيها البناية المهيبة الثلاثية الطوابق تقف مهجورة وقد تقشّر طلاؤها الأبيض، وتهشّم زجاج أبوابها ونوافذها فسُدّتْ بألواح قبيحة من الخشب، أي تهشّم ركن ركين من عمارة ذكرياتي في شبه جزيرة البلقان. ما الّذي جرى للأيائل الرشيقة في المسارب الخفيّة ؟، وإلى أين مضى الدرب بماجدولينا، ساقية البار اللطيفة، في أيام الشدّة وضراوة المنافسة واحتداد التفاوت الطبقي وصيرورة الإنسان ذئباً لأخيه الإنسان؟.

    هناك، في المنتجع الموحي مظهره الخارجي بمسحة من دير رهبان، القائم في منطقة تنتيافا، على يمين نهر بويانسكا. يقودك إليه بصّ جبلي تترجّل منه عند إزلاتني موستوفي (الجسور الذهبيّة) وهو آخر محطّ للبصّ في تلك المنطقة،
    ثم تكمل صعود الجبل راجلاً إمّا متبعاً طريقاً مسفلتاً طويلاً، أو مقتفياً أثر المشاة عبر دروب ترابيّة أكثر تعرجاً واختصاراً من الطريق المعبّد. هناك، قبل نيف وعشرين عاماً، محاطاً بالصنوبريّات الشوكيّة على ارتفاع يبلغ ألفاً وستمائة وتسعة وثلاثين متراً فوق سطح البحر ولدت قصة "ماجدولينا، ساقية البار الجبلي" في حجرة باردة وموحشة وسيئة الإضاءة، ليس فيها تلفاز ولاخزانة للملابس. دوّنتُها مرتعشاً تحت الدثار السميك، تفوح منّي رائحة الأطعمة المعلّبة والبسكويت، مصغياً لتوقيع المطر الليلي الحاصب على إفريز النافذة.

    لكنّ الوعاء الجديد الذي جعلته في مبدأ أمره جيباً إضافيّاً أودع فيه مايفيض عن حاجة الشعر، قد تضخمّ بعد أن صار كثير الاغتراف ممّا في وعاء الشعر من ماء. واقتضتني محاولة اصلاح هذا الأمر زمناً ليس بالقليل أنفقته مراوحة بين الوعائين، أفرز الماء من الماء. غايتي من ذلك أن أردّ للشعر مااغترفته منه القصّة القصيرة. أفلح في فصل الفسيلة عن جذع النخلة، وغرسها في تربة الشعر لتنمو في الموضع الصحيح تارةً، وتارةً أخرى يعجزني إجراء الفصل، فأترك الفسيلة ملتحمة بالنخلة الأمّ كأنّها إصبع زائدة في قدم إنسان.

    عثمان محمد صالح

    (عدل بواسطة Osman M Salih on 12-19-2014, 06:52 PM)
    (عدل بواسطة Osman M Salih on 12-19-2014, 06:57 PM)
    (عدل بواسطة Osman M Salih on 12-19-2014, 07:07 PM)
    (عدل بواسطة Osman M Salih on 12-19-2014, 08:52 PM)

                  

12-20-2014, 09:02 AM

Osman M Salih
<aOsman M Salih
تاريخ التسجيل: 02-18-2004
مجموع المشاركات: 13081

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القطْر الّذي أسال الفؤاد (Re: Osman M Salih)

    شن وطبقة
    ------------

    سأختم في خيط لاحق - إذا أسعفتني القدرة - بترجمة أجزاء من كتاب "مقاتلة أم مصالحة؟" (حكايات يرويها ضحايا الحرب الأهلية في السودان)، ل تيو هاومان Tjeu Haumann.

    سينصبّ تركيزي على الأجزاء المتصلة بتجنيد الحركة الشعبية لتحرير السودان للأطفال الجنوبيين في جيشها. إنّها ماسأة أطفال انتزعتهم الحركة الشعبية من أسرهم ومن مدارس المبشّرين وأرسلتهم إلى معسكراتها في أثيوبيا أيام تحالفها مع نظام منجستو هايلاماريام الشمولي. وافق شن طبقة.

    (عدل بواسطة Osman M Salih on 12-20-2014, 10:00 AM)

                  

12-24-2014, 11:37 PM

ibrahim fadlalla
<aibrahim fadlalla
تاريخ التسجيل: 06-09-2007
مجموع المشاركات: 2585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القطْر الّذي أسال الفؤاد (Re: Osman M Salih)

    Quote: لكنّ الوعاء الجديد الذي جعلته في مبدأ أمره جيباً إضافيّاً أودع فيه مايفيض عن حاجة الشعر، قد تضخمّ بعد أن صار كثير الاغتراف ممّا في وعاء الشعر من ماء. واقتضتني محاولة اصلاح هذا الأمر زمناً ليس بالقليل أنفقته مراوحة بين الوعائين، أفرز الماء من الماء. غايتي من ذلك أن أردّ للشعر مااغترفته منه القصّة القصيرة. أفلح في فصل الفسيلة عن جذع النخلة، وغرسها في تربة الشعر لتنمو في الموضع الصحيح تارةً، وتارةً أخرى يعجزني إجراء الفصل، فأترك الفسيلة ملتحمة بالنخلة الأمّ كأنّها إصبع زائدة في قدم إنسان.


    جميل ما تأتي به هنا يا عثمان ...وأحسب أن القصة القصيرة ..تزداد بهاءا بلغة الشعر ...وغموض الشعر ...وتضميناته ..وإشاراته ...

    أسلوبك الجميل في هذه السيرة المختصرة لرحلة قلمك ..من وادي عبقر إلى جبل في ضاحية صوفيا ... ليس بأقل مقاماً ..وتميزاً ..من أجمل القصص القصيرة ..

    شكراً ..وأتمناك هاطلاً ..كل الفصول .
                  

12-25-2014, 00:59 AM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القطْر الّذي أسال الفؤاد (Re: ibrahim fadlalla)

    Quote: سأختم في خيط لاحق - إذا أسعفتني القدرة - بترجمة أجزاء من كتاب "مقاتلة أم مصالحة؟" (حكايات يرويها ضحايا الحرب الأهلية في السودان)، ل تيو هاومان Tjeu Haumann.

    سينصبّ تركيزي على الأجزاء المتصلة بتجنيد الحركة الشعبية لتحرير السودان للأطفال الجنوبيين في جيشها. إنّها ماسأة أطفال انتزعتهم الحركة الشعبية من أسرهم ومن مدارس المبشّرين وأرسلتهم إلى معسكراتها في أثيوبيا أيام تحالفها مع نظام منجستو هايلاماريام الشمولي. وافق شن طبقة.

    آه ... صديقي ... عثمان

    المداخلة عاليه هزمت مشروع البوست الأصل, وهو باكر جميل مستفز للذهن والوجدان,
    ........فما دخل القطر الذي يسيل الفؤآد, بمسألة تجنيد الحركة الشعبية للأطفال؟؟؟
    والذي قلت عنه أنه خيط لاحق, فالشفقة أو بالأحرى {الدغمسة} لزوما شنو؟

    مع ذلك ... فسوف أتابع هذا القطر العظيم في دواليه الأدبية والإنسانية التي ترشحه
    لأن يكون مشروعا لإبداع محتدم.

    تسلم يا صديق ... وليك وحشه
                  

12-25-2014, 03:30 AM

Osman M Salih
<aOsman M Salih
تاريخ التسجيل: 02-18-2004
مجموع المشاركات: 13081

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القطْر الّذي أسال الفؤاد (Re: HAYDER GASIM)

    ياصديقي المفدّى حيدر قاسم،

    أولاً البركة في الظهور والشوفة بعد غياب.
    ثانياً ياسيدي كلامك في محلو إذ لاعلاقة تربط بين العمل المنشور في صدر البوست والفقرة التي أثار ظهورها امتعاضك . لك أن تعتبرها اعلاناً كأي اعلان يرد في صحيفة يومية تستطيع أن تتجاوزه وتغض عنه الطرف مكتفياً بسواه.
    تحيّاتي وتقديري،
    عثمان
                  

12-25-2014, 03:18 AM

Osman M Salih
<aOsman M Salih
تاريخ التسجيل: 02-18-2004
مجموع المشاركات: 13081

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: القطْر الّذي أسال الفؤاد (Re: ibrahim fadlalla)

    عزيزي ابراهيم فضل الله،

    كيف لي أن أكافيء إكرامك لي واحتفاءك بأعمالي المنشورة هنا.

    صحيحٌ ماذهبت إليه عن اغتناء القصة القصيرة بفضائل لغة الشعر، لكن المقصود بالفقرة الختامية لمكتوبي بعاليه هو القيام بأعمال أشبه بعمليات تحرير الأسرى الرازحين في أصفاد المعسكر الآخر أيّ تحرير قصائد كاملة من ربقة القصّة القصيرة. وهذا أمر تنبّهت له العين النجيضة لصديقي الشاعر محمد عبد الخالق الذي نصحني حين عرضت عليه "غناء الطفل الخلوي في قاعة المحكمة" أن أحذف المقدمة ثم أنظر في العمل. وقد فعلت مانصحني به.

    لك تقديري واحترامي المعلومين،
    عثمان
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de