|
Re: بين التزعة والزجارة والغاف واللا قاف (Re: طلحة عبدالله)
|
وبمناسبة الغربة والصدفة فأيضا صادفت مرة ثلاثة ( ولدين وبنت ) في واحد من المولات وهم يرغون ويزبدون لأنهم لاحظوا أن سودانيا مثلهم ومن بلدهم ( يقدل ) بالعراقي والسروال والشبشب في المول .. ولأنني أعرفهم فقد سألت عن سر غضبتهم وقلت لهم إن السروال والعراقي على الأقل لبس محتشم طالما كان نظيفا ومرتبا .. فالخواجات وبعض ( العرب المستخوجين ) يقدلون بالفنلة الداخلية والشورت والسفنجة الواحدة دي، وفي أي مكان وليس في المولات والأسواق العامة فقط، فانبري لي أحدهم ليذكرني بأن كل شاة معلقا من عصبتها وقال لي إن الخواجات هذه طبيعتهم وطريقة لبسهم المعروف للجميع وهي لا تلفت النظر في الغالب، فضحكت لقوله وذكرته أيضا إن العراقي والسروال والجلابية والتوب والمركوب شأن سوداني أصيل نفتخر ونعتز به كسودانيين كما يفتخر الخلايجة بالكندورة والغترة والعقال ولا يتخلون عنها حتي في بلاد الخواجات.. فلماذا نتخلي نحن عن حاجاتنا الأصيلة التي تميزنا لإرضاء عيون الآخرين ؟ فقال الثاني سريعا وكأنه إكتشف عبارة يلجمني بها : المثل بقول ليك ألبس ما يعجب الآخرين .. فقلت له بنفس السرعة : اذن لماذا لا تلبس فنلة داخلية وشورت وسفنجة ؟؟ فبهت الذي كفر بزينا وتراثنا . المشكلة تبدو عويصة لدي بعض السودانيين في دول المهجر خصوصا البلاد العربية طالما لا يعجبهم السروال والعراقي .. مع إن نفس هذا السروال والعراقي ندخل به المسجد لنصلي ونقابل خالقنا سبحانه وتعالي، فهل وصل بنا الأمر لدرجة أن نستحي من الخلق ولا نستحي من الخالق ؟؟؟ إنها من وجهة نظري صدمة حضارية عاناها بعض المغتربين حتى فقدوا الثقة بأنفسهم وفلكلورهم، و أصبحوا يتعففون من تراثهم وأصالتهم بل وأحيانا لهجتهم .
| |
|
|
|
|
|
|
|