أستاذ عادل عبد العاطي دعنا نبدأ حوارنا معك بالسؤال عن الانشقاق في الحزب الليبرالي ما هي الأسباب وراء ذلك ؟؟؟
ليس هناك انشقاق في الحزب الديمقراطي الليبرالي. وانما هناك تطور وإعادة تأسيس وعودة للجذور. كنا من قبل قد اسسنا الحزب الليبرالي السوداني ثم بعد عدة سنوات اندمجنا مع عدة تنظيمات لتكوين الحزب الديمقراطي الليبرالي . في كل هذا الوقت كنا نستكمل مؤسساتنا ونبنيها وكان من اول الخطوات المتفق عليها تسجيل الحزب وذلك كي يقوم عمله على القانونية والمؤسسية والمحاسبية. للأسف تم تعطيل عمل الحزب بواسطة الرئيسة السابقة التي حاولت التغول على سلطات المجلس السياسي وعموم عضوية الحزب وبناء حزب رئاسي يدور حولها وتهميش الاقاليم . فاضطررنا الى اتخاذ خطوات حاسمة في طريق اعادة بناء الحزب وتأسيسه من جديد ونحن الان في صدد عقد المؤتمر التأسيسي للحزب وتسجيله. عضويتنا الآن تقارب الألف عضو قدمنا لمسجل الاحزاب توقيعات 670 منهم تقريبا لضيق الوقت. وتضم مجموعة الرئيسة السابقة حوالي العشرين او الثلاتين شخص. ونحن لا نغمطها حق ممارسة العمل السياسي ولكن أن تفعل هذا بإسم الحزب الديمقراطي الليبرالي فهذا مجرد تغول وادعاء .
أحزاب اليسار دائما متهمة انها كثيرة الانشقاقات الأمر يبدو كأنكم تجتمعون لتقرروا كيف تختلفون ؟
اولا نحن لسنا حزب يسار. نحن حزب ليبرالي اي نحن وسطيون. ثانيا الانقسامات في الاحزاب السودانية ليست حكراً على اليسار فكل الاحزاب منقسمة يمينها ويسارها ووسطها. من احزاب المعارضة لحزب السلطة. اعتقد ان السبب يكمن في عدم وجود الاليات والمؤسسات القادرة على ادارة الخلاف وحله داخل الأحزاب - مثلا نحن في الحزب الليبرالي ابتدعنا هيئة التحكيم العامة ولكن للاسف المؤتمر السابق للحزب لم ينتخب اعضائها !!!! - ايضا هناك ضعف ثقافة الحوار واحتمال الاخر - ايضا الممارسات الابوية والديكتاتورية للقيادات حتى في الاحزاب الحديثة والتي تتعلم من نظام الطغيان القائم وكذلك من القيادات الابدية في الاحزاب العقائدية والطائفية فتنتقل هذه الجرثومة اللعينة لها وتتحول الى نقيضها.
12-22-2014, 03:27 PM
Abdel Aati Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
من قبل بدأتم مشروع توأمة مع حركة حق اتفقتم على المبادي و اختلفتم حول (الإسم) ألا يبدو الأمر درامتيكيا إلى حد ما ؟؟؟
لا لم يكن الاختلاف حول الإسم وانما عن الآليات. اقترحنا على حركة حق ان نتفق قبل المؤتمر التوحيدي معهم على اسم مشترك مقبول من الطرفين وعلى قيادة مشتركة تختار بالتراضي وتعرض على المؤتمر لاجازتها. رفضوا ذلك واحالوا كل الامر للمؤتمر وللتصويت. كانت المشاركة في المؤتمر ان يكون منا 30 مندوب ومنهم 30 مندوب. للأسف لم يحضر كل مناديبهم وعندما جاء التصويت وتم اختيار اسم جديد بالاغلبية شارك جزء منهم في التصويت له رفض بعضهم قرار الاغلبية وخرجوا من المؤتمر؛ وبدأ بعضهم الاخر في مساومات لا علاقة لها بالأمر. فأنت اذا اخترت التصويت يجب ان تقبل بنتائجه. عموما تم افشال المؤتمر ولم نعد للأمر من بعد وتم تجاوز ذلك المشروع. لا أندم على ذلك فمن يرفض الآليات الديمقراطية وحكم الاغلبية يضر فكرة الديمقراطية في الصميم ويمكن أن يضرك في المستقبل في قضايا أخطر وأهم.
الحزب الديمقراطي الليبرالي و برغم برنامجه السياسي الذي يبدو ملبيا لطموحات العامة إلا أنه يفتقد التعاطف منهم هل لهذا علاقة بالمفهوم السائد لدى الشارع السوداني حول أحزاب اليسار بشكل عام ؟؟؟
لا اعتقد ذلك. الفكر الديمقراطي الليبرالي اساسا يقوم علي المدرسة الليبرالية الاحتماعية فالحزب يستمد قيمه و افكاره من المجتمع وتطوره .اظن ان السبب يكمن في ضعف اعلامنا وعملنا الجماهيري خصوصا خلال السنوات الاخيرة وضعف توصيلنا لهذا البرنامج العلمي الطموح لأهل المصلحة واصحاب الحق . في كل مكان استطعنا فيه ان نقوم بدورنا السياسي والجماهيري كان هناك تعاطف جيد مع اطروحات الحزب.
12-22-2014, 03:28 PM
Abdel Aati Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
اذا أخذ البعض على الحركة الاسلامية سياساتها التمكينية فإن ما يحسب عليكم ايضا ان الليبرالي يريدها (بلادا) بلا غطاء رأس في اشارة لرؤية قد تبدو أقرب للتحرر منها إلى الحرية ؟
مارس اليمين و اليسار الحجر الفكري علي المجتمع دون اشراكه في الخيار. نحن مع الحرية الشخصية المكفولة في كل التعاليم الدينية والانسانية و الاسس الفكرية لليبرالية قائمة على الخيار الشخصي. لا يشغلنا ماذا يلبس الناس. هذه قضية شخصية فمن اراد التحجب او التنقب فليفعل ومن لم يرد فليفعل. طالما لم يعتد على حق عام ولم يفرض رأيه بالقوة. في حزبنا نفسه هناك زميلات كثيرات محجبات. اختلافنا مع الحركة الاسلامية فوق سياستها الاقتصادية والاجتماعية الفاسدة (التمكين) وتسلطها السياسي هو أيضا في كونها تسعي لفرض نموذجها الثقافي والاجتماعي على الناس وقولبتهم في قالب واحد. هذا نهج فاشي وفاشل. نحن الليبراليون نؤمن بحرية كل فرد في اختيار وممارسة دينه وثقافته وملبسه والالتزام بما يمليه عليه ضميره لا ما تمليه عليه الدولة أو حزب سياسي او مجموعة عقائدية. ونؤمن ان السودانيين والسودانيات كانوا محتشمين ومحتشمات قبل مجيء الرداء الفارسي الذي يفرض بإسم النقاب او الحجاب. والنساء السودانيات والرجال السودانيون كانوا يغطون رأسهم منذ الأزل والشمس لا تعطيك فرصة لعدم تغطية رأسك. اسا التوب السوداني والطرحة ديل مالن ؟؟ عيبهم لي !
سجلتم حزبكم مؤخرا ألا يبدو هذا دليل عافية بالساحة السياسية بصورة عامة ؟
نحن لم نستكمل تسجيل الحزب بعد وقد واجهنا الكثير من المماطلة رغم ان كل اجراءاتنا كانت سليمة. عموما نتوقع ان ينتهى الأمر بخير وأن يكتمل تسجيل الحزب حتى نهاية العام حتى يتسنى لنا دخول الانتخابات باسمنا الحزبي اذا قررنا ذلك. أما اذا تم تعطيل تسجيل الحزب فكأنما البعض يدفعنا لخيارات اخرى. عموما نعتقد ان حقنا في ممارسة العمل السياسي تعطيه لنا حقوق المواطنة وقد انتزعاه بأنفسنا عبر تضحيات جمة. لكن اذا ارتضينا الكفاح غير العنيف والانخراط في اللعبة السياسية فنحن نحاول توفيق اوضاعنا بما يتفق مع الدستور والقانون حتى ولو كان معيبا في وجهة نظرنا او غير مكتملا.
12-22-2014, 03:29 PM
Abdel Aati Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
استاذ عادل عضوية حزبكم تضم العديد من المثقفين و المبدعين اذا سلمنا بأن هذا سيجعل الاستقطاب سهلا ألا تخشون ان يوقعكم هذا أيضا في مأزق النخبوية والصفوية ؟
لا اخشى ذلك اذا كانت اطروحات الحزب واضحة انه حزب مملوك للشعب السوداني وخصوصا الطبقات الضعيفة فيه. فأهل الثروة والحظوة والهيمنة في السودان يملكون احزابهم وبنوكهم واموالهم الخ. وأهلنا الغبش لا يملكون شيئا من ذلك فحق لهم امتلاك حزب لهم ينهض بقضاياهم وويثق بهم ويقدمهم للقيادة ويفاخر بهم الدنيا. فضلا عن ذلك فقد عرفنا بالممارسة ضرر الصفوية ليس على الحياة السياسية عامة وانما على تطور الحزب بالذات. لذلك سيكون محور تركيزنا هو اقاليم السودان المختلفة والفئات العديدة المتضررة من الواقع الراهن ومهمشي المدن والشباب. اي حوالي 95% من الشعب السوداني، ممن لا يجدوا تمثيلهم في عالم السياسة اليوم. وعلى المثقفين والمبدعين من أعضاء حزبنا ان يضعوا كل جهدهم ليصل صوتهم وابداعهم لتلك الجماهير بحيث تصبح تلك الجماهير مثقفة ومبدعة بفضل الحزب وما يقدمه لها.
استاذ عادل هل صحيح ان الحكومة تستمد قوتها من ضعف المعارضة ؟
للأسف هذا صحيح. ولكن من اضعف المعارضة غير النظام ؟ المستبد الذكي لا يقضي علي معارضيه بل يضعفهم لدرجة تجعل بقائه الخيار الابسط و هذه ممارسة النظام. لقد عمل النظام على شق المعارضة وضرب بعضها بببعض وتجفيف مصادر تمويلها وقطع العلاقة بينها وبين الجماهير وما زال يواصل هذه السياسة الشريرة. ولكن المعارضة ساعدته كثيرا بعدم اجتراح الاصلاحات الديمقراطية والهيكلية في داخلها ففاقد الشيء لا يعطيه ، وكذلك بتعويلها على العمل السياسي الفوقي في الصالونات وابتعادها عن قضايا المواطن البسيط المتمثلة في المعيشة والصحة والتعليم والامن والعمل الخ . واكبر اخطاء المعارضة التكتيكية هي عدم اتفاقها على مرشح واحد في انتخابات عام 2010 ثم انسحابها التخذيلي آنذاك. ذلك ان المعارضة للأسف تفتقد الرؤية التنموية الشاملة والمتكاملة والنظرة الاستراتيجية وجل قياداتها اما طائفية او عقائدية او عسكرية وهذا يصعب من تفهمها لقضايا بسطاء الناس. عموما المؤتمر الوطني وسلطته اضعف مما نتوقع وهم يقفون على ارجل من طين لذلك يجب مواجهتهم با خوف ولا جزع والارتباط بقضايا الناس وحقوقهم التي ينتهكها المؤتمر الوطني وحكومته صباحا ومساءا.
12-22-2014, 03:30 PM
Abdel Aati Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
طيب استاذ عادل ما موقف حزبكم من الانتخابات القادمة ؟
لم يتخذ حزبنا موقفا بعد وهذا الأمر حيحسم فيه مؤتمر الحزب التأسيسي والذي يفترض أن يقوم يوم 24 ديسمبر. لكننا قمنا بحوارات داخلية وحوارات مع بعض القوى الحليفة وكانت نتيجة استطلاع داخلي ان الغالبية مع دخول الانتخابات. أنا شخصيا مع خوض معركة الانتخابات لأن انتخابات رديئة خير من حرب جيدة ولأننا لا نخشي اي مواجهة مع المؤتمر الوطني فهو حزب فاشل مضر بالبلاد والعباد وأعتقد انه رغم عدالة الفرص ورغم تاريخ هذا الحزب في التزوير ورغم حالات المطاردة والاعتقال فإن على القوى المعارضة مواجهة المؤتمر الوطني في هذه الانتخابات وفي كل انتخابات وهزيمته في الميدان الذي اختاره بالذات. لأنه لو كانت الانتخابات حرة وعادلة لسقط فيها المؤتمر الوطني ومرشحيه سقوطا شنيعا.
وهل تتوقع ان تكون الانتخابات القادمة نزيهة و شفافة ؟؟؟
لا لا اتوقع ذلك فحزب المؤتمر الوطني متمرس على الخداع والتزوير وقد شهدنا كيف خجوا الانتخابات من قبل كما علمنا ممارساتهم في الانتخابات الطلابية والنقابية. فوق انهم يستخدمون جهاز الدولة كله لمصلحة حزبهم وهم يعتقدون ان السياسة حرب وان الحرب خدعة لذلك لا يستنكفون التزوير والخداع. أيضا قوانين الانتخابات وتوزيع الدوائر مفصل لمصلحتهم ولعلك تتابع الحديث عن تغيير الدستور نفسه لأن فكرة عنت لرئيسهم بتعيين الولاة بدلا من انتخابهم مما يوضح لك استهانتهم بدستورهم نفسه. لكن هناك ايضا امكانية للمراقبة وكشف التزوير كما ان المواطنين والناشطين الذين سيشتركوا في الانتخابات سيكون لهم موقف واضح وحاسم اذا تم تزييف ارادتهم بالتزوير.
12-22-2014, 03:31 PM
Abdel Aati Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
اذن ما هو رأيكم حول وثيقة باريس و نداء السودان التي جاءت مؤخرا ؟؟
وثيقة باريس ونداء السودان كلها مجهودات وطنية تبحث عن حل الأزمة السودانية ومن هذا المنطلق نرحب بها دون الدخول في التفاصيل فلنا شيء من الاعتراضات على تفاصيلها ومنهجها . كما أننا نرى ان المحك هو في الجدية والالتزام بالاتفاقات وليس انتاج وثائق جديدة كل عام. ما أرفضه وبشدة في نداء السودان هو موقفها القطعي برفض دخول المواجهة الانتخابية وفي نفس الوقت تعويل اطرافها على حوار فاشل مع النظام. فبدلا من الاحتكام للجماهير يحاور اهل الوثيقة النظام ويجعلوه الخصم والحكم. من جهة أخرى ادين موقف النظام تماما وحزب المؤتمر الوطني في هجومهم الهستيري على تلك الوثائق واعتقال بعض موقعيها وهذا يثبت عدم جدية الحزب الحاكم وعدم قبوله للآخر ورجوعه لمربع القمع الذي لا يفيد.
البعض يذهب إلى ان وجود الصادق المهدي في اية اتفاقية يبعث شيئا من الاطمئتان للسلطة الحاكمة بإعتبار ان الصادق متأرجح المواقف إلى اي مدى يمكن ان يكون هذا القول صحيحا ؟
الصادق المهدي رجل تصالحي وله رؤى كثيرة متفقة مع النظام ومصالح متقاطعة معه وليس من قبيل الصدفة أن ابناءه يخدمون النظام في مواقع حساسة. وقبلها كان قد قال عن رئيس السلطة الحاكمة انه جلدهم ولن يجروا فوقه الشوك. مع هذا فإن السلطة خائفة ولا تطمئن لشيء. ويبدو من الجهة الاخرى ان بعض قوى المعارضة تؤمل فيه لا تزال. عموما الرجل سيبلغ الثمانين بعد عام وهو رئيس لحزبه منذ العام 1964 اي منذ نصف قرن. هذا لا يعطينا مصداقية عندما نتحدث عن الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وتقديم الشباب الذي يشكل اغلبية الشعب السوداني. في النهاية اعتقد ان الصادق المهدي مفكر اسلامي وسطي له اسهامه ولكنه ليس سياسيا ناجحا ولا فعالا وضرره على حزب الأمة والسياسة السودانية أكثر من نفعه.
12-22-2014, 03:33 PM
Abdel Aati Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
التقارب الذي حدث مؤخرا بين الوطني و الشعبي كيف تنظرون لهذا ؟
هذا شيء طبيعي في ظل الارضية العقائدية الموحدة للتنظيمين وتقاطع مصالحهما ؛ ولا ننسى أن زعيم الشعبي هو مهندس هذا النظام ومفكره ومنظره. لذلك لم تكن لنا ثقة أبدا بحزب المؤتمر الشعبي وقد رفضنا باستمرار التعامل معه كحزب معارض ما ظل يتمسك بايدلوجيته الشمولية وقيادته فاقدة المصداقية. أما عن اسباب التقارب فبعضها خارجي وسببه انهيار حكم الاخوان في مصر ومشاكلهم في تونس واليمن الخ ؛ وبعضها داخلي وسببه انهيار النظام عمليا وظن الترابي انه يمكنه أن ينقذه من السقوط مقابل الاعتذار له وارجاعه لموقعه كقائد فعلي للنظام وهيهات.
لنذهب لبعض القضايا الفكرية. من قبل حين تبنى البعض من رموز اليسار فكرة (السودانوية ) كترياق لإشكال الهوية ذهب الدكتور أمين حسن عمر إلى اتهامها انها حيلة من القوى العلمانية لتمرير أجندتها السياسية و الفكرية ما رأيك في الفكرة عموما و موقف الدكتور أمين حسن عمر حيالها أيضا ؟
اليسار التقليدي لم يتبن السودانوية فقد كان مهموما بالصراع الطبقي في حين ان الصراع الاساسي في السودان هو ضد التخلف عموما وليس ضد طبقة راسمالية لم تتكون بعد ونحن في أمسّ الحاجة لها. بعض قوى اليسار الجديد والقوى الجديدة تبنت فكرة السودانوية كحل للاشكال الثقافي ووفقا لرؤية بعضها ان المشكل السوداني هو مشكل ثقافي في المقام الأول، وهي في بعض جوانبها تطوير لمدرسة الغابة والصحراء التي كانت قريبة من اليسار ولكن متمايزة عنه. لكن حتى الآن ليس هناك تعريف واضح للسودانوية . اما اذا كانت السودانوية تعني اننا كلنا سودانيون وان السودانية هي القيمة الاولى في ثقافتنا وانتمائنا ومستقبلنا فأنا ادعمها بلا تحفظ. هذا ما دعا له علي عبد اللطيف وعبيد حاج الأمين. لكني ارى تطعيمها بالأفق الأفريقي وهو امتدادنا الطبيعي والافق الانساني الكوني وعدم الانغلاق في سودانيتنا. أما حديث أمين حسن عمر عنها فهو من دارج القول ويدخل في اطار أدب التحدى والاحراج السائد عند الاسلاميين. عموما نطمئن السيد أمين حسن عمر انه لن يكون هناك تقية بعد اليوم؛ فالقوى الناهضة تتبني العلمانية فكريا وسياسيا وتدعو لها كمكون رئيسي من مكونات التغيير ولا تحتاج لتمررها خلسة خلف دعوة السودانوية أو غيرها، وخطاب التجارة بالدين قد سقط الى غير رجعة.
12-22-2014, 03:34 PM
Abdel Aati Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
كيف ترى اذن الراهن السياسي برؤية محايدة اي بنظرة مراقب أكثر منها كقائد حزبي ؟
الراهن السياسي معقد جدا فبلادنا على شفى حفرة من الانهيار وهي الخامسة في تصنيف اكثر الدول فشلا في العالم وتحتل واحدة من آخر المواقع في قائمة التنمية الاجتماعية التي تصدر عن الامم المتحدة لهذا العام. الدولة السودانيىة تنخرها المحسوبية والعشوائية والفساد والعنصرية. رئيس النظام مطارد دوليا ولا يملك القدرة لتمثيل السودان خارج افريقيا والدول العربية. البلد منهارة اقتصاديا ومعزولة دوليا. قوى المعارضة لا تملك زمام المبادرة ولا تملك استراتيجة واضحة للخروج من الأزمة. جماهير الشعب مغيبة بسبب ركضها وراء لقمة العيش وبسبب الحرب وبسبب انعدام الأمن وبسبب حرب التجهيل والتدجيل التي يشنها عليها النظام. الشباب ليس له مستقبل ولا عمل يرضي طموحاته الطبيعية وجل همه هو الهجرة خارج البلاد. المجتمع الاقليمي والعالمي مهتم بقضايا شمال افريقيا والشرق الاوسط ووسط افريقيا اكثر من اهتمامه بقضايا السودان ولا يملك خطة او حلا لمشاكل السودانيين. النظام لم يعد له ما يقدمه والمعارضة لم تتقدم لتملأ الساحة بعد والمجتمع المدني مضروب وجريح. لذلك لا بد من قيام حركة جماهيرية اجتماعية كبيرة بأفق سياسي وتنويري واضح وخطة للتغيير واستراتيجية واضحة للعمل. دون انجاز هذا الواجب سنظل نزحف في المستنقع وتتفكك بلادنا ببطء ويتفسخ مجتمعنا تحت وطأة الفقر والمرض والتجهيل وانعدام الأمل.
هل تملكون انتم كحزب ليبرالي هذه الخطة الشاملة والاستراتيجية الواضحة للعمل ؟
نعم نملكها وعندنا مشروع عشري لتنفيذها اسمح لي الا اكشف تفاصيله بعد. سوف تكون فرصة المؤتمر التأسيسي ومعركة الانتخابات سوانح جيدة لعرضها على جماهير شعبنا وبناء تلك الحركة الجماهيرية الشعبية التي تنهض بمهام التغيير وحمل شعلة الامل وبناء مستقبل افضل.
12-22-2014, 03:46 PM
Abdel Aati Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
نعم انا مستعدد للترشح ضد مرشح المؤتمر الوطني وقد دعوت وادعو الى ان تتفق المعارضة على مرشح واحد ضد البشير او اي مرشح اخر للمؤتمر الوطني. ولكن اذا لم تتفق قوى المعارضة ولم تقدم مرشحها فإنا على استعداد للترشح ضد مرشح المؤتمر الوطني على مقعد الرئاسة. ولكن هذا مرهون بالدعم الذي يمكن أن احصل عليه من القوى الجديدة والشبابية وعموما الشعب السوداني فأنا حاليا لا املك غير شخصي وبرنامجي وارادة لا تكل لاسقاط حكم المؤتمر الوطني بعد ربع قرن من الفشل والفساد في الارض.
12-22-2014, 04:56 PM
nour tawir nour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638
قرأت الحوار بتركيز عالى.. وهو يخرجنا من حالة الاحباط التى بدأت تتسرب الينا.. الى فضاء الديمقراطية الواسع الرحب.. وخروج السودان من خّن العسكرية والاسلاموية والبطش.. فقد اثلجت صدرى.. وكنت كما نتوقع ونعرف.. صريحا وأمينا ومسئولا .. وبالتوفيق فى المؤتمر وما يليه من مسئوليات جسام..
12-22-2014, 05:23 PM
حيدر حسن ميرغني حيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25073
Quote: هل الخطه الشريره اعلاه لها دور فى انشقاق الحزب والخلافات مع حركه حق
لا استبعد ذلك.
النظام يستخدم الاساليب الخشنة والناعمة لشق الاحزاب المعارضة . هو يستفيد من خلافات واختلااافات فيها ليزيد من نارها . وهو يسعرها اعلامميا وربما وقف مع طرف ضد طرف الخ
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Abdel Aati
nour tawir
حيدر حسن ميرغني
يوسف الولى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست