يحكى ان بدايات ظهور شاعرنا الفذ عالم عباس وكان معه ثلة من ابناء دارفور كانوا قد هيمنوا وفازوا على بقية أقرانهم من شعراء المركز بنصوص غير مالوفة مكتملة الجزالة وحسنة الصنعة. فى مسابقة وقتها كانت قد نظمتها الدولة, للشعراء الشباب مما جعل محمد المهدى المجذوب يداعب بقية الشعراء قائلاً لهم (الغرابه ديل يجو يفوتكم) , وهذا القول طبعا بحسب ماحفظته ذاكرتى من مخزون الحكى السردى والشفاهى ولاادرى اين تم توثيقه واٍن كنت سألت استاذنا عالم عباس فاكده لى..
عموماً أنا سعيد بفوز حمور زيادة بجائزة نجيب محفوظ وتسنمه فى هذه اللحظات لموقع السارد السودانى الأول معلناً نهاية أحتكار عُصبة الروائيين الريفيين وأبناء الأمصار البعيدة الغرابه, للمشهد الروائى بركه ساكن ومنصور الصويم وأبكر أدم اسماعيل وهو بذلك يعيد الدفع الحضرى والحضارى لفضاءات السرد ويريحنا قليلاً من سرديات عوالم المهمشين التى أنفتحت طاقتها الجمالية مع بركة ومنصور وأبكر أدم اسماعيل كأبدع مايكون وابدع مايكون هنا لاتحمل بالتأكيد تقريظاً منى فى هذه اللحظة لأولاد قرف وهامشيي الجنقو والعولم السرية المنسية لمدن تعيش تحولات العنف والطمأنينة كما عند منصور الصويم ومنصور الصويم روائى لديه قدرة استبصار عالية ونافذة لو كنت مكان حكومة السودان لخصصت له وحدة خاصة للأستبصار السياسى وأجلستها فيها ,ففى روايته تخوم الرماد وهى أول عمل روائى له كتب قبل انفجار الأحداث فى دارفور كانت هذا العمل يحمل حدساً جمالياً وسياسياً لما ستؤول اليه الأوضاع لاحقاً واٍن عدت لبطل منصور فى تلك الرواية تخوم الرماد ستجد نفسك وجهاً لوجه أمام القائد الجنجويدى تنمو شخصيته المكتملة بين طيات النص ثم بعد ذلك يخرج من بين دفتى الغلاف للواقع بكلاشه وحصانه....
أما أبكر ادم اسماعيل وبركه ساكن أعتقد اننا نظلم كثيراً اعمالهما اٍذا أسقطناعها على مشهد اليومى السياسى والأجتماعى وبالنظر كذلك لمواقفهما السياسية لأننا بذلك نُفقر التأويل ونضع سقفاً محدوداً لتلك الأعمال لا(يفتح العمل الروائى على التاريخ والمجتمع والدولة كما يقول صديقنا د. أحمد الصادق) مما يهدد تلك الأعمال بأن تصبح عالقة بأطراف بالحقب السياسية ويعطيها صفة المرحلية التى تتنافى مع غاية الأدب وهى الخلود والأستدامة وهى صفة تحققت بعمق فى تلك الأعمال..بركة ساكن وابكر أدم اسماعيل هم عندى من رواد أدب المهمشين اٍن صحت تلك التسمية بالتأكيد سبقهم روائيين سودانيين كثر ومنهم شوقى بدرى (على ماظن) واخرين , لكن القُدره الأبداعية فى تناول هذه العوالم بالتأكيد كانت أكثر سبكاً والهاماً عند بركة وابكر أدم أسماعيل تجلى ذلك حقاً فى الطريق الى المدن المستحيلة والجنقو مسامير الأرض..
الأن وبعد فوز حمور وعودة الرواية مرةً اخرى لمثلث حمدى , نشعر بسعادة أننا عدنا مرة أخرى للأستجمام فى الأسكلا القديمة وصدحت من جديد موسيقى سان جيمس وفتحت سلوى بوتيك فى المزاد بحرى أبوابها من جديد للمشترين وأحتفينا بشراء كرتونة بيرة ابو جمل من جورج مشرقى ثم بأتجاه اب روف أو المسالمة فى أنتظار حفلة وليم اندريا مساءاً بالقراند اوتيل ,عدنا سادتى بفضل حمور من تلك الروايات التى أجلستنا فى رهق لايليق بنا فى سقف كابينة اللوارى (التنده) نقطع الصحارى والجبال والوديان مغبرين معفرين تركنا صداقة أولاد قرف واطلق سراحنا من سجون بركه ساكن بضمان الحضارة والمدنية وغشتنا الطمانينة من رعب عوالم منصور الصويم وجنجويده لنعود للرواية مع حمور ونحن نردد فى بهو الرواية عيون المها بين الرصافة والجسر جلبنا لى (السرد) من حيث أدرى ولاأدرى..فليفرح اولاد (قلبا) بفوز حمور زياده لأنه قبل كل شئ قد كسر سيطرة الهامش على الرواية وأراحنا وأراح الراحل محمد المهدى المجذوب فى قبره..رحمه الله
(عدل بواسطة حاتم الياس on 12-15-2014, 12:28 PM) (عدل بواسطة حاتم الياس on 12-15-2014, 12:31 PM)
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
حاتم الياس
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست